كان رسول الله يُسارع للخير ويجود به، حتى كان أسرع من الرِّيح المُرسلة، هل يستطيع أحدٌ منا أن يتصور هذه الريح السريعة العاصفة؟! فالرسول يوصف بأن جوده أشدَّ منها، علينا أن نتخيل هذا الأمر!
ولذلك فإن بقاء الإنسان في رمضان كما هو في غير رمضان خسارة واضحة، ويُخشى على الإنسان من ذلك، كما في الحديث: رغم أنفه؛ مَن أدرك رمضان فلم يُغفر له، وكذلك الزيادة بصورةٍ بسيطةٍ جدًّا دون محاولة المرء الضغط على النفس والارتقاء بها، بينما تراه يجود بما يستطيعه مما يملكه من قدراتٍ في أمورٍ عديدةٍ في هذه الحياة، دلالة كذلك على تدنِّي الهمة في العبادة!
ولهذا لما قال عبدالله ابن الإمام أحمد: "يا أبتي، لِمَ تُتْعِبُ نفسك؟!" يعني: هو حريصٌ على أبيه، فيقول له: لماذا تُجْهِد نفسك؟! قال الإمام أحمد: "راحتها أُريد"[1]"الفوائد" لابن القيم (42)..
انظر كيف يُفكِّر الإمام أحمد؟ يرى راحتها في الآخرة، هذا الذي يُريد، وكما في الحديث: اللهم لا عيشَ إلا عيش الآخرة[2]أخرجه البخاري (3797)، ومسلم (1804).، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنان في الآخرة.
فالإنسان مطلوبٌ منه أن يتربّى على هذه المعاني في الاجتهاد والارتقاء بالنفس في مرضاة الله ، وهذا مما يُعطي مُؤشرًا كبيرًا على استثمارنا لشهر رمضان![3]التربية في أحاديث الصيام (بتصرف)..
↑1 | "الفوائد" لابن القيم (42). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (3797)، ومسلم (1804). |
↑3 | التربية في أحاديث الصيام (بتصرف). |