أعجبني أحد الطلاب عندنا في مُقررٍ اسمه "تعديل السلوك"، وكنتُ ألزمتهم بواجبٍ عبارة عن: أن ينتقوا فنيةً من فنيات تعديل السلوك التي درسناها في المقرر، ويُطبقوها على أحد أفراد أُسرتهم، أو على مَن يشاؤون، فقال لي أحد الطلاب يومها-وكان تطبيقه على قيمة الأمانة والصدق-:
عندي ثلاثة إخوانٍ صغارٍ، وأعطيتُهم مبلغًا طلبوه حتى يشتروا شيئًا من البقالة، فذهبوا واشتروا، ثم لما عادوا سألتُهم سؤالًا فقلتُ: هل بَقِيَ شيءٌ من النقود؟ قالوا: نعم، وكل واحدٍ أخرج الباقي.
فقلتُ لهم: أنا سأسألكم سؤالًا: لماذا أعدتُم الباقي؟ لماذا لم تسكتوا وتضعوه في جيوبكم؟
قالوا: لا، نحن تعلمنا هذا الشيء منك، ونحن نُلاحظ أنك تفعل نفس هذا الفعل مع أبينا، فإذا ذهبتَ لتشتري شيئًا فإنك تُعيد باقي المبلغ.
فهؤلاء الصغار تأثروا بتصرف أخيهم الكبير -الذي هو الطالب الذي كان يحكي هذا الموقف- فاكتسبوا قيمة الصدق والأمانة، وتربوا عليها من صغرهم؛ وهكذا إن شاء الله تنضج عندهم هذه القيمة إذا أصبحوا على المَحَكِّ؛ لأنهم تربوا على رؤية القدوة في هذه القيم والأخلاق والآداب العظيمة[1]المحاضرة 24/ وقفاتٌ تربويةٌ.!
↑1 | المحاضرة 24/ وقفاتٌ تربويةٌ. |
---|