عن أم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها قالت: كان رسولُ الله إذا دخل العَشْرُ أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ وشَدَّ الْمِئْزَرَ[1]أخرجه مسلم (1174).. ونحن مُقبلون على العشر الأواخر، فما مدى الاستعداد؟
لا بد من تهيئةٍ كما قال العُلماء؛ فالإنسان يُهيئ نفسَه، ويتأهب تأهبًا كاملًا للعمل، وإلا كيف سيعمل؟! فربما تضيع عليه العشر الأواخر؛ لأنه لم يتأهب ويستعد، بخلاف الذي يضع في باله مزيدًا من العناية والحرص! خصوصًا وأن تِلكُم الليالي فيها ليلة القدر -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يدركها- فلا نجعل تلك الليالي الفاضلة كبقية الليالي الأُخرى؛ ولذلك كان الرسول يجتهد فيها.
كما نلاحظ في شأن هذه العشر: كيف أن الله يُربي عباده، فيقول العلماء: إن الله غيَّبَ عنا ليلة القدر، ولو كانت في ليلةٍ معينةٍ لقامها الناس وتركوا بقية الليالي! فالقول الصحيح أنها تتنقل من ليلةٍ إلى أخرى على مدار السنين؛ ولذلك كان النبي يتحراها من خلال الاعتكاف في العشر ولزوم العبادة وجمع القلب، يجمع قلبه على ذلك حتى يُدركها[2]التربية في أحاديث الصيام (بتصرف)..
↑1 | أخرجه مسلم (1174). |
---|---|
↑2 | التربية في أحاديث الصيام (بتصرف). |