من خصائص طريقة النبي ومنهجه في تعديل السلوك: أن النبي كان يستحضر الجانب المُتعلق بالربانية والعبودية لله ، فنحن نُعبِّد الناس لله ، وحينما نعدل سلوك أبنائنا وزوجاتنا وأنفسنا والآخرين نريد أن نتقرب إلى الله أكثر، وليس فقط لكي نعيش حياةً دنيويةً سعيدةً، فلا بد أن نستحضر هذه القضية، والله تعالى يقول: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً أي: في الدنيا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97] أي: في الآخرة.
فهذه القضية مهمةٌ؛ ولذلك في توجيه النبي للغِلمان كما حصل لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما وهو معه ورديفه على الدابة يقول له: يا غلام، إني أُعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله ... إلى آخر الحديث المشهور في هذا التوجيه النبوي العظيم[1]أخرجه الترمذي (2516)، وصححه الألباني..
إذن لا بد أن نجعل تعديل السلوك لأنفسنا ولغيرنا عبادةً مُستحضرةً، وأن نُدرك أننا بذلك نتقرب إلى الله في هذا التعديل، وكذلك نُؤثر في الطرف الآخر حتى يكون أقرب إلى الله .[2]53- المنهج النبوي في تعديل السلوك 1..
↑1 | أخرجه الترمذي (2516)، وصححه الألباني. |
---|---|
↑2 | 53- المنهج النبوي في تعديل السلوك 1. |