أعرف أحد الأساتذة في الجامعة -وقد تقاعد، عفا الله عنا وعنه، وستر الله علينا وعليه- يقول: إنني لا أذكر أني صليتُ الفجر في جماعةٍ في حياتي إلا مرةً واحدةً!
وتذكرتُ الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمة الله عليه، فقد ذكر تلميذه النَّجيب ورفيق دَرْبه رحمه الله الشيخ محمد الموسى: أن الشيخ عبدالعزيز لم تَفُتْه صلاة الفجر في حياته إلا مرةً واحدةً، وقام فزعًا، لكنه سلَّى نفسه بحادثة النبي مع الصحابة لما ناموا عن الصلاة!
فهاتان صورتان مُتناقضتان تمامًا، وهكذا هو حال أبنائنا وبناتنا في البيوت..!
وقد اتصلتْ بي إحدى الفتيات -طالبة في المرحلة الجامعية- تشكو وضعها وتقول: أنا في حيرةٍ من أمري، وأريد أن أتخلص من الوضع الذي أنا فيه. فقلتُ: وما هو؟ قالت: كنتُ على خيرٍ، وكانت لي صديقات طيبات، فتركتهن. فقلتُ لها: هل تُصلين؟ فقالت: لا والله ما أُصلي! تركتُ الصلاة.
فهل تعرفون ما السبب؟ السبب هو (تويتر) و(الإنترنت) الذي جرَّها إلى المُوبقات.
لا أقول: إن كل مَن تعامل مع (تويتر) و(فيس بوك) و(إنستغرام) عنده هذه المشاكل، وإنما أتكلم عن الذي يتعامل معها بطريقةٍ غير سليمةٍ.
فيسأل الإنسان نفسه: هل ابنتي مثل هذه البنت؟ وهل ابني مثل الذي لم يُصلِّ الفجر في جماعةٍ إلا مرةً واحدةً في حياته، أو أنه مثل الذي ما فاته إلا مرةً في حياته؟ هل هو مثل هؤلاء الشباب الذين جاؤوا يُصلون وحدهم أو مع آبائهم؟ وهل هو مثل الذين يتسابقون إلى حلقات تحفيظ القرآن؟ أسئلةٌ كثيرةٌ ومهمة نحتاج إلى أن نقف معها[1]تربية الأبناء على الصلاة...!
↑1 | تربية الأبناء على الصلاة. |
---|