المحتوى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأُسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: أيها الإخوة والأخوات، مرحبًا بكم مع حلقةٍ جديدةٍ من برنامجكم الأسبوعي المباشر: "أُسس التربية" من قناتكم قناة "زاد" العلمية.
كنا وما زلنا معكم حول التربية، وهموم التربية، وقضايا التربية، وكنا معكم حول ما يتعلق بالتربية من هدي النبي : كيف نستقي التربية من معين النبوة؟
ووقفنا مجموعةً من الوقفات في حلقتين ماضيتين، ولعل هذه الحلقة أيضًا كذلك، وحلقات قادمة: نقف مع مجموعةٍ من تلكم الإشارات النبوية الرائعة التي نستنبط منها أسس التربية، وتوجيهات النبي عليه الصلاة والسلام في التربية، وكيف نستطيع أن نستفيد من تلكم التوجيهات وتلكم الإرشادات وتلكم الأسس النبوية في تربيتنا لأُسرنا ولمجتمعاتنا؟
أهمية التربية على قضية العدل
دعونا نأخذ حديثًا من تلكم الأحاديث، وهو حديثٌ مشهورٌ جدًّا، وهو حديث السبعة الذين يُظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله[1]أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031).، جعلنا الله وإياكم من هؤلاء.
يقول النبي كما جاء في حديث البخاري: سبعةٌ يُظلهم الله يوم القيامة في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجلٌ ذكر الله في خلاءٍ ففاضت عيناه، ورجلٌ قلبه مُعلَّقٌ في المسجد، ورجلان تحابَّا في الله، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ إلى نفسها، قال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه[2]أخرجه البخاري (6806)..
هذا الحديث العظيم المعروف المشهور نستفيد منه قضايا عديدةً جدًّا فيما يتعلق بالتربية، وما يتعلق بقضية إنشاء جيلٍ ينشد أن يكون من هؤلاء السبعة الذين يُظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله.
يوم القيامة -أيها الإخوة- حينما تدنو الشمس قدر ميلٍ يكون الناس في أمس الحاجة إلى هذا الظل الذي يُظلهم الله به.
هل أنا وأنت، وهل ابني وابنك، وبنتي وبنتك، وزوجتي وزوجتك، وأهلي وأهلك، ومُحبِّيَّ ومُحبوك، هل هم من هؤلاء السبعة الذين يُظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله؟ من نجاح التربية أن نُوجد مثل هؤلاء السبعة.
بدأ النبي بقول: إمامٌ عادلٌ، ولا شك أن موقع الإمام هو موقع المُؤثر في هذه الأمة؛ لأنه هو القائد لهذه الأمة، والإمام حينما يكون عادلًا فرقٌ بينه وبين أن يكون ظالمًا؛ ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "إن الله يُقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرةً، ولا يُقيم الظالمة وإن كانت مسلمةً"[3]"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لابن تيمية (ص29)..
هذه القضية تُعطي أهمية التربية على قضية العدل، وأهمية التربية لمثل هؤلاء الذين يعتلون مثل هذه المكانة العظيمة في توجيه الأمة، وعلى رأسهم الإمام، وعلى رأسهم المسؤولون، وما شابه ذلك، فهي قضيةٌ مهمةٌ جدًّا.
فالعدل -يعني- لا يعدله شيءٌ، لكن لا يمكن أن تتربى الأمة على العدل إلا إذا وجدت بيئةً تُساعدها على ذلكم العدل.
فالعدل مطلوبٌ وواجبٌ، والإحسان فضيلةٌ، والظلم مُحرَّمٌ، هذه ثلاثة أوجهٍ لا نتصور أن ننفك عنها، فأنا إما أن أكون عادلًا فأُقيم الواجب، وإما أن أكون ظالمًا فأقع في المُحرَّم، وإما أن أكون مُحسنًا فأكون قد أدَّيتُ الواجب، وكذلك الفضيلة والإحسان للآخرين؛ نظرًا لأن الإنسان لا يمكن أن يكون مُحسنًا إلا إذا كان عادلًا.
ولذلك النفس البشرية تُحب العدل، النفس البشرية تُحب العدل، فالأب يعدل بين أولاده، يقول النبي في معنى الحديث: اتَّقوا الله واعدلوا بين أولادكم[4]أخرجه البخاري (2587).، فالعدل بين الأولاد مطلوبٌ، وللعلماء كلامٌ في ذلك، فأهل الفقه -يعني- يعرفون هذه القضايا وما يتعلق بها، وما يرتبط بقضايا الهِبَات، وقضايا الأُعطيات، وهذه القضايا كلها، وما يرتبط بحاجات الأبناء، ومَن هم دون الأبناء ... إلى آخره، هذه القضايا عند أهل الشريعة، لكن نحن نتحدث هنا عن أنه حين يقول النبي : اتَّقوا الله واعدلوا بين أولادكم لا يمكن أن نتصور أن الإنسان فعلًا يُحقق العدل في أسرته إلا بتقوى الله .
هذه القضية مهمةٌ جدًّا؛ لذلك ينبغي أن يبحث المُربي عن نفسه، والمُؤثر عن نفسه، وكل مَن له صيغةٌ في التأثير في الآخرين يبحث عن نفسه: هل هو عدلٌ، أم ليس بعدلٍ؟ يُراجع نفسه في هذه القضية؛ لأنه إذا حقق هذا المستوى الواجب يستطيع أن يقفز أو ينتقل للمستوى الأعلى والأفضل، ألا وهو ما يتعلق بقضية الإحسان، وقضية الجانب الذي يتقرب إلى الله فيه في المنازل العليا، حينما يُصبح شخصًا محبوبًا، شخصًا يُحسن للآخرين، قام بالعدل، وأحسن إضافةً لذلك؛ أحسن إليهم.
تجده ربما يُضحِّي بوقته وماله، وهو ليس واجبًا عليه، لكن ضحَّى، والسبب في ذلك أنه عدل وقام بالواجب، وتربى على هذه القضية، فهو لا يمكن أن يكون ظالمًا بحالٍ من الأحوال، ثم أصبح مُحسنًا للآخرين.
فيا ليتنا نقف مع هذه القيمة العظيمة -قيمة العدل- في مثل هذا الحديث العظيم حينما نستلهم هذا المعنى، وإن كان هو ينصب بالدرجة الأولى كما قال النبي : إمامٌ عادلٌ.
شابٌّ نشأ في عبادة الله
القضية الأخرى: لما نأخذ الفئة الثانية: شابٌّ نشأ قال: في عبادة الله، الله يجعلنا وإياكم من هؤلاء، ويجعل شبابنا من هؤلاء.
شابٌّ نشأ في عبادة الله يعني: حينما يكون الإنسان -كما قلنا- في العدل فالمطلوب منه أن يعدل، فينبغي أن نُدرك أنه كلما كان الإنسان أكثر مكانةً وتأثيرًا؛ كلما كان أحوج إلى قضية العدل؛ لأنه يُخشى منه الظلم، وهذا نداءٌ للمسؤولين: نداءٌ للأمراء، نداءٌ للحُكَّام؛ حتى يكونوا أئمةً عدولًا.
