المحتوى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأُسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ، حيَّاكم الله أيها الإخوة والأخوات مع حلقةٍ جديدةٍ من برنامجكم الأسبوعي "أسس التربية" من قناتكم قناة "زاد" العلمية.
وما زلنا معكم في هذه السلسلة عن التعليم والمعلم، وكنا قد بدأنا في حلقةٍ سابقةٍ في سؤال: ماذا يريد طلابنا منا؟ واستمعنا إلى الأُمنيات والحاجات التي يطلبها طلابنا من مراحل متعددةٍ: الابتدائية إلى المراحل الجامعية.
ثم كانت الحلقة التي تليها حول ما يتعلق بأسرار نجاح المعلم، ومتى يكون المعلم ناجحًا؟ وعندئذٍ يُحقق ويُشبع حاجات الطلاب التي أخذناها في الحلقة الأولى، واستمعنا إليها من خلال كلام طلابنا وأبنائنا، بارك الله فيهم.
وكان لقاؤنا في أسرار نجاح المعلم في الأسبوع الماضي مع الأستاذ صالح المقرن، وهو مشرفٌ تربويٌّ متقاعدٌ، وتحدثنا عن الدراسة العالمية، وناقشنا عددًا من المحاور حول ما يتعلق بنجاح المعلم والاستراتيجيات والأسرار المتعلقة بهذا الموضوع.
وفي هذه الحلقة دعونا أيها الإخوة والأخوات ننطلق معكم إلى مجالٍ من مجالات التعليم، ولكن كثيرًا منا ربما يقول: نسمع كثيرًا من الحلقات (التليفزيونية) مثل هذا البرنامج، ومن خلال قضية المؤتمرات، والمُلتقيات، والنَّدوات، والورش، والدورات، والكتب، وغير ذلك من القضايا التنظيرية المهمة، ونحن مُقتنعون بها جدًّا.
ولا شكَّ أن الجانب الثقافي هو الجانب المهم ابتداءً، ولا بد من الجانب المعرفي لكل واحدٍ منا أيها الإخوة والأخوات من أجل -كما يقول أهل الأهداف السلوكية- أن يتحقق الهدف الوجداني والمهاري المتعلق بالشخص أيًّا كان.
ونحن نتحدث عن المعلمين، فأردنا في هذه الحلقة -وربما نحتاج إلى حلقةٍ أخرى- أن نُورد تجارب تعليمية ناجحة؛ حتى نربط بين هذه التجارب الناجحة التي نجح فيها معلمون ومعلمات مُتميزون ومُتميزات مع طلابهم، وكذلك نرى التَّوافق بين ما سيذكرونه في هذه الحلقة والمُقدمات السابقة في الحلقتين الماضيتين.
وسنستضيف -بإذن الله - ضيوفًا عبر الاتصال المباشر، وهم معلمون ومعلمات مُتميزون في تجاربهم، بارك الله فيهم جميعًا.
التجربة التعليمية الأولى
ودعونا نبدأ بالحزمة الأولى، ومعنا الأستاذ عبدالرحمن بن خليل القصيمي، وهو معلمٌ في المرحلة الابتدائية بمدرسة تحفيظ القرآن بالدمام.
حيَّاك الله أستاذ عبدالرحمن.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك.
المتصل: الله يُحييكم، وبارك الله فيكم.
المحاور: تفضل -حفظك الله-، فإننا مُتشوِّقون لسماع تجربتك التعليمية الناجحة، بارك الله فيك.
المتصل: بسم الله الرحمن الرحيم.
يبدأ النجاح من المعلم، وكذلك بأولياء الأمور، فأولياء الأمور صراحةً ساهموا بشكلٍ كبيرٍ في إنجاح هذه الفكرة من ناحية الإعداد والمُشاركة الفاعلة في البرنامج.
وهذا البرنامج اسمه: برنامج الأشبال التربوي "وعد"، ويُركز بشكلٍ كبيرٍ على جانبين:
الأول: التربية.
والثاني: التعليم.
فيهتم البرنامج بشكلٍ خاصٍّ بالتربية من ناحية القيم التربوية الإيجابية، ويُعالج القيم السلبية، ويحاول أن يُطور المهارات، ويسعى في تنشئة الابن تنشئةً صالحةً طيبةً من خلال مجموعةٍ من التطبيقات العملية والقصص التي لها دورٌ كبيرٌ فعلًا في تعزيز القيمة، أو القيمة الأسبوعية.
بدايةً: البرنامج ينقسم إلى ستِّ مجالات، وهي:
الأول: المجال الإيماني.
والثاني: المجال الأخلاقي.
والثالث: المجال السلوكي.
والرابع: المجال المهاري.
والخامس: المجال الاجتماعي.
والسادس: المجال المالي.
المحاور: يا سلام!
المتصل: وبشكلٍ كبيرٍ فالقيم المُضافة في هذا البرنامج هي: التعاون بين المدرسة والمنزل، وإذا بدأنا بقيمةٍ أسبوعيةٍ مثلًا وهي: حب القراءة، فأنا عندي مجموعةٌ من الأشياء التي أُنفذها في الفصل، وكذلك أطلب من أولياء الأمور أن يُعاونوني في المنزل، حتى يُطبقوا التطبيقات المعينة التي أُعطيها لهم.
المحاور: نحن نحتاج التطبيقات يا أستاذ عبدالرحمن، فلو تُركز -بارك الله فيك- على التجربة المعينة المُحددة يكون أفضل، وتتبقى معنا دقيقةٌ من وقتك، حفظك الله.
المتصل: نعم، هناك -كما ذكرتُ- قيمٌ كثيرةٌ، لكن نأخذ على سبيل المثال قيمة حب القراءة.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: كيف أُحبب الطلاب في موضوع القراءة؟
أُحببهم من خلال -مثلًا- زيارة مكتبةٍ معينةٍ، ومن خلال برنامج اسمه: كنز المعرفة، بحيث يذهب الابن إلى المنزل ويفتح الكتاب ويحاول أن يستخرج الكنوز الموجودة في الكتاب.
المحاور: يعني: تكليفًا؟
المتصل: بالضبط، نعم.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: وهذا التكليف يأتي على أيامٍ:
اليوم الأول: كنز المعرفة.
واليوم الثاني: دودة القراءة مثلًا؛ فيحاول الابن أن يطول هذه الدودة بعدد الكتب التي يقرأها، فكلما قرأ كتابًا معينًا تطول عنده هذه الدودة حتى تصل إلى أطول قدرٍ ممكنٍ.
