إذا أردنا أن تكون الصلاة راحةً وأمنًا نفسيًّا لا بد أن نعيشها ذاتيًّا، ومن أكبر وسائل التربية الذاتية: المُحافظة على النوافل، وعلى رأسها قيام الليل.
والرسول لما علم أن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما -وهو الصحابي المعروف بحرصه الشديد على اتباع سنة النبي - عنده ضعفٌ في قيام الليل قال عليه الصلاة والسلام: نِعْم الرجل عبدالله لو كان يُصلي من الليل، يقول الراوي: "فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلًا"[1]أخرجه البخاري (1122)، ومسلم (2479).، يعني: بعد هذا التوجيه النبوي.
فهذا نموذج للتربية الذاتية في الصلاة، وهي أمرٌ بين الإنسان وربه، وهذا لا يكون إلا من خلال قيام الليل بالدرجة الأولى، ولو بركعةٍ، فكيف لو طال القيام؟! فطول القيام من الهَدْي النبوي في قيام الليل.
وكذلك الحرص على النوافل المُقيدة مثل: السنن الرواتب، والنوافل المُطلقة.
وأنا أعرف أحد القضاة لا يدخل مكتبه إلا ويُصلي ركعتي الضُّحى، وأصبح ذلك عادةً مُلازمةً له.
وكنتُ مُسافرًا مع أحد الأشخاص، وكنتُ مُنهكًا، وكنا نريد أن نصل إلى مكانٍ، وما نريد أن نتأخر، فإذا به يقف، فقلت له: خيرًا! ما بك؟! قال: أريد أن أُصلي صلاة الضحى؛ وهذا لمُحافظته عليها! فهذا من التربية الذاتية[2]تطبيقات تربوية - أرحنا بها يا بلال (بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري (1122)، ومسلم (2479). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - أرحنا بها يا بلال (بتصرف). |