مرَّ الرسول على غلامٍ يسلخ شاةً، ولكن ليس له خبرةٌ، فبدأ يُحاول ويدْحس ولا يستطيع، فالنبي لم يتركه، ولم يقل بأنه طفلٌ؛ لأنه قد يُؤذي نفسه، وقد لا يتعلم أصلًا، فكيف يتطور في هذا الجانب؟!
فالنبي دَحَسَ بيده بين الجلد واللحم، وأبعد الجلد عن اللحم، وقال: هكذا يا غلام فاسلُخ[1]أخرجه أبو داود (185)، وابن ماجه (3179)، وابن حبان في "صحيحه" (1163)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (179)..
فأصبح الغلام ينظر إلى تطبيقٍ عمليٍّ أمامه، وهذا الذي نقوله يا أساتذة تعليم الفقه وتعليم الدين، ويا أساتذة تعليم التخصصات الأخرى.
مثالٌ آخر: الوضوء وما يتعلق به، وشروط الوضوء، ... إلى آخره، عندما تجد الأبناء -مع كل ما تعلَّموه- أحدهم يُجيد الوضوء وآخر لا يُجيد الوضوء! فما السبب؟!
من أسباب ذلك: أن طريقة التعليم لم تكن طريقةً عمليةً، ستجد القضية أصبحت قضيةً عمليةً إذا هم رأوا النموذج أمامهم يتوضأ، وأيضًا بعدما رأوا النموذج قاموا بالوضوء، وتُوبعوا في مثل هذه القضية.
فهذه الأمور تحتاج إلى تعليمٍ عمليٍّ، لكن بعض الآباء لا يتحمل، يريد أن يكون الأمر سريعًا، يقول: قلتُ له: هذا خطأٌ، خلاص انتهى! أنا وجَّهتُه وما نفع!
فنقول له: القضية ليست مجرد أوامر وتوجيهات، القضية ليست بهذه المثابة أبدًا، وإنما تحتاج إلى عنايةٍ ورعاية![2]تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 13..
↑1 | أخرجه أبو داود (185)، وابن ماجه (3179)، وابن حبان في "صحيحه" (1163)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (179). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - نماذج من القصص النبوي 13. |