في قصة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: قال رسول الله : إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدِّثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: فقال: هي النخلة، قال: فذكرتُ ذلك لعمر، قال: "لأن تكون قلتَ: هي النخلة، أحبّ إليَّ من كذا وكذا"[1]أخرجه البخاري (26)، ومسلم (2811)، واللفظ لمسلم..
فلما أبلغ بذلك أباه تمنى لو أن ابنه نطق بما أدركه وعلمه، وقد كان ما أدركه هو الصحيح، مع أنه أصغر القوم، وكبار القوم لم يُدركوه، وهذا أمر قسمه الله في البشر، وأوجد التفاوت بينهم فيه، وليس في ذلك مَنْقَصةٌ أن الإنسان لا يُدرك في قضيةٍ معينةٍ الصواب، فقد يكون من أذكى الأذكياء، ولكنه في قضيةٍ معينةٍ لم يُصب الحقَّ؛ لأنه بشرٌ.
ولذلك ينبغي ألا تُربط القضية بمنصبٍ، أو جاهٍ، أو علمٍ، أو سِنٍّ، أقصد: قضية المكانة والوزنية العلمية، فمَن هو دونه قد يصيب الحق في قضيةٍ ما أكثر منه[2]تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 13..
↑1 | أخرجه البخاري (26)، ومسلم (2811)، واللفظ لمسلم. |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 13. |