منهجية التطابق التربوي واقتضاء العلم العمل منهجيةٌ شرعيةٌ جدًّا، ومنهجيةٌ عقليةٌ كذلك؛ فالله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَكَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [الصف:2، 3].
لاحظوا النداء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا نداءٌ بأهم وصفٍ يمكن أن يُؤثر فينا، والذي نتمنى لأنفسنا الثبات وحُسن الخاتمة عليه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.
لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ استنكارٌ من ربِّ العالمين لعملية الفِصام والانفصال بين جانب العلم وجانب العمل!
قال تعالى: كَبُرَ أي: عَظُمَ، وعَظُمَ عند الله، وليس عند أحدٍ من خلقه!
ولو قيل لنا: إن هذا أمرٌ يكرهه الوالد، أو المُدير، أو الأستاذ؛ فإننا نحسب له ألف حسابٍ! فكيف بالله : كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ؟!
قال تعالى: مَقْتًا وهو أشد البُغض، وليس فقط مجرد أنه كَبُرَ بل كَبُرَ مَقْتًا وهذا تمييزٌ، وهو أشد البُغض كما قال العلماء: أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ.
فهل هناك أشد من هذا الوصف وعظًا وزجرًا، ودلالة على أهمية هذه المنهجية[1]تربويات ابن الجوزي رحمه الله الحلقة الأولى.؟!