كذلك بالنسبة للشابِّ، الشاب قد يكون تصريفه للملذَّات والشهوات عن عبادة الله نظرًا لوجود النوازع؛ لذلك الرسول ميَّزه: شابٌّ نشأ في عبادة الله، فكان من السبعة.
أيها الإخوة والأخوات، فاصلٌ ونواصل، بإذن الله .
الفاصل:
أبناؤنا بين العلم والأدب
يحرص كثيرٌ من الآباء والأمهات على تعليم أبنائهم شتى العلوم، ويبذلون في ذلك الغالي والنفيس من أوقاتهم وأموالهم، وهذا مما يُؤجرون عليه من الله تعالى، ولكن هل اعتنوا مع ذلك بتعليمهم أدب العلم وسَمْتَه؟ فهو الذي يُهذِّب أخلاقهم، ويُحسِّن طِباعهم، فحاجة الأطفال إلى الأدب وحُسن الخُلُق أشدُّ من حاجتهم إلى كثيرٍ من العلم.
لهذا كان السلف يحرصون على تعليم أبنائهم الأدب قبل العلم، قال سفيان الثوري: "كانوا لا يُخرجون أبناءهم لطلب العلم حتى يتأدَّبوا".
وقال عبدالله بن المبارك: "طلبتُ الأدب ثلاثين سنةً، وطلبتُ العلم عشرين سنةً".
وهذا ما جعل الآباء والأمهات قديمًا يدفعون بأولادهم إلى المُؤدبين والعلماء؛ حتى يقتبسوا من أخلاقهم وآدابهم قبل علومهم.
قال الإمام مالك بن أنس -رحمه الله تعالى-: "كانت أُمي تُعمِّمُني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه".
وذلك أن العلم لا يُنتفع به إلا بطهارة القلب عن مساوئ الأخلاق، ولعل هذا الأمر هو ما دفع العلماء إلى اشتراط أن يتتلمذ طالبُ العلم للعلماء، لا للكتب فحسب؛ وذلك حتى يتأكَّدوا من تخلُّقه بأخلاق العلماء، وتحليه بأدبهم، ويظهر عليه سَمْتُ العلم وأدبه ونوره.
قال عبدالله بن وهب: "ما تعلَّمناه من أدب مالك أكثر مما تعلَّمناه من علمه".
ومما يدلك على منزلة الأدب والأخلاق: أن النبي قد جمع بين العلم والأخلاق والأدب، ولما أثنى عليه ربُّه أثنى عليه بالأخلاق والأدب فقال: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].
الدكتور خالد: أيها الإخوة والأخوات، حيَّاكم الله، وبارك الله فيكم.
أسماء بعض كتب أصول التربية الإسلامية
س: أم عمر تسأل عن قضية: أفضل الكتب في أصول التربية الإسلامية؟
ج: الكتب في هذا كثيرةٌ، بعض المُؤلفين قد لا يكون في ذهني الآن، لكن من الكتب المشهورة: كتاب عبدالرحمن النحلاوي، وعبدالرحمن الباني -رحمه الله-، يُستفاد منهما، كذلك كتاب الدكتور: خالد الحازمي يُستفاد منه، وهناك بعض الكتب الأخرى لعلي -إن شاء الله- أتذكرها في لقاءٍ آخر.
هناك كتابٌ من الكتب المشهورة في الجامعات، وقد تكون لغته سهلةً، لكن عمومًا أغلب لغة هذه الكتب لغةٌ سهلةٌ، ليس فيها من لغة الفلسفة أبدًا، وتهتم بالتربية الإسلامية، مثل: كتاب النحلاوي، وكتاب الباني، وكتاب الحازمي، وغيرهم كذلك.
كيف أعيش حياةً زوجيةً سعيدة؟
معنا الأخت أمينة من المغرب، نعم.
المتصلة: السلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله.
المتصلة: أريد أن أعرف كيف أُكمل حياتي مع زوجي؟ وكيف أعيش حياةً زوجيةً في البيت وأنا سعيدةٌ، وأبني أسرةً سعيدةً؟
المحاور: جزاكم الله خيرًا، طيب -بإذن الله- تسمعون الإجابة، بارك الله فيكم أخت أمينة من المغرب.
هذا السؤال من الأسئلة المهمة يتعلق بقضية: كيف تبني الزوجة أو يبني الزوج الحياة السعيدة بينهما؟ خاصةً حينما تكون الأسرة أسرةً جديدةً.
وأنا أُؤكد هنا: أن أي بناءٍ أُسريٍّ جديدٍ -يعني: زوجًا وزوجةً- من المهم جدًّا أن يستفيدوا من التجارب السابقة للأُسر التي قبلهم، يعني: مما يُلاحظ أن الجيل الجديد الذي لم يتزوج في الفترة الحالية يحتاج إلى ثقافةٍ، يعني: بعض الجهات المُهتمة بالتزويج عملت دوراتٍ تدريبيةً تثقيفيةً للمُتزوجين والمُتزوجات الجُدد، كما تفعل بعض الجهات عندنا هنا -مثلًا- في منطقة الدمام كمثالٍ: كجمعية "وئام"، بارك الله فيهم، ورأوا من خلال متابعة سنةٍ كاملةٍ لهؤلاء الذين تم تثقيفهم أن نسبة الطلاق ضعيفةٌ جدًّا، أقلّ من 1%.
وهذا مهمٌّ جدًّا، لا بد من الزوج والزوجة، والشاب والشابة، والرجل والمرأة أن يقرأوا بعض الكتب؛ ليتدربوا ويتعلموا ما يتعلق بالحياة الزوجية: كيف تكون سعيدةً؟
أهم قضيةٍ في جانب السعادة: أن تقوم الحياة الأسرية على تقوى الله .
الله بيَّن -أيها الإخوة- قال: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21].
فهذا الزواج جعله الله للسكن، للراحة النفسية، للمودة والرحمة؛ لذلك الزواج الذي لا تكون فيه مودةٌ، ولا تكون فيه رحمةٌ، ولا يكون فيه سكنٌ؛ هو زواج مشكلةٍ في الحقيقة.
ليس معنى هذا الكلام أنه لن تحصل مشكلاتٌ، فالمشكلات حصلت حتى في بيت النبوة، فالنبي حصلت بينه وبين زوجاته مشكلاتٌ، كما في سورة التحريم، لكن ماذا حصل بعد هذه المشكلات؟
وئامٌ ومحبةٌ، وعرفوا كيف يحلون المشكلات من خلال الحوار، ومن خلال التنازل، ومن خلال حفظ الحقوق، وهذه مهمةٌ جدًّا، فلا يمكن أبدًا أن تستقيم الحياة إلا بإرضاء الله ، لماذا حصل الزواج؟ لإرضاء الله ، ولإكمال نصف الدين.
