لا بد من تربية النفس البشرية وتربية الأجيال على الجمع بين العلم والعمل، هذه ركيزةٌ أساسيةٌ في التربية.
يأتي لي شخص في البيت، وآخر في المدرسة، وآخر في الجامعة، وآخر في الشركة... إلى آخره، أيًّا كان مجال العمل، فيُخرج لي مخزون معلومات، ومخزون شهادات، لكن إنتاجه ضعيفٌ!
ويأتي شخص آخر، ما شاء الله، لديه طاقة رهيبة ومُنتج، لكنه ما عنده (كتالوج)، وما عنده علمٌ!
فلا هذا سيُفلح، ولا هذا سيُفلح، وكلٌّ سيحصل عنده إشكالٌ بناءً على الحال التي هو فيها؛ ولذلك ينبغي أن تُربى الأجيال على الهمَّة العالية مع العلم الذي يُبصّرهم؛ لأنه قد تكون عنده همَّة لكن على جهلٍ!
فمثلًا هؤلاء الذين يقتلون الناس ويُفجرونهم عندهم همَّة أعلى من هِممنا كلنا، لكن المشكلة في الجهل، لا يوجد علمٌ يُبصرهم ويهديهم، بل شُبهات وظلمات بعضها فوق بعضٍ. كما قد تجد مَن لديه علمٌ وهو مُبْصِرٌ تمامًا لكنه يخلد إلى الكسل، فـاللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل[1]أخرجه البخاري (2823)، ومسلم (2706)..
فالعجز: لا يستطيع أن يفعل. والكسل: يقدر أن يفعل لكن لا يفعل.
فكلاهما قد يكون عنده علمٌ، فهو يعرف أنه من المُفترض أن يفعل هذا الفعل، لكنه يكسل ولا يعمل به؛ فهو يُدرك -مثلًا- أن صلاة الجماعة واجبةٌ، لكنه يُفوتها، ويُدرك أن هذا الفعل حرامٌ، لكنه يقترفه.
فأين نحن وأجيالنا من هذين الأمرين؟!
الفَلَاح الحقيقي في العلم الصحيح مع العمل الصالح، في الهمَّة العالية والإرادة مع العلم الذي يُبصِّرنا ويهدينا الطريق المستقيم؛ لذلك لا بد من النظر إلى هذين الأمرين جميعًا.[2]تطبيقات تربوية - الحاجة إلى التربية..
↑1 | أخرجه البخاري (2823)، ومسلم (2706). |
---|---|
↑2 | تطبيقات تربوية - الحاجة إلى التربية. |