الله تعالى يقول: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [البقرة:143]، فالتوسط في كل شيءٍ نعمةٌ ورحمةٌ، لكن التوسط ليس بالهوى والرغبة، وإنما لا بد له من مرجعيةٍ، كما في كل الأمور الأخرى، وهذه المرجعية الوحي: الكتاب، والسنة، وكلام العلماء في الأمور الاجتهادية وما يتعلق بذلك.
لذلك نجد مثلًا أنَّ هناك إفراطًا وتفريطًا بالفكر، كما في الغلو، والتطرف، والتكفير، والتفجير، هذا في جهةٍ، وهناك الليبرالية، والعلمانية، والإلحاد، وما شابه ذلك، والتوسط في أخذ الأفكار الصحيحة كما جاء بها كتاب الله وسنة النبي .
وهكذا ينبغي أن نُربي أنفسنا على قضية الأفكار السليمة، فنكون مُتوسطين في الأفكار، وفي قضايا التعامل، فلا نكون اجتماعيين في كل أوقاتنا؛ نعيش مع الناس كيفما شاءوا، وكأنهم هم الذين يُديروننا، وليس لنا خلواتٌ مع الله، ولا قراءات خاصَّة، ولا عناية بأنفسنا، وربما نهتم بالناس وننسى أُسرنا! وربما نكون مُنعزلين عن الناس، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم[1]46- ثلاثيات في النفس البشرية وتربيتها..
↑1 | 46- ثلاثيات في النفس البشرية وتربيتها. |
---|