لا بد من الاهتمام بالتحصين الإيماني والعلمي؛ لأن مداخل الشيطان على الإنسان إما بالشهوات، وهذه علاجها بالإيمان، وإما بالشبهات، وهذه علاجها بالعلم، كما يقول ابن القيم -رحمه الله-: "إن القلب يعترضه مرضان يتواردان عليه، إذا استحكما فيه كان هلاكه وموته، وهما: مرض الشهوات، ومرض الشبهات، هذان أصل داء الخلق إلا مَن عافاه الله"[1]"مفتاح دار السعادة" لابن القيم (1/ 110)..
يعني: أن مداخل الشيطان على النفس تكون من خلال الشهوات والشبهات، وهما أكبر خطرين من أخطار التقنية اليوم، كما أننا لا نستطيع أبدًا أن نكون دائمًا على رؤوس أبنائنا عند كل شهوةٍ، وعند كل شبهةٍ، فقد يجد الشهوة والشبهة من خلال رابطٍ معينٍ، أو (الواتس آب)، أو شخصٍ ما يُرسل له شيئًا فيه انحرافاتٌ ذات اليمين وذات الشمال في الجانب الفكري أو الأخلاقي!
فنحتاج إلى أن نُنَمِّي فيهم الجانب الإيماني، وأن يكون لنا دورٌ في التربية الإيمانية داخل أُسرنا؛ ليكون لذلك أثره في حفظهم من الفتن والانحرافات.
فلابد أنْ نسأل أنفسنا: ما الدور التربوي الذي قدَّمناه لأُسرنا؟ وهل هو الدور المطلوب فعلًا أم أننا مُقصِّرون فيه؟
والجواب: إننا مُقصِّرون! ليس تواضعًا، وإنما هي الحقيقة؛ ولذلك لا عاصمَ إلا بالتربية الإيمانية، وتعميق عظمة الله ، وبيان حقّ الله في العبودية.
وفي الجانب الآخر لابد من الاعتناء بالجانب العلمي؛ لأجل دفع الشبهات، بحيث تكون عند الابن المعرفة والعلم الصحيح، والتفكير السليم، ولا يكون شخصًا إمَّعةً، كما جاء في الحديث: لا تكونوا إمَّعةً، تقولون: إن أحسن الناس أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تُحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا[2]أخرجه الترمذي (2007).؛ فيكون عنده تمييزٌ، وقُدرةٌ على التحليل، وقُدرةٌ على النقد.
والخلاصة أننا نحتاج إلى أن نُراجع أدوارنا وأهدافنا التربوية داخل أُسرنا فيما يتعلق بالتربية الإيمانية والعلمية[3]التربية في عصر التقنية والإعلام الجديد..
↑1 | "مفتاح دار السعادة" لابن القيم (1/ 110). |
---|---|
↑2 | أخرجه الترمذي (2007). |
↑3 | التربية في عصر التقنية والإعلام الجديد. |