فمثلًا: عندنا تطبيق الحكواتي، فيأتي الابن من البيت وهو جاهزٌ لطرح قصةٍ معينةٍ على بقية زملائه، فيعدها بشكلٍ جيدٍ، ويقرأها.
المحاور: واضحٌ أستاذ عبدالرحمن، يعني: أنت تُكلفهم ببعض التكاليف التي تغرس فيهم قيمة القراءة.
المتصل: نعم.
المحاور: التي يقومون هم بها، ويتعاون البيت معك في هذا الجانب، فهل وجدتَ في هذا جاذبيةً للطلاب وارتقاءً في العملية التعليمية؟
المتصل: نعم بشكلٍ كبيرٍ جدًّا.
وأنا في الأصل أُدرس للطلاب مادة "لغتي"، وهذا يُعزز في الطلاب موضوع القراءة؛ لذلك هو يقرأ في الفصل، ويقرأ كذلك في المنزل، ويحاول أن يُفَعِّل المكتبة الموجودة في المنزل، حتى إن بعض أولياء الأمور يقولون: إن عندنا في المنزل مكتبةً تكاد تكون مهملةً إلى أن جاء هذا البرنامج وفعَّل هذه المكتبة بشكلٍ كبيرٍ.
المحاور: هذه المرحلة الأساسية؟
المتصل: نعم، بالضبط.
المحاور: أول ابتدائي؟
المتصل: نعم.
المحاور: ما شاء الله! أول ابتدائي!
إذن طلابنا من أول ابتدائي يستطيعون أن يُنَمُّوا مهارة القراءة إذا وجدوا المعلم الناجح الذي يستطيع من خلال مثل هذه البرامج والتجارب الجميلة التي يُقدمها ...
شكرًا لك أستاذ عبدالرحمن على المُشاركة، وأسأل الله أن يُبارك فيما تقومون به.
التجربة التعليمية الثانية
معنا الأستاذ عمر بن عبدالعزيز الزعبي، وهو معلمٌ بالمرحلة الثانوية بمدرسة الظهران، وهو مدرس المهارات الإدارية ومادة التربية المهنية.
فمرحبًا بك أستاذ عمر.
المتصل: أهلًا وسهلًا بك يا دكتور خالد.
المحاور: حيَّاك الله، وحفظك ربي، تفضل، معك ثلاث دقائق.
المتصل: أنا أريد أن أدخل في الموضوع مباشرةً من أجل كسب الوقت، الله يحفظنا وإياك.
المحاور: يا سلام عليك! تفضل.
المتصل: مثلما تفضَّلت يا دكتور خالد، فإن مادة المهارات الإدارية والتربية المهنية مادةٌ ثريةٌ وجديدةٌ على الطلاب، ومن خلالها أتت فكرة هذه التجربة التعليمية الناجحة التي أسردها الآن سريعًا.
المحاور: لو ندخل فيها سريعًا، جزاك الله خيرًا.
المتصل: هذه الفكرة جاءت انطلاقًا من أهداف مادة التربية المهنية كمشروعٍ للطالب في التعليم الثانوي نظام المُقررات، فبدأت باختصارٍ التجربة عام 1428ه، وكانت بسيطةً، تكتنفها بعض المخاوف طبعًا من قِبَل المعلم والطالب، لكن عندما طُبِّقت واستوعبها الطلاب، وتُنوقلت الفكرة بينهم تلقّوها بالقبول، وبلغ عدد المُستفيدين من عام 1428ه وحتى عام 1439هـ قرابة الألف وخمسمئة طالب.
المحاور: ما شاء الله!
المتصل: ونتائج التجربة -ولله الحمد- مُبهرةٌ ومُشجعةٌ جدًّا على تكرارها، وهذا ما حدث، ولله الحمد.
وفكرة التجربة باختصارٍ: أن يقوم الطالب بالبحث عن وظيفةٍ بنفسه في أحد المتاجر للعمل فيه لمدة أسبوعٍ، بمعدل ساعتين يوميًّا، ويُدعم الطالب طبعًا من المدرسة بخطابٍ يُوضح حيثيات العمل، ويقوم الطالب بإرسال بيانات العمل ومكانه؛ حتى يقوم المعلم بزيارة الطالب في مقر العمل، ويُوثق المعلم الزيارة، ثم يعرضها (مُمَنْتَجَةً) صباح اليوم التالي على شاشات الممرات في المدرسة، وداخل الفصل الدراسي.
ولما زاد التفاعل في المشروع مع الطلاب والمعلمين أشركنا بعض الزملاء في الزيارات من معلمين وإداريين ومُرشدين، ومدير مكتب التعليم، وكان مُتفاعلًا معنا، وهو الأستاذ سعيد بن عبدالعزيز القحطاني، أُمَسِّي عليه بالخير.
وختامًا: يقوم الطالب بتقديم تقرير مُصور مُختصر عن تجربته، وورقي يُسلم للمعلم، وآخر مُصور على برنامج (بوربوينت)، ويتم عرضه على زملائه، يتضمن مصادر بحثه عن هذه الوظيفة، وأسلوب عرضه لنفسه، وإبراز المهام التي أدَّاها، وصعوبات واجهته، أو ساهمت في نجاح التجربة، ثم يُقيم هذه التجربة، ويُعطي بعض التوصيات إن وُجدت.
المحاور: يا سلام!
المتصل: طبعًا يا دكتور البرنامج يهدف إلى أن يَعِي الطالب أنه سيكون جزءًا مُشاركًا في المجتمع، ويتعرف على سوق العمل، وطبقات ومراتب العاملين في السوق، وهذا مما يُحفزه أكثر على التحصيل الدراسي، والعزم على استكمال الدراسة؛ ليحصل على عملٍ حرٍّ أو وظيفةٍ مرموقةٍ، بإذن الله.
المحاور: يعني: لو شرحتَ المقرر فقط من غير هذه التجربة لا أظن أنه سيكون هناك هذا العدد، وهو ألف وخمسمئة طالب من الذين استفادوا عمليًّا وتطبيقيًّا من هذا البرنامج، وبعد ذلك يُقدم الطالب خلاصة جهده وفكره، أليس كذلك؟
المتصل: بالضبط.
المحاور: طيب، وهذا التطبيق -الساعتان- في أثناء الدراسة أو في المساء؟
المتصل: طبعًا مسائيًّا، في الصباح يكونون مُنتظمين في الدراسة النظامية.
المحاور: ما شاء الله! وأيضًا هناك استثمارٌ للأوقات بالنسبة لهم.
