عندما نريد الانتباه من بعضنا لبعض نحتاج لمقوِّماتٍ لهذا الانتباه، أليس كذلك؟
كذلك.. لو أن الكلام الذي نقوله للطفل ليس محبوبًا: هل سيتنبه له الطفل؟ لن يتنبه له؛ ولذلك نحتاج إلى أن نستخدم الأساليب النافعة في الحوار اللفظي ولغة الجسد، والتربيت على الكتف، والقرب... إلى آخره، فهذه بحد ذاتها ستُعطي للطفل الشهية للانتباه، لكن الخشونة في الكلام والقسوة ستكون نتيجتها نفورًا، والله قال في حق نبيه: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] فهذه نقطة.
الشيء الثاني: أن يكون الإنسان نفسه محبوبًا؛ ولذلك إذا أحبَّنا أطفالُنا بسبب قُربنا منهم وودِّنا لهم؛ فإنهم ينتبهون لنا، فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ [آل عمران:159] فلنكن ليِّنِين وَدُودين معهم حتى ينتبهوا لكلامنا.
الشيء الثالث: ألا نكون مبالغين! فالطفل طبيعي جدًّا أن ينصرف إلى الملهيات والمشغلات، وليس الطفل السليم هو الساكت والصامت والمنصاع إليك، فالطفل إذا لم يتحرك ولم يكن عنده شيءٌ من الأخذ والعطاء، وإذا لم يُقوَّم ويجلس ويُقاطع؛ فلن يتربى.
والنبي رأى الطفل الذي طاشت يده في الصحفة، وهو طفل صغير، لكنه وجَّهه؛ فلعب الطفل ولهوه طبيعي، لكن عدم توجيهنا هو الخطأ غير الطبيعي.
ولا بد أيضًا من ربط هذا التنبيه أو الأمر بشيء يحبه الطفل من المعزِّزات، كأن يقال له: أنا سأذكر الآن قصةً يا ولدي، وأسأل سؤالًا، وإذا أجبت أو أعدت لي القصة -وتكون قصة قصيرة- سأعطيك مكافأة، أو سأضع لك نجمة ضمن النجمات في جدول النجوم (التي تستخدمها الأسرة) بالله عليك هل سينتبه الطفل أو لا[1]مائدة التربية (2).؟!
↑1 | مائدة التربية (2). |
---|