رابط المادة الصوتية:
https://drive.google.com/file/d/1Ee0pBVkUI8g0gow7sEN3To7SuH1M1ovA/view?usp=sharing
المحتوى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أولًا: نعتذر عن التأخير في المجيء إلى المكتب والتأخر في الطريق، وقفنا في محاضرتنا السابقة حول ما يتعلق بالاجتهاد ومسالك العلماء في تعريفه، وقلنا: إن منهم من عرف الاجتهاد: بأنه بذل المجهود، ومنهم من عرفه: بأنه ملكة تحصيل الحجج، ولا شك أن الأشهر والأكثر من التعريفات هو التعريف الأول، لكن بالمقارنة نجد أن التعريف الأول يصف الاجتهاد بأنه من فعل المجتهد، والثاني: أنها صفة تتحصل للمجتهد، ضعوا هذا في أذهانكم لأننا قد نحتاجه بعد قليل.
أما بالنسبة لبعد ذلك إذا قلنا: إنه من بذل المجتهد فلا شك أن البذل ليس واحداً عند المجتهدين، فمنهم من يبذل قصارى جهده في الوصول إلى الحكم الشرعي، وهذا ما يعرف بالاجتهاد التام، وآخر قد يبذل بعض وسعه كما تقدم وهذا الاجتهاد الناقص، ولا شك أن الاجتهاد إذا لم يكن تامًا كما عبرنا وقلنا بعض الأصوليين يعبرون بقولهم: "حتى يشعر من نفسه العجز عن طلب المزيد"[1]في روضة الناظر وجنة المناظر (2/ 334): "أن يبذل الوسع في الطلب إلى أن يحس من نفسه بالعجز عن مزيد طلب"، وفي المدخل إلى … Continue reading.
فهذا هو المشروط في الاجتهاد وأن لا يدخر وسعًا في بحثه وطلبه للحكم الشرعي من حيث بذل أقصى ما يستطيع، وغاية اجتهاده في التوصل والبحث للوصول إلى الحكم الشرعي.
شروط الاجتهاد
أما بالنسبة لشروط الاجتهاد فشروط الاجتهاد منها ما يتعلق بالمسألة المجتهد فيها ومنها ما يتعلق بذات المجتهد ولعلنا نبدأ بما يتعلق من الشروط بذات المجتهد؛ لأنه هو الأسبق فإذا لم تتوفر الشروط في المجتهد فلا يصح له أن ينظر في المسألة المجتهد فيها، ولذلك ذكر العلماء والأصوليون ذكروا من هذه الشروط التي ترجع إلى المجتهد شروطًا كثيرة، لكن لعلنا نجملها في الشروط الثلاثة:
الأول: إحاطة المجتهد بمدارك الأحكام: ومدارك الأحكام هي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، وغيرها فمدارك الأحكام هي منابع الأحكام، أو مصادر الأحكام التي هي طريق للتوصل للحكم الشرعي وهذه بلا شك الأدلة التي هي متفق عليها الكتاب والسنة والإجماع والقياس والمختلف فيها مما تعرفون ونعني بكلمة إحاطة يعني أنه قد حصل في ذلك شيئا كثيرا طبعا الإحاطة التامة التي لا يعزب عنها شيء هذا قد تكون متعذرة لكن مقصود أنه يعني محيط بأغلب مصادر الأحكام، ويعرف تفاصيلها وما يتعلق بها، كذلك أن يكون هذه هي مصادر لكن كيف نتعامل مع المصادر؟
وعلى المجتهد أن يكون محيطًا بما يعتبر في الحكم، يعني له دخل في إنشاء الحكم، فالدليل لوحده قد يكون فيه إجمال، أو يكون فيه إطلاق، أو يكون فيه عموم، فلا بد أن يكون المجتهد عارفًا بدلالات الألفاظ، وما يتعلق بتقسيماتها، والمجمل من المبين، والخاص من العام، والمقيد من المطلق، والأمر وأقسامه، والنهي الذي أخذناه في موضوع دلالات الألفاظ، وكذلك ما يتعلق بحروف المعاني، وما تشتمل عليه من المعاني، وكذلك الناسخ والمنسوخ.
كذلك ما يذكرون في شروط المجتهد معرفة ترتيب الأدلة، وتقديم ما يجب تقديمه، وهذا لا بد منه؛ لكي لا يقدم ما حقه التأخير من الأدلة، ولكي لا يؤخر ما حقه التقديم، فيعرف كيف طريقة ترتيب الأدلة من حيث الدلالة، ونحن نعرف أن من الأدلة ما دلالته قطعية، ومنها ما دلالته ظنية، فحينئذ يقدم القطع على الظني، ومن الأدلة ما هو متفق على اعتباره مثل: دلالة الكتاب والسنة والإجماع، ومنها ما هو مختلف في اعتباره، وهي الأدلة المختلف فيها، فهذه كلها لا بد أن يكون المجتهد عارفًا وعالمًا بها.
وأما ما يرجع من الشروط إلى المسائل أو المسألة المجتهد فيها، وقبل ذلك ما يتعلق بالعدالة، تكلمنا عليه، فسننتقل إلى المسائل المجتهد فيها شروطها من يعني هذه الشروط إجمالا أن تكون المسألة غير منصوص عليها، وغير مجمع عليها، يعني المسألة التي هي محل البحث لا بد أن تكون غير منصوص وغير مجمع عليها، قال لحديث: معاذ السؤال ما وجه الدلالة من حديث معاذ[2]أخرجه أبو داود (3592)، عن أناس من أهل حمص، من أصحاب معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث … Continue reading على هذا الشرط؟
لو نسمع مثلًا عبدالله الغامدي
الطالب: بالنسبة لحديث معاذ شيخنا الذي يقول: بأنه يجتهد رأيه فالدلالة أنه إذالم يكن في المسألة دليل من الكتاب أو السنة يجتهد.
الشيخ: متى ذكر الاجتهاد؟
الطالب: ذكروا بعد الكتاب والسنة.
الشيخ: ما قال : "أجتهد رأيي ولا آلو" إلا بعد أن ذكر الكتاب والسنة، ثم بعد ذلك ذكر الاجتهاد.
فإذا كانت المسألة أو الحكم منصوص عليه من الكتاب أو السنة، أو مجمع عليه فحينئذ لا يجوز أبدًا أن ينظر في هذه المسألة نظر اجتهاد، لأنه معروف أن القاعدة لا اجتهاد مع النص.
الشرط الثاني: أن يكون النص الوارد في المسألة إن ورد فيها نص محتملًا قابلًا للتأويل إذن إذا كانت منصوصة نقصد هنا في الشرط الأول أن يكون منصوص على حكمها فلا تأويل ولا احتمال، أما إذا كانت فيها نص لكن هذا النص محتمل فحينئذ لا يصح، ويجوز الاجتهاد.
المقصود هنا في الشرط الأول أن يكون النص قطعي الدلالة، لا يحتمل شيء آخر، أما الثاني لا، فالمقصود به أن يكون ظني الدلالة، وإذا كان الدليل ظني الدلالة فهذا معناه أنه قابل للاجتهاد.