المتصل: وهذا جانبٌ مهمٌّ جدًّا، والبرنامج أيضًا يُحقق أهداف الرؤية للمملكة؛ وذلك بالتَّشجيع على دفع دماءٍ جديدةٍ وطاقاتٍ وطنيةٍ لتحقيق توطين الأعمال التجارية والصناعية والمهارية، وإتاحة الفرصة للطالب، واكتشاف ميوله.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: وإكساب الطالب مهارات عملية تطبيقية لها بُعْدٌ اجتماعيٌّ واقتصاديٌّ نافعٌ له.
المحاور: وفيها جانبٌ تثقيفيٌّ مُسبقٌ؟
المتصل: طبعًا في الحصة الدراسية، وهو يقوم بتطبيق هذه القيم والمفاهيم.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: وتشجيع الطالب على التعاون ضمن فريق اكتساب مهارة التواصل والاتصال، والثقة بالنفس، وتحمل المسؤولية، وتنمية عادات إيجابية لدى الطالب: كالصبر، والدقة، والترتيب، والإتقان، كل هذا من أجل ضبط المهارات العملية للمعلومات النظرية التي يأخذها داخل الحصة الدراسية.
المحاور: أحسنتَ يا أستاذ عمر.
المتصل: هذا باختصارٍ.
المحاور: جزاكم الله خيرًا، وشكرًا لكم، وندعو لكم بالتوفيق والسَّداد أستاذ عمر الزعبي.
المتصل: شكرًا لكم.
المحاور: أشكرك على هذه الإطلالة الجميلة، وأيضًا على هذا النموذج المُتعلق بنقل الجانب التَّنظيري في الحصة الدراسية إلى جانبٍ عمليٍّ، ومُشاركة ألف وخمسمئة طالب، في مقابل تنمية هذه المهارات الإدارية لديه، وإشغال أوقات الفراغ، ثم أيضًا تحميله المسؤولية، وتقديم تقرير.
لا شكَّ أن هذا نموذجٌ رائعٌ، مثل النموذج الذي قدَّمه الأستاذ عبدالرحمن القصيمي فيما يرتبط بقضية زراعة القيم، وكما ستأتي -إن شاء الله تعالى- أيضًا بعض التحليلات، بإذن الله .
التجربة التعليمية الثالثة
نأخذ آخر مُداخلةٍ معنا في الحزمة الأولى، ومعنا الأستاذ الكريم هاني بن مهنا المهنا، وهو معلمٌ في المرحلة الابتدائية.
فحيَّاك الله أستاذ هاني.
المتصل: الله يُحييك ويُبارك فيك أستاذ خالد.
المحاور: الله يحفظك، تفضل -بارك الله فيك- في دقائقك الثلاث بذكر تجربتك التعليمية الناجحة، بإذن الله.
المتصل: بإذن الله ، بحكم تخصصي في تدريس مادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية.
المحاور: رياضيات؟
المتصل: نعم.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: كانت تجربتي هي مُساعدة الطلاب في حفظ جدول الضرب عن طريق التعلم باللعب، حيث تمَّ تصميم عدة ألعاب تُسهم في حفظ الطلاب لجدول الضرب بطريقةٍ تنافُسيةٍ ومُشوقةٍ.
وسأتطرق بعُجالةٍ لسرد تجربةٍ للعبةٍ واحدةٍ فقط؛ لضيق الوقت، واللعبة الأخرى يمكن مُشاهدتها عن طريق العرض الموجود لديكم.
تُسمَّى هذه اللعبة: لعبة السلم والأفعى، أضفنا لها مُكعبين فيهما أرقامٌ على جميع أوجه المكعب، بحيث يكون المُكعبان بلونين مُختلفين، ولكل طالبٍ مُكعبٌ خاصٌّ به، ويرمي الطالبان مُكعبيهما في آنٍ واحدٍ على أرضية اللعب، فيكون الوجه العلوي للمُكعبين عبارةً عن مسألةٍ في جدول الضرب؛ فمثلًا الوجه العلوي لأحد المُكعبين: ثلاثة، والوجه الآخر: ستة، فمَن يُجيب أسرع عن ناتج ضرب العددين: ثلاثة ضرب ستة، يتقدم عدة خطوات في السلم والأفعى.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: وتكون هذه الخطوات بمقدار العدد الذي كوَّنه المكعب الموجود أولًا، فمثلًا: رمى الطالبان تركي وماجد مُكعبيهما، ونتج عن مُكعب تركي العدد تسعة، وعن مُكعب ماجد العدد ثلاثة، فإذا أجاب تركي بناتج ضرب العددين: ثلاثة ضرب تسعة أولًا، فإنه يتقدم تسع خطواتٍ؛ لأن مُكعبه كوَّن العدد تسعة، وإن أجاب ماجد أولًا، فإنه يتقدم ثلاث خطواتٍ، وتستمر اللعبة إلى أن يصل أحدهما إلى نهاية اللعبة.
طبعًا -بفضل الله - وجدت هذه اللعبة التَّنافُسية إقبالًا على مستوى الطلاب، وأيضًا على قبول مستوى مُشرفي مادة الرياضيات بمكتب التعليم بغرب الدمام.
المحاور: ما شاء الله!
المتصل: وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل: حسين المنيع، والأستاذ: ظافر الحميدي، حيث تمَّ تطبيق هذه اللعبة على مستوى عدة مدارس بمكتب التعليم بغرب الدمام، مُشاركةً مع لجنة التنمية الاجتماعية بأحياء الفيصلية.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: حيث أقمنا البرنامج الأول "إلعب وتعلم 1" عام 1436، شارك فيه عشر مدارس بتجمعٍ واحدٍ، كل مدرسةٍ بعشرة طلابٍ، تكون العملية التنافُسية بين عدة مدارس.
وطبَّقنا "إلعب وتعلم 2" -ولله الحمد- في عام 1437، وشاركت فيه 12 مدرسة، وفي عام 1438هـ "إلعب وتعلم 3"، وشاركت فيه 14 مدرسة، وبإذن الله سيُقام هذا العام "إلعب وتعلم 4".
المحاور: ما شاء الله!
المتصل: هذه تجربتي باختصارٍ، وأرجو أن أكون قد وُفِّقتُ في عرض هذه التجربة بصورةٍ واضحةٍ.
المحاور: جزاك الله خيرًا، وهذه خاصة بجدول الضرب أستاذ هاني؟
المتصل: إي نعم، خاصة بمادة الرياضيات: جدول الضرب.
