المحتوى
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: حياكم الله أيها الإخوة والأخوات في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجكم الأسبوعي: "أسس التربية"، من قناتكم قناة "زاد العلمية" الفضائية.
وردت أسئلة، ومنها هذا السؤال: كيف نجعل أبناءنا يلتزمون بالدين والصلاة وهم مُراهقون ومشغولون بالتقنية؟
الجواب
الإنسان يشرف ويعتزّ حينما يجد من الآباء والأمهات الحرص على أبنائهم، ومحاولة وقايتهم من الشرور، وبنائهم البناء الإيجابي.
وهنا قضية مهمة جدًّا: لو اعتنينا في التربية بالجانب البنائي: مشروع الأسرة البنائي، فإننا لا ننتظر المشكلة حتى تقع، وعندئذٍ نبحث عن علاجٍ لها.
ولذلك في مثل هذا السؤال نقول: كيف بنينا الجانب المتعلق بالالتزام بالدين والصلاة والحرص عليه؟ وكيف وقيناهم أيضًا من عكس ذلك؟ كيف بنيناهم إيجابيًّا فيما يتعلق بقضية التعامل مع التقنية بطريقةٍ سليمةٍ؟ وكيف نقيهم التعامل بطريقةٍ خاطئةٍ قبل أن يحصل علاجٌ؟ وكلما كانت الطريقة بهذا الأسلوب -أسلوب البناء وأسلوب الوقاية- ستُصبح بعد ذلك نسبة الوقوع في الخطأ أقلّ بلا شكٍّ.
فالذي نُعاني منه في مجتمعاتنا: أننا قد لا ننتبه إلا حينما تقع المشكلات، وعندئذٍ تتراكم علينا المشكلات بشكلٍ كبيرٍ جدًّا.
دعونا في مثل هذا السؤال نقف بعض الوقفات المهمة المتعلقة بالتعامل فيما يرتبط بالجانب التقني، وما يرد على هذا الجانب من تأثير فيما يرتبط بالالتزام بالدين وبالصلاة وهم في مثل هذه المرحلة العمرية: المراهقة، وهم مشغولون بهذه التقنية.
تريد هذه الأم ويريد هذا الأب أن يكون المراهق مُلتزمًا بالدين وبالصلاة، والمراهق أدعى لقضية الانشغال والإغواء، ودواعي النفس التي قد تأتي للجانب السلبي، والانشغال بهذه التقنية التي قد تُعيقه عن الارتقاء في الجانب الإيماني.
ولا يمكن أن نُجيب إجابةً واحدةً وتنتهي القضية في مثل هذه الجوانب، فمن المهم جدًّا في قضايانا عمومًا أن نُشخّص بطريقةٍ سليمةٍ، وعندئذٍ نُقدّم توجيهات بطريقةٍ سليمةٍ.
والنظرة الشمولية قضية مهمة في قضايا التربية، يعني: عندما نأتي لمثل هذا الموضوع نحتاج إلى مجموعةٍ من التوصيات:
أولى هذه التوصيات بعد توفيق الله وعونه: دعاء الله لأبنائنا بالرعاية والاهتمام
والدعاء قضية عظيمة جدًّا، يعني: أنا أقول: سبحان الواحد الأحد! أحيانًا الواحد منا يلجأ إلى الله، ويكون مُضطرًّا: خوفًا من مرضٍ يقع عليه، أو على أبنائه وأهله وزوجته، أو حينما يُبتلى أحد أفراد العائلة بالمرض، فتجد أنه يكون مُضطرًّا لله بالدعاء، وهذا أمرٌ طيبٌ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62].
لكن مَن منا يُمارس هذه القضية المتعلقة بدعاء الله كي يكون هو المعين لنا في قضية تربيتنا لأبنائنا على مثل هذه القضايا المتعلقة بجانب الدين والصلاة وهم في مثل هذه المرحلة الخطيرة، وكذلك مشغولون، وهم جيل التقنية؟ هذه قضية.
الثانية: الود والحزم
لا بد من علاقة حميمية بيننا وبين أبنائنا، هذا ودٌّ، ولا بد أن يكون أيضًا عندنا حزمٌ، فودٌّ بلا حزمٍ تكون الأمور معه مُنفلتةً، وحزمٌ بلا ودٍّ تكون القضية معه مرتبطةً بالقسوة والشدة؛ لذلك لا بد من ودٍّ يُلازمه الحزم، ومن حزمٍ يُلازمه الود.
وهذا الذي كان عليه النبي ، فمثلًا: حين يتعامل مع ابنته فاطمة، تدخل عليه فيقوم لها، ويُقبّل بين عينيها، ويأخذ بيدها، ويُرحِّب بها، ويُجلسها مكانه[1]أخرجه أبو داود (5217)، والترمذي (3872)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (4689).، وهو نفسه الذي يقول: لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطعت يدها[2]أخرجه البخاري (3475)، و(6787)، ومسلم (1688)..
فالحزم نظام منضبط، يُوجِد الهيبة والاحترام، والود علاقة تُوجِد المحبة، وعندئذٍ تحصل الطاعة.
فهذه قضية مهمة جدًّا؛ لأننا نحتاجها في تعاملنا مع المراهقين، بل حتى قبل موضوع المراهقة في مرحلة الطفولة، ونحتاجها أيضًا فيما يتعلق بالتقنية؛ لتضبط التعامل مع التقنية بطريقةٍ سليمةٍ.
الثالثة: التربية الإيمانية
هذه قضية مهمة جدًّا، وهي هنا ترتبط بالتعامل مع التقنية في مثل هذه المرحلة، حتى يكون الإنسان قدوته في ذلك يوسف عليه السلام: مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ [يوسف:23]، مَعَاذَ اللَّهِ يعني: حينما يجعل الوقاية بينه وبين الحرام: ويلك لا تفتحه، إنك إن تفتحه تلجه[3]أخرجه أحمد في "المسند" (17634)، وقال محققوه: "حديثٌ صحيحٌ، وهذا إسنادٌ حسنٌ من أجل الحسن بن سوار، وباقي رجال … Continue reading، لا تفتح باب الحرام، فإنك إن فتحته تلج هذا الباب، وربما يصعب عليك أن تخرج بعدئذٍ.
لذلك لا بد من التربية الإيمانية التي يقول فيها الإنسان: مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ، إني أخاف الله كما جاء في حديث السبعة الذين يُظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه[4]أخرجه البخاري (660)، و(1423)، ومسلم (1031)..
فوجود نظام قضية مهمة جدًّا، وللدكتور خالد المنيف مقالة جميلة تجدونها عبر الشبكة العنكبوتية بعنوان: "في بيتنا قانون"، فنحن نسير في حياتنا المدنية بقوانين وأنظمة تضبط الحياة المدنية والاجتماعية، وغير ذلك من أمور، والشركات والأجهزة الحكومية تسير بأنظمةٍ، هذا الأصل؛ لتتحقق الأهداف، وتحصل النتائج، كذلك البيوت في أمسِّ الحاجة إلى قضية النظام، وهذا له علاقة بقضية الحزم.
