المُربي الناجح والمُؤثر ينبغي أن يكون بينه وبين الطرف الآخر (المُتربي) تبادلٌ في العلاقات، كما كان النبي إذا دخلتْ عليه فاطمة رضي الله عنها قام لها، وقبَّلها، وأجلسها في مكانه، وهكذا كانت فاطمة رضي الله عنها تفعل مع النبي عليه الصلاة والسلام[1]أخرجه أبو داود (5217)، والترمذي (3872)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (4689)..
تصور أن رسالةً أتتك وفيها مجالٌ للردِّ، لكنك غير مُلزمٍ بالردِّ، مثلًا: مُباركةٌ على شيءٍ معينٍ، حتى لو كانت معلومةً، لكن لها قيمتها، فإذا رددتَ على الرسالة وقلتَ -مثلًا-: الله يُبارك لنا ولك، أو: جزاك الله خيرًا، أو: مشكورٌ، فهذا سيختلف عن شخصٍ آخر أُرسلتْ إليه ولم يردّ!
وأتوقع أن كل واحدٍ منا قد تَعَرَّض لمثل هذا الموقف؛ فإما أنه أرسل فوجد تجاوبًا من الطرف الآخر، ووجد أن هذا التجاوب مُؤثرٌ فيه، أو أنه لم يتم الردُّ عليه؛ فلا يحمل في نفسه؛ لأن الأمر طبيعيٌّ، لكن الذي ردَّ هو الذي لديه تبادلٌ في العلاقات!
فقسْ على ذلك بالنسبة إليك أنت؛ فترى نفسك إذا رددتَ على شخصٍ أرسل لك رسالةً معينةً، وكنتَ غير مُلزمٍ بالردِّ عليها، أن هذه من السمات الإيجابية المرتبطة بمفهوم الشخصية المُؤثرة، وهي: التبادل في العلاقات!
فكلما كان المُربي لديه قوةٌ في التبادل في العلاقات، يعني: يُحترم من الطرف الآخر؛ فيحترم الطرف الآخر، ويرغب من الطرف الآخر في التفاعل؛ فيتفاعل هو مع الطرف الآخر! فالقضية مُتبادلةٌ، ولا تكون من المُتربي تجاه المُربي فقط، وإنما تكون كذلك من المُربي تجاه المُتربي في شؤونٍ عديدةٍ تفاعليةٍ[2]عوامل تأثر المُتربي بالمربي..
↑1 | أخرجه أبو داود (5217)، والترمذي (3872)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (4689). |
---|---|
↑2 | عوامل تأثر المُتربي بالمربي. |