من المهمٌّ جدًّا للإنسان حينما يقع في مصيبة أن ينظر إلى مَن هو واقعٌ بشيءٍ أشد مما أصابه.
وهذه قاعدةٌ نفسيةٌ تُذكر اليوم في أدبيات العلاج النفسي، لكن سبقت إليها النبوة، كما في حديث خباب بن الأرت حين جاء إلى النبي وهو مُتوسدٌ في بردةٍ في ظل الكعبة، فقال: ألا تستنصر لنا؟! ألا تدعو لنا؟! فقال النبي : قد كان مَن قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض فيُجعل فيها، ثم يُؤتى بالمنشار فيُوضع على رأسه، فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليُتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون[1]أخرجه البخاري (3612)، (6943)..
فكان هذا درسًا لخبّاب ومَن معه ولنا، فمع هذه الشدة التي شعر بها خبّاب من شدة تعذيب قريش للصحابة في ذلك الوقت لكن الرسول أعطاه صورةً لمَن عانوا أشد مما عانى منه خباب وغيره.
وهذه من الأمور التي تُهدّئ النفس، انظر إلى غيرك ممن ابتُلي بمصيبةٍ مثلك أو أشد منك، هذه ستُسليك؛ أن هناك من الناس مَن أُصيبوا بمصيبةٍ أشد مما أصابك[2]تطبيقات تربوية - علاج الحزن والاكتئاب (بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري (3612)، (6943). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - علاج الحزن والاكتئاب (بتصرف). |