المحاور: وأكيد أن قضية الضرب هي مُعضلةٌ عند طلابنا، أليس كذلك؟
المتصل: نعم، هي مُعضلةٌ؛ لأنها تعتمد على الحفظ المجرد.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: وكانت هناك ألعاب تسليةٍ خاصَّة، ويمكن أن يُمارسوها خارج إطار الصف.
المحاور: إذن قضية اللعب واللعب الجماعي والجانب المتعلق بالتسلية المُحببة للنفوس، مع وجود القصة والموقف والحدث لها أثرٌ كبيرٌ على تركيز المعلومة.
المتصل: كلامٌ صحيحٌ.
المحاور: أنتم الآن ستبدؤون مع المجموعة الرابعة، وأظن أنكم لكم فترة -تقريبًا ثلاث سنوات- على هذا البرنامج، فكيف وجدتم الآثار؟
المتصل: البرنامج كان قبلها "إلعب، تعلم" في السنة الرابعة -إن شاء الله-، لكن بدأنا في تطبيق بعض البرامج من عام 1419هـ تقريبًا، وكل عامٍ ونحن في تطورٍ.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: فقد استفاد كثيرٌ من الطلاب لدرجة أن الطلاب في المراحل الدنيا بدؤوا يُنافسون إخوانهم في المراحل العُليا، والسبب: أنني أريد أن ألعب هذه اللعبة.
طبعًا عملنا ثمانية نماذج للعبة، بحيث إننا لما ندخل الفصل نُوزع ثمانية نماذج على ثماني مجموعات، ونبدأ اللعب.
المحاور: ثمانية نماذج مُتساوية مُتكافئة؟
المتصل: مُتكافئة نعم.
المحاور: جميلٌ، وهل عقدتم مُقارنةً بين هذه المجموعة والمجموعات الأخرى التي لم تلعب مثلًا؟
المتصل: لا، عقدنا مُقارنةً يا دكتور خالد بين الطلاب، يعني مثلًا: كنا نُقيم اختبارًا قبليًّا وبعديًّا.
المحاور: هذا الذي قصدته.
المتصل: فوجدنا نتائج مُبهرةً بصراحةٍ، ففي إحدى السنوات أحد الطلاب لم يكن حافظًا جدول الضرب، فحصل على المركز الثاني من بين مئة وعشرة من المُشاركين.
المحاور: ما شاء الله! من خلال هذه التجربة العملية؟
المتصل: من خلال هذه التجربة والتجارب الأخرى التي لا يتسع الوقت لذكرها.
المحاور: الله يُعطيك العافية، وجزاك الله خيرًا، لقد أتحفتنا أستاذ هاني، شكرًا لك، ونسأل الله لكم التوفيق والاستمرار في مثل هذه الأعمال المُباركة.
المتصل: آمين، وإياكم، جزاك الله خيرًا.
المحاور: شكرًا أستاذ هاني، وحفظك الله.
أيها الإخوة والأخوات، هذه الحزمة الأولى من الأساتذة الفُضلاء، مع تنوعٍ في تخصصاتهم بين اللغة العربية والإدارة والرياضيات، فحينما يُوفق المعلم إلى أن يكسب محبة الطلاب ويجذبهم من خلال ما يُمارسه من تجارب، ثم يُحقق بعد ذلك الارتقاء في المستوى التعليمي للطالب؛ لا شكَّ أن هذا شيءٌ عظيمٌ.
وانظروا أنتم الآن من خلال الصور التي رأيتُموها في تجارب الإخوة الثلاثة فيما يتعلق بقضية القيم، وما يتعلق بقضية الوظيفة وجدول الضرب، تُلاحظون الحماس الموجود، فليست القضية بالطبيعة المُعتادة في الفصل الدراسي: طلاب يجلسون بعضهم خلف بعضٍ.
وأنا أعرف بعضًا من الأساتذة، وقد استفدتُ من بعضهم أسلوب الجلوس، وألزمتُ نفسي بالتغيير، فالطلاب لا يجلسون عندي الصف الأول، والثاني، والثالث، وإنما كلهم يجلسون في صفٍّ واحدٍ من خلال حرف (u) كما يقولون، فبين الأستاذ وكل طالبٍ مجرد فقط خط مستقيم، فيرى الجميع.
فهذا الأسلوب الذي هو التغيير المتعلق باللعبة والوظيفة، وتقديم المهارات المتعلقة بجانب القيم مثل: قضية القراءة، لا شك أن هذا الأسلوب التحفيزي والتشجيعي مع استخدام الرسومات والألوان والحوافز والتشجيع يجعل جيلنا وطلابنا يُحبون الحصة الدراسية والموقف التعليمي والأستاذ، فلا يتمنون أن يُغادرهم.
ثم لاحظوا الأثر التعليمي في المثال الذي ذكره الأستاذ عبدالرحمن فيما يتعلق بقضية القراءة، كيف كانت المكتبة في الأسرة لا تُحرَّك؟ ثم أصبحت المكتبة لها قيمتها عند الابن وهو في الصف الأول الابتدائي.
ولاحظوا: ألف وخمسمئة طالب بدأوا يعملون ساعتين في المساء، ويُمارسون هذا الدور، وقد تعلموا الكثير من القيم، ثم يعرضون تجربتهم بعد ذلك، ويكتبون تقريرًا وكأنهم الآن ليسوا في المرحلة الثانوية، وإنما في مرحلة ما بعد الجامعة، وأصبحوا مثل الموظفين.
وانظر لقضية الضرب -كما قال الأخ الكريم- جعلت هذا الطالب يتفوق ويحصل على المركز الثاني من مئة وعشرة، بعد أن كان لا يحفظ جدول الضرب، فهذا لا شكَّ أنه مُؤشرٌ واضحٌ جدًّا على الأثر المتعلق بهذه التجارب التعليمية الناجحة على الارتقاء بالطلاب ومحبة الطلاب لأستاذهم وللعملية التعليمية.
التجربة التعليمية الرابعة
لعلنا أيضًا نبدأ الحزمة الثانية، ونبدأ بالأستاذ محمد بن صليم القحطاني، وهو معلمٌ في المرحلة الثانوية بمدارس المدينة المنورة.
فمرحبًا بك أستاذ محمد.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاك الله يا دكتور خالد، وبارك فيك.
المحاور: يا مرحبًا، ثلاث دقائق بين يديك، وسنخصم عليك.
المتصل: كما تُحب.
المحاور: أنت ابنٌ للقناة يا أستاذ محمد.
المتصل: الله يبارك فيك.
المحاور: حيَّاكم الله، تفضل.