شغل أوقات المراهقين وتحميلهم المسؤولية
إن شغل أوقات المراهقين بما ينفعهم قضية مهمة جدًّا، فلا ينبغي أن تكون القضية عبارة عن إمضاء أوقات الفراغ مع التقنية، بل لا بد أن يجد المراهق وقته مشغولًا بأشياء عديدة متعلقة بأمور الدين والدنيا، ووظائف في الأسرة، وأشياء أخرى هو مُكلَّف بها، وخدمات اجتماعية .. إلى آخره، فكلما اتسعت دائرة الإشغال ضاقت دائرة الفراغ، وهذه قضية من القضايا المهمة.
ومن القضايا المُعينة للمراهق: تحميله المسؤولية؛ بحيث يشعر بقيمته ودوره، ويكون كذلك مُنتجًا، لا يكون فارغًا لا يشعر بدوره، وعندئذٍ يتحمل مسؤولية التعامل مع التقنية.
وتعليمه كيف يستثمر التقنية قضية مهمة جدًّا، وأبناؤنا وأجيالنا يحتاجون إلى مثل هذا الأمر؛ فهم يحتاجونه من أهل الاختصاص من جهة، وهؤلاء لهم دور كبير وأهمية بالغة في أن تكون لديهم منتجات إيجابية.
وكذلك بعض الثقافات التي يمكن أن يُحصّلها الوالدان أو المربون من أجل أن يضعوا بين أيدي المراهقين كيفية التعامل مع التقنية واستثمارها بطريقةٍ جيدةٍ في أمور علمية، وفي أمور تجارية، وفي أمور شرعية، وفي أمور خدمية، وفي أمور إيجابية، أيًّا كانت هذه القضية الإيجابية.
ولذلك لا بد من مراعاة هذه القضية في مرحلة المراهقة، وقبل مرحلة المراهقة، مع أهمية التعزيز، وأهمية الحرمان أيضًا في التعامل مع التقنية -خاصة في مرحلة الطفولة- حتى تنضبط القضية وتسير بطريقة إيجابية وببيئة إيجابية.
معنا مداخلة كريمة من أستاذنا وشيخنا الدكتور: محمد الدويش.
المحاور: حياكم الله يا دكتور محمد، ومرحبًا بك، الله يحفظك.
المتصل: أهلًا ومرحبًا، حياكم الله، وجزاك الله خيرًا.
المحاور: جزاك الله خيرًا، نسعد بالدكتور محمد المشرف على مؤسسة "المربي"، وهي مؤسسة مباركة، ونحن استبشرنا يا دكتور محمد حين رأينا كتابكم قد نزل في "معرض الكتاب الدولي بالرياض" في هذه الأيام بعنوان: "التربية النبوية".
وما زلنا مع جمهورنا الكريم في الحلقة الثامنة من "أسس التربية"، ومع مصادر التربية الإسلامية، وكنا تحدثنا عن كتاب الله ، وسنبدأ قريبًا مع سنة النبي . ألا حدثتمونا عن كتابكم، بارك الله فيكم.
نبذة عن كتاب: "التربية النبوية" للدكتور محمد الدويش
المتصل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
وبعد: فالكتاب هو محاولة لجمع المنهج النبوي في التربية من خلال كافة المجالات والجوانب، بدأتُ من خلال استعراض أهم مصادر الحديث مثل: "جامع الأصول" الذي يحوي "الصحيحين" والكتب الستة، واستخرجت المواقف التربوية النبوية، ثم قمتُ أيضًا بمراجعة كتب السيرة والشمائل وما يتعلق بها، وصنفتُ هذه المواقف تصنيفًا موضوعيًّا، فجاء الكتاب في ثمان فصول:
الفصل الأول: يُمثّل مدخلًا عن: كيف نتعامل مع هدي النبي ؟
ثم الفصل الثاني: معالم التربية النبوية، يعني: التكامل، والتدرج، وما إلى ذلك.
والفصل الثالث: مجالات التربية الإيمانية، ويشمل: المجال الإيماني، والخلقي، والسلوكي، إلى آخر المجالات.
والفصل الرابع: الوسائل والأساليب النبوية.
والفصل الخامس: النبي معلمًا، تناولت فيه منهج النبي في التعليم.
والفصل السادس: التواصل النبوي.
المحاور: التواصل النبوي؟
المتصل: التواصل النبوي يعني: كيف كان النبي يتواصل مع أصحابه .
المحاور: جميل.
المتصل: والفصل السابع: تربية المرأة.
والفصل الثامن: تربية الأطفال.
المحاور: عفوًا دكتور محمد، الإخوة الآن أمامهم صورة الكتاب كما نزل في معرض الكتاب: "التربية النبوية".
نُكمل معكم، الله يحفظك.
المتصل: والفصل الأخير: تربية الأطفال.
ويرتكز الكتاب بشكل كبيرٍ جدًّا في العناوين الرئيسة والفرعية على المواقف النبوية، وقد يصحبها بعض التعليق والإشارة إلى كلام بعض شراح الحديث، لكن المرتكز الأساسي هو المواقف النبوية، سواء كانت مواقف عملية أو قولية.
والهدف منه هو محاولة سدّ الفراغ المُلاحظ في هذا الجانب، فمع أهمية التربية النبوية إلا أن حجم الجهد العلمي والفكري المتعلق بها محدود جدًّا إلى حدٍّ كبيرٍ.
وقد فوجئتُ بهذا، فهناك بعض الكتب التي تناولت جزئيات عن التربية النبوية، كموضوع التعليم، لكن لم تتحدث عن التربية النبوية ككل، فهي كتابات يسيرة، وعادةً ما تكون مجرد جمع مواقف متناثرة، فليس هناك دراسة كاملة حول الموضوع.
المحاور: جزاك الله خيرًا يا دكتور محمد، إذن نحن نريد أن نفهم مصطلح "التربية" الذي اتخذته في منهجيتك، هل يمكن أن تحدثونا عنه؟ يعني: ماذا كنت تقصد بالتربية؟ فقد فرَّقت بينها وبين التعليم، أو أقصد أنك ذكرت أنه يوجد حول مجالات التعليم عند النبي بعض المؤلفات، لكن في التربية فعلًا قد يكون هذا الأمر فيه قصور، فماذا تقصدون بالتربية بالضبط؟
المتصل: أنا أنظر إلى أن التعليم جزء من التربية، فالتربية هي كل تغيير في الشخصية، فأي جهدٍ مُوجّه لبناء الإنسان وتغيير شخصيته هو تربية، والتعليم جزء منه، وكما يقال: لا مشاحة في الاصطلاح، لكن في موقف فصل التعليم النبوي تناولت: كيف كان يُعلم أصحابه؟ وسائله وأساليبه في التعليم، ومنهجه في التعليم، وعلاقته بالموقف في التعلم، أما التربية فهي أشمل من مواقف التعليم، وإن كانت قضية الاصطلاحات -يعني- الناس يختلفون في التعبير، لكنني أنظر إليها في هذا الكتاب على أن التعليم جزء من التربية.
