كنا في ندوةٍ من الندوات، وكان أحد المسؤولين في جامعة الأمير نايف الأمنية قدَّم ورقةً أمنيةً فيما يتعلق بوسائل الاتصال، وما يرتبط بهذه التقنيات الحديثة، فتناقشت معه بعد اللقاء فقلتُ له: ما تفسير هذه الأشياء الجديدة التي بدأ المجتمع الإسلامي يسمع بها: فهذا يقتل أباه وأمه، وهذا يرى أنه يتقرب إلى الله بقطع الرؤوس، ويُكفِّر ويُفجِّر، وما شابه ذلك؟
فقال لي: القضية ليست مُرتبطةً بمُتدينين أو غير مُتدينين، ولا بأغنياء أو فُقراء، ولا بأناسٍ في تحفيظ القرآن، أو ليسوا في تحفيظ القرآن، ولا بأناسٍ مُتعلمين أو غير مُتعلمين، فكل هذه الأشياء موجودةٌ.
فقلتُ: طيب، ما تفسير هذه القضية؟
قال: أُفسرها بقضية ضعف الاستقلال الفكري. قلتُ: ماذا تقصد بضعف الاستقلال الفكري؟ قال: بيئاتنا الأُسرية ومُجتمعاتنا وبيئاتنا التعليمية غالبًا لا تُربي على قضية الشعور بالأمن الاجتماعي من خلال الحوار والنقاش، فليس للمرء مجالٌ أن يُبدي رأيه في كثيرٍ من هذه البيئات، ومن ثم تُحبس بعض القضايا لديه ويكون عنده شُبهاتٌ، وتتلقفه أذرع التقنية والإعلام الجديد، ويجد مَن يحتضنه في سماع الرأي والشبهات، وتجد هذه الخطَّافات فرصةً كي تدخل في عقله فيتبناها! وهكذا تظهر المُفاجآت، ويتفاجأ بعض الآباء بأبنائه أو بأشخاصٍ ما كان يتوقع منهم مثل هذه القضايا!
فهذه قضيةٌ نحتاج أن نتنبه لها، وأنا أرى أن هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة اليوم، فينبغي أن نُوجد الأمن الاجتماعي والحماية من الفكر المُنحرف أيًّا كان اتِّجاهه: ذات اليمين، أو ذات الشمال![1]31- أهمية التربية للمجتمع 1 (بتصرف)..
↑1 | 31- أهمية التربية للمجتمع 1 (بتصرف). |
---|