المتصل: تجربتي أن أخرج بالطلاب من جوِّ الفصل، عندي قاعةٌ خاصَّةٌ، وهي عبارةٌ عن قاعة تدريبٍ يتحول فيها التعليم من تعليمٍ تقليديٍّ إلى تدريبٍ.
المحاور: يا سلام! لغة عربية؟
المتصل: تخصصي كفايات لغوية في المرحلة الثانوية، مُقررات، أنا لا أقوم بالتدريس، وإنما أُشارك الطلاب في التعلم.
المحاور: يا سلام!
المتصل: ونستمتع أيضًا بالتعلم، فمثلًا: نخرج خارج الفصل للذهاب إلى أقرب (سوبر ماركت) أو سوق كبير لاكتشاف الأخطاء الإملائية، وتصنيفها، وكتابتها في ورقةٍ.
المحاور: وهل يشتري الطلاب شيئًا من الـ(سوبر ماركت)؟
المتصل: لا بأس، على ألا يقعوا في أخطاء غذائيةٍ، فيتعلمون القواعد النحوية وصورة الخطأ والصواب في خمسٍ وأربعين دقيقةً، بفضل الله تعالى.
المحاور: يا سلام!
سيغضب منا الجمهور إن قلنا: الـ(سوبر ماركت) ونحن أساتذة في اللغة العربية!
المتصل: لقد تكلمنا عن الكلمة الأعجمية وتعريبها -والحمد لله-، إذن هذا محسوبٌ من وقتي.
المحاور: محسوبٌ، وسنُعطيك الوقت الأساسي.
المتصل: من الأشياء التي أعتمد عليها في التدريس: أنه بعد انتهاء كل وحدةٍ نعمل مَعْرِضًا مُجسَّمًا للوحدة.
المحاور: مثل ماذا الوحدة؟
المتصل: مثل الوحدة الإملائية.
المحاور: نعم.
المتصل: فيها ستة دروسٍ إملائيةٍ، فبدلًا من أن تُؤخذ في شكل قالب حصةٍ، تُؤخذ في شكل يومٍ كاملٍ مفتوحٍ، نعمل عيادةً إملائيةً.
المحاور: ما شاء الله!
المتصل: يقوم الطلاب بمُعالجة الأخطاء الإملائية لجمهور المدرسة من خلال بعض المشاهد التَّمثيلية، والعروض الحاسوبية، وغير ذلك.
المحاور: للتحسين؟
المتصل: لمُعالجة الأخطاء الإملائية عند الجمهور، وأيضًا لتوحيد المعلومات عند الطلاب.
المحاور: كما أنهم اكتشفوا الأخطاء التي كانت في السوق؟
المتصل: نعم.
ومن الأشياء الجميلة: أنا أريد أن أُدرس للطلاب قضايا أدبيةً كبيرةً: كالمتنبي، والنقائض، وشعراء النقائض مثلًا في العصر العباسي.
لا يتسنى الوقت ربما لاستعراض هذه النماذج، فأنا جعلتُ الطلاب يُمثلون شخصية المتنبي، والفرزدق، والحُطيئة.
المحاور: يعني: يلبسون لباسًا مُعينًا؟
المتصل: نعم، يلبسون الزي القديم، ومعهم سيوفٌ وعمامةٌ، ويتكلمون باللغة الفصحى، ويحفظون شعر المتنبي، ويُلقونه أمام الجماهير، وأمام زملائهم، وهناك منافسةٌ كبيرةٌ تقوم في ذلك، وجوائز، إلى غير ذلك من الوسائل الكثيرة.
المحاور: رائع، ما شاء الله! أنت أخذتَ أقلّ من الوقت المُحدد لك، بارك الله فيك.
فكيف وجدتَ الأثر أستاذ محمد صدقًا؟
المتصل: لتعليم اللغة العربية غايتان:
الغاية الأولى: أن يتكلم الطالب بلسانٍ فصيحٍ.
والثانية: أن يكتب بقلمٍ صحيحٍ.
وهذا الذي أراه أمامي في طلابي؛ أنهم يتكلمون بفصاحةٍ، ويقفون بكل شجاعةٍ أدبيةٍ أمام زملائهم، وأمام الجماهير بكل طلاقةٍ وسلاسةٍ، بفضل الله .
المحاور: من خلال هذه التجارب؟
المتصل: نعم، من خلال هذه التجارب.
المحاور: يعني: من خلال التعليم بالطريقة التي عُهدت داخل الحصة الدراسية وبأسلوب المعلوماتية البحتة؟
المتصل: في الطريقة القديمة كان الأستاذ هو الذي يفرض عضلاته وطاقاته وفصاحته.
المحاور: حتى لو كان مُتميزًا في مادته!
المتصل: نعم، أحسنت، في هذه الطريقة الأستاذ هو الذي يُدير العملية التعليمية ويُحضِّر لها وكأنه (شيف) كما يقولون، أو محضر طبقات، لكن الذي يأكل هم المُستفيدون أو المُشترون من هذا المحل.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: والآن الذي يُعِدُّ هذه الأشياء هم الطلاب.
المحاور: دور المعلم ما هو بالضبط؟
المتصل: دور المعلم إداري.
المحاور: لو أخطأ أحد الطلاب في قضيةٍ لغويةٍ أيًّا كانت؟
المتصل: الخطأ في التعلم هو أحسن وسيلةٍ للارتقاء.
المحاور: جميلٌ، يُنبِّه المعلمُ أم ماذا يفعل؟
المتصل: يُنبَّه من زملائه.
المحاور: من زملائه! جميلٌ.
وهل ترى الطلاب مُتشوقون لمثل هذه الأساليب؟
بمعنى: أنهم ينتظرون هذه الحصص حينما تدخل عليهم، ويشعرون بجاذبيةٍ ومحبةٍ لأستاذهم وللمادة والمقرر؟
المتصل: نعم، لا شكَّ في ذلك، فالطلاب يشعرون بالانتماء، ويشعرون بشخصياتهم، ويُقدرون ذواتهم، ويتعلمون القيادة والحوار مع بعضهم، ويتعلمون العصف الذهني والتفكير وحل المشاكل والتحليل والتركيب، وغير ذلك من الأسس العليا في التعليم.
المحاور: يا سلام! شكرًا أستاذ محمد بن صليم القحطاني عن هذه التجربة المُرتبطة بمناحي اللغة العربية، ومن خلال الخروج من الصف الدراسي إلى ميدان الحي وخارج المدرسة، وكذلك من خلال أن يعيش الطلاب رموز العلماء بلباسهم وشخصياتهم، والتَّحدث بطلاقةٍ، وقيام مجموعةٍ من المعارض اللغوية التي يقوم بها الطلاب بأنفسهم لتصحيح أخطاء زملائهم.