أمثلة ذلك كثيرة مثل ماذا؟
الصحابة عندما اختلفوا حين قال النبي : لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة[3]أخرجه البخاري (946) و(4119).، دليل بالنسبة للصحابة قطعي ما فيه كلام، النبي قال هذه العبارة لكن اختلفوا في معناه واجتهدوا وكل له رأيه، وكل عمل برأيه، والنبي لم يثرب على واحد من الطائفتين.
الشرط الثالث: ألا تكون المسألة المجتهد فيها من مسائل العقيدة التي لا يجوز فيها الاختلاف، ومعروف أن مسائل العقيدة ليست محل الاجتهاد؛ لأن غالب مسائل العقيدة قطعية وعلمية، لكن نقول غالب لماذا؟ لأن هناك من مسائل العقيدة ما هو محل للاجتهاد واضح لكن غالب الاجتهاد هو في مسائل الأحكام الشرعية.
أما مسائل العقيدة فمجال الاجتهاد فيها ليس بالكثير وإلا في اجتهاد في مسائل العقيدة؟
نعم قد يوجد، والصحابة رضي الله تعالى عنهم اختلفوا في بعض مسائل العقيدة كاختلاف الصحابة في رؤية النبي لربه بعيني رأسه، هل رآه أو لم يره؟
والخلاف في هذا معروف بين ابن عباس وبين عائشة رضي الله تعالى عنهم.
الطالب: شيخنا بخصوص مسألة الرؤية أنا راجعت في هذه قال ابن تيمية.
الشيخ: نحن عندما نقول هذا تمثيلًا وليس خوضًا لغمار المسألة.
الطالب: في الحقيقة بين الصحابة لم يكن خلاف، فابن عباس أطلق لم يقل بعينيه، وإنما قال: رأى ربه، وفي رواية أخرى لابن عباس تبين أنه رآه بفؤاده فيكون موافق.
الشيخ: كذلك أيضًا خلافهم في مسألة: عذاب القبر هل العذاب على الروح أو على الروح والجسد؟
وأيضًا من المسائل في الميزان هل الأعمال فقط هي التي توزن؟ أو الذي يوزن أيضًا صاحب العمل؟ وهكذا.
فهناك مسائل، وابن تيمية نص على هذا في الفتاوى[4]ينظر: مجموع الفتاوى (3/ 230).، قال: بأن ما كان منها فيه دقة من مسائل العقيدة دقيق، وكذا هذا قد يحتمل الخلاف، لكن أغلب مسائل العقيدة بلا شك واضحة، ولا يجوز الاجتهاد فيها.
أيضًا من الشروط المتعلقة بالمسائل المجتهد فيها: أن تكون من النوازل، أو مما يمكن وقوعه في الغالب، والحاجة إليه ماسة؛ لأن المقصود بالاجتهاد ثمرته، وهي الوصول إلى الحق والحكم الشرعي، فإذا كانت المسألة لا تدعو الحاجة إليها، ولا حاجة للناس بها، لا تكون محل للاجتهاد، هذه بعض شروط المسألة المجتهد فيها.
أقسام المجتهدين
وعندنا بالمناسبة إذا تكلمنا عن مسائل الاجتهاد فنتكلم على أقسام المجتهدين: ونحن نعلم أن الاجتهاد؛ لأنه من فعل المجتهد فالناس أقسام، ودرجاتهم في هذا متفاوتة، فمن الناس من يفتح الله عليه فيبلغ أقصى غايات الاجتهاد، ولذلك العلماء كالنووي[5]ينظر: المجموع شرح المهذب (1/ 42)، وما بعدها.، وابن حمدان[6]ينظر: صفة المفتي والمستفتي ت أبي جنة (ص: 154-172). عندما تكلموا في صفة المفتي تكلموا عن هذه القضية وهي أقسام المجتهدين، وبيّنوا أن المجتهدين على أقسام، وأيضًا ابن القيم ذكرها في "إعلام الموقعين"، وذكر أن هناك أربعة أقسام[7]ينظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين (4/ 162-164).، ومنهم من ذكر أكثر من ذلك، لكن هذا الأنسب، وهي:
القسم الأول: المجتهد المطلق: وهذا القسم هو وأعلاها بلا شك، والمجتهد المطلق هو الذي يعلم كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويعلم أقوال الصحابة، وكذلك عنده حظ وافر من الملكة، ويجتهد كذلك في النوازل، ولا شك أن مثل هذا يسمى مجتهد مطلق.
لماذا وصفنا الاجتهاد بالإطلاق؟ وإذا وصفناه بالإطلاق أخرجنا مجتهد ماذا؟
أخرج به المجتهد المقيد إن صح التعبير.
المطلق؛ لأنه خرج عن نطاق المذهب، مثل هؤلاء أمثلة المجتهدين أمثلة الاجتهاد المطلق يمثل له بالأئمة الأربعة.
الطالب: كذلك ابن تيمية كذلك الإمام المالك والشافعي والإمام أحمد وأيضًا من المتأخرين بعدهم نعم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى، والناظر في كتبه وفتاواه يلحظ هذا بوضوح أنه رحمه الله تعالى اجتهاده مطلق، فإنه يتجاوز أحيانًا حتى المذاهب الأربعة التي ربما تتفق على مسألة من المسائل لكن الإمام رحمه الله تعالى ينظر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ويوازن ويجد أن الحق في غير ما اختاره الأئمة الأربعة، وهذا واضح لمن عرف وقرأ مؤلفات شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
هذا كما قلنا أعلى المراتب بعد ذلك طبعًا وهؤلاء بلا شك أنه لهم الحق في الإفتاء والاستفتاء. الافتاء من قبلهم، والاستفتاء من قبل المستفتين، ولا شك أنهم كما يقول أهل العلم: إنهم من المجددين الذين يقومون بحجة الله في أرضه.
والقسم الثاني من أنواع المجتهدين: المجتهد المقيد: عكس المطلق، والمقيد المقصود به أنه يتقيد بمذهب من ائتم به، ولكن ما معنى أنه مقيد بمذهب من ائتم به؟
يعني أنه يعرف فتاواه، وأقواله، ومآخذه، وليس شرطًا أن يقلده، وننتبه لنفرق بينه وبين القسم الثالث، فالمجتهد المقيد المقصود به أنه يجتهد في مذهب إمامه، بمعنى أنه يعرف طريقته في استنباطه، ويعرف أصوله وأقواله ومآخذه في الحكم، فهو يتمكن من الاستنباط بمثل طريقة إمامه، فحينئذ هذا يسلك نفس طريقة إمامه ولكن لا يخرج عن مذهب إمامه، ولذلك أحيانا قد يوافق إمامه، وأحيانا يخالف، ومثل لذلك بأصحاب الأئمة الذين أقصد أصحاب الأئمة الأربعة على سبيل المثال بالنسبة للمذهب الحنفي محمد بن الحسن، وأبو يوسف يعقوب الأنصاري، والمذهب المالكي أصحاب مالك المقربين منه مثل: ابن القاسم، وأشهب، وكذلك أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى مثل المزني، والبويطي، وغيرهم فهؤلاء يتعاملون مع الأدلة ومآخذهم هي مآخذ أئمتهم، ومع ذلك نجد أن مثلا عند الأحناف يقولون: هذا اختاره محمد ابن الحسن، وخالف في ذلك خالف أبا حنيفة، ويعني هذا واضح ومع ذلك يسمى هذا الاجتهاد اجتهاد مقيد.
