في حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري": أن رجلًا قال له النبي : لا تغضب، فردد مرارًا قال: لا تغضب[1]أخرجه البخاري (6116)..
فهذه وصية نبينا ، وهي قضيةٌ مهمةٌ جدًّا في منهج الوقاية.
وفي الحديث الآخر عند الطبراني عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: قلتُ لنبي الله : يا نبي الله، قُلْ لي قولًا أنتفع به وأَقْلِل لعلي أعقله. فقال نبي الله : لا تغضب[2]أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6399)..
فالحديثان اشتركا في لفظٍ واحدٍ هو: لا تغضب، لكن ليس المقصود هنا بقوله: لا تغضب أن الإنسان لا تمر به حالة غضبٍ، فكلنا سنمر بحالة غضبٍ، وهذا أمرٌ فطريٌّ وطبيعيٌّ وجِبِليٌّ في الإنسان.
لكن المقصود هنا: قطع أسباب الغضب، والأمور التي تُمهد للغضب، وليس النهي عن الغضب مطلقًا، هذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا.
فهذا هو الشخص الحكيم الذي يُربي تربيةً صحيحةً، ويعرف مجالات الغضب ومُؤثراته ومُثيراته وأسبابه وبواعثه ودوافعه؛ فيبتعد عنها: لا تغضب أي: لا تقترب من مُؤثرات الغضب ومُثيراته، وابتعد عن أسبابه وطرقه.
فأي بيئةٍ مُثيرةٍ، وأي حالةٍ مُثيرةٍ، وأي مناسبةٍ؛ تُسبب ذلك؛ يكون من الحكمة أن يبتعد عنها الإنسان إذا كان يغلب على ظنِّه أنها ستُسبب له الغضب، عملًا بوصية النبي : لا تغضب.
والأمر الآخر كما قال بعض أهل الاختصاص هو: التَّدريب والتَّمرين والمُمارسة لطرق الابتعاد عن الغضب ومُسبباته[3]تطبيقات تربوية - انفعال الغضب 1..
↑1 | أخرجه البخاري (6116). |
---|---|
↑2 | أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6399). |
↑3 | تطبيقات تربوية - انفعال الغضب 1. |