التجربة التعليمية الخامسة
معنا الآن الأستاذة حياة بنت إبراهيم المطوع، مديرة إدارة التوجيه والإرشاد بإدارة التعليم بجدة سابقًا، وعضو لجنة الحماية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة.
مرحبًا بكِ أستاذة حياة.
المتصلة: مرحبًا بك دكتور خالد.
المحاور: حيَّاكم الله، وأهلًا وسهلًا بكم، وتفضلوا بدقائقكم الثلاثة حول تجربتكم التعليمية الناجحة، بارك الله فيكم.
المتصلة: أبشر.
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الحقيقة من خلال عملي سابقًا كمديرة التوجيه والإرشاد لمحافظة جدة سأطرح -بإذن الله- تجربةً، وهي عبارةٌ عن إنشاء وحدة الخدمات الإرشادية التابعة لإدارة التوجيه والإرشاد بتعليم جدة.
وقد انبثقت هذه الفكرة لدي نتيجة وجود حاجة مُلِحَّة في الميدان التربوي لدراسة وعلاج الحالات النفسية والسلوكية لدى بعض الطالبات دراسةً مهنيةً مُتخصصةً.
وأقصد طبعًا بهذه الحالات أو المشكلات تلك المشكلات التي يتعذر على مُرشدة الطالبات علاجها داخل الميدان التربوي نتيجةً لعدم تخصصها.
وكان الهدف من هذه التجربة مُساعدة الطالبة على تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي، وتخطي المشكلات النفسية والسلوكية التي قد تُواجهها.
طبعًا والهدف الرئيس: تكوين الشخصية المُتوازنة والنافعة لدى الطالبة لنفسها ولمجتمعها.
وبالفعل تمَّ إعداد تصورٍ مُقترحٍ لإنشاء وحدة الخدمات الإرشادية بجدة، وتقديمه لسعادة المدير العام للتعليم بمحافظة جدة، ووافق مشكورًا عليه، ومن ثَمَّ تَمَّ رفعه إلى مقام الوزارة مُمثلًا في الإدارة العامَّة للتوجيه والإرشاد، وبفضل الله وتوفيقه صدرت المُوافقة على المُقترح، وبدأ تطبيقه من خلال فريق عملٍ مُتخصصٍ ومُثابرٍ ويعمل بكفاءةٍ.
المحاور: هذا عام كم تقريبًا أستاذة حياة؟
المتصلة: عام 1424هـ.
المحاور: يعني: وحدات الخدمات الإرشادية الموجودة عندنا في المنطقة هنا وغيرها هي بناءٌ على ما تمَّ رفعه من قِبَلكم؟
المتصلة: نعم.
المحاور: ما شاء الله! بارك الله فيكم.
المتصلة: ثم تطورت هذه الخدمات فشملت خدمة الهاتف الإرشادي لتقديم الاستشارات النفسية والتربوية والاجتماعية للمجتمع التربوي والطالبات والأمهات والموظفات؛ وذلك طبعًا من خلال التعاون مع مُستشارات نفسيات مُتخصصات، وكذلك تقديم دورات تدريبية مُتخصصة لمُرشدات الطالبات في هذا المجال.
وشملت أيضًا خدمات لأمهات الطالبات، يعني: قدمنا لهم -والحمد لله- العديد من الدورات في تعليم التعامل مع الطالبات، وأهمية الحوار واحتواء الابنة، وأساليب هامَّة في طريقة العلاقة والتعامل بين الأم وابنتها بما يُسهم في تحقيق أهداف هذه الوحدة.
وكذلك كانت هناك شراكاتٌ مجتمعيةٌ مع المراكز المُتخصصة مع مستشفى الصحة النفسية لتحويل بعض الحالات التي يتعذر على الأخصائيات النفسيات في الوحدة علاجهم.
المحاور: نعم.
المتصلة: بعد ذلك لاقت هذه التجربة استحسانًا لدى الإدارة العامَّة للتوجيه والإرشاد بالوزارة، فتمَّ تعميمها على جميع مناطق المملكة وفق دليل إجرائي مُقنن، وهذا -بفضل الله- كان خيرًا كبيرًا، وأنه عمَّ جميع مناطق المملكة.
المحاور: شكرًا أستاذة حياة، الحقيقة أنا تخصصي في (الماجستير) في الجامعة في مجال التوجيه والإرشاد، وأعرف عن هذه الوحدة، وهي الخدمات الإرشادية، وأُحيل بعض الاستشارات التي تأتيني من المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية لهذه الوحدة لبعض الزملاء الذين أعرفهم، ولأول مرةٍ أسمع قصة إنشاء وحدة الخدمات الإرشادية.
فالحقيقة أُحييكم جدًّا على هذه التجربة العظيمة، وجزاكم الله خيرًا، فوحدات الخدمات الإرشادية تقوم بدورٍ كبيرٍ جدًّا فيما يتعلق بمراحل ما قبل المرحلة الجامعية، والحقيقة الفضل لله، ثم لكم، وهنيئًا لكم الأجور والخيرات التي قمتم بها، ولا شكَّ أن جانب الإرشاد ورعاية الطلاب والطالبات نمائيًّا ووقائيًّا وعلاجيًّا قضيةٌ مهمةٌ.
أنا أريد أن أسأل سؤالًا ما دامت المُشاركة مُتعلقةً بتجربةٍ مُرتبطةٍ بالإرشاد، ولا شكَّ أن الإرشاد جزءٌ أساسيٌّ في العملية التعليمية، وهذا إضافةٌ جيدةٌ ومهمةٌ لهذه الحلقة.
أستاذة حياة، الذي وجدتُموه من خلال وحدة الخدمات الإرشادية عبر التاريخ السابق الذي مارستُموه، هل كانت القضايا المتعلقة بالبرامج النَّمائية أكثر، أم البرامج الوقائية، أم العلاجية؟
المتصلة: كانت البرامج النَّمائية والوقائية أكثر من البرامج العلاجية، فالبرامج العلاجية كانت تتوجه إلى الفئات الخاصة التي تحتاج هذه البرامج.
فالبرامج النَّمائية والوقائية تستهدف كافَّة فئات الطالبات في المجتمع المدرسي، وبالتالي فلها مردودٌ إيجابيٌّ في توجيه سلوك الطالبات التوجيه الصحيح السليم، وإطفاء السلوك السلبي، وتعزيز السلوك الإيجابي.