والقسم الثالث: مجتهد ومقيد: مجتهد ومقيد في مذهب من انتسب إليه، مقرر له بدليله، ولا يتعدى أقواله، ومتى ما وجد نص إمامه لم يعدل إليه، مثل ما قلنا بالنسبة للتخريج، التخريج قلنا: إن المخرج المذهب إنما يقوم بعملية إن صح التعبير الترجيح في أقوال المذهب فقط، يعني مثل المجتهد المقيد الآن الثالث هذا القسم الثالث أنه قد يجد إمامه له عدة أقوال فهو دوره أن ينتقي من هذه الأقوال، لكن لا يخالف تلك الأقوال.
وبعضهم يمثل لهذا النوع من المجتهدين بابن قدامة والنووي وغيرهم من الأئمة الذين يعرفون مذهب الإمام، وأقواله، وكل رواياته ونصوصه، وما إلى ذلك ويرجحون بينها.
والقسم الرابع: مجتهد في مذهب إمامه: من أنواع المجتهدين الذي يجتهد في مذهب إمامه لكن سمي اجتهادًا من باب الوصف، وإلا هو مقلد محض ومن جميع الوجوه، وإنما يأخذ بمأخذ إمامه ولا ينظر حتى إلى أدلة الكتاب والسنة، إنما يذكرها كما يقال على وجه التبرك والفضيلة لا على وجه الاحتجاج والعمل، بل ربما إذا رأى حديثًا مخالفًا وإن كان صحيحًا يخالف قول إمامه فإنه يأخذ بقول الإمام ويترك الحديث، كما أثر عن بعضهم أنه يقول: "أي حديث يخالف مذهبنا فهو إما مؤول أو منسوخ"[8]ينظر: إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد (ص: 17)، وعلم أصول الفقه وخلاصة تاريخ التشريع ط المدني (ص: 260)، والمدخل … Continue reading، وهذا محرم بلا شك، خاصة إذا قصد ترك الحق وإن كان واضحًا فهذا لا شك أنه أمر لا يجوز.
فهذه أربعة أقسام ذكرها الإمام بن القيم رحمه الله تعالى، وهناك من قسم مثل هذا التقسيم لكن بطريقة أخرى.
هل الاجتهاد يتجزأ؟
طيب عندنا مسألة لعلنا نختم بها، وما أظن نستطيع نأتي عليها؛ لضيق الوقت، وهي مسألة: تجزؤ الاجتهاد، هل الاجتهاد يتجزأ؟ أو أنه كتلة واحدة لا يمكن أن يتجزأ.
أولًا: صورة المسألة:
صورة المسألة أن يأتي مثلًا عالم من العلماء إلى باب من أبواب الفقه فيجتهد فيه، يجتهد وربما يتوصل إلى حكم باجتهاده لكن في باب آخر من أبواب الفقه لا يتمكن من الاجتهاد؛ لقلة بضاعته في معرفة تفاصيل ذلك الباب، فهل يمكن أن يحصل هذا والاجتهاد يتجزأ؟
المسألة هذه مما اختلف أهل العلم فيها على قولين:
فبعض العلماء يرى أن الاجتهاد قد يتجزأ، فيكون للإنسان قدرة على استنباط بعض المسائل في باب دون مسائل باب آخر.
وكذلك أيضًا يعرف بصفة عامة، يعرف مثلًا وليس شرطًا الأبواب حتى كتاب العبادات مثلًا درسه وعرفه ودقق فيه وإلى آخره. دون مثلًا باب أو كتاب القضاء.
وشيخ الإسلام يرى أن هذا ممكن إلا أنه استبعد قضية الاجتهاد في مسألة واحدة من باب، يعني يقول: بأنه يبعد الاجتهاد فيها، يعني أنه يكون واحد فقط في مسألة مثلًا طلاق الحائض فقط، تجد أنه يقول يصل إلى درجة الاجتهاد هذا يقول: إنه مستبعد نوعًا ما، يعني لو أن الإنسان عنده مثلًا باب الطلاق يجتهد فيه ويمحص يقال: نعم، أما فقط أن يقال في مسألة قال: بأنه يستبعد.
المهم أكثر الأصوليون ذهبوا إلى جواز تجزؤ الاجتهاد، بمعنى أنه يجوز للإنسان المجتهد أن يجتهد في باب من أبواب الفقه دون غيره.
وأوضح ما يمكن أن يقال مثلًا في أبواب الفقه ما يتعلق بالمواريث، فالمواريث لا علاقة لها تقريبًا وطيدة بأبواب الفقه، أو بكثير من أبواب الفقه، فيكون هذا المجتهد بلغ قمة الاجتهاد والإبداع إن صح التعبير في تمييز مسائل المواريث، وتمييز الدقيق منها، وحل الإشكالات الواردة فيها إلى درجة أنه يستطيع أن يختص، ويصطفي لنفسه آراء بناء على ما توصل إليه اجتهاده.
وعندكم في صفحة 700 من الروضة، تفصيل في تجزؤ الاجتهاد ما نريد أن نأخذه، الآن نريد نكمل، وهناك من منع، نحن أتينا بالقول الأول.
والقول الثاني هم المانعون الذين يقولون: أبدًا الاجتهاد كتلة واحدة إن صح التعبير، لا يمكن أن يتجزأ، فمن يجتهد في أبواب الطهارة فهو قطعًا يستطيع أن يجتهد في أبواب الصلاة، وأبواب المعاملات، والقضاء، وغيره واضح، وكل له أدلته.
نكمل ما تبقى في الدرس القادم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
نرحب وإياكم بشيخنا وأستاذنا فضيلة الدكتور/ خالد بن أحمد السعدي الذي تكرم أن يكون معنا في هذه الدورة الثانية من دورات: "وحدة الخريجين" في كلية الشريعة والقانون، والموضوع كما وصلكم موضوع مهم جدًّا، يتعلق بمهارات التواصل كأحد خصائص الخريج، ولا شك أن أمر التواصل هذا أمر مهم، وشيخنا ممن له باع طويل في هذه الموضوعات، نسأل الله أن يفتح عليه، وأن يزيدنا وإياه علمًا وهدى وتوفيقًا، وأن ينفعنا بما نسمع.
طبعا الدورة أو المحاضرة نصف ساعة بإذن الله ، ومن كان عنده بعد ذلك سؤال أو إضافة ممكن بعد ذلك مثل ما تعلمنا أو عرفنا بالأمس، تفضل شيخنا.
