سلوك الإنسان قائمٌ على الشمولية، فالإنسان عبارةٌ عن عقلٍ، ووجدانٍ وعواطف، وسلوكٍ حركيٍّ ومهارةٍ، فليس صحيحًا أن أُربي الابن حتى أُغذي عقله فقط، وأنسى جانبه الوجداني، أو جانبه المهاري، أو أُغذي ابني في جانبه المهاري، وأنسى الجوانب الأخرى، لماذا؟ لأن الإنسان عنده الشمولية؛ فهو يأتي بكل هذه الأشياء.
وقد اهتم الإسلام بهذه القضايا كلها، كما في الحديث: إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا[1]أخرجه البخاري (1968).، وقال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وماذا؟ وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162]، قضيةٌ شاملةٌ، وليست خاصةً.
وبعض الناس عنده اهتمامٌ بالجانب المادي في الأسرة: تصرفاته ممتازةٌ، لكن أين القضايا الأخرى؟! فهناك شموليةٌ في الإنسان تحتاج أن تُراعيها أيها الأب، وأيتها الأسرة.
والأصدقاء فيما بينهم يُروِّحون عن أنفسهم وينبسطون في جوانب معينةٍ، لكنهم ينسون الجوانب الأخرى، فمثلًا: أين الجانب الثقافي فيما بينهم؟ تجده ضعيفًا جدًّا! وأين الجانب الإيماني؟ تجد القليل منهم الذي يحرص على تغذية صديقه في الجانب الإيماني، وهكذا المعلم مع الطلاب، وغيرهم.
إذن الشمولية قضيةٌ مهمةٌ جدًّا، فلا أتجه إلى طرفٍ وأنسى أطرافًا أخرى، أو أتجه إلى مجالٍ في الإنسان، وأنسى المجالات الأخرى، بل لا بد أن آخذ القضية بشموليتها[2]تطبيقات تربوية - الإنسان بين المُسلَّمات والمُخرَجات 1(بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري (1968). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - الإنسان بين المُسلَّمات والمُخرَجات 1(بتصرف). |