لا شك أن المكلَّف مطلوب منه أن يقبل النصيحة حتى ولو كانت بقالب سلبي، لكن طبيعة النفس البشرية -من باب التفسير لا التبرير- قد لا تقبل، ولا تطيع حتى من أقرب الناس إليها ما دامت النصيحة بالعلن!
وهذه القضية لا بد أن ننتبه لها، فقد يأتي من يقول: أنا أبٌ وولدي ما يسمع نصيحتي؟! فيقال: نصيحتك طيبة لكنها في قالب سلبي، وبشكل علني، فاجعل النصيحة على انفراد، فهذه المهارة الأولى التي نريدها: اجعل نصيحتك على انفراد!
والنفس البشرية في قضية التجرُّد: قليلٌ مَن يستمع للنصيحة ويتأثر بها ويقبلها لو نُصح أمام الملأ!
ولا يصل إلى هذه الصفة إلا أناسٌ خلَّصوا نفوسهم من حظوظها، أناسٌ تربَّوا تربية قرآنية وإيمانية، وما وصلوا إلى هذا المستوى بسهولة أبدًا، بل أكثر الناس ليسوا على هذا الحال، فلا بد أن نراعي قضية التجرد، وأن القليل من يقبل هذه النصيحة، ويقول: جزاك الله خيرًا... لو كان القالب سلبيًّا![1]تطبيقات تربوية - فنون التعامل مع الآخرين1 (بتصرف)..