لا بد أن نعرف الحقوق التي لنا، والواجبات التي علينا، ولكن بالمعروف الذي يوافق الشرع؛ فحينما تضيع هذه المعرفة وهذه الثقافة يحصل إشكالٌ، فهذا يدَّعي أن هذا حقٌّ له، وهو ليس حقًّا له، وتلك تدعي أن هذا حقٌّ لها، وهو ليس حقًّا لها، وهكذا تضيع الحقوق.
يأتي الابن ويقول: المفروض أن أبي يفعل كذا، والبنت تقول: المفروض أن أمي تفعل كذا، والطالب يقول: المفروض أن المعلم يفعل كذا، فهو يرى أنه مفروضٌ عليه، ويجب أن يفعله، فيما ليس حقًّا له، وليس مفروضًا على الطرف الآخر أن يفعله!
وفي المقابل قد يقول الوالد أو الوالدة عن الأبناء، أو يقول المعلم عن الطلاب، ما ليس مفروضًا على الطرف الآخر أن يفعله!
وكذلك فيما بين الزوجين، مثلًا: لو أخذنا قضيةً من القضايا -دون دخول في التفريعات التي تتعلق بها- يحصل فيها ادِّعاءٌ من الزوج بأن هذا حقٌّ لي: أن زوجتي تُطيعني، ولا تعصيني، وتسمع كلامي، ولا تُبدي رأيها. فهذا اعتقاد عند بعض الأزواج.
وهذا ليس حقًّا بإطلاق؛ نعم، تُطيعك في أمر الله ، ولا تعصيك في أمر الله ، ولكن ألّا تَسمع لها رأيًا، أو تعتبر أنه لا ينبغي لها أن تتكلم فيما يتعلق بالقضايا البيتية؛ فهذا غير صحيح، بل هذا من حقها؛ أن تُبدي رأيها.
وقل مثل ذلك بشأن بعض ما قد تقوله الزوجة عن زوجها، وليست محقة فيه! [1]19- المربي الفعال.. القواعد (بتصرف)..
↑1 | 19- المربي الفعال.. القواعد (بتصرف). |
---|