الانحراف في الأفكار أخطر من الانحراف في السلوك؛ لأن انحراف سلوك الإنسان يعرف أنه خطأٌ، فالإنسان يشرب الخمر ويعرف أنه خطأٌ، ويزني ويعرف أن الزنا خطأٌ، فهو يفعل الأشياء الخاطئة ويعرف أنها خطأٌ، وهو يُدرك الصواب، لكن نفسه تضعف، وهو مُحاسَبٌ على ذلك ما دام أنه مُكلَّفٌ.
ولكن صاحب الانحراف الفكري يرى أن ما يُمارسه من تكفيرٍ وتفجيرٍ وإلحادٍ وليبراليةٍ وعلمانيةٍ وغير ذلك هو الصواب، فهنا تكون المشكلة كبيرةً في قضية الانحراف الفكري؛ ولذلك لا بد من العناية الكبرى فيما يتعلق بالبناء الفكري، ويتلوه البناء السلوكي.
فإذا بنينا أجيالنا بناءً فكريًّا بالمُعتقد الصحيح، والأفكار والمبادئ الصحيحة؛ فإنه في الغالب -بإذن الله- تنضبط السلوكيات، ويكون ذلك سهلًا، ولو انحرف تسهل كذلك إعادته إلى الفطرة المُرتبطة بالفكر والمنبع الصافي.
فنحن اليوم في صراعٍ فكريٍّ وسلوكيٍّ شديدٍ، ولكن الفكري بدأ يظهر بشكلٍ كبيرٍ جدًّا في ظل المُتغيرات العالمية والقرية الواحدة![1]32- أهمية التربية للمجتمع 2 (بتصرف)..
↑1 | 32- أهمية التربية للمجتمع 2 (بتصرف). |
---|