أحد الأشخاص في الدمام: أراد أن يشتري مِعْطَفًا لابنه الصغير، فذهب لشراء المعطف، لكن الابن في البيت، فذهب الأب واختار ما رآه حسنًا واشتراه، فالذي فكَّر هو الأب، والذي لبس هو الابن.
وأثناء وجوده في المحل لشراء المعطف وجد رجلًا أوروبيًّا قد أتى لنفس الغرض، لكن ابنه معه! فيقول: جلستُ أتأمل الموقف وأنا في مكاني، وإذا بالرجل يقول لابنه: ما رأيك؟ ما المناسب؟ فيقول: هذا مناسبٌ... ويستمر الحوار: لكن هذا فيه كذا.. اللون ليس مناسبًا.. هناك لونٌ أحسن منه... إلخ.
وجعل يُحاور ابنه ويُناقشه، ويُصوِّب، ويُخطِّئ، وبدأ ابنه يُفكر ويتأمل، ويُعطي رأيه، فقد يكون رأيه أصوب من رأي أبيه.
يقول صاحبنا: فأدركتُ كم فقد ابني الذي سأُكرمه بهذا المعطف وأُحسن إليه -وهو يستحق الإحسان- مثل هذه الفوائد التي لو رافقني لاستفادها وتربَّى على كيفية التفكير بطريقةٍ صحيحةٍ، وكيف يستطيع أن يخرج من أزمةٍ بطريقةٍ سليمةٍ، وكيف يستطيع أن يختار بين أمرين.
وقد جربتُ هذا مع طلابي، فكنتُ أُعطيهم اللغز فيقول أحدهم جوابًا خاطئًا، ثم يقول الثاني جوابًا خاطئًا، فيبدأ الكثير منهم يقولون: أعطنا الجواب، والنادر من يقول: لا تعطنا الجواب واجعلنا نفكر! فأقول لهم: إذا كان جواب الأول والثاني خطأً فعليكم أن تُفكروا، حاولوا... وقد أقول لهم: في الأسبوع القادم أنتظر منكم الجواب؛ فيقول أحدهم: لماذا الأسبوع القادم؟! أعطنا الجواب الآن مرةً واحدةً! وهذا يدل على أنه ليس هناك جَلَدٌ على التفكير، وهذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا![1]تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 13..