ولاحظوا أن الحديث الذي ورد في إكمال نصف الدين معناه: أن الرجل والمرأة يُكملون نصف دينهم بالزواج، فلتُدرك المرأة وليُدرك الرجل أنه بهذا الزواج الشرعي قد أكملا نصف دينهما؛ لحاجتهما إلى مثل هذا الزواج؛ ليطمئنا، ويسكنا، وتحصل المودة والرحمة، ويَعِفَّا أنفسهما.
وأيضًا كما قال النبي : تزوجوا الودود الولود[5]أخرجه أحمد في "مسنده" (12613)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (3091).؛ حتى يأتوا بأبناء، وتكثر أمة محمدٍ، ويتربى الأبناء على الصلاح.
إذن لا بد من هذا المعنى، فليست القضية قضية متعةٍ، وقضية لذَّةٍ، وإنما القضية أساسًا هي تقوى الله ؛ ولذلك تنبغي العناية بهذه القضية؛ حتى تحصل السعادة.
الأمر الآخر: لا بد من التبادل في العلاقات بين الزوج والزوجة، يعني: الزوج يُعطي من نفسه للزوجة، والزوجة تُعطي من نفسها، كما قال المُختصون، فالتبادل في العلاقات مهمٌّ جدًّا، لا يكن الاهتمام من طرفٍ دون طرفٍ، ولا من طرفٍ ثانٍ دون طرفٍ أولٍ، هذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا.
أيضًا: قضية الحقوق والواجبات، فلا بد أن يعرف كل واحدٍ أن له حقوقًا على الآخرين، فالزوج له حقوقٌ لا بد على الزوجة أن تقوم بها، والزوجة لها حقوقٌ لا بد على الزوج أن يقوم بها، فلا بد أن نعرف حقوقنا، ونعرف الواجبات التي علينا.
تختلُّ الأسرة، وتضيع الأسرة، وتحصل مشكلاتٌ عندما لا يقوم الزوج بالواجب الذي عليه تجاه زوجته، وكذلك إذا كانت الزوجة لا تقوم بالواجب تجاه زوجها، فلا بد أن نعرف الحقوق، ونعرف الواجبات.
الأمر الآخر: كما قال النبي في معنى الحديث: لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِهَ منها خُلُقًا رضي منها آخر[6]أخرجه مسلم (1469).، وهذا الكلام ليس فقط للزوج، بل حتى للزوجة، ولأي علاقةٍ إنسانيةٍ.
"لا يَفْرَك" لا يبغض.
فالمرأة إذا حدث خطأٌ من زوجها لا تبغض زوجها تمامًا؛ لأن عنده حسناتٍ، عنده إيجابيات، كذلك الزوج إذا أخطأت زوجته لا يبغضها تمامًا، فإذا سخط منها خُلُقًا، رضي منها خلقًا آخر، وهذه أهمية الاهتمام بالجوانب الإيجابية.
ثم إذا حصلت مشكلةٌ فلا بد من قضية الحوار، ولا بد من قضية الحُسنى، ولا بد من قضية الأدب، ولا بد من قضية الاعتذار، فالله يعلم ما في القلوب، وأفضل الزوجين مَن تنازل عن حقِّه للطرف الآخر من أجل الوئام.
هذه خلاصةٌ مُختصرةٌ جدًّا في هذا الموضوع، بارك الله فيكم.
تربية الأبناء على الصلاة منذ نعومة الأظفار
معنا اتِّصالٌ من الأخ طاهر من الجزائر.
حيَّاكم الله، تفضل يا أخ طاهر، عندك سؤالٌ في الأسرة؟
المتصل: كيف حالك يا شيخ؟
المحاور: أهلًا وسهلًا.
المتصل: والله يا شيخ أنا أحببتُ أن أُشارك في برنامجك.
المحاور: تفضل، ونحن سعداء، تفضلوا يا أهل الجزائر.
المتصل: الله يزيد فضلك.
قلت يا شيخ: أنا أحببتُ أن أُشارك في برنامج تربية الأولاد من حيث الصلاة.
المحاور: تفضل، بارك الله فيك.
المتصل: الواحد يريد أن يدعم أبناءه في الصلاة وفي طاعة الله .
المحاور: جزاك الله خيرًا، لا شك أن تربية الأبناء على طاعة الله والصلاة مهمةٌ جدًّا، وأنت الآن تقف عند قول النبي : شابٌّ نشأ في عبادة الله، وهذا كلامٌ جميلٌ، فهل لك تجربةٌ مع أبنائك يا شيخ طاهر؟
المتصل: والله يا شيخ أنا أحببتُ أن أوصي بأشياء، فقد صرتُ أُلاحظ وحدي، كنت غبتُ تمامًا، والأم مُتخليةٌ عن هذا الشيء، لا تهمها تربية الأولاد، فأنا أرجع من السفر أو من عملي فأقول: الأولاد هل صلوا الظهر؟ فتقول لي: والله لا أعرف! هل صلوا العصر؟ فتقول: والله لا أعرف.
المحاور: على أية حالٍ لم أفهم ماذا تقصد؟ لكن أشكرك يا شيخ طاهر جدًّا؛ لأنك أكَّدتَ على قضية الاهتمام بالأبناء فيما يتعلق بالصلاة.
بقي عندك شيءٌ يا شيخ طاهر؟
شكرًا أخي الشيخ طاهر، بارك الله فيك.
أخونا طاهر من الجزائر جزاه الله خيرًا، واسمحوا لنا قد لا نفهم بعض اللغات، لكن الرسالة وصلت.
لعلنا نخرج إلى فاصلٍ أيها الإخوة ونعود إليكم.
حيَّاكم الله أيها الإخوة.
معنا اتِّصالٌ من الأخ عمر من السعودية.
تفضل يا أخ عمر، مرحبًا بك، تفضل أخي عمر، تفضل الله يحفظك، حيَّاك الله.
المتصل: السلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل، ما هو سؤالك يا شيخ عمر؟ الله يحفظك، الوقت!
المتصل: سؤالي -طال عمرك- بخصوص تذكيرهم بالصلاة، كلما أُوقظهم من النوم -طال عمرك- أحثُّهم على الصلاة، وفي أوقاتٍ ومرَّاتٍ ما يقومون للصلاة، أتمنى أن تنصحهم نصائح، الله يجزيك الخير.
المحاور: طيب، بإذن الله، كم أعمارهم يا شيخ؟
المتصل: من عشرٍ إلى خمس عشرة سنةً.
المحاور: شكرًا لك يا أخ عمر، ومُوفَّق، وأسأل الله أن يستعملنا في طاعته.
المتصل: الله يُبارك فيك يا شيخ، ويجعلها في ميزان حسناتك.
المحاور: شكرًا حبيبنا، شكرًا.