وأيضًا لا نُغفل جانب العلاج، فأكيد المشكلات العلاجية لها أهميةٌ كبيرةٌ، ولها باعٌ طويلٌ الحقيقة.
المحاور: هل كان لكم دورٌ مع المعلمات فيما يتعلق بدورهن الإرشادي داخل الحصة الدراسية؟
المتصلة: نعم، كانت لنا أدوارٌ متعددةٌ مع المعلمات، ومن أهم هذه الأدوار التي أذكرها: أننا عملنا دورةً تدريبيةً استهدفت جميع معلمات الصف الأول الابتدائي في كيفية استقبال الطالبة خلال الأسبوع التمهيدي.
المحاور: ممتاز، واضحٌ جدًّا، شكرًا.
المتصلة: وكانت هذه الدورة بالتنسيق مع مُشرفات الصفوف الأولية، وشاركت جميع معلمات محافظة جدة، وأيضًا هناك برامج أخرى.
المحاور: شكرًا أستاذة حياة على هذه الإضافة الجيدة، ومُوفقون بإذن الله .
كانت هذه الحزمة الثانية من الأستاذ محمد القحطاني والأستاذة حياة من المعلمين والمُرشدين، ولاحظوا صورةً جميلةً في اللغة العربية في المرحلة الثالثة الثانوية، والارتقاء الذي حصل من الطلاب إلى مستوى الإجادة في اللغة: قراءةً وكتابةً، كما قال الأستاذ محمد، وذلك من خلال هذا التطبيق العملي من خلال هذه التجربة الرائعة الجميلة جدًّا التي أضفى إليها الأستاذ مع طلابه تنوعًا كبيرًا في الحصة الدراسية والجاذبية الكبيرة، ناهيك بما يتعلق بالجانب العلمي المُرتبط بالارتقاء بالقضية اللغوية: نُطْقًا وكتابةً.
ثم نلحظ كذلك الجاذبية في المحبة والرغبة في هذه الحصة الدراسية، وحب العلم، وكذلك ما يتعلق بجودة المنتج والمتعلق بالارتقاء في الجانب اللغوي.
ثم تجربة الأستاذة حياة الرائدة الجميلة، وأنا لي علاقةٌ بهذا التخصص، لكن -سبحان الله!- لأول مرةٍ أستمع لمثل هذه القصة من الأستاذة حياة، وأنها كانت صاحبة الفكرة ومَن معها، جزاهم الله خيرًا.
فوحدة الخدمات الإرشادية بدأت بهذه الفكرة؛ ولذلك من التجارب المهمة التي ينبغي ألا نُهملها في التعليم: أن تزرع نبتةً طيبةً تخدم فيها طلابنا وطالباتنا، وقد تكون ربما فكرةً عابرةً، وتخدم فيها هذه الأجيال، ويطرح الله فيها البركة، وتُصبح مُنتشرةً عبر المناطق وإدارات التعليم، وربما خارج البلد لمَن يستقي مثل هذه الأفكار وما يتعلق بها.
ولاحظوا ما يتعلق بالتجربة الأخيرة المتعلقة بالصف الأول الابتدائي، والمُعاناة الكبيرة في هذا الجانب، فالمعلمون قد لا يكون لديهم تأهيلٌ إرشاديٌّ، وهو ما يُسمَّى: بالمعلم المُرشد، وهذه دعوةٌ مهمةٌ جدًّا لأن يكون للمعلمين قسطٌ من التوجيه الإرشادي؛ حتى يُصبح مُعلمًا مُرشدًا في حصته الدراسية، ولا يحتاج إلى أن يُحول الطلاب في كل دقيقةٍ صغيرةٍ وكبيرةٍ إلى المرشد الطلابي، ومن ثَمَّ ربما إلى وحدات الخدمات الإرشادية، أو ما شابه ذلك، وإنما هو بنفسه يستطيع أن يُنمي الطالب وقُدراته وإمكانياته وميولاته، وكذلك أن يَقِيَه من الوقوع في المشكلات، وأن يحلّ مشكلاته.
فهذا الإجراء الذي عملوه مع المعلمات بهذا المستوى -حيث شمل كل معلمات أول ابتدائي- لا شكَّ أنه شيءٌ كبيرٌ، وأصبحت المشكلات التي تُعاني منها سابقًا الطالبات في مرحلة أول ابتدائي أسهل بكثيرٍ بسبب التأهيل الذي حصل للمعلمات، وهذه أهمية التجارب العملية والأفكار الرائعة؛ حتى يكون لتعليمنا لذَّةٌ ومُتعةٌ، وكذلك إيجابية وفوائد عظيمة.
التجربة التعليمية السادسة
ننتقل للحزمة الثالثة والأخيرة أيها الإخوة والأخوات، ومعنا الأستاذ: أحمد بن خليفة المجناء، وهو معلمٌ في المرحلة الابتدائية بمدرسة مكة المكرمة في الدمام.
مرحبًا بك أستاذ أحمد.
المتصل: أهلًا وسهلًا يا دكتور، حيَّاك الله وبيَّاك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله، أنت تخصصك ماذا، حفظك الله؟
المتصل: دراسات قرآنية.
المحاور: يا مرحبًا بك، أهلًا بك، تفضل، معك ثلاث دقائق، فاذكر تجربتك الطيبة.
المتصل: تجربتي بعنوان: رحلة السعادة مع فصل براعم النور.
المحاور: رحلة السعادة؟
المتصل: مع فصل براعم النور.
المحاور: أول ابتدائي؟
المتصل: الصف الثالث الابتدائي.
المحاور: نعم.
المتصل: والفكرة عبارة عن أنه في بداية العام الدراسي يكون هناك اجتماعٌ لأولياء الأمور الذين أُدرس لأبنائهم.
المحاور: يا سلام!
المتصل: وتوضيح الفكرة في الفصل وما يُقدمه من برامج وخدمات، سواء للطالب أو لأسرته.
ومن البرامج التي تُقدم في الفصل: وجود شاشات مُرتبطة بشاشة المعلم، بحيث إن الطالب يُشاهد المادة العلمية وهو جالسٌ على مقعده، ويسهل عليه رؤية المادة العلمية بدون أن نُطفئ الأنوار.
ومن الخدمات الجميلة والتي جنينا ثمارها: برنامج التحفيز السلوكي والتربوي، وقد استطعنا أن نُساعد ولي الأمر وأسرته في حضور ابنه مُبكرًا للمدرسة، فالطالب يأتي إلى المدرسة مُبكرًا، قُرابة الساعة السادسة والنصف، وهناك برنامج: إذا حضر الطالب في وقتٍ مبكرٍ له نقاطٌ، وهكذا حتى بداية الاصطفاف الصباحي.
