من القصص المؤثرة في الإقبال على كتاب الله العظيم: أحد كبار السن من أقاربي -رحمة الله عليه- تُوفي وعمره ستٌّ وتسعون سنةً، كان مُنْهَمِكًا في سنواته الأخيرة مع كتاب الله ، يختمه كل يومين، وأذكر أنني اتَّصلتُ به قبل وفاته وقلتُ له: كيف حالك يا عم؟ قال: أُبشرك؛ على ما أنا عليه، ولله الحمد والمنة-. ثم أُخذ إلى المستشفى، وكان آخر عهده قبل موته في آخر الليل وهو يقرأ في سورة يوسف، رحمة الله عليه.
كان يقول لي: يا خالد، والله حينما أتلو كتاب الله والله لا يأتي في بالي شيءٌ من لُعَاعَة الدنيا البتَّة، ولا أُفكر فيها، وأسبح مع كلام رب العالمين بصورةٍ عظيمةٍ جدًّا.
ويقول: أنا لستُ مثلكم يا شباب؛ إذا قرأتم كتاب الله ذهب الذهن ذات اليمين وذات الشمال، وإذا أغلقنا المصحف وتركناه قليلًا وجئنا بعد فترةٍ ما أعرف أين وصلتُ؟ يقول: أُبشرك، أعرف والله أين وصلتُ تمامًا، وحينما أبدأ بالآية أذهب إلى العالم الآخر تمامًا، وأسبح فيه، وأشعر بالمتعة واللَّذة.
هذا كله من توفيق الله؛ فلا بد أن تكون بين الإنسان وبين الله خبيئةٌ، لا بد أن تكون بينه وبين الله تلاوةٌ، وكذلك الصيام بينه وبين ربِّ العالمين، لا بد أن يكون له حالٌ مع ربه، ولا بد أن يغرس في أبنائه ذلك، ولا بد أن يرى أبناؤنا حرصنا على العبادة، فما أحسن أن تعلم أن ابنك يصوم صيام النَّفل! أو يعتني بكتاب الله ! أو يقوم الليل قبل أن ينام ويُصلي الوتر، أو يفعل ذلك آخر الليل! إلى غير ذلك مما تفاجأ باهتمامه بدل أن يجلس على الجوَّال طوال الوقت![1]تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 10..