الرفق هو الأصل في التعامل، من الناحية الشرعية ومن الناحية الواقعية، وأما الحالات الاستثنائية فتُعامل بالطريقة الخاصة!
وهل الرفق مطلوب في كل المراحل؟ نعم مطلوب في كل المراحل، من الذي في بطن أمه وحتى كبير السن الهَرِم، كلهم يحتاج للرفق به، وغيرهم من أصناف الناس، هذه قاعدة في التعامل: الرفق لا يكون في شيء إلا زانه. [1]أخرجه مسلم برقم (2594)..
وقد قيل -مثلًا - إن أهل نجد معروفون بالجفاء، لكن أهل نجد الذي كانوا في الشرقية خفَّ الجفاء عندهم بعامل البحر! وهذا يُذكر حتى في الدراسات الاجتماعية؛ فنحتاج إلى مغالبة الظروف والبيئات، وتحقيق الرفق.
ولهذا ينبغي للمعلمة -مثلًا- إذا كانت تشعر بأنها غليظة أن تجاهد نفسها على هذه السلوكيات؛ لأنها هي الأصل، وتعطي النموذج الأمثل في ذلك، حتى لو كنتُ في بيئة غليظة؛ فيقال إنها ما شاء الله تختلف عن البقية، مع أنها من هذه العائلة، ومن هذه المنطقة، ومع أنها من كذا، إلا أنها -ما شاء الله- حسنة التعامل!
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: هو الأقرع بن حابس رضي الله عنه، وقيل غيره، فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَوَ أمْلِكُ لك أن نزع الله من قلبك الرحمة [2]أخرجه البخاري برقم (5998) ومسلم برقم (2317)..
فينبغي أن لا تضيع هذه المعاني المهمة في ظل بيئات أو في ظل رؤى معينة، أو في ظل طبائع في الشخصية، بل ينبغي أن ننتبه لمثل هذا الموضوع [3]معلمة القرآن كمربية..