المحاور: جميل، نحن في برنامج "أسس التربية" يا دكتور محمد -وقد يكون هذا يتوافق مع ما ذكرتموه قبل قليل- أخذنا في منهجية هذا البرنامج المفهوم الشامل لموضوع التربية، وأظن أنكم هذا الذي قصدتموه هنا في التربية النبوية فيما يتعلق بالمفهوم الشامل لقضية التربية.
المتصل: كل جهدٍ يُوجّه للتغيير في الإنسان على المستوى الأخلاقي والسلوكي، وعلى المستوى العلمي والمعرفي، وعلى المستوى الإيماني، يعني: أي جهدٍ يتصف ببناء الإنسان وشخصيته يدخل ضمن مصطلح التربية.
المحاور: بارك الله فيكم، ما أدري، وكأننا نطالع الكتاب من بُعْدٍ، جزاكم الله خيرًا، كم عدد صفحاته يا دكتور؟
المتصل: والله أنا لم أكن أودّ أن يطول، لكنه يصل إلى ألف وزيادة.
المحاور: ما شاء الله، واضح أنه كبير؛ ولذلك -إن شاء الله- هل من مشروع لمحاولة اختصاره؟
المتصل: الكتاب كان الهدف الأساسي منه هو محاولة الاستيعاب، والاختصار يُخلّ بذلك، ثم بالأمس كان بيني وبين أحد الشباب نقاشٌ وطرح هذه الفكرة، لكن ماذا لو أن شخصًا معلمًا أو مشرفًا تربويًّا يريد أن يتناول موضوع التعليم؟ لو اختصرنا الكتاب سيكون موضوع التعليم في عشر صفحات، أو خمس عشرة صفحة، ولن يكون وافيًا مستوعبًا.
المحاور: يعني: أردت أن يكون الكتاب مثل الموسوعة.
المتصل: لا، الموسوعة كبيرة نوعًا ما، على الأقل يكون مرجعًا.
المحاور: مرجع، إي نعم، مرجع في استقراء ...
المتصل: لعلك تُسوّقه لنا يا دكتور وتُقرره على طلابك.
المحاور: جزاك الله خيرًا، إذا كان فيه تخفيض يا دكتور محمد ما في مانع.
المتصل: والله غالٍ، أنا لم أعلم بالسعر إلا عندما أتيت زائرًا للمعرض فوجدتُ شخصًا يسأل الدار عن السعر، فقالوا له السعر.
المحاور: عمومًا دكتور محمد أقول: بيئة التربية والمختصون فعلًا يحتاجون قبل غيرهم من عامة الناس إلى هذه الكتب في هذا المجال، فهذه إضافة رائعة، أسأل الله ألا يحرمك أجرها، إنما هي نتاج مشوار طويل يا دكتور محمد، أليس كذلك؟
المتصل: أخذ مني وقتًا، وأنا مشكلتي أني بطيء في الكتابة، فأخذ مني وقتًا، خاصةً أن القضية ليست مجرد الكتابة، فهناك جمعٌ لما كُتب حول تربية النبي من كتابات معاصرة بشكل أساسي مثلًا، ومقارنة، ونقل، وتعديل، يعني: ليست القضية أنك فقط ستكتب ألف صفحةٍ مثلًا، وإن كان هذا يتطلب عبئًا، لكن الأمر فيه بحثٌ في النصوص وجمعٌ، وأحيانًا الحديث الواحد مثلًا تحتاج أن تورد منه الرواية الأقرب، وكذا البحث عن صحة الحديث وما يتعلق به، فهو يتطلب جهدًا، لكن الحمد لله، وهذا من بركة المنهج النبوي: التيسير على مَن يعمل فيه.
المحاور: الله أكبر، أسأل الله أن يجعلني وإياك ممن انتهج منهج النبي ، يعني: هنا ما توجيهكم دكتور محمد حول أهمية أن يكون مصدر التربية هو سنة النبي ؟ نريد توجيهك في هذا الجانب.
المتصل: الله بيّن أن لنا في النبي أسوة: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الممتحنة:6]، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، فالنبي الله جعل لنا فيه الأسوة الحسنة، وأمرنا أن نتأسى به، وأن نقتدي به .
والمنهج النبوي منهج معصوم، ليس منهجًا يخضع للتقويم والمحاولة والخطأ.
والمنهج النبوي منهج مُتعبدٌ باتباعه، بمعنى: أن الإنسان وهو يتبع منهج النبي علاوةً على أن هذا منهج سديد وقويم وناجح، فهو أيضًا يتعبد إلى الله باتباع منهج النبي ، واتباع منهج النبي فيه بركة، وأدعى إلى التوفيق والسداد، خاصةً حينما تكون عند الإنسان النية الحسنة.
والعناية بمنهج النبي في مجالات الحياة -بما فيها التربية- يُعزز محبة النبي والإيمان برسالته : بمنزلته، بعظمته ، كل هذا يُعطي رسالة.
والمنهج النبوي هو أفضل منهج تربوي عرفته البشرية، فأفضل تغيير وأكبر تغيير تم في حياة البشرية هو ما أحدثه محمد .
فنحن حتى لو نزعنا عن النبي صفة الرسالة -وحاشا أن نفعل ذلك- وتعاملنا معه كما نتعامل مع أي بشرٍ، فنحن أمام أكبر إنسانٍ أحدث تغييرًا في الحياة.
فاليوم الفلاسفة والمتخصصون والذين قدَّموا جهودًا وبحوثًا ونظريات ماذا أثَّروا في الواقع العملي؟ يعني: هل فيهم مَن كان أثره مثل أثر النبي ؟
وإذا أردنا أن نعي قيمة هذا التأثير فعلينا أن نلاحظ حياة العرب قبل بعثة النبي وبعد النبي ، كيف غيَّر في حياتهم؟ وكيف غيَّر في تفكيرهم، وفي أخلاقهم، وفي سلوكهم؟
هذا التغيير الهائل لا شك أنه ينبغي أن يُتعامل معه.
المحاور: أحسنت يا دكتور محمد، وبارك الله فيك، ونحن والله نُهنئكم بالسبق في هذا الجانب، ونسأل الله أن نكون ممن يرد على حوض النبي .
المتصل: اللهم آمين، جزاك الله خيرًا.
المحاور: طيب، قبل أن نستفيد منك في هذه المداخلة في أمرٍ بارك الله فيك، نختم فيما يتعلق بالكتاب، وأنت قد شوّقتنا في هذه الإطلالة وبهذا الكلام الجميل، فقد يسأل البعض -حيث إنه لا يتوفر في دول كثيرة-: هل سيكون -إن شاء الله- له نصيب من خلال الشبكة العنكبوتية؟
المتصل: هذا عادةً يكون بعد استقرار الطبعة الأولى، وبدو الملاحظات، إلى آخره، يعني: إن شاء الله سيُتاح، لكنه في البداية يحتاج إلى أن يتم تداوله ويُقرأ ويتعرض للنقد والتقويم، فيساعد هذا على ظهوره في صورةٍ أفضل.
