من القضايا المهمة جدًّا في التعامل مع النفس البشرية الضبط الذاتي self-control، كما في الحديث: فَلْيَسْتَعِذْ بالله، ولينته (متفق عليه)، قل: آمنت بالله ورسله (أخرجه مسلم)؛ فيجب على الإنسان أن يتعلم ضبط نفسه، مثلًا: جاءت له لحظة من الشبهات؛ قرأ، فتح رابطًا، سمع كلامًا، أو شيئًا معينًا عبر قناة فضائية، أو عبر الجوال، أو أي وسيلة من وسائل التلقي، أو جاءت له شبهة من الشبهات؛ من عدم التوافق مع مراد الله ورسوله، وهو الإثم، ومن مؤشرات معرفة الإثم ما جاء في الحديث: والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس[1]أخرجه مسلم (2553)..
فالإنسان يعرف من نفسه أن هذا الكلام غريب، وأن هذا الكلام ليس مضبوطًا، أو هذا السلوك ليس مضبوطًا، فهو حتى لو كان عنده نقص في العلم؛ لكن عنده شيء من الفطرة التي تنجّيه من هذه القضية.
فالمفترض أن يتعوّذ بالله وينتهي ولا يسترسل؛ فهذا هو دور الشخص مع نفسه، وهذا الدور لا ينتظر فيه غيره يوقفه ليقوم بالواجب، وإنما يلزمه أن ينتهي ويقول: أعوذ بالله، ولا يسترسل، وينتهي، يقف أيًّا كانت القضية؛ من الشبهات، وهذه واضحة جدًّا، أو الشهوات كذلك التي تقوده إلى الحرام، فينتهي ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم[2]وقفات مع رسالة العلامة ابن السعدي رحمه الله بهجة قلوب الأبرار (3)..
↑1 | أخرجه مسلم (2553). |
---|---|
↑2 | وقفات مع رسالة العلامة ابن السعدي رحمه الله بهجة قلوب الأبرار (3). |