من وسائل التَّفقُّه في الدين: التَّعود على القراءة والمُطالعة والبحث، خاصةً مع الفرص الرائعة الموجودة في (الإنترنت) على الشبكة العنكبوتية: من تفسير آياتٍ، وشرح أحاديث، ومعرفة صحة الحديث، مثل: موقع "الدرر السنية" بقنواته المتعددة في التفسير والفقه والحديث وغيرها، مع شهرته في معرفة صحة الأحاديث، فأنا -مثلًا- إذا كان عندي حديثٌ في درس معين؛ أدخل مباشرةً إلى موقع "الموسوعة الحديثية" في موقع "الدرر السنية"، وأضع الحديث وأعرف صحته من ضعفه، دون جهد كبير، وهكذا إذا كنتُ في الجامعة، أو حتى أثناء الوقوف بالسيارة؛ أضع الحديث في مُحرك البحث وأعرف حكم العلماء على هذا الحديث.
فالإنسان الآن يستطيع أن يصل بسهولة لمراده من المصادر الموثوقة، مثل الفتاوى -مثلًا- في موقع: "الإسلام سؤال وجواب"، وموقع "فتوى"، الجامع لفتاوى العلماء: كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين (رحمهما الله) واللجنة الدائمة، وفتاوى هيئة كبار العلماء، وفتاوى الكثير من العلماء المعروفين.
وهكذا أي سؤالٍ يأتيك في قضايا العبادات أو المعاملات تكتبه في مُحرك البحث وستجده، وجميل كذلك أن نجعل الزوجة والأبناء يتعودون ممارسة ذلك بأنفسهم؛ حتى لا تكون الاجتماعات الأُسرية هي التي تُفتي حقيقةً! فهذا يقول: لا، وهذا يقول: نعم، وهذا يقول: أظن كذا، والآخر يقول: أظن غير ذلك!
فمع هذه الوسائل السهلة لا نحتاج إلى ذلك، والله قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ [النحل:43- 44][1]وقفات مع رسالة العلامة ابن سعدي رحمه الله بهجة قلوب الأبرار 4..