عندما يقول النبي : ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب[1]رواه البخاري (6114)، ومسلم (2609).، فهذا تمييز للشخص الذي يكون متصفًا بهذا بأنه صاحب قوة مع نفسه، وليس بأنه يُصارع الآخرين، لا! فقدرتك على ضبط نفسك وضبط انفعالاتك وضبط غضبك، هذه قضية مهمة جدًّا.
والانفعالات تُعرف بأنها: "حالة جسمية نفسية يُصاحبها توتر شديد، مع اضطرابات عضوية تغشى أجهزة الإنسان الدموية والتنفسية والعضلية والغُدِّية والهضمية مع كيانه العصبي عمومًا".
هذا التعريف يبيِّن أن الانفعال يشمل الغضب والخوف والحزن والفرح... إلى آخره؛ فالانفعال يجمع بين هذه الأمور العديدة.
وله جانب عضوي جسدي: فالانفعال يؤثر في الجسد.
وجانب نفسي: ويدخل فيه الجانب العصبي، فهي حالة فيها توتر، فعندما نقول مثلًا: فلان فيه غضب محمود.. فهل عنده غضب محمود في كل وقته؟ لا، بل الطبيعي أن الإنسان يكون في وضع سوي، لكن إذا جاء ما يُثير الغضب؛ سيكون غضوبًا.
لكن قد يكون الغضب إيجابيًّا، وقد يكون سلبيًّا، وقد يكون فرحه إيجابيًّا، وقد يكون سلبيًّا، وكذا حزنه قد يكون إيجابيًّا، وقد يكون سلبيًّا، وكذا خوفه، وغير ذلك من الأمور.
إذن موضوع الانفعالات يدخل فيه جوانب في تركيبة الإنسان الفسيولوجية: وظائف الأعضاء، العضوية، والنفسية، والعصبية، فالقضية ليست هيّنة!
وهذا الذي يجعل الإنسان بعض الأحيان -كما يُقال- خارج التغطية! حينما يصير منفعلًا؛ لا يفكر بنفسه، فيقول: معقول! أنا قلت الكلام هذا؟! نعم قلته، يقول: سبحان الله! أنا كنت منفعلًا، كنت منفعلًا، فيحصل أنه يتكلم كلامًا ما يدركه وما يحسب حسابه، ولا شك أن هذا انفعال سلبي[2]وقفات تربوية - الموسم الثاني (الانفعالات).!
↑1 | رواه البخاري (6114)، ومسلم (2609). |
---|---|
↑2 | وقفات تربوية - الموسم الثاني (الانفعالات). |