جاءتنا التقنية وباغتتنا بثورتها المعلوماتية والنمو التقني الرهيب بالثواني والدقائق والساعات، ونحن في مكاننا في عالم التربية! وأنا أجزم أنه لو جاءتنا التقنية مع قوةٍ في التربية لاستطعنا أن نجعل هذه التقنية وسيلةً للنجاح في هذه الحياة لمعظم أجيالنا، ولاستطاع أجيالنا أن يُدركوا كيف يستثمرونها ويُطبقونها علمًا وعملًا؟
وفي هذا مثالٌ على قضية العلم والعمل، ومثالٌ على الهمَّة، وعلى العمل الذي يُبصِّر، فأجيالنا لديهم أجهزةٌ، بل حتى كبار السن الآن لديهم الأجهزة الذكية، وشبكات التواصل الاجتماعي بين أيديهم، لكن أين العلم والإرادة؟ إن كان العلم الذي يُبصِّر ويهدي، ولا شكَّ أنه العلم بنور الله من خلال العلم الصحيح، والعلم الدنيوي الذي يُساعدني على استثمار هذه التقنية بما يُفيد؛ فأنعم به وأكرم. لكن ماذا بعد العلم؟ أين الهمَّة في العمل؟!
هذه الهمّة هي التي تنتج جيلًا مُتربيًا يستطيع أن يتعامل مع التقنية بطريقةٍ سليمةٍ، لكن الذي حصل أن التقنية جاءتنا بأذرعها الكثيرة ونموها المتسارع مع ضعفٍ في التربية، فحصلت هزَّةٌ شديدةٌ! فلم أرَ في حياتي شيئًا هزَّ قوام الأفراد في مجتمعنا وأُسرنا كما هزَّتها شبكات التواصل الاجتماعي، فلا ينفك مُلتقًى أو لقاء أو أُسرة أو أي مجتمع صغير وكبير إلا وتجد قضية شبكات التواصل الاجتماعي على رأس القائمة في الاستشارات والمُعاناة!
والحقيقة أن هناك همَّةً قويةً عند بعض الناس في استخدام التقنية، لكن -للأسف- حسب الإحصاءات: كل المُؤشرات إلى الترفيه برقم واحدٍ! بفَنِّه، ورياضته، بحلاله، وحرامه، ومَنْ يريد أكثر يدخل على الألعاب الإلكترونية، ومن هذه المضامين والمنافذ المختلفة يدخل على الأفلام، على المسلسلات، على الأغاني... إلى آخره!
فهل نسارع إلى التدارك في التربية، بما يواكب هذا التسارع في التقنية؟![1]تطبيقات تربوية - الحاجة إلى التربية..
↑1 | تطبيقات تربوية - الحاجة إلى التربية. |
---|