قدمتُ دورةً بين الآباء والأبناء، وطلبتُ من الجهة المُنظمة أن تُحضر آباءً وأبناءً بعضهم مع بعضٍ، وبالفعل حضر آباء وأبناء، وحصل النقاش، ومما لفت نظري: أنه كان هناك شخصٌ أعتبره هو الذي كان ينبغي أن يُقدم الدورة، ولستُ أنا! وقد قلتُ هذا الكلام في اللقاء.
هو موظفٌ في (أرامكو)، ومسؤوليته كبيرةٌ، لكنه أدهشني عندما قال لي: أنا عندي يوميًّا ساعةٌ مهدَّفةٌ مع الأسرة.
قلتُ: ماذا تقصد بساعةٍ مهدفةٍ مع الأسرة؟
قال: هذه الساعة لها هدفٌ: إما جماعي، أو فردي، والجماعي يعني: أن تكون الأسرة موجودةً كلها، يعني مثلًا: يقرؤون مع بعضٍ آياتٍ وتفسيرها، ويأخذون فوائدها، ويعملون مسابقاتٍ، ويتشاورون. يقول: نتشاور في أوضاع الأسرة، مثلًا: في حفل زواجٍ، ماذا سنفعل فيه؟ أو نتناقش في مشكلة حصلت لأحد أبناء الأسرة.
فهذا الأخ يقول: هذا اللقاء مهدف: إما مع أحد الأبناء، أو إحدى البنات فقط، أو لجميع الأسرة يوميًّا.
يقول: ساعة لا بد أن أُمضيها معهم، مع أنه لا يعود إلا قبل المغرب، لكنه عنده هذا المشروع بعد المغرب.
يقول: ولا ينخرم هذا الأمر إلا في حالة سفري، أو حالة المرض، لا سمح الله.
فهذه صورةٌ رائعةٌ نحتاج إليها بشكلٍ كبيرٍ، وتَلَمُّس مثل هذه النماذج للاقتداء بها مهمٌّ جدًّا[1]القيادة الأسرية الناجحة في رمضان..
↑1 | القيادة الأسرية الناجحة في رمضان. |
---|