مهارات التواصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فحياكم الله أيها الإخوة الأكارم، والحقيقة أنا سعيد جدًّا باللقاء بكم، وقد كنا معكم قبل ثلاث سنوات وها أنتم في السنة الرابعة على وشك التخرج، نفع الله بكم أينما كنتم، وغفر الله لأخي الشيخ الدكتور عامر، واللبيب بالإشارة يفهم، وجزاكم الله عنا، وعن المسلمين جميعًا خيرًا.
الوقت قصير، ولن أكرر بعض مفردات المقرر السابق، وليست القضية هنا أكاديمية أكثر منها عملية.
أحبتي الحقيقة نحن بأمس الحاجة إلى أن نتذكر العظماء في هذه الأمة، وكيف كان تواصلهم؟
وكيف كان تأثيرهم؟
وكيف كان دورهم الحياتي؟
أحبتي الكرام نحن نغبط كثيرًا الذين يحملون العلم الشرعي، وأثرهم كبير أينما كانوا، وأينما وقعوا نفعوا، وهكذا يجب أن يكون كل واحد منكم، وسيكون أجره عند الله عظيمًا كبيرًا، وسينال بها سعادة الدنيا، وسعادة الآخرة بإذن الله .
انظروا إلى قدوتنا النبي محمد كيف كان يغشى المجالس، ويغشى التجمعات، والأسواق، كيف كان هو بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام حطمه الناس؟
كيف كان النبي وهو القائل: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم[9]أخرجه الترمذي (2507)، وابن ماجه (4032)، وأحمد في المسند (5022)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين"، … Continue reading.
كيف وهو الذي قال بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس[10]أخرجه الطبراني في الأوسط (6026)، والكبير (861)، والقضاعي في مسنده (129)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3289)..
وقال عليه الصلاة والسلام: أثقل شيء في الميزان يوم القيامة خلق حسن[11]أخرجه أحمد في المسند (27555)، وقال محققوه: "حديث صحيح"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5721).، إلى آخره.
انظروا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ودورهم وأثرهم وتعبهم، وانظروا لأبي بكر الصديق الذي سيدخل من أبواب الجنة الثمانية، انظروا لهذه المواصفات التي كانت سببًا في دخوله من أبواب الجنة الثمانية كيف هي تلكم القضايا التي بينه وبين الله، والقضايا التي بينه وبين الناس.
وأبو بكر أرحم أمة محمد بأمة محمد، وعمر بن الخطاب الذي هو أشدهم في الحق[12]إشارة إلى حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله … Continue reading، ومع ذلك كيف كان وهو يقول: "ويل لي ولأمي إن لم يغفر الله لي"[13]ينظر: الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 274)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (44/ 444).، وكان يقول: "رحم الله أبا بكر كان أعلم مني بالرجال"[14]ينظر: تاريخ ابن خلدون (2/ 542)..
ورُوي أن الإمام أحمد لما قال له ابنه: لم تتعب نفسك؟ قال: "راحتها أريد"[15]ينظر: عيون الأخبار، لابن قتيبة (2/ 401)، والمجالسة وجواهر العلم، للدينوري (4/ 48)، وفي تفسير الراغب الأصفهاني (3/ 1200): … Continue reading.
انظروا لعبد الله بن المبارك كيف كان هذا المجاهد المحدث يعمل حينما يذهب إلى الحج ويهيئ الأماكن للحجاج، فيسبقهم، وكان يؤثر حتى في الفضيل بن عياض:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا | ...................[16]ينظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (32/ 449)، وتاريخ الإسلام ت بشار (4/ 895)، وسير أعلام النبلاء ط الرسالة (8/ 412)، وطبقات … Continue reading |
وابن تيمية رحمه الله كان وهو في السجن إذا ادلهمت بتلاميذه الأمور كما يقول ابن القيم[17]ينظر: الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 48): "وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما … Continue reading أتينا إليه وهو في سجنه، ويسليهم رحمة الله عليهم.
وانظروا للإمام محمد بن عبدالوهاب كيف كان؟ كيف فعل؟ كيف أثر؟ كيف كان في وضع ليس كالوضع الذي نحن فيه؟
وانظروا للشيخ ابن السعدي رحمه الله يقول البعض: كيف أن الشيخ استطاع أن يؤلف كُتبًا في مجالات عديدة، وبلغات يقرؤها طالب العلم، والعالم والعامي، جزء من تفسير ذلك وقد حدثنا بذلك الوالد رحمة الله عليه، والأعمام رحمهم الله وبارك فيمن بقي، تواصله مع المجتمع كان كبيرًا جدًّا، وتواصله إلى أن أصبح شيخًا قاضيًا محتسبًا، وطالب علم وواصلًا، إلى آخره.
وكان له ورقة يضعها في جيبه للقهوات اليومية، وكان حتى في الزيارات الخمس دقائق أو السبع دقائق أو العشر دقائق كان يستثمرها في جانب إيجابي، بل يهيئ بعض الناس حتى يسألوا ويتفق معهم على ذلك.
وانظروا للشيخ ابن باز رحمة الله عليه كيف بلغ ما بلغ رحمه الله وفي هذا الزمن الصعب، وكيف كان هذا الرجل في تواصله، والقضية الواحدة يكتب فيها المائة رسالة أو أكثر لنفس الشخص كمثال.
هذه القضايا وغيرها من القضايا كل هؤلاء كانوا إيجابيين، وكانوا في مستوى من النقل هذا العلم الذي تعلموه إلى غيرهم كان الناس كما قال الآجري في كتاب "أخلاق العلماء"[18]قال وهب بن منبه لعطاء الخرساني: "كان العلماء قبلنا استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى … Continue reading: يحتاجونهم في أمور دينهم ودنياهم.
وبعد هذه الإطلالة السريعة أيها الأحبة: أرجو إن شاء الله نصف ساعة أو أقل وأحاول أن أنتهي ثم نستمع لتعليقاتكم وليس فقط الأسئلة، يعني مختصر جدًّا، مختصر لأمور معينة أؤكد عليها بعد أن ذكّرنا أنفسنا بهؤلاء العظماء، جعلنا الله وإياكم منهم.
كم الأمة بحاجة إلى مثلهم وأمثالهم وإلى أنصافهم، وإلى أجزاء منهم، كم نحن بأمس الحاجة أن نقتدي بهم، وهذا واجب علينا وبالذات حملة العلم الشرعي، والذي ليس حاملًا للعلم الشرعي يدرك هذه القضية، ويدرك الفضل العظيم الذي تفضل الله به عليكم أيها الأحبة.
القضية الأولى: الإخلاص: وأنت في عملك ومهنتك فالله يحدث بما في قلبك وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة، هذا أمر بينك وبين الله، فقد يسبقك غيرك في التأثير، وفي محبة الناس له، ويجعل الله له ودًا كما جاء في الآية: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا[مريم:96]، وذلك مع أنه أقل مهارات، وربما أقل علمًا، إلى آخره، بسبب أمر بينه وبين الله، خبيئة صدق، سماحة ليس في قلبه غلًا على أحد، هذه قضية ضعوها في بالكم.
