يقول النبي : لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضًا، فيجعلها الله هباءً منثورًا فقيل: مَن هم؟ قال: أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها[1]أخرجه ابن ماجه (4245)، وصححه الألباني.، فإشكاليتهم أن مُراقبتهم لله ضعيفةٌ، وهذا كله يُعطي حاجةً كبيرةً جدًّا إلى أهمية التربية الإيمانية، والوازع الديني، ومُراقبة الله؛ فحتى لو خلا بمحارم الله لا ينتهكها، ولو ضعف رجع سريعًا بالتوبة النَّصوح.
وخذوا مثالًا: ما ذكره صاحب كتاب "ماذا خسر العالم من انحطاط المسلمين؟" حيث ذكر أن أمريكا قامت بحملةٍ إعلاميةٍ أنفقوا فيها أموالًا ضخمةً جدًّا لمنع الخمر، وأوجدوا سجنًا للمُخالف، ومع شدة تلك الإجراءات إلا أن عدد شاربي الخمر ازداد، وهذا يُعطينا دلالةً -كما ذكر صاحب هذا الكتاب باستنتاجه الجميل- على أنهم لم يُربوا على قضية المُراقبة الذاتية لله .
وذكر الدكتور عبدالله الخاطر استشاري الطب النفسي -رحمه الله- في إحدى رسائله: أنه في إحدى السنوات في الثمانينيات في إحدى الولايات الأمريكية انقطع التيار الكهربائي ثماني ساعات، فأُحصي في الساعات الثماني خمسة آلاف حالة سرقة، وما كانت موجودةً من قبل؛ لأن (الكاميرات) كانت تُشرف على الوضع، لكن لما ذهبت (الكاميرات) بذهاب الكهرباء أصبح لا رقيبَ، وليست هناك رقابةٌ ذاتيةٌ، ولا خوف من الله [2]59- حاجات الأسرة بين الفرص والتحديات 3.
↑1 | أخرجه ابن ماجه (4245)، وصححه الألباني. |
---|---|
↑2 | 59- حاجات الأسرة بين الفرص والتحديات 3 |