المحاور: جزاك الله خيرًا، وفتح الله عليك، ونحن سنستفيد منكم ونستأذنكم في دقيقتين دكتور محمد.
هناك سؤال ورد إلينا هو: ما رأيكم في التربية السليمة؟ هل من التربية السليمة وضع أولادي في المدارس التي تُدرس العلوم باللغات الأجنبية: من اللغة الإنجليزية، والفرنسية، ونُعلّمهم القرآن وأمور الدين في البيت؟
هل لكم من تعليقٍ حول هذا السؤال والإجابة عنه بارك الله فيكم لنستفيد منكم؟
المتصل: أنا أظن أن مصدر الإشكال ليس مجرد تعليمهم العلوم وما يتعلق بها بلغة أجنبية، بقدر ما هو في بيئة هذه المدارس، فالأمر يعتمد على بيئة هذه المدارس، فإذا كان هذا الشخص في دولة عربية وإسلامية فينبغي أن يحتاط؛ لأن كثيرًا من المدارس العالمية ربما تكون بيئتها غير مناسبةٍ تربويًّا، فإن كان في بلدٍ إسلامي، وهذه البيئة غير مناسبة تربويًّا، فأنا لا أنصح بالتضحية به، قد يتميز علميًّا لكن قد تُؤثر عليه.
المحاور: لكون البديل موجودًا يعني؟
المتصل: لا، قد تكون المدارس جيدة، توجد بعض التجارب الجيدة، فإذا كانت بيئة هذه المدارس غير مناسبةٍ فأنا أرى -يعني- التدريس في المدارس التي تدرس المنهج، وإذا كان في دولةٍ غير إسلامية فأحيانًا قد يكون هذا هو البديل، فعليه أن يختار أنسب بديلٍ، ويُعوّض هذا القصور من خلال جهد الأسرة.
المحاور: جزاك الله خيرًا، وفتح الله عليك.
المتصل: جزاك الله خيرًا.
المحاور: فرصة طيبة وسعيدة، وبإذن الله نعد الجمهور أن نستفيد منكم في لقاءٍ معنا في نفس هذا البرنامج مباشرةً.
المتصل: أبدًا جاهزٌ.
المحاور: شكرًا لك دكتور محمد، وبارك الله فيك.
كان معنا دكتورنا الدكتور: محمد الدويش رئيس مجلس إدارة مؤسسة "المربي"، أسأل الله أن يبارك فيه، وأن يجزيه خيرًا.
أيها الإخوة والأخوات فاصل ونواصل.
حياكم الله أيها الإخوة والأخوات.
ما زلنا معكم في برنامجكم "أسس التربية".
مشغولة بالتقنية وتمنع ولدها من ممارسة ما يبنيه
هذا سؤال حول الأم التي تكون مشغولةً بالتقنية، وتقول لابنها: أن خدمته لها أهم من الدروس ومن الاستفادة من المحاضرات، وما شابه ذلك.
يعني: يطلب التوجيه، فأمه مشغولة بالتقنية، وتضع الحمل على ابنها، وتمنعه من أن يمارس الأشياء التي تبنيه في الجوانب العلمية والشرعية، وما شابه ذلك.
الجواب:
أولًا: من القضايا التي نؤكد عليها في الإجابة عن هذا السؤال: ما يتعلق بقضية طاعة الأم، وإدراك أهمية هذا لدى الأجيال، فلا شك أن الأم لها قدسية عظيمة جدًّا لا بد ألا تنخرم مع المواقف التي قد تكون فيها احتكاكات أو شيء من هذا القبيل، فهذه قضية لا بد أن نضعها في بالنا.
ثانيًا: على الأخ الكريم الذي سأل هذا السؤال أن يسعى جاهدًا إلى محاولة إقناع والدته -بالأساليب المباشرة أو غير المباشرة- بحاجته إلى مثل هذه الدروس، أو هذه البرامج، وأنها لا تتعارض مع دوره داخل الأسرة؛ حتى تستطيع أن تعطيه فسحةً ومجالًا في هذا الأمر من خلال قضية الإقناع والحوار.
ثالثًا: مهم جدًّا أيضًا مراجعة الآباء لقناعاتهم، يعني: هذه دعوة لذلك، فكما قلنا قبل قليل: أن الأبناء يضعون قضية الطاعة في محل الاعتبار، والإنسان يجب عليه أن يستجيب لوالديه في غير معصية الله ، ويمارس الحوار والإقناع وخدمة الأهل حتى يُحبّوه، ويُنفّذ ما يُريدونه قدر ما يستطيع، خاصةً إذا كانت هناك احتكاكات أو مشكلات في مثل هذه القضية التي تتكرر.
كذلك على الآباء -نقول: ذكورًا وإناثًا- أن يُراجعوا قناعاتهم، يعني: لا يضعوا قضية: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى [غافر:29]، إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ [الزخرف:22]، فالقضية هنا في مجال أن يكون الأب هو المخطئ، والأم هي المخطئة، قناعتها تكون خاطئةً.
وكان من الاستشارات الأخيرة التي وردت إليَّ وتألمتُ جدًّا بسببها: استشارة من أبٍ حول وضع أحد أبنائه، فقد طرده من البيت لمدة سنة كاملة بسبب سلوكٍ مُنحرفٍ، وتزداد المشكلة أكثر مما كانت عليه، لم نستفد، بقيت المشكلة كما كانت، بل زادت.
فنحتاج من الآباء والأمهات أن يُغيروا قناعاتهم فيما يتعلق ببعض الوسائل والأساليب التي قد لا تُوافق الصواب عندهم، وقد تخالف الشرع أيضًا في بعض مُعطياتها، وما شابه ذلك، فنحتاج إلى انتباهٍ لمثل هذا الأمر.
الاستفادة من المناهج التربوية الحديثة
أيضًا هنا سؤال: هل يمكن الاستفادة من المناهج التربوية الحديثة؟
لا شك أننا يمكن أن نستفيد مما تطرحه تلكم النظريات التربوية بشرط أن تكون هذه القضية مرتبطة بالإجراءات والأساليب والوسائل.
يعني: القضايا المشتركة التي هي من قبيل التجربة والخطوات والإجراءات والأساليب والوسائل هذه يمكن أن نستفيد فيها من أعدائنا، كما استفاد الرسول في قضية الخندق وغيرها من غير المسلمين، وهي مدونة في التاريخ الإسلامي.