القضية الثانية: الذكاء العاطفي: ويمكن نبرز فيه إظهار التعاطف بشكل أكبر، فأنت حينما تكون في عملك أخي الكريم وأيًا كان هذا العمل حينما تظهر للآخرين من فوقك ومن تحتك، ومن معك، ومن هو مستفيد، تظهر التعاطف والاهتمام كأنك تنزل إليهم، يشعرون بأنك تعيش ما يعيشونه خاصة عندما يأتي أحد يسألك، أو يأتي يطلب منك خدمة، إلى آخره، فإظهار التعاطف أمر مهم جدَّا، وهو عبارة أنك تنزل بمشاعرك إلى مشاعر من معك أيًا كان هذا الشخص الذي معك.
فإظهار التعاطف جانبًا وجدانيًا مهمًا جدًّا، وهو يدخل فيما يسمى بالممارس للذكاء العاطفي القادر على فعل التحكم بعواطفه، وأحاسيسه، ومشاعره بشكل إيجابي.
وكذلك التعرف على أحاسيس الغير ومشاعرهم حتى يستطيع أن يخترق هذه بقدرة بعد توفيق الله ، بهذه القدرة المتعلقة بالذكاء العاطفي، فيه ناس أصحاب ذكاء عقلي مدرك هذه القضية من خلال قدراتهم العقلية العالية، وفيه شيء اسمه ذكاء عاطفي، أو ذكاء من ناحية أخرى اجتماعي تواصلي، هذا الجانب العاطفي يؤثر في القدرة التواصلية مع الآخرين، وسيكون لأثرها كبير، ولذلك تجد هؤلاء أحب الناس عند الناس، وليست هذه النتيجة حصلت إلا بأنه أحب الناس إلى الله مع أنه قد يكون الإنسان يمارس دورًا في الذكاء العاطفي، وفي الذكاء الاجتماعي، ويكسب الآخرين وليس ممن يحبه الله ، وهذه مما فطره الله في النفس البشرية.
لذلك أظهر التعاطف مع الآخرين، قد لا تستطيع أن تخدمه وتحقق مراده، لكن تستطيع أنك تتعاطف معه، تستطيع أن تُشعره بأنك جزءً منه وأنت معه، هذه قضية مهمة، وكل من لو فتش خلال حياته قال: والله يا أخي صحيح أنه ما قدر يخدمني لكن أعطاني وجه، وبش في وجهي، واهتم بي، ورآني مرة أخرى وسألني كيف صنعت في الموضوع؟ وحاول أن يشفع لي، وإلى آخره، فهذه من القضايا المهمة جدًّا.
موضوع الذكاء الاجتماعي موضوع كبير، ولا أريد أن أُطيل فيه حتى لا يأخذنا الوقت.
القضية الثالثة: التكيف والمرونة: التكيف والمرونة من الأشياء المهمة جدًّا في هذا في البيئة المهنية، ولتحقيق الجانب للشخصية المؤثرة، أو الشخصية الاجتماعية والتواصل الإيجابي أن تكون شخصية مرنة وشخصية تتكيف مع الأوضاع أيًا كانت، تتكيف مثل هذه الأوضاع الأزمة فالآن سنرى الأمة في كورونا، تتكيف مع مزاجيتك ومزاجية الناس الآخرين عندما يكون في مشاكل عندك في البيت وإلى آخره يكون عنده قدرة على المرونة قدرة على التكيف ليس عنده أسود وأبيض وبس، ولذلك تجده ما شاء الله مرة إذا صار أبيض ما في مثله، وإذا صار شيء ثاني خلاص انقبض، ولذلك هو يُعرف بهذين الأمرين:
إما أن نفسيته منشرحة فالآن مناسب أتحدث معه، وإلا خلوكم بعيد عنه.
لا بد أن يكون الإنسان قادرًا على التكيف، وعلى المرونة.
القضية الرابعة: القدرة على التأثير: من القضايا المهمة جدًّا القدرة على التأثير، وتظهر في ما يرتبط بقضية الإقناع ما أمكن لذلك سبيلًا، يعني الحوار مطلوب والإقناع كما تذكرون في مهارات الاتصال، هي مهارة أعلى من قضية الحوار، ولذلك كل ما استطعنا أن يكون لدينا مجال للتأثير تقنع الشخص مثلًا يأتيك شخص معصب وشخص كذا، وإلى آخره، يخرج وهو مقتنع بأسلوبك وبطريقتك، وقلت قد لا تكون حققت الذي تريده لكنه وجد عندك ما لم يجده عند غيرك من خلال قدرتك على التأثير، وقدرتك على التواصل حسن الدعابة والمزاح.
أيضًا هذا مما يحدث جانبًا من الجاذبية بقدرها المعقول كما تعرفون، يذهب الملل، ويذهب أيضًا السآمة، وتذهب أيضًا كذلك التشنجات، إلى آخره، يدخل شخص بدعابته يلاطف هذه النفس البشرية فيكسبها الجرأة المتعلقة بتحقيق ما في داخلك، أو التعبير عنه.
بمعنى آخر أفضل ما نسميه عندنا في الجانب النفسي في السلوك التوكيدي، أو تأكيد الذات أن الإنسان قادر أن يُعبر عما عنده، فأنت في عملك عبر عما لديك، وعند مسؤولك لا تضع عقبات، أحسن الأسلوب والأدب، وعبر بما لديك للشخص لا تكون حتى يقال: مجامل، أكيد أنه لا يقارن الذي في خاطره، أو الناس المستفيدين، أو حتى كما يقال: الأقران، وما شابه ذلك.
القضية الخامسة: الإنصات: الانصات قضية مهمة جدًّا فلذلك الإنسان يبتعد عن مشتتات الانتباه، واليوم أبتلينا بأشياء عادية جدًّا في مشتتات الانتباه، وما أشدها حينما يكون الإنسان في كل هذه الأمور يحمل محل القدوة بتدينه، وبعلمه الشرعي، وبوظيفته الشرعية التي هو فيها نظرًا لتخصصه وإذا به لا يأبه.
والنبي كان يهتم بالشخص الذي أمامه، وينظر إليه عليه الصلاة والسلام لا ينزع يده حتى ينزع الآخر[19]أخرجه ابن ماجه (3716)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا لقي الرجل فكلمه، لم يصرف … Continue reading، هذه القضية بأمس الحاجة إليها.
