كنا في رحلةٍ لأعضاء هيئة التدريس في كلية التربية، وكنتُ أتحدث مع أحد الفُضلاء، وهو أستاذٌ هنديٌّ يُدرس اللغة الإنجليزية عندنا في الكلية، فكنا نتحدث حول موضوع الطلاب: مَن يُحبون؟ وعلى مَن يُثنون؟ ويذهبون لمَن؟ ويكشفون أسرارهم لمَن؟ ويتشوَّقون إلى مَن؟ ... إلى آخره.
وخذ مكان الطالب: الابن، البنت، الموظف.
لا يمكن أبدًا أن تكون الإجابة إلا: للمُربي الذي وُفِّق للتربية!
فليس المعلم الذي همُّه فقط أن يُنجز مادةً والسلام، حتى لو انضبط في حضوره، واترك الذين يُضيعون الأمانة عندهم، فالأمانة حتى في الأمور الدنيوية ضائعة، لا، بل هذا تجده أمينًا في الناحية الدنيوية: يحضر في الوقت، يُقدم الذي عنده، ومع السلامة! لكن غير ذلك لا يوجد تواصلٌ، ولا علاقاتٌ، ولا اهتماماتٌ، ولا رعايةٌ، ولا حبٌّ، ولا رغبةٌ في حلِّ مشكلاتٍ، ولا نزولٌ لهم، ولا ما شابه ذلك.
كذلك تجد آباء يأنسون بأصحابهم ويتركون أبناءهم وزوجاتهم! وهذا أشد وأشد، فهو أبعد ما يكون عنهم، يأنس بأصحابه، ويأنس بمَن يلتقي معهم، بينما لا تجده بمثل هذه النفسية حينما يكون مع أسرته.
السر في ذلك هو التربية، السر في ذلك هو المُنتج التربوي؛ لذلك نحن في أمس الحاجة إلى التربية، فالتربية بالغة الأثر والأهمية[1]تطبيقات تربوية - الحاجة إلى التربية..
↑1 | تطبيقات تربوية - الحاجة إلى التربية. |
---|