علينا أن نُربّي أنفسنا في هذا الشهر على أننا لا نُفاوِض على عمل الخير؛ بل نكون مثل الصحابة كما وصفوا حتى في غير رمضان، فكانوا إذا أُمروا بخيرٍ يعملونه لا يسألون: هل هو واجبٌ أم مُستحبٌّ؟ وإنما يقومون به؛ فيستوي عندهم الواجب والمستحب في العمل، وكذلك المُحرَّم والمكروه في الترك، وهذا من المسابقة والمسارعة في الخيرات.
نعم لا شك أن الأمر الواجب يجب على الإنسان أن يعمله، والمُحرَّم يجب عليه أن يتركه، والمُستحبّ لا يجب، ولكن يُؤجَر عليه، والمكروه لا يحرم، ولكنه يُكره، لكن صاحب المقامات في العبودية لا يتهاون في المكروه.
وهكذا الذي يتربّى على حقيقة العبادة، وعلى قوله تعالى: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]؛ فيكون هذا الشأن عنده مهمًّا جدًّا؛ فلا يُفرِّق بين الواجبات، ويلتزم بها، ويحرص على المُستحبات كذلك والعناية بها بأي بابٍ من الأبواب، مثل باب الصدقة، باب الصلاة، باب الدعاء، باب نفع الآخرين، باب بر الوالدين، وباب صلة الأرحام، وغيرها، فيجعل له نصيبًا في ذلك كله ما استطاع سبيلًا[1]التربية في أحاديث الصيام (بتصرف)..
↑1 | التربية في أحاديث الصيام (بتصرف). |
---|