طيب، على أية حالٍ يبدو أن هناك تقاربًا بين سؤال أخينا عمر وسؤال أخينا طاهر من الجزائر، وهذا همٌّ كبيرٌ حينما يهتم الآباء بأبنائهم فيما يتعلق بموضوع الصلاة.
أنا لا أريد أن يعيش الآباء -كما يُقال- الماضي؛ لأن التربية في الماضي مهمةٌ جدًّا؛ ولذلك العناية بموضوع الصلاة منذ نعومة الأظفار مهمةٌ جدًّا، وإبعادهم عن الصوارف التي تصرفهم عن الصلاة فيما يتعلق بداخل الأسرة، أو أصدقاء السوء، أو ما شابه ذلك؛ أيضًا مهمٌّ جدًّا، وإيجاد أصدقاء وبيئة تجعلهم قريبين من الصلاة أيضًا مهمٌّ جدًّا، هذه القضايا من القضايا المهمة.
فنوحٌ لم يستطع أن يجعل ابنه -مع المحاولات- مُسلمًا؛ ولذلك أصبح ابنه كافرًا، والنبي عليه الصلاة والسلام لم يستطع أن يُدخل عمَّه في الإسلام، مع أن عمه أبا طالب كان قريبًا من الإسلام.
أقصد بذلك: عليكم أولًا بالدعاء أيها الإخوة: أخي طاهر، وأخي عمر، والجميع، ونحن معكم.
فكما ندعو الله في قضايا حياتنا الدنيوية، ونُلح على الله في وقت الاضطرار، فلنُرِ الله من أنفسنا اضطرارًا فيما يتعلق بقضية صلاح أبنائنا؛ حتى يكونوا ممن صدق فيهم قول النبي في الحديث الذي نحن بصدده: وشابٌّ نشأ في عبادة الله.
ما أجمل أن نعود إلى الله ونُلح عليه! وكلٌّ منا أدرى بنفسه؛ يجد أنه قد يسأل الله ويُلح عليه في أمور دنيا هو بحاجةٍ إليها بلا شكٍّ، لكن هذه القضايا تحتاج أن تكون أكثر فأكثر.
إذن قضية الدعاء واللجوء إلى الله قضيةٌ مهمةٌ جدًّا، وكما قلنا: التبكير بالاهتمام بالأبناء من وقتٍ مُبكرٍ جدًّا؛ لذلك كما جاء في الحديث: مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبعٍ[7]أخرجه أبو داود (495)، وحسنه الألباني في "مشكاة المصابيح" (572).، انظروا كيف تكون التربية؟ واضربوهم عليها لعشرٍ[8]أخرجه أحمد في "مسنده" (6756)، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2108).، يعني: هذه السنوات -من سبعٍ إلى عشرٍ- كلها تعويدٌ على الصلاة: ولدي صلِّ، هيا يا ولدي نذهب إلى الصلاة. توجيهٌ، ما في شيء اسمه: صغير، لا، إنما تعويدٌ يومي، ما أتصور أن يكون الأب بهذه المثابة، وأيضًا يُحفز ابنه، وهو قريبٌ جدًّا من ابنه، وليس قاسيًا، وليس غافلًا عنه، ما أتوقع إلا أن يدخل المرحلة التي بعد العشر وهكذا مرحلة المُراهقة إلا -وبإذن الله - قد أصبح من الناس المهتمين بقضية الصلاة.
لكن إذا جاءت المُعاناة -أيها الإخوة- فلا بد من تحمل الأبناء والصبر عليهم، ولا بد من حوارهم، ولا بد من تحبيب الصلاة إليهم، ولا بد أولًا أن نكون نحن قدواتٍ، ونحاول قدر ما نستطيع أن نقرأ لهم الأحاديث التي تُحببهم في الصلاة، والأحاديث التي تُخوفهم من التقصير في الصلاة، ونبحث عن الأشياء المُشغلة لهم، لا بد من نظامٍ في البيت.
أنا أذكر أحد الشباب انصرف عن الصف الأول، وانصرف عن الركعة الأولى، وانصرف عن تكبيرة الإحرام، ثم انصرف عن الصلاة بسبب أنه بدأ يتابع أجهزة القنوات الفضائية بعد أن لم تكن موجودةً، و(الفيديو كليب)، هو قال لي: بصراحة (الفيديو كليب) هو الذي أصبح يُصارعني، وأسمع الصلاة! بعد أن كان يذهب إليها مُبكرًا، أصبح يأتيها مُتأخرًا، ثم أصبح لا يأتيها، والله المستعان.
نحتاج أن ننتبه إلى مثل هذه القضية ونعتني بها أيها الإخوة، ونحرص أشد الحرص على البيئة الصالحة لأبنائنا، ونحاول أن نُحبب الصلاة إليهم، ونأخذهم معنا خاصةً من وقت الصِّغر، وأن ننتبه لمثل هذه القضايا ونصبر، حتى لو عصونا نحاول، وهذا أفضل من أن تنقطع الخيوط بيننا وبين أبنائنا، ثم يتمردون على الصلاة وعلى غيرها، لا بد أن نحرص على أن نكون قريبين منهم؛ لإصلاح الوضع.
تربية الأبناء على صلاة الجماعة
معنا الأخ عبدالله من المغرب، اليوم -ما شاء الله، تبارك الله- اتصالاتٌ.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي عبدالله، يا مرحبًا.
المتصل: مرحبًا بك، كيف حالك يا شيخ؟
المحاور: أهلًا بك وبأهل المغرب يا أخي، تفضل.
المتصل: بارك الله فيك يا شيخ، فقط أحببتُ أن أدخل وأقول: إننا في شهر شعبان، ورمضان على الأبواب، فيكثر فيه توافد الأطفال على المساجد، فنقول: وشابٌّ نشأ في عبادة الله.
فالشاب قبل أن يكون شابًّا يكون طفلًا، في هذا الشهر، نسأل الله أن يُبلغنا وإياكم وجميع المسلمين إياه.
المحاور: اللهم آمين.
المتصل: يتوافد الأطفال، لكن الأطفال معروفون بحركتهم الكثيرة، وبفرط الحركة وبالشغب أحيانًا، والضحك أثناء الصلاة، وبأمورٍ لا يستحبها أو لا يقبلها الراشد أو الرجل البالغ؛ لذلك أحيانًا نجد بعض التعاملات الشاذة غير السليمة من الراشدين نحو هؤلاء الأطفال، وبدلًا من أن نُرغبهم في الصلاة بأساليب تربويةٍ ناجعةٍ نقوم بتنفيرهم من الصلاة، فلما يُصبح شابًّا بدلًا من أن يأتي إلى المسجد يذهب إلى المقاهي؛ لكي يُتابع المباريات.
فنرجو منكم يا شيخ بعض التوجيهات في هذا الموضوع، بارك الله فيكم.
المحاور: جزاك الله خيرًا، أحسنتَ، كلامك -ما شاء الله، تبارك الله- لا عطرَ بعد عروسٍ، بارك الله فيك، وشكرًا لك يا شيخ عبدالله.
