قضية الباعث الأساسي على العمل، أي: النية، والقصد، والإخلاص.. قضيةٌ شرعيةٌ، وهي لا تُذكر في أبجديات المنهج الغربي، ولكنها مهمةٌ جدًّا في بناء الشخصية، بل أول قضيةٍ ينبغي أن نراجع أنفسنا فيها: هي نياتنا وإخلاصنا لله ؛ لأن هذا هو الدافع للعمل، وهو الباعث على الإحسان في الدعوة بتوفيق الله .
ربما تبذل -يا أخي الكريم، يا أيها الداعية- عملًا قليلًا ولكن الله يُبارك فيه كثيرًا بسبب شيءٍ وَقَر في القلب؛ ألا وهو الإخلاص والنية، ففرقٌ بينك وبين إبراهيم، أو بينك وبين خالدٍ، أو بينك وبين محمدٍ؛ أنه قد تكون نيتك أعظم من نيتهم!
فلابد أن تكون القضية إخلاصًا محضًا لله ؛ وأن يريد بها وجه الله ، وليس له قضيةٌ أخرى! فالداعية الذي يدعو إلى الله يحتاج أن يستحضر هذه القضية بالدرجة الأولى؛ لأنها من الأهمية والخطورة بمكانٍ، كما قال الرسول في حديث عمر: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه لله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينكحُها فهجرتُه إلى ما هاجر إليه [1]متفق عليه (البخاري 1، ومسلم 1907)..
ولذلك عقد الإمام محمدٌ بن عبد الوهاب في كتاب "التوحيد": "بابٌ من الشرك: إرادة الإنسان بعمله الدنيا"[2]كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد الوهاب (ص100).؛ فإذا كان هناك عملٌ هو محض عبادة، كالدعوة إلى الله ، لكن أريد به غير الله؛ فهذا خطيرٌ، ويدخل في أبواب الشرك[3]السمات النفسية والتربوية للداعية.!
↑1 | متفق عليه (البخاري 1، ومسلم 1907). |
---|---|
↑2 | كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد الوهاب (ص100). |
↑3 | السمات النفسية والتربوية للداعية. |