كنتُ أُصحح أوراق طلابي في أحد المُقررات، فلفت نظري طالبٌ من الطلاب قد كتب في إجابته لسؤالٍ: اذكر مثالًا حول جانبٍ من جوانب الأمور التي يكرهها الناس، أو حول هذه القضايا فيما يتعلق بجوانب الاتصال ومهارات الاتصال في مقررٍ عندنا اسمه: "مهارات الاتصال"، وهو مُقررٌ مهمٌّ جدًّا.
فكتب الطالب أنه لما ذهبنا إلى رحلةٍ بحريةٍ للكلية، وكان معنا الطلاب والأساتذة، قال لي الدكتور السعدي: أنت فاشلٌ. وأنا لا أعلم لماذا قال لي هذا الكلام؟! وهل له قصدٌ في هذا الموضوع أم لا؟
فهو يكتب هذا الكلام في ورقة الإجابة، وقد أخذ إجابةً كاملةً عليها؛ لأنه مطلوبٌ منه مثالٌ، وقد أجاد المثال، لكن استغربتُ استغرابًا شديدًا جدًّا؛ لأني لا أذكر هذا الموقف أبدًا، وحاولتُ أن أتذكر فلم أستطع أن أتذكر هذا الكلام ألبتة.
فأرسلت له على الجوال الذي كتبه في ورقة الإجابة رسالة صوتية، قلتُ له فيها: قرأتُ إجابتك، ووالله لا أذكر أبدًا أني قلتُ هذه الكلمة في مثل هذه المناسبة، وليس من عادتي أن أقول ذلك، لكنني أقولها أحيانًا من باب المزاح والتَّلطف الزائد عن حدِّه، وهذا لا بد أن تضعه في بالك. فشكر ذلك جزاه الله خيرًا.
فالمربي ينبغي أن يشعر بدوره وأثره على الأجيال، فما كنتُ أتوقع أبدًا هذه الكلمة التي قلتُها، وقد نسيتها تمامًا، وإلى هذه اللحظة لا أذكر أبدًا أني قلتُها من باب المُمازحة والمُداعبة، أنا أجزم بهذا 100%، وقلتُ له: ليتك ذكرتَ هذا الكلام في وقته؛ لأننا قد تجاوزنا ثلاثة أشهر تقريبًا، ولا يزال حابسًا لها في ذهنه!
لذلك ينبغي للمُربي -من أبٍ ومُعلمٍ ومُؤثِّرٌٍ- أن يحسب حسابًا لهذه القضايا![1]33- أهمية التربية للمجتمع 3 (بتصرف)..
↑1 | 33- أهمية التربية للمجتمع 3 (بتصرف). |
---|