أشكر الأخ عبدالله، وهو من بلاد المغرب، جزاه الله خيرًا، وبارك الله فيه، كلامه جميلٌ جدًّا، ونحن مُقبلون على هذا الشهر المبارك: شهر رمضان، نسأل الله أن يُبلغنا وإياكم إياه.
حتى مَن يرى أن صلاة الجماعة ليست واجبةً لو قلنا: إن هذا رأيه، أو الفتوى المُنتشرة عنده، وما شابه ذلك ... إلى آخره، ينبغي ألا نُزهد أنفسنا وأبناءنا في السبع والعشرين درجة، فكيف وصلاة الجماعة واجبةٌ؟ بل ذهب بعض أهل العلم -وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رأيٌ مرجوحٌ كما يقول بعض أهل العلم- إلى أنها شرطٌ في صحة الصلاة: مَن سمع النداء فلم يُجب فلا صلاةَ له[9]أخرجه الترمذي (217)، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان" (217)..
المقصود أنه بغضِّ النظر عن القضية الشرعية، فلستُ أهلًا لها، ولكن تنبغي العناية بمثل هذا الأمر، فما أجمل أن نُعوِّد الأبناء، ونجعل هذه دورةً تدريبيةً الآن قبل رمضان، وأثناء رمضان! ليس لأجل الموسم فقط، ثم بعد ذلك تنتهي الأمور، لا.
وقد أشار الأخ عبدالله إلى قضية الانشغال بأشياء أخرى كالمقاهي وما شابه ذلك ... إلى آخره، والصوارف كثيرةٌ، خاصةً في بعض البلدان، بل في أكثر البلدان المحلات التجارية مفتوحةٌ وقت الصلاة، لا تقفل، فالصوارف كثيرةٌ جدًّا.
نسأل الله أن يشرح صدور أولياء أمورنا وآبائنا والمُربين إلى جذب الأبناء إلى الصلاة، وتعويدهم، وتحبيبهم، وتحفيزهم، وتشجيعهم، ووضع جوائز نقدية وعينية لمثل هذا.
وأيضًا على المعلمين -أيها الإخوة- والأخوات المعلمات الحرص على قضية التنشئة على الصلاة، وحرص الفتيات والنساء على الصلاة في وقتها، وأدائها، والحرص عليها.
جيلنا اليوم في أمس الحاجة إلى مثل هذه القضايا، فما زال في الأمة خيرٌ، لكن ما زال أيضًا هناك أناسٌ مُضيِّعون للصلوات، قد يُصلي بعض الصلوات دون بعضٍ، وقد يُصليها ويجمعها ... إلى آخره!
ولنا مع بعض الشباب ومع بعض الأشخاص نقاشاتٌ وحواراتٌ تُعطي دلالةً على قضية الوضع الذي يحتاج إلى المراجعة في مثل هذا الموضوع.
الصلاة عمود الإسلام، ذلك العمود الذي لو سقط سقطت الخيمة، فالبناء الذي فيه العمود لو سقط سقطت كل الأركان وكل ما يتعلق بهذا البناء.
فالصلاة علاقة الإنسان بربه، بل أنا أعرف أناسًا لديهم توجُّهاتٌ علمانيةٌ ليبراليةٌ، ليست على طريقة كتاب الله وسنة النبي ، لكنه مُحافظٌ على علاقته بالله، يرى أن هذه العلاقة لا يمكن أن تُمسَّ، فهو مُصلٍّ ومُحافظٌ على الصلاة.
فهذا عنده شيءٌ من الانحرافات، ولكنه يعرف قيمة الصلاة، فما بالك بالذي يأخذ من كتاب الله وسنة النبي ؟! وما بالك بالذي خرج من أسرةٍ؟!
ولذلك ينبغي على الأُسر أن تحرص على صلاة الجماعة مع أبنائها في المسجد، يعني: تعجب عندما تمر على بعض المساجد في بعض البلدان فتجد أغلب المُصلين كبار السن، أتكلم عن سن الأربعين والخمسين فما فوق، أين الشباب؟! يقال: والله الشباب ضائعون، فكيف ضاعوا؟! ومَن الذي ضيَّعهم؟! وأين هم الآن؟ وما شابه ذلك.
يعني: القضية تحتاج إلى رعايةٍ، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون من الأشياء التي يُعمل فيها اختبارٌ، فلو سأل الأستاذ المُعلم طلابه -مثلًا: ثلاثون طالبًا في المرحلة الثانوية، أو المتوسطة، أو الجامعية، وقد جرَّب بعض المُربين هذا الشيء-: مَن منكم صلَّى اليوم الفجر؟ يعني: قمنا بهذه التجربة في بعض الأوقات: مَن صلى اليوم الفجر في جماعةٍ؟ الأقلية والله يا إخوة، الأقلية، وهذه قضيةٌ خطيرةٌ جدًّا، ومَن صلاها في غير جماعةٍ قبل الوقت؟ ستجد أيضًا مجموعةً، ومَن صلاها بعد الوقت؟ ستجد مجموعةً، ربما بعض هؤلاء أتوا إلى المدرسة أو إلى الجامعة وهم لم يُصلوا بعد، وربما لا يُصلون!
في بيتنا قانونٌ
المقصود أننا الآن -بغض النظر عن: مَن قال: "هلك الناس" فهو أهلكهم[10]أخرجه مسلم (2623).- نريد أن يكون لنا أثرٌ، والأثر لا يمكن أن يتأتى إلا من المُربين، والصوارف كثيرةٌ، إذا كان جهاز (التليفزيون) صارفًا، فالأسرة لا يمكن أبدًا بحالٍ من الأحوال أن تحمي أبناءها إذا لم يكن هناك نظامٌ مع جهاز (التليفزيون)، ونظامٌ مع أجهزة الجوال، لا بد من نظامٍ، اقرؤوا مقالة الدكتور خالد المنيف في (الإنترنت): "في بيتنا قانون"، لا بد أن تكون في بيوتنا قوانين، هذه القوانين نحفظ بها القيم، ونحفظ بها الحقوق والواجبات، ونحفظ بها حقَّ الله قبل كل شيءٍ، بارك الله فيكم.
كيف نستثمر التقنية بطريقةٍ صحيحةٍ؟
معنا الأخت أم أحمد من الجزائر، ما شاء الله، اليوم بين الجزائر والمغرب والسعودية.
نعم أختي الكريمة.
المتصلة: السلام عليكم يا شيخ.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أختي أم أحمد.
المتصلة: سؤالي حول الخلافات الزوجية المنتشرة الآن، نلاحظها في الجزائر كدولةٍ من الدول العربية، فالهاتف النقَّال أصبح فتنةً كبيرةً، خصوصًا أن شبكات (الإنترنت) و(الفيس بوك) أصبحت عالمًا افتراضيًّا، فيمكن لأي إنسانٍ أن يتحدث حول أي موضوعٍ مع أي إنسانٍ آخر، وبسببه حدثت خلافاتٌ كبيرةٌ جدًّا بين الزوجين، يعني: دبَّ شكٌّ رهيبٌ يا شيخ.
