عندما أخبرت قريش أبا بكرٍ بأن صاحبه (رسول الله ) أُسْرِي به إلى المسجد الأقصى، وعُرِجَ به إلى السماء، قال: "أوَ قال ذلك؟" قالوا: نعم. قال: "لئن كان قال ذلك لقد صدق"، قالوا: أوَ تُصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يُصبح؟ قال: "نعم، إني لأُصدقه فيما هو أبعد من ذلك؛ أُصدقه بخبر السماء في غَدْوَةٍ أو رَوْحَةٍ"؛ فلذلك سُمي أبو بكر: الصدِّيق[1]أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4407)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (306)..
وعمر بن الخطاب يقول للحجر الأسود: "إني أعلم أنك حجرٌ، لا تَضُرُّ ولا تنفع، ولولا أني رأيتُ النبي يُقبِّلك ما قبَّلتُك"[2]أخرجه البخاري (1597)، ومسلم (1270)..
وعلي بن أبي طالب يقول: "لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخُفِّ أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيتُ رسول الله يمسح على ظاهر خُفَّيه"[3]أخرجه أبو داود (162)، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (103)..
فلماذا نمسح على الأعلى مع أن الأسفل هو الأوْلى بالمسح؟ لأن النبي فعل ذلك، وهو القُدوة، ولو جلسنا نُفكر ونقول: الباطن هو الذي يَحْتَكُّ بالأرض؛ لجعلناه أوْلى بالمسح. لكننا مأمورون بالاتباع والاقتداء؛ فلهذا قال علي : "لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخُفِّ أوْلى بالمسح من أعلاه".
والتربية بالقدوة تُعلمنا أن نجعل العقل في مكانه الصحيح، وألا يكون فوق الشرع؛ بل الشرعُ هو المُهيمن على العقل.
ولهذا فالكثير من اللوثات العقلية والفكرية المُنحرفة الموجودة اليوم إنما يكون علاجها بالتربية بالقدوة؛ وأنْ تُربَّى الأجيال على حقيقة الاقتداء بالنبي ومَن اتَّبعه بإحسان[4]التربية بالقدوة (حائل)..
↑1 | أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4407)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (306). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (1597)، ومسلم (1270). |
↑3 | أخرجه أبو داود (162)، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (103). |
↑4 | التربية بالقدوة (حائل). |