ولكن الأهداف والغايات والأُطر مختلفة جدًّا، فلا مجال لأن نأخذ أهدافنا وغاياتنا في هذه الحياة وأطر التربية من المناهج الغربية؛ لأن أهدافهم وغاياتهم وأطرهم تختلف عن أهدافنا تمامًا، فهم يرتبطون بالمنهج العلماني، ويرتبطون بالمنهج المادي بدرجةٍ كبيرةٍ جدًّا، وهذا خلاف منهجنا، فنحن منهجنا ديني، وكذلك عندنا نظرة شمولية: مادي، ومعنوي، دنيوي، وأُخروي، وما شابه ذلك كما سيأتي معنا -إن شاء الله- في لقاءات قادمة فيما يتعلق بخصائص التربية الإسلامية، والحكمة ضالَّة المؤمن، أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها[5]أخرجه الترمذي (2687)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4302).، فهو يستفيد ما أمكنه من مثل هذه المعطيات.
تُعلّم زوجها فيغضب عليها
تقول السائلة: أتعلم أمور ديني وأُوصلها لزوجي، لكنه يغضب ويحصل منه الشجار. وهي تتساءل: هل أتوقف عن تعليمه ما تعلمته من أمور الدين، أم أستمر؟
الجواب
مهم جدًّا أن نُعطي قواعد عامة ونحن نتكلم في جوانب تربوية، فمن المهم جدًّا أن نهتم بالقيام بالآتي:
أولًا: الحقوق التي للطرف الآخر، يعني: هنا السائلة تسأل عن زوجها، فمهم جدًّا أن تُراجع السائلة ما يتعلق بحقوق الزوج: هل قامت بها أم لا؟ هذه قاعدة مهمة جدًّا.
ثانيًا: أيضًا تحتاج هذه الأخت الكريمة إلى التعرف على بعض الأساليب في قضايا التحدث والإقناع والحوار، ويا حبذا لو مارست شيئًا من التعلم في مثل هذا الجانب.
ثالثًا: لا بد من مراعاة الحال والوقت والمكان، فلا ينبغي التعليم في أي وقتٍ، قد تكون حالته المزاجية غير مناسبةٍ، وقد يكون في وقتٍ عنده الحالة النفسية مرتاحة، وقد يكون عنده شيء يُسعده فعندئذ تكون قابليته أو تقبّله أفضل وأحسن، وهكذا.
فاختيار الوقت المناسب والمكان المناسب قضية مهمة جدًّا.
رابعًا: حُسن الاستهلال، فلا تدخل مباشرةً في التعليم وكأنها أصبحت معلمةً له، وهنا لا بد من مراعاة قضية الرجل ومكانته، أو الزوج في مقابل الزوجة، وإن كان ينبغي على الزوج أن يقبل الحقَّ حتى من أبنائه، فكيف بزوجته؟!
فحُسن الاستهلال بمثابة الطُّعْم الذي يمكن أن تُلقيه قبل أن تُقدّم له ما تعلّمت، فهذه قضية مهمة جدًّا.
خامسًا: استخدام الأسلوب غير المباشر: كأسلوب القصة، وأسلوب الحدث، وتُدخل قضايا المعاني في هذا الأسلوب، فلا يلزم أن أُعطي القضية بشكلٍ مباشرٍ، يمكن أن أُعطيها بشكلٍ غير مباشرٍ.
أيضًا لا بد من معرفة لماذا يغضب؟
لذلك إذا عرفتي سبب قضية الغضب فهذا سيُساعد كثيرًا؛ فإن كانت هذه سجية عنده فأعانكِ الله، ولا بد أنكِ ستتركين بعض الجوانب التي لا يلزم أن تُعلميه إياها أنتِ، وانظري إلى وسائل أخرى، فيمكن أن يحصل هذا التعليم بوسائل غير مباشرة، قد لا يكون عن طريقك.
وإذا كانت قضية الغضب لأسباب معينة وليست دائمةً، فحاولي تجنب هذه الأسباب حتى يكون الأمر مُهيَّأً للزوج.
فاصل أيها الإخوة والأخوات ونواصل.
مرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات.
ما زلنا معكم في برنامجكم "أسس التربية".
هناك أسئلة وردت من قبل، وأردنا أن نُعطي الإخوة والأخوات حقوقهم في الإجابة عن الأسئلة؛ ولذلك سنواصل الإجابة عن بعض هذه الأسئلة حتى نحاول أن ننتهي منها، ونستمر في حلقاتنا بإذن الله .
أحد الوالدين يبني والآخر يهدم
هذا سؤال يقول: كيف نمنع تأثير أحد الوالدين السيئ على الأبناء؟ فأحدهما يبني، والآخر يهدم.
الجواب
هنا شكوى من أحد الطرفين -إما الأب، وإما الأم- أن الطرف الآخر يسيء مع الأبناء، والطرف الأول يبني مع الأبناء، وهذه قضية من القضايا المشكلة جدًّا، وأذكر أحد الاتصالات التي جاءتني في الاستشارات الهاتفية من إحدى الأخوات تشتكي زوجها وتقول: نحن في بيئة محافظة، وفي أسرة محافظة، ليس عندنا من الانحرافات المتعلقة بالمتابعات الفضائية، وليس عندنا حتى قنوات فضائية مفتوحة، وإنما قنوات محافظة، وإذا بهذا الأب -الزوج هداه الله- يأتي للأبناء في رمضان بجهاز "لاب توب" يقوم بعرض بعض المسلسلات التي تُعرض في رمضان، والتي تخرم الحياء، ولا تتناسب بحالٍ من الأحوال معهم: لا في رمضان، ولا في غير رمضان.
هذا الصراع فيما يتعلق بهذا الجانب يحتاج إلى توصيات مهمة جدًّا نحتاجها، بل نحن بأمسِّ الحاجة إليها، ولا شك أن الأسرة التي تُعاني من هذه القضية تُعاني من ضعفٍ في التماسك الأسري، حينما يكون القطب الأول للأسرة -وهو الأب- والقطب الثاني -وهي الأم- يختلفان في منهجيتهم في التربية؛ لأن كل إناءٍ بالذي فيه ينضح.
ولذلك فإن توصيات المنهج الإسلامي في أصل اختيار الزوج والزوجة مهمة جدًّا، وستأتي معنا -بإذن الله- عندما نتحدث عن قضايا الإرشاد الأسري وما شابه ذلك، يعني: إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه[6]أخرجه الترمذي (1084)، وحسنه الألباني في "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل" (6/ 266)، (1868).، فزوِّجوه لماذا؟ لدينه وخلقه.
وكما جاء في الحديث الآخر: تُنكح المرأة لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك[7]أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466)..
فالقضية الأساسية التي ركز عليها رسول الله في الاختيار للزوج والاختيار للزوجة هي: الدين، وهي متكررة هنا، وهي قضية مهمة جدًّا.
وسنستكمل إجابة هذا السؤال بعد مداخلة الأخت أم عمر من الكويت: تفضلوا، الله يحفظكم، حياكم الله.
