الناس يحبّون الذي يصحح أخطاءهم دون جرح مشاعرهم! صحح خطأ ابنك، خطأ الطالب، خطأ صديقك، خطأ من لا تعرف في المجتمع، خطأ مرؤوسك، بل خطأ رئيسك، لكن دون جرح المشاعر.
فالشاب الذي جاء للنبي ﷺ يستأذنه في الزنا[1]رواه أحمد في المسند.، صحح النبي ﷺ خطأه حتى انصرف وليس في نفسه حاجة في الزنا، والأعرابي الذي بال في المسجد: صحح رسول الله ﷺ خطأه برفق، وعلّمه ما يجهله، وقال النبي : نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل[2]رواه البخاري، ومسلم.، فصحَّح خطأ عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بأسلوب لطيف واحتِواء.
فقوله للشاب الذي يستأذن في الزنا: ادن مني...، وقوله عن الأعرابي: دعوه لا تزرموه[3]رواه البخاري، ومسلم.، وقوله في الذي شرب الخمر وأُتي به مرارًا: لا تلعنوه، فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله[4]رواه البخاري.، وقوله لابن عمر رضي الله عنهما: نعم الرجل عبدالله، كلها أساليب جاذبة؛ لتعديل السلوك، ولا شك أن هذه الأساليب فيها مراعاة للمشاعر.
لكن مَن يُصحح الخطأ ويسيئ للمشاعر؛ فهذا لن يكسب الناس بحال من الأحوال، ولن يكسب الطرف الآخر[5]تطبيقات تربوية - فنون التعامل مع الآخرين3 (بتصرف)..