وينصت عليه الصلاة والسلام كما في قصة عتبة بن ربيعة: أفرغت يا أبا الوليد[20]أخرجه الإمام البيهقي في الاعتقاد (ص: 267)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 330)، (36560)، والحاكم في المستدرك (3002)، … Continue reading، تعجب أشد العجب، وهو يسمع بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام الكفر والشرك، وعرض ذلك، والتخلي عن الدعوة والنبوة وهو مع ذلك يسمع ثم قال: أفرغت يا أبا الوليد، عندك شيء آخر، هذا منتهى الإنصات، وإذا فيه شيء تفضل، لكن أتى الذي بعده وجاءت الحكمة بالإنصات، ثم جاء العلم بإقامة الحجة حتى رجع بغير الوجه الذي أتى به.
القضية السادسة: إظهار الدعم والتحفيز، حفزوا يا جماعة، كلمة ما شاء الله عليك، ووجهك الصبح يأتي بالخير، وأحسنت الصنع، وما شاء الله تبارك الله، يعني هذه تكون لك شأن فيها كن شخصية محفزة وقدوة في هذا الجانب، وفي غيره من الجوانب التي سبق ذكرها.
القضية السابعة: التعود أكثر على حل المشكلات: دائمًا فيما يتعلق بقضية كما يقول ابن خلدون: "الأصل في الإنسان مدني بطبعه"[21]ينظر: مقدمة ابن خلدون (تاريخ ابن خلدون) (1/ 41).، أي اجتماعي، وكل ما ذكرناه هو عنوان اللقاء، وهو مرتبط بالفطرية في النفس البشرية، وهي أنه مدني، وأنه اجتماعي، أنه سيتعرض لمشكلات ولذلك انظروا للحديث ذكرناه في البداية اقتداء بالنبي : المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم[22]أخرجه الترمذي (2507)، وابن ماجه (4032)، وأحمد في المسند (5022)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين"، … Continue reading.
إذن فيه أذى، فيه أذى سيكون لا بد منه، ولذلك: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر[23]أخرجه مسلم (1469).، والشيخ ابن سعدي رحمة الله عليه في شرح لهذا الحديث بين أن هذا ليس خاصًا بالعلاقة ما بين الزوجين، وإنما في كل العلاقات الإنسانية[24]ينظر: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار (ص:144)، حيث قال رحمه الله: "وهذا الأدب الذي أرشد إليه صلى الله عليه … Continue reading.
فالتعود على حل المشكلات ومهارات حل المشكلات من خلال تفتيق الذهن المتعلق بما يسمى بمستويات العليا للتفكير، مستويات القدرات العقلية العليا التي المفترض أنها قد أشبعت في مقار مهارات التفكير.
القضية الثامنة: العمل الجماعي: روح العمل الجماعي والقيادة كلها من القضايا المهمة جدًّا، فأنت تشتغل مع فريق فلا تُلزم غيرك بأن يصفونك بأنك انعزالي، وأنك تحب الفردية والاستقلالية الفردية، والذاتية السلبية، وليست الإيجابية، بل أنك في فريق عمل وتتعاون معهم، وعندك روح التعاون مع فريق العمل، وإن كنت قائدًا أو كنت مقودًا، كما حصل عندما خالد بن الوليد كان قائدًا كيف كان أثره! وحين عُزل باجتهاد عمر بعد ذلك بقي ينتج، وهكذا تكون الروح الإيجابية في العمل.
أخيرًا مهارات التفاوض وحاجتنا إليها: ولها ارتباط بالإقناع.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وما كان من الصواب فمن الله، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والحمد لله رب العالمين.
جزاكم الله خير فضيلة الدكتور، وأسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات، وأن يكتبها في سجل حسناتكم يوم تلقونه، ونسأل الله أن يجعل صداها ووقعها في قلوب الشباب خير وقع بإذن الله .
أحد يا شباب عنده سؤال أو استفسار أو كذلك كما قال الدكتور: إضافة، أو مشاركة؟
فيه سؤال، أو إضافة، أو تأكيد على ما ذكر الدكتور من حيث هذه القضايا في الواقع أحد وقع له شيء من هذا، ووجد أثره.
الطالب: السلام عليكم.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مشعل بن قاعد
الشيخ: أهلًا، أهلًا، بمشعل.
الطالب: الله يعافيك، كيف حالك شيخ خالد؟
الشيخ: مرحبًا بأخينا في التربية وفي الشريعة أهلًا وسهلًا.
الطالب: الله يعافيك ويحفظك.
الشيخ: ما بقي إلا الخير إن شاء الله.
الطالب: الله يتمم لكم على خير.
الشيخ: سم، الله يحفظك حياك.
الطالب: الله يحييك شيخنا، لأننا مقبلون على التخرج نسأل الله يتممه بالخير.
الشيخ: ظننتك تقول: مقبلين على الزواج إن شاء الله! ما بعد التخرج إلا الزواج، شيخ عامر أنا الحمد لله تزوجت قبل التخرج أبشرك وأنا طالب في الجامعة، هات ما لديك.
الطالب: ميدان العمل أوسع بكثير وفيه نفسيات أكثر من ميدان الدراسة، ما هي نصيحتك المبدئية لي ولزملائي إذا نزلنا في الميدان، وانفتحنا على العالم بشكل أوسع؟
الشيخ: جميل، لعل ما أشرتَ إليه في وصفك بقضية النفسيات قضية التكيف المرونة التي أُشير إليها قضية مهمة جدًّا.
يا أخوه لا بد أن ندرك الفروق الفردية؛ لأن الله فرق بيننا، والنبي فرق بين أكبر كبار الصحابة وعظماء الأمة، كقوله عليه الصلاة والسلام: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في الحق عمر[25]أخرجه الترمذي (3790)، وأحمد في المسند (13990)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (895).، قال بعض شراح الحديث بأن أبا بكر هو أفضل الصحابة ، ولكن يمكن أن يكون غيره في بعض الأمور أفضل منه، كما هو في مثلًا عمر بالنسبة لشدته في الحق، إلى آخره، وهذا ليس تنقصًا بلا شك لمكانته المحفوظة لمن هو خير في الأمة، وما شابه ذلك.
فإدراك هذه الفروق الفردية مهم جدًّا، وإدراك أنماط الشخصية مهم جدًّا، إدراك كيف نتعامل مع الأنماط المختلفة مهم جدًّا، لذلك قالوا: بأن القائد أو المدير الناجح في الإدارة التربوية ذكروا بأنه الذي يتأقلم مع الأمور المختلفة، بمعنى أنه لا يأخذ فقط الاتجاه المركزية، فهو يتعامل مع الجميع بالمركزية، ولا يأخذ مثلًا اتجاه التفويض، فهو يتعامل مع الجميع بالتفويض، أو يأخذ المشاركة فهو يتعامل مع الجميع بالمشاركة.
إنما تجده يتعامل مع الأوجه الإدارة المختلفة بناء على الأفراد واختلافهم، بل بالفرد الواحد كما قالوا: تجده يتعامل معه في أشياء مركزية؛ لأنه لا يجيد هذه الأشياء مثلًا، ويتعامل معهم في الأمور الأخرى بتفويض وما شابه ذلك؛ لأنه يمكن يكون أمهر منه في هذا الجانب، فإدراك هذه القضايا من ناحية الفروقات، وإدراكها من ناحية الأنماط، وكذلك ما يرتبط بقضية التعامل مع هذا النمط، وذاك النمط أظن هذا جانب تثقيفي تحتاجونه، بارك الله فيكم، والله تعالى أعلم.
