التعزيز اللفظي، كلمات المدح، التَّشجيع، كلها أمور مهمة في التربية، لكن دون مبالغةٍ!
انظر إلى ما يقوله النبي -كما جاء في الحديث الصحيح في الترمذي-: مَن صُنِعَ إليه معروفٌ فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء [1]أخرجه الترمذي (2035)، والنسائي في "السنن الكبرى" (9937)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (3024)..
انظر: كلمة "جزاك الله خيرًا" ثناءٌ ومدحٌ، ظاهرها أنها مُرتبطةٌ بالجانب الأُخروي، ولكن لو أخذنا "خيرًا" فتعمّ الجانبين الأُخروي والدنيوي جميعًا. وهذا بِحَدِّ ذاته تعزيزٌ!
وحتى ندرك هذه القضية تأمل -مثلًا- الفرق بين الأب الذي يقول: "جزاك الله خيرًا" والأب الذي لا يُعلق هذا التعليق في الشكر والثناء، وكذلك بالنسبة للمعلم، ذكرًا أو أنثى!
وفي السنة نجد قول النبي -كما جاء في البخاري-: نِعْمَ الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل[2]أخرجه البخاري (1121)، ومسلم (2479).. عبدالله هنا هو عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقد رأى عبدالله رؤيا مُفزعةً، ورأى أناسًا يعرفهم في النار، فقال: "أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار"[3]أخرجه مسلم (2479).، فأتى فَقَصَّ رؤياه على أخته حفصة زوج النبي ، فَقَصَّتها على النبي ، فقال هذه المقولة لما أراد أن يُوجهه إلى سلوكٍ معينٍ هو قيام الليل، ابتدأ بالثناء والمدح، وهو يستحق الثناء والمدح؛ فعبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان من الناس الذين يتبعون السنة، ويحرصون على السنة: نِعْمَ الرجل عبدالله.. ماذا؟ لو كان يصلي من الليل[4]التربية بالتعزيز.!
↑1 | أخرجه الترمذي (2035)، والنسائي في "السنن الكبرى" (9937)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (3024). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (1121)، ومسلم (2479). |
↑3 | أخرجه مسلم (2479). |
↑4 | التربية بالتعزيز. |