انظر إلى الصفوف في الصلاة، والنظام فيها، على الرغم مما هو شائع عنا -نحن العرب- أننا أناسٌ غير منظمين، فإذا جئنا ووقفنا في انتظار شيءٍ معينٍ تجد الصورة غير مُنضبطةٍ، لكن في الصلاة -ما شاء الله- منضبطون!
ولما ترى مشهد الحرم المكي، أو الحرم المدني، أو المساجد الضخمة؛ تجد انتظامًا عجيبًا في الصلاة، والإمام يقول لهم: استووا، واعتدلوا. ثم ينتظمون، والنبي يقول: لتسون صفوفكم، أو ليُخالفن الله بين وجوهكم[1]أخرجه البخاري (717)، ومسلم (436).، فهذا من التماسك الجماعي.
وانظروا وقت الإفطار في الحرمين -وخاصةً في الحرم المدني-، حيث يُقدمون الوجبات عند الإفطار في رمضان، ثم في دقائق معدودةٍ كل شيءٍ يُزال، وتنتظم الصفوف، والجميع يسكت، ثم تجد الهدوء، ثم تجد المتابعة: إنما جُعل الإمام ليُؤتَمَّ به، فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمَن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلَّى جالسًا، فصلوا جلوسًا أجمعون، وأقيموا الصفَّ في الصلاة، فإن إقامة الصف من حُسن الصلاة[2]أخرجه البخاري (722)، ومسلم (414).، أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدُّوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فُرجاتٍ للشيطان، ومَن وصل صفًّا وصله الله، ومَن قطع صفًّا قطعه الله[3]أخرجه أبو داود (666)، وصححه الألباني..
فهذه الصورة العظيمة: هل فكرنا فيها، ونحن نقول: إننا غير مُنظمين؟! والإمام يُنظم آلاف الناس بكلمةٍ، بل ربما لم يقل حتى: استووا، والناس من أنفسهم ينتظمون! وندَّعي أننا غير قادرين على أن نُنظم أولادنا في الأسرة، وفي المجتمع!
ألا تلفت هذه المظاهر في الأعياد وغيرها أنظارنا؟![4]تطبيقات تربوية - أرحنا بها يا بلال (بتصرف)..
↑1 | أخرجه البخاري (717)، ومسلم (436). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (722)، ومسلم (414). |
↑3 | أخرجه أبو داود (666)، وصححه الألباني. |
↑4 | تطبيقات تربوية - أرحنا بها يا بلال (بتصرف). |