المقدم: جزاك الله خيرًا، سؤال آخر؟
الشيخ: لمحدثكم فيه مادة موجودة في اليوتيوب بعنوان: "أنماط الشخصية"[26]على الرابط: https://2u.pw/CNL706y.، وأخرى بعنوان: "بوصلة الشخصية"[27]المادة من حلقتين، الحلقة الأولى على الرابط: https://2u.pw/sZ4iwhS، والحلقة الثانية على الرابط: https://2u.pw/o5XfrAy:.، قد تفيدكم في هذا الجانب فيما يرتبط بقضية الفروقات في الشخصية وأيضًا ما اهتماماتها ومواصفاتها؟ وما يتعلق بها فتدرك أن الذي أمامك هو بهذا النمط.
فالشخصية الاجتماعية تحتاج تعطيه الجرعة الاجتماعية أكبر، والشخصية الذوقية تحتاج تعطيه الجرعة الذوقية أكبر.
جزاك الله خيرًا.
المنذر تفضل، السلام عليكم.
وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا، شيخنا، على ذكر أنماط الشخصية، أريد سؤالكم لأني أشاهد بعض الإعلانات عن بعض البرامج مثل: اختبار بيركمان، أو ما يسمى قياس بيركمان، وجلسة مع المتخصصة، وهذه كيف ترونها؟ هل هي موجودة خصوصًا بعض أسعارها مبالغ فيها.
الشيخ: جزاك الله خيرًا أخي المنذر، ولعلك سألت سؤالا مهمًا لكن يصعب عليّ الإجابة عنه؛ لأنه في مثل هذه القضايا لها جوانب أخلاقية، وجوانب مهنية.
إذا تأكدت أخي بأن الذي يقدم هذه الخدمة شخص أو جهة ممارسة، وتقدمها بطريقة صحيحة وعلمية بعد ما تستوثق من هنا أو هناك، فتبقى القضية المادية أنت أدرى بنفسك في هذا الجانب، لكن لا شك أن مقاييس الشخصية مختلفة، لكن من أشهرها هولاند هذا الذي محدثك مهتم به، وقدمته في ما أشرت إليكم قبل قليل "بوصلة الشخصية"، و"أنماط الشخصية"، وفيه وهيرمان، وغيره.
فمهم جدًّا أن يتأكد أن القضية ليست تجارية بحتة، وليست من قبل غير محترفين، يكون الناس لهم في ذلك كما يقال مصداقية، ويبقى الجانب المالي هذا جانب يزيد وينقص، ويمكن أيضًا ضمن الاستشارات يستشار من ربما في الميدان أنا لست في ميدان هذا بالذات فيمكن أن يعرف.
فالحاجة إليها مهمة، وأنا أعرف حالات كثيرة جدًّا، استفادت ولكن كما قلت من ناحية المهنية ومن ناحية الأخلاقية لا يمكن نقول: بأن كل ما يقدم صحيح، ولا بد أن تكون؛ لأنها عبارة أنه أقول لبعض أهل الاختصاص في الدورات وبعض اللقاءات: هل يجوز للمفتي أن يفتي من غير علم؟
لا شك أنه لا يجوز، نحن عندما نعطي توجيهات أسرية، أو نعطي بيان لتشخيص الشخصية ونمطها، وما يترتب عليها من التخصصات، واختيار التخصصات المناسبة، والمهنة المناسبة هذا أنت تقدم له تصورًا عن نفسه وسيأخذ به، ولذلك إذا لم يكن الإنسان ذو علم وخبرة ستكون القضية فيها مشكلة، ولذلك أعرف بعض الناس الذين مارسوا واستعجلوا في هذا الجانب وحذرتهم من هذا الأمر هم لا يريدون السوء، ولم يشتغلوا لأجل الفلوس، لكنهم تحمسوا، ولم يكن عندهم الآلية التي تؤهلهم إلى أنهم يقفوا هذا الموقف، كما قلنا في المفتي، أو الطبيب، أو ما أشبه ذلك، والله أعلم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
الطالب: سؤال أخير يا شيخ.
المقدم: طيب، ما شاء الله عليك أنت استأثرت بالأسئلة، لكن هل فيه أحد أو نتيح المجال لمشعل؟
تفضل يا مشعل.
الطالب: طيب، شيخ خالد الله يعافيك، ذكرت مسألة مهمة وهي: كيف الشخص يحرص أن يكون عظيمًا ويقتدي بالعظماء؟ ويكون له هم يسير به في حياته، الحياة مشغلة، إذا نحن طلاب شغلنا وكثيرًا نسمع وسمعتُ من أبي يقول: ما زال يتذكر أول يوم توظف فيه، فالعام يتلوها العام حتى شاب الرأس وانقضت الأعوام، والناس ينغمسون في الدنيا ومشاغلها، كيف يستطيع الشخص أن يستحضر مسألة: الهم، والتطور الذاتي، وأن يكون قدوة، ولا تشغله الملهيات الدنيوية عن هذا، ويستطيع أن يُنجز بالمقابل؟
الشيخ: شكرًا لك، أسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذلك، أذكر كلامًا للشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله قديمًا في جامع الرضوان، في دورة كان الشيخ حمد الزدار رحمة الله عليه رتبه فذكر كلامًا عن الشيخ ابن باز رحمة الله عليه، الشيخ ابن باز زوجته الثانية أم أحمد هي عمة الشيخ عبدالكريم الخضير فكان يقول: أنا أدركت الشيخ عبدالعزيز كان الذين يحضرون له سبعة أشخاص فقط في دروسه، واستمر الشيخ يعطي ويبذل، يعطي يوميًا ولا ينقطع حتى فتح الله عليه بالوصول لهذا العلم ونشره في مشارق الأرض ومغاربها.
الشيخ عبدالعزيز رحمة الله عليه لم يقف عند كلمة العظمة هذه، عظمة ما في القلب، وعظمة ما في البذل والعطاء، وعظمة ما عند الإنسان: بلغوا عني ولو آية...[28]أخرجه البخاري (3461).، وأن الإنسان يرتبط بأن يخدم نفسه فيرفع الجهل عن نفسه، ويخدم غيره فيرفع الجهل عن غيره، هذه الروح نحن بأمس الحاجة إليها.
كان الشيخ يذكر في ثنايا كلامه أن هناك من ربما إذا بدأ في درس أو في كلمة أو في خير أو في مشروع، وكان هناك له رواد انقطع، وعلق بهذا التعليق وفي ظل زمن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم مثل ما نحن فيه الآن في هذه اللحظة عبر الزوم كمثال، تتأكد القضية أكثر، والله يا جماعة يا شباب وهذا كلام أولًا لمحدثكم أن الحجة قائمة علينا أكثر، إذا كان هذا الأمر ليس هناك من وسيلة للمشايخ إلا وجهًا لوجه نحن الآن كل شيء بين أيدينا، فأين نحن من: بلغوا عني ولو آية....