المتصلة: السلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: لو سمحت، أنا أقرأ مواضيع عن التربية، وعن التعامل مع الزوج، ومع الأطفال، وأرى برامج تربوية، ويتطرقون دائمًا للمشاكل والواقع كيف هو، لكن لا يعطوننا حلولًا عمليةً تلتزم بها المرأة لتتحكم في حياتها وتواجه المشاكل التي تتعرض لها، مثلًا: كيف أعزل مشاكلي مع زوجي ولا تؤثر على علاقتي بأطفالي وسلوكياتهم؟
المحاور: واضح.
المتصلة: وكيف تتحمل المرأة وتُوازن في تعاملها مع زوجها، وما تكون عصبية؟ يعني: حين تتعرض لمشكلة مع أختها ومع أهلها كيف تعزلها؟ كيف تعزل هذه المشاكل وما تتعرض لضغوط أكثر؟
المحاور: جزاكم الله خيرًا، شكرًا لكم يا أم عمر.
هذا سؤال مهم، وكنت قبل الحلقة أتناقش مع أحد الفضلاء، وكان يسألني: ما أهم القضايا التي ترد في الاستشارات وفي النظرة حول واقع المجتمع؟ وهو بنفسه قال: القلق والتوتر؟ فقلت: نعم، القلق والتوتر. وأضفت إليها بعد ذلك ما يتعلق بقضية ضعف تفعيل الإرادة الذاتية، وما شابه ذلك.
فنحتاج من الذين يوجهون المجتمع في القضايا التربوية والنفسية والأسرية أن يهتموا أيضًا بالاجتماعية، فنقول لهم: عليكم مسؤولية كما على المفتي في الجوانب الشرعية، وما شابه ذلك.
يعني: أنتم توجهون الناس، فينبغي أن توجهوهم إلى الشيء الصواب الذي يُحقق لهم الاستقرار والسعادة فيما يرضي الله ، ويجعلهم في مستوى من الاستقرار الذاتي، وكذلك العلاقات الاجتماعية الإيجابية، هذا مهم جدًّا.
ولذلك ينبغي ألا نغرق في التشخيص من حيث الوصف المرتبط بالجوانب السلبية والمشكلات، والإغراق، إلى آخره، علينا أن نحاول قدر ما نستطيع أن نساعدهم في البناء، ونساعدهم في الخروج من المشكلة، ونساعدهم في قضية العلاج، وأيضًا نُبَسّط لهم قدر ما نستطيع الأساليب والوسائل التي تساعد.
وسبق أن أثنينا على كتاب للشيخ محمد المنجد وفقه الله بعنوان: "أساليب نبوية في التعامل مع أخطاء الناس".
ونحن اليوم كنا نتكلم مع الدكتور: محمد الدويش حول كتابه "التربية النبوية"، فمنهج النبي مليء بالأساليب والعلاجات، فنحتاج أن نرجع إليها.
وهذا هو الجانب الآخر، يعني أولًا: الدور المتعلق بالناس الموجِّهين.
والدور الآخر يتعلق بالناس الذين يُوجَّهون.
وكما قلت في هذه الحلقة بعبارة مهمة جدًّا: ينبغي أن نوسع دائرة البناء: دائرة بناء النفس، ودائرة بناء الأسرة، وأن نوجد برامج إيجابية، وأن نوجد المنهج الوقائي، وسيكون لنا كلام في هذا مستقبلًا بإذن الله، حتى لا تكون قضيتنا هي المشكلات فقط، وعندئذٍ نتحرك حين تكون المشكلات، ستكثر المشكلات، والمشكلات إذا كثرت سبَّبت -مثلما قالت الأخت الكريمة- العصبية، وسبَّبت كذلك الضيق، وسبَّبت عدم وجود الارتياح والطمأنينة والأمن النفسي.
فمن المهم جدًّا أن نمارس أسلوب التخلية وأسلوب التحلية، والرسول قال: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن[8]أخرجه البخاري (5425).، فاستعاذ النبي من الهم والحزن، وغير ذلك من الأمور، وهذه معيقات للاستقرار النفسي، إلى آخره.
فالإنسان عليه ألا يشغل باله بالماضي، ولا يشغل باله بالمستقبل، وإنما يكون في الواقع المباشر.
ولنا -إن شاء الله تعالى- كلام مهم في هذا الموضوع -بإذن الله- في لقاءات كاملة فيما يتعلق بالسعادة النفسية.
وهناك في قناة (اليوتيوب) بعض المواد المتعلقة بمحدثكم تتناول بعض المعالجات المتعلقة بهذا الجانب، فيما يرتبط بتعديل السلوك في بعض مهاراتها، وفيما يرتبط أيضًا بقضية السعادة النفسية يمكن أن يرجع إليها في بعض وسائلها وما يتعلق بهذا الجانب.
فمن الخطأ أن نبقى في دائرة المشكلات، لا بد أن نُعطي الفأل، فالرسول كان يُعجبه الفأل الحسن[9]أخرجه ابن ماجه (3536)، وأحمد في "المسند" (24982)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (4985).، والفأل يتطلب مساعدة الآخرين، وأن نعينهم قدر ما نستطيع، ويتطلب من الآخرين كذلك أن يكونوا إيجابيين، وأن يكونوا متفاعلين، وأن يكونوا كذلك قادرين على الاستمرار والارتقاء، وألا يحبطوا أنفسهم بأنفسهم، وألا يُعطوا لأنفسهم تلكم الرسائل السلبية التي لا تجعلهم يتقدمون، فيشغلون أنفسهم بالماضي، ويشغلون أنفسهم بالمستقبل.
اللهم إني أعوذ بك من الهم الذي سيأتي، وهو ليس موجودًا بعد، فالأمر بيد الله ، ومن الحزن الذي مضى، الذي قد انتهى ولا رجعةَ إليه.
ولذلك وصف الله أهل الجنة بقوله: فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأحقاف:13]، فسعادتهم هذه السعادة العظيمة الأبدية وصفت بأنها بعيدة عن قضية الخوف لما يستقبلونه، وعن قضية الحزن على ما تركوه.
نعود للسؤال الذي يتعلق بأن أحد الوالدين يبني والآخر يهدم، فنقول بعض التوصيات التربوية المتعلقة بهذا الجانب:
من المهم جدًّا أيتها السائلة: الحوار الأسري، فلا بد من الحوار بين الآباء والأمهات حتى يخففوا من قضية الفجوة بينهما؛ لأنه كلما زادت هذه الفجوة كلما أثرت على تربية الأبناء والعلاقة بين الوالدين وبين أبنائهم.
كذلك مهم جدًّا أن يشعر الطرف الآخر -الذي عنده المشكلة في التربية على الجانب السلبي للأبناء- بأن سوأه يُبقيه لنفسه، وكل أمتي معافى إلا المجاهرين[10]أخرجه البخاري (6069)، ومسلم (2990).، وألا يحمل وزر الآخرين، وهذا مهم جدًّا: أن نستخدم الأسلوب الوعظي في هذه القضية لعله أن يخفف.
