هناك فيديو مشهورٌ انتشر بين الشباب كثيرًا لشابٍّ (دون العشرين أو في أوائل العشرينات) يحزن ويبكي من أجل أن فريقه انهزم! ويأتي المُذيع في القناة ويُقابله، وهذا الشاب لا يملك انفعاله الشديد؛ فهو يبكي بُكاءً شديدًا، حتى إنه لا يستطيع أن يُعبر من شدة بكائه؛ لشدة حزنه!
والله يقول عن صنف من الصحابة (تخلفوا عن الجهاد معذورين): وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا، وهذا يبكي بسبب الكرة وانهزام الفريق! ما ملك نفسه!
وفي مقابل هذا تأتي لقطةٌ أخرى لشابٍّ في الحرم، وهو على وشك أن يختم بين يدي شيخه، ويقرأ آخر سورةٍ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس]، ثم يختم كتاب الله حفظًا، ويسجد سجود الشكر هو وأبوه، ويحصل البكاء والدموع، مع أنها لحظةٌ يختلط فيها الفرح والبكاء، ولكنا نأخذها من جهة البكاء كمثالٍ، فيختلط هذا الانفعال.
إذنْ هناك فرقٌ بين الصورتين والبكاءين: بكاءٍ لله (كما قصَّه القرآن علينا)، وبكاءٍ للدنيا؛ حيث الأعين تذرف الدمع من شدة تأثره بالأفلام! ويُشاهد البطل والبطلة لا تُضبط أمورهما، ولا يحصل الشيء المُترقب أن يصلا إليه، فمن التأثر تدمع عينه! مع أنهم جالسون يُتابعون شيئًا لا شكَّ أن جزءًا منه حرامٌ، وجزءًا منه من العبث إن لم يكن حرامًا؛ فتدمع العين!
وحين يُسأل عن دمعة عينه عندما يسمع آيات الله تُتلى، أو يأتي الخطيب الواعظ فيَعِظ، فيبحث عنها، ويقول: لا أجدها! لا شكَّ أن هذا يحتاج إلى (فرمتة) لهذه الانفعالات ولهذه الشخصية[1]تطبيقات تربوية - صور من الانفعالات..
↑1 | تطبيقات تربوية - صور من الانفعالات. |
---|