فهل يمكن لو سمحت أن تُوجه كلمةً للذي يسقط في هذه المشكلة: مشكلة الشك حول الهاتف؟ زوجة تشك في زوجها: مع مَن يتحدث في (الإنترنت)؟ كيف تتعامل مع هذه المشكلة لو سمحت؟
المحاور: عفوًا يا أم أحمد، يعني: قصدك، الشك الذي تقصدينه مجرد شكٍّ، أم له قرائن وله أدلةٌ؟
المتصلة: لا، له دلائل، وله قرائن، والإنسان مثلما يقولون: لعله خيرٌ، يعني: يمكن أن تكون الزوجة هي التي تُخطئ، ويمكن أن تكون هي التي عندها شكٌّ بلا مُبررٍ، ولكن أحيانًا تجد أشياء صغيرةً تُقوِّي الشك.
المحاور: واضحٌ، بارك الله فيكِ يا أم أحمد، وأعانكِ الله، وجزاكِ الله خيرًا، سؤالٌ مهمٌّ، وبارك الله فيكم.
لعلكم تعودون إلى القناة في (اليوتيوب) والتي هي باسم مُحدثكم -نسأل الله أن ينفع بها- فهناك مادةٌ بعنوان: "الأسرة والتقنية"، لعلكم تعودون إليها وتسمعونها، وهي موجودةٌ في قناةٍ باسم الدكتور خالد السعدي، الله المستعان، باسم "الأسرة والتقنية"، تستفيدون منها -إن شاء الله تعالى-، وهي مُعالجة، وهناك مادةٌ أخرى ستنزل -إن شاء الله- في مثل هذا الموضوع بسبع عشرة خطوة، أو خارطة طريق حول ما يتعلق بالتربية في عصر التقنية والإعلام الجديد.
أما ما ذكرته الأخت فهي بحقٍّ نقطةٌ في الصميم، ومن خلال الاستشارات نجد أن قضية وسائل الاتصال -مثل: (السوشيال ميديا) وما شابه ذلك- أصبحت من القضايا الكبيرة والخطيرة جدًّا.
فلا بد أن يكون هناك وازعٌ دينيٌّ يُعين على قضية اتِّجاه التعامل مع التقنية بشيءٍ يُحبه الله ، ولا بد أن يكون هناك هدفٌ سامٍ يحفظ الوقت، ويُبعد الإنسان عن الأشياء التي لا فائدةَ منها ... إلى آخره، ولا بد أن يُراعى الوقت وحقوق الزوجة والأهل والأبناء والأسرة، يعني: يجلس الابن مع أمه وهو مشغولٌ بالجوال؛ فتغضب الأم وتتضايق بلا شكٍّ.
فهذه كلها وغيرها من القضايا المهمة جدًّا لضبط التعامل مع قضية التقنية.
إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام كما قلنا في الحديث السابق: حديث الفضل بن عباس وهو ينظر إلى النسوة كن في الحج[11]أخرجه مسلم (1218).، وحصلت هذه القضية بموافقةٍ.
وما كنا في أعمارنا قبل ثلاثين سنةً كما هو الحال اليوم، ما كانت فرص الانحراف في زماننا مثل اليوم، اليوم أصبحت فرص الانحراف موجودةً في الجوال، يستطيع الإنسان -ذكرًا أو أنثى- أن يتواصل مع كل أحدٍ، فإذا لم تكن هناك تربيةٌ إيمانيةٌ وعلمٌ رصينٌ فستحصل الشبهات والشهوات بحقٍّ.
ولذلك ينبغي أن نعتني أكثر بالتربية الإيمانية والتربية العلمية، وكيف نستثمر التقنية بطريقةٍ صحيحةٍ؟ هذا مهمٌّ جدًّا، ونضع نظامًا كذلك لاستخدام التقنية في الأسرة، وارجعوا -كما قلتُ لكم- إلى كلام الدكتور: خالد المنيف "في بيتنا قانون"، وكذلك إلى ما يسر الله حول الأسرة والتقنية.
تبدأ قضايا الشكوك، فإذا كانت الشكوك مُجردةً ينبغي أن نبتعد عنها؛ لأنني يمكن أن أشك في ابني وهو خارجٌ من البيت ذاهبٌ إلى الصلاة: أنه لا يُصلي، هذا يمكن بسهولةٍ، فإذا فتحنا باب الشك لن نستطيع أن نعيش حياةً سعيدةً، لكن لو جاءت دلائل وقرائن، وكنا حكماء، ودلَّت الدلائل والقرائن على أن هناك أشياء لا تُرضي الله ، أو هناك استفهامات، وكنا -كما قلنا- هادئين في المُعالجة، نضع النقاط فوق الحروف، ونستخدم الحوار والنقاش والنُّصح والتذكير بالله ، حتى بين الزوجين، وتأتيني قضايا عديدةٌ في الاتصالات الهاتفية من الطرفين من قضايا الخيانات الزوجية والعلاقات، نسأل الله العافية والسلامة.
فلا بد أن أكتشف أن هناك علاقةً من خلال الجوال، بغض النظر عن قضية كشف الجوال وأسرار الجوال ... إلى آخره، لكن المقصود أنه وصل إلى هذه القضية بطرقٍ ما، وأصبح شكُّه في زوجته صحيحًا، أو العكس.
فأنا أقول: لا بد من المُصارحة وإعطاء فرصة للتوبة إلى الله ، فالقضية تُصبح خاصةً بينهما، فإذا تحسن الوضع فمثلها مثل أي ذنبٍ آخر، مع أهمية المتابعة والعون على الطاعة.
ولا شك أن هناك مَن يُفلح في التوبة، وهناك مَن لا يُفلح في التوبة، والأحوال تختلف باختلاف الإيمان، واختلاف قوة الشخصية، وما يتعلق بهذه القضية.
هذا باختصارٍ شديدٍ؛ ولذلك ينبغي أن تحصل محاولةٌ للوقاية قبل أن تحصل قضية العلاج، لكن أيضًا ما أنزل الله من داءٍ إلا جعل له دواءً.
فإذا أصبحت القضية مشكلةً كبيرةً وعويصةً جدًّا، وليس لها حلٌّ؛ فإمساكٌ بمعروفٍ، أو تسريحٌ بإحسانٍ.
على أية حالٍ، أرجو إن كان هذا الموضوع كما قلتم له دلائل وقرائن؛ فتُعالج، ويمكن الاستعانة بالمُؤثرين على الزوج، أو المُؤثرين على الزوجة، والذين عندهم إشكاليةٌ أيضًا أستخدمهم في هذه القضية، وألجأ إلى الله ، لكن في الأخير لا بد من المُصارحة؛ لأن التعامل مع التقنية والتواصل الاجتماعي وأدواته الأصل فيه أنه خاصٌّ وسريٌّ، هذا الأصل فيه.
