دلَّت الدراسات على أن "رقم واحدٍ" في التأثير على الأجيال هو الجانب الوجداني، فكلما كانت لديك خصائص وجدانيةٌ؛ كنت قادرًا على التأثير، ولهذا وعد رسول الهُدى القريبين من الناس بالجنة، فقال : حُرِّم على النار كل هَيِّنٍ، لَيِّنٍ، سهلٍ، قريبٍ من الناس[1]أخرجه أحمد (3938)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (3135).، وقد قال الله عن نبيه بعد غزوة أحدٍ وما ناله من أذى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].
والمطلوب هو العمل ومراعاة هذا الجانب حتى لو لم يتحقق المطلوب؛ فلو أنك -مثلًا- أستاذٌ، أو شيخٌ، أو موظفٌ، أو مسؤولٌ في إدارةٍ في بلدك، أو في أي مكانٍ، وجاء من يطلب طلبًا معينًا؛ فتعاطفتَ معه، واستمعتَ إليه، واحترمته، وقدَّرته، وبدأتَ تهتم به، وتسأل عنه، وتسأل عن موضوعه، ولكنك لم تستطع في الأخير أن تخدمه، فهل تكسبه أم لا تكسبه؟ لا شكَّ أنك تكسبه.
وهذا هو الفرق بين مَن يستطيع أن يخدم ويُحقق المطلوب، لكن عنده جفافٌ في العلاقات، والثاني الذي يستقبل الناس بابتسامةٍ، ولكن يقول: والله أتمنى أنني أخدمكم، لكن لا أستطيع هذا الأمر.
وقد جاء في الحديث: إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحُسن الخُلُق[2]أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (18)، والحاكم (427)، والبيهقي في شعب الإيمان (8054)[3]الذكاء الاجتماعي لطالب العلم..
↑1 | أخرجه أحمد (3938)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (3135). |
---|---|
↑2 | أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (18)، والحاكم (427)، والبيهقي في شعب الإيمان (8054 |
↑3 | الذكاء الاجتماعي لطالب العلم. |