أيضًا مهم جدًّا زيادة العلاقة بالأبناء بالنسبة للطرف الإيجابي -أيًّا كان: الأم أو الأب- حتى يتقبلوا منا ما يمكن من خلاله أن نؤثر به فيهم إيجابيًّا، ونمسح القضايا السلبية التي تكون من الطرف الآخر.
أيضًا مهم جدًّا عدم إضاعة حقيقة الأمر من الصواب ومن الخطأ، لا نُجامل أحدًا، خاصةً لو سأل الأبناء، فنقول: هذا خطأ. حتى لو كان الأب هو الذي أخطأ، ويُحفظ قدر الأب لأجل العلاقة بينهم، وهكذا لو كان من الطرف الآخر، أو حينما ننصحهم، هذا مطلوب.
أيضًا ربما يكون مهم جدًّا إيجاد طريق آخر للأبناء لتصحيح هذه الأشياء المغلوطة التي يتلقونها من الأب، أو يتلقونها من الأم، والتي تكون من اتجاه أحد الوالدين السلبي، مهم جدًّا أن يتلقوه من طرف آخر: كمعلم، كمحضن تربوي، كجهة إعلامية، وما شابه ذلك.
خاصةً إذا كان الطرف الإيجابي من أحد الوالدين ضعيفًا عن الطرف الآخر، فقد لا يستطيع أن يمارس هذا الأمر خوفًا من التصادمات وقضية المشكلات.
فهذه من التوصيات المهمة التي أسأل الله أن ينفع بها.
تحبيب الأبناء في حفظ القرآن
هنا أيضًا بعض الأسئلة التي وردت قبل قليل، منها: كيف أُحبب أبنائي في حفظ القرآن، مع أنه سريع الانتباه، وأنا في إيطاليا؟
الجواب
أسأل الله أن يبارك فيكم، وأن يجزيكم خيرًا على حرصكم على أبنائكم وأنتم في تلكم الديار.
وصيتي في هذا استخدام ما يتعلق بقضية التعزيز والتَّشجيع، خاصةً منذ نعومة الأظفار، واستثمار الوقت المبارك للأطفال، والذي غالبًا يكون هو وقت الحفظ.
وكما يقول أستاذنا الدكتور عبدالعزيز النغيمشي في كتابه الجميل حول هذه النقطة "علم النفس الدعوي"، وهو يتحدث عن هذه المرحلة: إن الكثير تفوت عليهم هذه الفرصة بسبب براءة الطفولة، وعدم إيجاد الفرص لأجل قضية الحفظ.
هذه فرصة ثمينة للحفظ، لكن يحتاج إلى جانب التعزيز، إلى جانب الأشياء التي يحبها الابن من أجل أن يستمر في قضية الحفظ، والتعزيز خاصةً بالنسبة للأطفال -المادي والدنيوي- يحتاجون إليه بشكلٍ كبيرٍ، ولا يمنع أن يُربطوا بمقولة: الله يرضى عنك، ويُسعدك الله ، وتدخل الجنة.
لكن هو يُدرك أكثر المعطيات المتعلقة بالحوافز المادية، والحوافز الدنيوية، فيحتاج إلى تنويعها، فننظر للشيء الذي يجعله يكسب أكثر، ونحاول ألَّا نجعله بشكل دائم، بحيث إنه ينتظر هذا التحفيز دائمًا، وإنما إذا كنا نُعطيه في البداية حتى يتكون السلوك بشكل جيد، فإننا نُعطيه بعد كل مرةٍ، ونعطيه بعد ذلك بعد كل مرتين، وبعد كل ثلاثٍ، وكل أربعٍ، وكل خمسٍ، كما يُسمّونه: جداول التعزيز، حتى بعد ذلك يفطم من هذه القضية كما تفطم المرأةُ رضيعها في الرضاعة، حتى يُصبح هذا سلوكًا متأصلًا أساسيًّا عنده، فأنا أرى قضية التعزيز من القضايا المهمة جدًّا.
وأيضًا قضية الواقعية، يعني: أنا أتتني استشارة قريبًا في (الواتس آب) من بلاد المغرب العربي: بنت تحرص عليها الأم، بنت نبيهة، بنت -ما شاء الله، تبارك الله- عندها حب للخير، فتقرأ القرآن بشكل مجود كما تقول الأم، وتحفظ القرآن، وفيما يظهر لي من كلامها أنها حفظت كتاب الله هذه البنت الصغيرة، لكن الأم تُرهقها بالمراجعة وبالصفحات يوميًّا، تقول: بدأت أشعر بأن هناك إثقالًا عليها، وأفكر الآن أن أترك هذا الأمر إلى شيءٍ آخر.
فقضية القدر المناسب للمرحلة العمرية قضية مهمة جدًّا، حتى لا يحصل الملل، ولا يحصل الثقل، وإنما نكون بالتدرج، وكذلك بالتشويق، وكذلك بالواقعية أيضًا قدر ما نستطيع.
تربية المراهقين
أيضًا هنا سؤال من أم خالد من بريطانيا، تقول: كيف للأم أن تُوفَّق في تربية أولادها المراهقين؟
الجواب
التوفيق بيد الله ، ولكن من أهم القضايا المتعلقة بالتعامل مع النفس البشرية -وخاصةً المراهقين-: الاطلاع على حاجاتهم، والتعرف على ما يُسمّى بـ"حاجات المراهقين"، وخصائص مرحلة المراهقة.
وقد تكلم الكثير في هذا الموضوع في كتب "علم نفس النمو"، فأي كتابٍ في "علم نفس النمو" مؤلفه مختصٌّ يمكن أن يُستفاد منه فيما يتعلق بمثل هذه المرحلة.
لكن من الكتب المتميزة -خاصةً أن فيها التأصيل الإسلامي- كتاب أستاذنا الدكتور عبدالعزيز النغيمشي: "المراهقون".
وهو كتاب نفيس في هذا الباب، تكلم فيه عن الحاجات النفسية، وعن الحاجات الثقافية، وعن الحاجات الاجتماعية، فإدراك هذه الحاجات مهم جدًّا.
أيضًا أستاذنا الدكتور عمر المفدى في "علم نفس المراحل العمرية" تكلم أيضًا عن هذه المرحلة، وأيضًا الأستاذ محمد قطب رحمه الله في "منهج التربية الإسلامية" تكلم عن المراهقة، والدكتور عبدالكريم بكار تكلم عن المراهقة أيضًا في "سلسلة التربية الرشيدة"، وغيرهم.
فكل هذه يحاول الواحد أن يصل إليها من مختصين، خاصةً أصحاب التأصيل الإسلامي من أهل الاختصاص والمهتمين، وسيجد -إن شاء الله تعالى- بُغيته بشكل جيدٍ.
فأنا أقول: انظروا لحاجاتهم، وبإذن الله حينما تنظرون لها ستهتمون بكيفية إشباع هذه الحاجات.