لكن عندما تنكشف القضية لا بد من نُصح الطرف الآخر، ومتابعة تحسين وضعه -بإذن الله -، والإنسان قابلٌ لتعديل سلوكه إذا وجد مَن يُعينه على ذلك، والزوجة خير مُعينٍ لزوجها على ذلك، أو العكس، والله تعالى أعلم.
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]
معنا الأخت سعاد من فرنسا.
نعم، تفضلي يا أخت سعاد.
المتصلة: السلام عليكم يا شيخ.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: جزاك الله خيرًا يا شيخ، أنا أُعاني مع أولادي: بنتٌ عمرها خمس عشرة سنة، وولدٌ عمره ثماني وعشرون سنةً، ولكن لم يُصلوا، أُعاني معهم في قضية الصلاة، وأيضًا الحجاب، وأنت تعرف حياتنا في أوروبا صعبةٌ مع الأولاد، نجاهد مع الأولاد، والله المستعان، دائمًا أُعاني معهم بشأن الصلاة، ومع كل شيءٍ، لكن -مع الأسف- لا يريدون أن يُصلوا، وأنت تعرف المشاكل هناك مع الأولاد في أوروبا وظروف المعيشة.
المحاور: واضحٌ يا أخت سعاد، ليس فقط في أوروبا، حتى في بعض البلاد الإسلامية هناك مُعاناةٌ، للأسف الشديد، صحيحٌ أن في أوروبا الأمر أخطر، لكن حتى في بعض البلاد الإسلامية يُعاني بعض الآباء والأمهات من هذه المشكلة بسبب الانفتاح، وبسبب ضعف الدين.
المتصلة: يا شيخ، نسألك الدعاء، الله يجزيك خيرًا.
المحاور: جزاكم الله خيرًا، بإذن الله أُعلق على الأخت سعاد، وأسأل الله لنا ولكم التوفيق.
المتصلة: شكرًا لكم وللبرنامج ولهذه القناة.
المحاور: شكرًا، جزاكم الله خيرًا يا أخت سعاد.
عمومًا أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يُبارك في هذه الأخت، وأن يُعطيها على نيتها وزيادة، وأن يُبارك في كل مُرَبٍّ: من أبٍ، أو أمٍّ، أو غيرهما ممن يريد إصلاح أجيالنا، وأن يُعطيه الله ما يتمناه، وخاصةً الآباء والأمهات: أن يروا ما يسُر أعينهم في أبنائهم وبناتهم.
سمعنا لغة الأخت الكريمة، وهي أمٌّ، وتشتكي من أبنائها وبناتها في موضوع الصلاة والحجاب، يعني: أمٌّ تؤمن بالحجاب، وترى بنتها ترفض الحجاب، وتُؤمن بالصلاة؛ لأنها مُسلمةٌ، ولا يُصلي ابنها أو بنتها.
أختي الكريمة، أنا أتذكر مَن هو خيرٌ مني ومنكِ ومن كل المُربين، إنهم الأنبياء: يأتي النبي وليس معه أحدٌ كما جاء في الحديث: ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان[12]أخرجه مسلم (220).، وقال تعالى: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ [الكهف:6]، فلا تتألمي وتتحسَّري وتضغطي على نفسك كثيرًا؛ فيُقعدكِ ذلك عن المحاولات والعمل، وما شابه ذلك، إنما هذا ابتلاءٌ ابتلاك الله وغيركِ به، كما ابتلى الأنبياء بأبنائهم وأهاليهم وزوجاتهم، يعني: نوحٌ مع زوجته وابنه، وغير ذلك من الأنبياء، فهم خيرٌ منا، ومع ذلك حصل لهم ما حصل.
فلذلك ليس لكِ إلا اللجوء إلى الله -كما قلنا قبل قليلٍ- والإلحاح على الله بالدعاء، وتحمل ذلك، والصبر، وأسمعيهم الكلمة الطيبة، أسمعيهم مهما كانت تصرفاتهم، أسمعيهم الكلمة الطيبة، ستبقى في الأذن -بإذن الله -، أقلّ ما في ذلك أنكِ أنت قُمتِ بالواجب تجاه أبنائك، وهم -بإذن الله - يفتح الله عليهم، وقدر ما تستطيعون حاوروهم واقتربوا منهم.
يعني: يمكن أن أجلس معهم في هذه الليلة، وغدًا يخرجون إلى أماكن، ويأخذون أشياء سيئةً، هذه مُجاهدةٌ: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، فليس لنا إلا أن نعمل قدر المُستطاع: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
هذه قواعد شرعيةٌ يا أختي، حتى في التربية نحتاج إلى هذه القواعد؛ لأنه يمكن أن يقول إنسانٌ: أنا أريد أن أُربي أبنائي، أنا حرصتُ على تربية أبنائي، لكن ما في فائدة.
نقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، ما كلَّفنا الله أكثر من هذا الوسع والطاقة، لكن لا بد أن نعمل، ولا نقف، استمري في النُّصح، كوني قريبةً منهم، أشبعي الجانب العاطفي، حاولي أن تُقللي من قضايا المشكلات عندهم، وعزِّزي الجوانب الإيجابية قدر المُستطاع.
لا شك أن موضوع الصلاة موضوعٌ خطيرٌ، وموضوع الحجاب موضوعٌ خطيرٌ، وبإذن الله تصلح أحوالهم، وحاولوا أن تنظروا للأمر من هنا وهناك.
ولا شك أن مثل هذه البيئات مُؤثرةٌ، وأرجع وأقول -وقد قلتُ هذه الكلمة في حلقةٍ سابقةٍ-: إذا كنتم مُضطرين إلى البقاء في هذه البلاد فأعانكم الله، أعانكم الله، أما إذا كان هناك أمرٌ تستطيعون أن تُغيروه فيما يتعلق بالإقامة، فأنا أقول: عجِّلوا بذلك، حتى لو كان كما يُقال: يُؤثر في الدخل المادي وما يتعلق بذلك، فحفظ أبنائنا وقِيَمهم أهم من قضية الجانب المالي.
أسأل الله أن يُسعد هذه الأخت سعاد، ويقرّ عينها بأبنائها، وكذلك أبناء المسلمين، وأن يهديهم، ويهدي بناتنا للحجاب الشرعي والستر والعفاف، وأن يهدي شبابنا إلى قضية الصلاة والحرص عليها، وكذلك بناتنا في مثل هذا الأمر.
الإجابة عن الأسئلة
أرجو أن يعذرني الإخوة الذين يُرسلون أسئلتهم بـ(الواتس)، أرجو أن يعذروني، فبين يدي أسئلةٌ عديدةٌ من الحلقة السابقة إلى الآن لم نُجب عنها؛ لأن الاتصالات عديدةٌ اليوم -ما شاء الله، تبارك الله- واللقاء الماضي كذلك، لكن سنُجيب، بإذن الله.
