نحن لدينا اهتماماتٌ كثيرةٌ في الدنيا، لكننا نحتاج إلى أن نهتم وننظر للقضايا الأخرى المتعلقة بسعادتنا في الدنيا والآخرة، فابحث عن الهدف الذي هو بالنسبة إليك رقم واحدٍ، ورقم اثنين، ورقم ثلاثةٍ، ويكون الحرص على المهم فالأهم.
وينبغي أن يكون الهدف يُناسب شخصيتك وميولك، فالذي عنده رغبةٌ في خدمة المسلمين يشتغل في تفطير الصائمين وخدمة المساجد في مراكز الأحياء، وفي غيرها من الأعمالٍ التطوعيةٍ الخيريةٍ.
والذي عنده الجانب المتعلق بالترتيب والتنظيم فليُرتب حلقات تحفيظ القرآن، ويُساعد في جانب الأعمال التجارية لوالده، ونحوها من الأعمال.
والشخص الذي يميل لقضايا القراءة والبحث يعزّز هذا الجانب.
فانظر إلى أي اتجاهٍ تميل، واخدم الدين من خلاله، وبرّ والديك من خلاله.
كذلك ينبغي أن يكون الهدف واقعيًّا؛ فلا يكون هدفًا مثاليًّا، أو شيئًا يفوق قُدرتك، كأن تتصور أنك تختم في الثلاث أيام الأولى من رمضان، ثم تفاجأ بأنك لم تقرأ حتى عشرة أجزاء، ولا خمسة أجزاء؛ فتشعر بالإحباط!
كما ينبغي أن يكون الهدف مُتدرجًا، وأيضًا في سعيك لتحقيق هدفك شارك أناسًا يُساعدونك في تحقيق هدفك، وابتعد عن الأصدقاء والخِلَّان، وابتعد عن البيئة التي تُحبطك عن تحقيق هدفك؛ ولذلك ينبغي أن تبحث عن أصدقائك، ويقال: قل لي مَن صديقك، أقل لك مَن أنت! وكذلك بالنسبة للمرأة.
فحينما يكون هدفي إسعاد نفسي في الدنيا والآخرة، وإرضاء الله ، وبرّ والدي، وخدمة المسلمين؛ لا بد أن يكون الذين معي مُعينين لي على تحقيق هذا الهدف.
بهذه المنهجية نستطيع -إن شاء الله تعالى- أن نُغير ونُحقق قول الله : إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11][1]رمضان ومنهجية التغيير وتقوية الإرادة (بتصرف)..