يعني: مما تميز به كتاب "المراهقون" للدكتور عبدالعزيز النغيمشي، وأرجو أن يكون معنا ضيف في لقاءات قادمة -بإذن الله -، وهو أستاذ قدير -وفقه الله - يتكلم بعدما يتحدث عن حاجة هذا المراهق مثلًا، وأنواعها، وحاجاته الاجتماعية، ويتكلم عن الأصدقاء، ويتكلم عن الهوية، ويتكلم عن أشياء عديدة جدًّا، وبعد الانتهاء من كل حاجةٍ يذكر الوسائل التربوية والأساليب التربوية لتحقيق وإشباع مثل هذه الحاجة، فيمكن للأخت الكريمة التي تسأل أن تأخذ مثل هذه الأساليب وتُطبقها على ابنها المراهق.
وفي نفس قناة (اليوتيوب) لمحدثكم شيء من المحاولات في بعض الروابط، أو ما هو موجود في القناة حول مثل هذه القضايا يمكن أن يستفاد منها ويُعان -إن شاء الله تعالى- بعد عون الله .
المريض النفسي والعلاج
هنا سؤال يقول أو تقول: زوجي مريض بحالة نفسية، وهو يتعالج بالدواء، ماذا أفعل؟
الجواب
إذا كانت القضية مرتبطةً بالجانب الدوائي فهذا ليس مجال محدثكم، فنحن أخصائيون نفسيون كما يُقال، ولسنا أطباء نفسيين، فالتعامل مع الدواء عند الأطباء النفسيين.
لكن المهم جدًّا أنه إذا كان هذا الدواء المأخوذ قد أُخِذَ من مختصٍّ قديرٍ وبتشخيصٍ إيجابي من هذا المختص فالمفترض أن يستمر؛ لأن الدواء في الغالب لا يُمنح إلا في الأمراض المستعصية، أو التي يلزم فيها الدواء، وهذا هو مجال إخواننا في الطب النفسي.
وعلى الأخت الكريمة أن تحتسب الأجر في مرض زوجها في هذا الجانب، وتكون خير مُعينٍ لزوجها في هذا الباب، خاصةً في الانضباط في الدواء، وأيضًا محاولة ما يُسمّى بـ"الدعم النفسي والاجتماعي" على حسب ما يرتبط بنوعية المشكلة ما هي بالضبط؟
فالمريض يحتاج للمساندة والمعاونة؛ لأن جزءًا مما يرد عند البعض هو الشعور بأنه مريض نفسي، وأن عنده مرضًا مُستعصيًا، فهذا قد يجعله بعيدًا عن الناس، أو يشعر بأن الناس ينتقصون من قدره.
فينبغي أن يُتعامل معه كأنه شخص إيجابي في الحياة، ولا نتعامل معه كأنه شيء آخر، هو يشعر بأنه مريض، فلا نزيد هذا الشعور الذي قد يزيد من إحباطه ويدفعه إلى عدم الإنتاج في هذه الحياة.
المهم -كما قلت- هو: إذا كان الدواء قد صُرف بطريقةٍ إيجابية، هذه طريقة مهمة جدًّا، ولا بد من الاستمرار عليها على حسب وصف الطبيب.
القضية الأخرى: العناية بالعلاج المعرفي والعلاج السلوكي، فمن المهم مع الطب النفسي وجود العناية، أقصد مع جانب العلاج الدوائي ينبغي العناية بالعلاج المعرفي والعلاج السلوكي، وهذه قضية مهمة جدًّا.
بقيت معنا دقيقة، سنحاول فيها أن ننهي هذه النقطة، وبقية الأسئلة نعد الإخوان أن نجيب عنها -إن شاء الله- لاحقًا، ومن الله العون والتوفيق.
الأسلوب المعرفي أو العلاج المعرفي مهم جدًّا.
كيف أُعدل سلوكي باستخدام العلاج المعرفي؟
من خلال طرد الأفكار اللاعقلانية، وأن تحل محلّها الأفكار العقلانية، هذه قضية مهمة جدًّا.
وقد تستغربون من هذه البساطة، لكن غالبًا سلوك الإنسان أيًّا كان اتجاهه مرتبط بالجانب الفكري، أو الجانب الوجداني، أو الجانب المهاري، فلو كان اتجاهه سلبيًّا فهو غالبًا نابع من فكرةٍ، كما قال ابن القيم رحمه الله[11]انظر: "الفوائد" لابن القيم (ص31): "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، … Continue reading، فهي قضية مرتبطة بخاطرة استرسل معها حتى صارت فكرةً، ثم استرسل معها حتى صارت إرادةً، ثم بعد ذلك صارت عملًا، ثم أصبحت عادةً.
وهذا ينطبق على الجانب الإيجابي، والجانب الإيجابي -الحمد لله- مقبول، لكن أيضًا قد ينطبق على الجانب السلبي، وهذا مصدره الفكرة السلبية أو الخاطرة السلبية التي ينبغي أن تُدفع. فينبغي معالجة هذه القضية.
وأيضًا في قناة (اليوتيوب) عنوان مهم جدًّا يمكن أن ترجعوا إليه، وهو: "تعديل السلوك باستخدام الأسلوب المعرفي"، كيف نستطيع أن نستخدم الأسلوب المعرفي حتى نحاول أن نُخفف عن أنفسنا هذه الأمراض، حتى لو كان هناك احتياجٌ للجانب الدوائي.
وبعض الأطباء النفسيين يُجيدون الربط بين الجانب الدوائي -جانب العلاج بالدواء- والعلاج بالجانب المعرفي السلوكي.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا وإياكم، وأن يجعلنا وإياكم من السعداء في الدنيا والآخرة.
وكل الشكر والتقدير لكم لمتابعتكم، ولنا لقاء في الأسبوع القادم، بإذن الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
↑1 | أخرجه أبو داود (5217)، والترمذي (3872)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (4689). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (3475)، و(6787)، ومسلم (1688). |
↑3 | أخرجه أحمد في "المسند" (17634)، وقال محققوه: "حديثٌ صحيحٌ، وهذا إسنادٌ حسنٌ من أجل الحسن بن سوار، وباقي رجال الإسناد ثقات، رجال الصحيح"، والحاكم في "المستدرك" (245)، وقال: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم، ولا أعرف له عِلة، ولم يُخرجاه"، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (3887). |
↑4 | أخرجه البخاري (660)، و(1423)، ومسلم (1031). |
↑5 | أخرجه الترمذي (2687)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4302). |
↑6 | أخرجه الترمذي (1084)، وحسنه الألباني في "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل" (6/ 266)، (1868). |
↑7 | أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466). |
↑8 | أخرجه البخاري (5425). |
↑9 | أخرجه ابن ماجه (3536)، وأحمد في "المسند" (24982)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (4985). |
↑10 | أخرجه البخاري (6069)، ومسلم (2990). |
↑11 | انظر: "الفوائد" لابن القيم (ص31): "دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمةً وهِمَّةً، فإن لم تُدافعها صارت فعلًا، فإن لم تتداركه بضده صار عادةً، فيصعب عليك الانتقال عنها". |