هل الخائف يُقبل على المخوف منه أو يهرب منه؟ يهرب منه!
وكذلك حينما يكون الابن عنده هذه المشاعر؛ يخاف من والده، هل نتوقع أن الابن سيُقبل على والده؟ أبدًا، وهذا يُفسر الهروب من البيوت!
بل وُجدتْ بعض الدراسات، بل بعض الاستقراءات المتعلقة بهروب الفتيات اليوم من البيوت!
ظاهرة جديدة، قد يكون سببها بلا شك الخوف، أو هو جزءٌ من السبب.
وبغض النظر عن الهروب من البيت قد يكون الحال ربما لا يصل إلى مستوى الخوف؛ لأنه يخاف أن يهرب فيُسبب مشكلة كبيرة جدًّا، لكن يحصل هذا، فيكفي أنه لا يحب أن يلتقي بوالده، ولا يحب أن يتمازج معه، وهكذا بالنسبة للطالب مع المعلم، والشخص مع الشخص الآخر؛ لأن فيه هنا إشكالية متعلقة بالخوف، والخوف سيُولِّد قضية الفرار.
وسبحان الله القائل: فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ [آل عمران:175]، يعني أعظم من يُخاف منه فيفِرُّ إليه هو الله ، لكن هذا في حق الله عز وجل، وليس في البشر!
وإذا لم توجد علاقة الوِدِّ والأمن النفسي؛ فلا يمكن بحال من الأحوال أن يحصل التقبُّل، ومن ذلك: حينما يحصل الخوف.
فإذًا: الهروب الحركي، الهروب المكاني، هو جزء مما يسبِّبه الانفعال في الإنسان[1]وقفات تربوية - الموسم الثاني (الانفعالات).!