أما مَن سأل في (الواتس) ولم نُجب عن سؤاله، وهو مُستعجلٌ، يمكن أن يُرسل سؤاله على (الواتس) الخاص بالهاتف الاستشاري الخاص بي الذي له إعلاناتٌ من خلال هذه القناة.
الأعمال الصالحة السِّرية
يقول النبي أيضًا من السبعة الذين يُظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظله: ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه[13]أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031)..
الله أكبر! أقول لأختي سعاد وغيرها ممن يُعانون -ونحن كلنا نعاني-: لو نقف بين يدي الله لا يعلم عنا أحدٌ، فنذكر الله وتفيض أعيننا، والله لا يُخيبنا حينما نقف مثل هذا الموقف.
رجلٌ ليس المقصود فقط الذكر، ولا الأنثى، ولكن من باب التغليب كما يقولون: ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه يعني: هذه قمة الروعة والانكسار بين يدي الله ، ما أجمل أن تتربى الأجيال على مثل ذلك! وكم نحن في أمس الحاجة إلى مثل هذه التربية العظيمة جدًّا.
خلواتنا الخبيئة بيننا وبين الله قضيةٌ مهمةٌ جدًّا، فلا بد أن نُربي أبناءنا على ألا تظهر أعمالهم دائمًا، بمعنى: أنه ليس لازمًا أن تكون أعمالنا التي نفعلها نحن ظاهرةً، بل نقول لهم: إن هناك أعمالًا بينك وبين الله، اجعلها بينك وبين الله، لا يعلمها أحدٌ، بل يتوفَّاك الله يا ابني ويا بنتي ولا أحد يعلم عن العمل الذي قمتَ أو قمتِ به، بينك وبين الله : يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ [الطارق:9]، وتنكشف الأمور، وإذا بالأب يفرح، والبنت، والرجل، والمرأة، والأسرة حينما تجد حسناتها في مثل تلكم الخبيئة العظيمة.
ولذلك بعض الناس انكشفت بعض خبايا أحوالهم بعد وفاتهم، خاصةً ما يرتبط بعلاقتهم بالآخرين في صدقاتهم، وعونهم، وما شابه ذلك، لكن تبقى هناك خبايا بين الإنسان وربه لا يعلمها أحدٌ حتى بعد وفاته، لكن الله يعلمها.
فنحن في أمس الحاجة إلى مثل هذه المعاني -يا إخوة-، فنحن نحتاج أن نُراجع أنفسنا في القضايا الإيمانية، كل ما ذُكر قبل قليلٍ: في الحجاب، وفي قضايا الصلاة، وما شابه ذلك، وهي قضية مستوى العلاقة مع الله، سبحان الله! كلما قوي مستوى العلاقة مع الله والتربية الإيمانية كلما كانت النفس مُستعدةً إلى أن تستجيب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]، فيه الحياة.
صحيحٌ أنه في بعض الأحيان يكون هناك جهلٌ، فالمرأة لا تتحجب وتقول -يعني- كما يقول لي أحد الإخوان أنه سأل امرأةً مسلمةً كاشفةً كاملًا، يعني: رآها في أحد الأماكن في إحدى البلدان، فسألها فقال: ألا تتقين الله وتتحجبين؟ فقالت: أتمنى والله أني أتحجب، أمنيتي أن أتحجب، لكن هل يمكن للمرأة أن تتحجب وعندها أخطاء في حقِّ الله ؟! مثل ماذا يا بنتي، أو يا أختي؟ قالت: أنا أغتاب، وأتكلم، وأسُبُّ! هل يمكن أن أتحجب؟!
هذا خللٌ، هذا جهلٌ، قال: نعم، أنت تحجبي حتى يرضى الله عنكِ في الحجاب، وفي القضايا الأخرى استغفري الله وتوبي إليه، أما أن تتركي كل شيءٍ من أجل أن عندك مشاكل وما شابه ذلك! فهذا ليس من الصواب أبدًا.
إخوتي وأخواتي، الكلام في التربية لا ينتهي، ونحن في أمس الحاجة إلى المعين العظيم الذي لا ينضب من كتاب الله وسنة النبي ، فلا بد أن نحرص على العناية بما قاله الله ، وما قاله النبي .
وما زلنا معكم في حلقاتٍ مستمرةٍ قادمةٍ -بإذن الله - فيما يتعلق بقضية معين التربية من معين النبوة، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
سنُكمل -إن شاء الله تعالى- حديث السبعة الذين: يُظلهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله، وقد وقفنا عند: ورجلٌ قلبه مُعلَّقٌ بالمسجد.
وهذه الخاتمة تتناسب جدًّا مع الأسئلة الكثيرة التي وقف عندها العديد من الإخوة من هنا وهناك حول هذه القضية الخطيرة جدًّا: قلبه مُعلَّقٌ بالمسجد، تجده أرغب ما يكون في الذهاب إلى المسجد، وأشد ما يكون في عدم الرغبة في الخروج من المسجد، تجده يشعر بالأُنس والراحة: وجُعلت قُرَّة عيني في الصلاة[14]أخرجه النسائي في "سننه" (3940)، وحسنه الألباني في "مشكاة المصابيح" (5261).، كما جاء في حديثٍ عن صلاة النبي : وجُعلت قُرَّة عيني في الصلاة، ويقول لبلالٍ: أرحنا بالصلاة يا بلال[15]أخرجه أبو داود في "سننه" (4985)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (1253)..
نحن في أمس الحاجة إلى هذا التَّعلق؛ حتى لا نشعر أننا في سجنٍ، فمواقف الإنسان بين يدي الله في الصلاة مواقف عديدةٌ، لعلي أتحدث عنها في لقاءٍ قادمٍ، بإذن الله .
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وما كان من صوابٍ فمن الله، وما كان من خطأ فمني والشيطان.
وحيَّاكم الله أيها الإخوة، ولنا لقاءٌ معكم في الأسبوع القادم، بمشيئة الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
↑1 | أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (6806). |
↑3 | "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لابن تيمية (ص29). |
↑4 | أخرجه البخاري (2587). |
↑5 | أخرجه أحمد في "مسنده" (12613)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (3091). |
↑6 | أخرجه مسلم (1469). |
↑7 | أخرجه أبو داود (495)، وحسنه الألباني في "مشكاة المصابيح" (572). |
↑8 | أخرجه أحمد في "مسنده" (6756)، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2108). |
↑9 | أخرجه الترمذي (217)، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان" (217). |
↑10 | أخرجه مسلم (2623). |
↑11 | أخرجه مسلم (1218). |
↑12 | أخرجه مسلم (220). |
↑13 | أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031). |
↑14 | أخرجه النسائي في "سننه" (3940)، وحسنه الألباني في "مشكاة المصابيح" (5261). |
↑15 | أخرجه أبو داود في "سننه" (4985)، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (1253). |