فرقٌ بين الأسرة التي عندها اتفاقيةٌ ونظامٌ وغيرها..!
فالآن حتى في الأُسر والشركات والمؤسسات الأسرية وشركات الأسرة يتَّجهون إلى ما يُسمى بـ: دستور الأسرة، أو الدستور الأُسري، وهو: أن يكون هناك نظامٌ يُكْتَب للأسرة، ويُتعرف على كل ما يحتاجه أفراد الأسرة من خلال هذا النظام، حتى إنني سمعتُ بأسرةٍ تمَّ فيها إنشاء دساتير وأنظمة تُنظم العلاقات بين الآباء والأبناء، مع أن العلاقات بينهم قويةٌ جدًّا، ومع ذلك كانوا مُصرين على إيجاد نظامٍ ودستورٍ مكتوبٍ يتَّفق عليه، ويسمع آراء الجميع فيه، فكان الأمر حقيقةً مُدهشًا!
والسبب في ذلك: أن الآباء لا يريدون خلافات بين الأبناء في المستقبل، وكذلك الأبناء يريدون أيضًا أن تظل علاقاتهم الإيجابية فيما بينهم في وقت وجود آبائهم كما هي في الأوقات الأخرى، وهذا الأمر يُساعد عليه الوضوح في النظام، ومعرفة ما لهم وما عليهم.
ولذلك تعددت المواقف والقصص فيما يتعلق بهذه الجوانب، خاصةً أن الجانب المالي ولو صَغُر يحتاج إلى الانتباه له حتى لا يقع خلافٌ بين الأبناء، وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال إدراك بعض الجوانب التي يمكن أن يتَّفق عليها من خلال وجود نظامٍ أُسريٍّ مُتفاعلٍ، ووضوحٍ بين أفراد الأسرة عن طريق بعض الأنظمة والأعراف وبعض الجوانب الشرعية.
وقد تكون هناك أشياء ألِفَتها الأسرة سابقًا، فتجديدها ومُراجعتها والنِّقاش حولها مهمٌّ جدًّا، وقد يكون هناك نظامٌ حصل في السابق، فيمكن أن يُراجع هذا النظام، وهذا كله من الوضوح في التربية: كقرارٍ -مثلًا- اتُّخِذَ من أجل رحلةٍ، أو من أجل إمضاء إجازةٍ معينةٍ، أو من أجل شراء شيءٍ معينٍ، فمن الوضوح حينما يكون هناك تجديدٌ أو تغييرٌ لمثل هذه القضايا بين أفراد الأسرة أن تُعلم![1]41- الوضوح التربوي..
↑1 | 41- الوضوح التربوي. |
---|