فلذلك حينما يكون هذا همٌ فعلًا يعني لما رأى أم الشيخ محمد رشيد رضا رأت ابنه ذات مرة يبكي ماذا علقت مباشرة قالت: أكيد أن مسلمًا في الصين قد قُتل يا بني، هكذا فسرت بكاء الابن؛ لأنها تعرف حالته، تعرف همه، وما يتعلق بذلك، ولذلك المجاهدة مهمة كما يقول سفيان الثوري: "ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من نفسي"[29]ينظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (7/ 62)، وسير أعلام النبلاء ط الرسالة (7/ 258)..
يعني المشغلات، والملهيات كثيرة البسطة، وفلة، الحجاجة ما في مثل توفرها الآن الكافي شبات، والشغل وإلى آخره، والإنسان وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ [القصص:77]، قبل ذلك أسأل الله لكم التوفيق والسداد، آمين، آمين.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
طيب، إذن لعلنا دكتور نتوقف جزاكم الله خيرًا، نكرر الشكر لكم جزاكم الله خيرًا وحفظكم على هذه الكلمات الطيبة النيرة، ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم على خير وإلى خير.
ونسأل الله أن يوفق الشباب طلاب المستوى السابع لحسن الختام بإذن الله ، ويدني لهم أمنياتهم، ويحقق لهم رغباتهم، وأن يحقق لهم من الخير فوق ما يرجون، ويصرف عنهم من الشر فوق ما يحذرون، شاكرين لكم يا دكتور هذه الكلمات، جزاكم الله خيرًا.
↑1 | في روضة الناظر وجنة المناظر (2/ 334): "أن يبذل الوسع في الطلب إلى أن يحس من نفسه بالعجز عن مزيد طلب"، وفي المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص: 367): ""استفراغ الْقُوَّة النظرية حَتَّى يحس النَّاظر من نَفسه الْعَجز عَن مزِيد طلب". |
---|---|
↑2 | أخرجه أبو داود (3592)، عن أناس من أهل حمص، من أصحاب معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن قال: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟»، قال: أقضي بكتاب الله، قال: «فإن لم تجد في كتاب الله؟»، قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في كتاب الله؟» قال: أجتهد رأيي، ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: «الحمد لله الذي وفق رسول، رسول الله لما يرضي رسول الله»، وأحمد في المسند (22007)، وقال محققوه: "إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو، لكن مال إلى القول بصحته غير واحد من المحققين من أهلِ العلم، منهم أبو بكر الرازي وأبو بكر بن العربي والخطيب البغدادي وابن قيم الجوزية"، وقال العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 215): "قال البخاري: ولا يصح ولا يعرف إلا مرسلا"، وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح (3737). |
↑3 | أخرجه البخاري (946) و(4119). |
↑4 | ينظر: مجموع الفتاوى (3/ 230). |
↑5 | ينظر: المجموع شرح المهذب (1/ 42)، وما بعدها. |
↑6 | ينظر: صفة المفتي والمستفتي ت أبي جنة (ص: 154-172). |
↑7 | ينظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين (4/ 162-164). |
↑8 | ينظر: إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد (ص: 17)، وعلم أصول الفقه وخلاصة تاريخ التشريع ط المدني (ص: 260)، والمدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد (1/ 55). |
↑9 | أخرجه الترمذي (2507)، وابن ماجه (4032)، وأحمد في المسند (5022)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين"، وصحح إسناده أيضًا الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند بالرقم السابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6651). |
↑10 | أخرجه الطبراني في الأوسط (6026)، والكبير (861)، والقضاعي في مسنده (129)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3289). |
↑11 | أخرجه أحمد في المسند (27555)، وقال محققوه: "حديث صحيح"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5721). |
↑12 | إشارة إلى حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان،...». الذي أخرجه الترمذي (3790)، وابن ماجه (154)، وأحمد في المسند، برقم (12904)، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (895). |
↑13 | ينظر: الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 274)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (44/ 444). |
↑14 | ينظر: تاريخ ابن خلدون (2/ 542). |
↑15 | ينظر: عيون الأخبار، لابن قتيبة (2/ 401)، والمجالسة وجواهر العلم، للدينوري (4/ 48)، وفي تفسير الراغب الأصفهاني (3/ 1200): "قيل للرجل يتحمل تعبًا عظيمًا في عبادة: ألا تريح نفسك؟ فقال: "راحتها أريد". |
↑16 | ينظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (32/ 449)، وتاريخ الإسلام ت بشار (4/ 895)، وسير أعلام النبلاء ط الرسالة (8/ 412)، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي (1/ 286)، والجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/ 533). |
↑17 | ينظر: الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 48): "وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة". |
↑18 | قال وهب بن منبه لعطاء الخرساني: "كان العلماء قبلنا استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم، فكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم، رغبة في علمهم، فأصبح أهل العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم، رغبة في دنياهم،...". ينظر: أخلاق العلماء للآجري (ص: 93). |
↑19 | أخرجه ابن ماجه (3716)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا لقي الرجل فكلمه، لم يصرف وجهه عنه حتى يكون هو الذي ينصرف، وإذا صافحه، لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزعها،...»، والترمذي (2490)، بلفظ: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده...»، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (444)، وقال: "إلا جملة المصافحة فهي ثابتة". |
↑20 | أخرجه الإمام البيهقي في الاعتقاد (ص: 267)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 330)، (36560)، والحاكم في المستدرك (3002)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وأبو يعلى في مسنده (1818)، بلفظ: «أفرغت؟» قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [فصلت:1-2] حتى بلغ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]»،...، وذكره الألباني في صحيح السيرة النبوية (ص: 160). |
↑21 | ينظر: مقدمة ابن خلدون (تاريخ ابن خلدون) (1/ 41). |
↑22 | أخرجه الترمذي (2507)، وابن ماجه (4032)، وأحمد في المسند (5022)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين"، وصحح إسناده أيضًا الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند بالرقم السابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6651). |
↑23 | أخرجه مسلم (1469). |
↑24 | ينظر: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار (ص:144)، حيث قال رحمه الله: "وهذا الأدب الذي أرشد إليه صلى الله عليه وسلم ينبغي سلوكه واستعماله مع جميع المعاشرين والمعاملين".. |
↑25 | أخرجه الترمذي (3790)، وأحمد في المسند (13990)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (895). |
↑26 | على الرابط: https://2u.pw/CNL706y. |
↑27 | المادة من حلقتين، الحلقة الأولى على الرابط: https://2u.pw/sZ4iwhS، والحلقة الثانية على الرابط: https://2u.pw/o5XfrAy:. |
↑28 | أخرجه البخاري (3461). |
↑29 | ينظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (7/ 62)، وسير أعلام النبلاء ط الرسالة (7/ 258). |