المحاور: مجرد الحضور مبكرًا فقط، أم أن هناك برنامج معه؟
المتصل: معه برنامج متكامل، من ضمن برامج التحفيز: الحضور، فيأتي بعد ذلك إلى النقطة الأخرى، وهي: منح الطالب نقاطًا في تميزه وسلوكه ودراسته، فيُمنح الطالب نقاطًا حتى يجمع أكبر عددٍ من النقاط.
وكذلك هناك شقٌّ آخر: لو حصل الطالب على سلوكياتٍ خاطئةٍ تُرصد هذه السلوكيات، وتُرسل لولي الأمر؛ ليُساعدنا في معرفة مستوى ابنه وسلوكه داخل المدرسة.
المحاور: جميلٌ.
المتصل: في نهاية المطاف بعد أسبوعين من إقامة البرنامج نُحدد مَن هو الفارس المُميز في هذه الفترة؟
وهناك أربع مراحل راعينا فيها الطالب الممتاز، والمستوى المتوسط، والطالب الذي يحتاج إلى تحفيزٍ ليُحقق لقب "فارس التَّميز".
ولله الحمد، فالطالب الذي يحصل عليه يتغير سلوكه إلى الأفضل، وقد قضينا على كثيرٍ من المشاكل السلوكية والتربوية والعلمية بسبب هذا البرنامج.
ولا أُخفيك سرًّا أن أحد الطلاب ذهب بلباس فارس التَّميز إلى صلاة الجمعة، وحضر مع أسرته في مجلس العائلة مُرتديًا زيّ هذا الفارس.
المحاور: جميلٌ، ما الذي جعله فارسًا؟
المتصل: هناك بنودٌ يُقيَّم فيها الطالب، ويعرفها الطالب وولي أمره، ومن خلال البرنامج يستطيع ولي الأمر أن يدخل إلى الحساب بكلمة مرورٍ وكلمة مُستخدم ولي الأمر، ويُشاهد مستوى ابنه في سلوكه، فيطمئن ولي الأمر لمستوى سلوك ابنه، ولله الحمد.
المحاور: وهذا في حصة القرآن؟
المتصل: لا، في جميع الحصص.
المحاور: في جميع الحصص؟
المتصل: التقييم يكون في جميع الحصص والمواد التي أُدرس فيها لطلابي.
المحاور: تُدرس المواد الشرعية؟
المتصل: معلم صفٍّ.
المحاور: نعم، معلم صفٍّ، صفوفٌ أوليةٌ؟
المتصل: نعم.
المحاور: ما شاء الله! تبارك الله! واضحٌ حرصك على الرابط القوي والمُخطط له بين الأسرة والمدرسة، وهذا يبدو أن له أثرًا كبيرًا في نجاح البرنامج، كذا يا أستاذ أحمد؟
المتصل: إي نعم، بدأت تنتقل الثقافة إلى الأسرة، ولله الحمد.
ومن البرامج التي قدَّمناها برنامج باسم "ارسم بسمةً"، وفيه يتعلم الطالب من المادة العلمية أن يذهب إلى الميدان ويُشارك في برامج اجتماعية تخدم المجتمع.
المحاور: يا سلام!
المتصل: من ضمنها: رسم البسمة على مُحيَّا العمَّال، وبالأخص عامل النظافة؛ لأن في المقرر أحد الدروس بعنوان: عامل النظافة، فيذهب الطالب مع مجموعةٍ من زملائه فيُقدم وجبةً بسيطةً للعامل، يُهديه هذه الوجبة لعل الله أن يشرح صدره للإسلام أو للاهتداء.
المحاور: وهذا أيضًا كله داخلٌ في التقييم والتحفيز والتشجيع والنقاط المجموعة للطالب الفارس الذي حضر مُنضبطًا، وشارك في خدمة المجتمع، وكان سلوكه إيجابيًّا أيضًا، وكذلك تقييمه في المواد التعليمية إيجابيٌّ؟
المتصل: نعم، هذه كلها مُكملة بعضها لبعضٍ، ولله الحمد.
المحاور: إذن لو أردنا أن نقول باختصارٍ أستاذ أحمد: ما الشيء الذي فعلتَه وتراه مُهمًّا للمعلمين أن يُراعوه؛ حتى يُحب الطلاب أستاذهم والحصة الدراسية ويرتقوا في دراستهم ومادتهم التعليمية؟
المتصل: الحب المُتبادل بين المعلم والطالب، وأن يُصبح المعلم أبًا للطالب، والطالب ابنًا للمعلم.
المحاور: جميلٌ، يا سلام!
المتصل: وهذه -ولله الحمد- رأيتُها ولمستُها في طلابي، فالطلاب انتقلوا من عندي إلى الصف السادس الآن، ولا أُخفيك سرًّا أنهم يوميًّا يأتون إلى الفصل قبل الاصطفاف الصباحي، فيجلسون معي في الفصل، وأثناء الحصص يأتون إلى الفصل، فهذا دليلٌ على أن الطالب أشعرتُه بقيمته ومكانه، ولله الحمد والمِنَّة.
المحاور: لا شكَّ، مُوفَّقٌ أستاذ أحمد، وشكرًا لك على هذه المُشاركة، وأسأل الله أن يُتمم حب الطلاب لكم، ويُبارك فيما فعلتُموه، واستمروا على هذا العطاء الجميل الرائع.
التجربة التعليمية السابعة
نختم مع الدكتورة: ابتسام با صديق، مديرة الابتدائية الثانية لتحفيظ القرآن الكريم في جدة.
مرحبًا دكتورة ابتسام.
المتصلة: مرحبًا بك، وأشكركم لإتاحة الفرصة لعرض تجارب تربوية تعليمية -إن شاء الله- لها دورٌ كبيرٌ في الرُّقي بالميدان التربوي والرُّقي بأبنائنا وبناتنا.
المحاور: تفضلي -الله يحفظك- ثلاث دقائق، اذكري لنا تجربتكم التعليمية الناجحة، بارك الله فيك.
المتصلة: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .
أعمل في سلك التعليم منذ اثنتين وثلاثين سنةً، وكانت لي تجربةٌ قبل أربع سنوات، وهي: الانتقال من المرحلة الثانوية -التي عشتُ طوال حياتي العملية فيها- إلى المرحلة الابتدائية.
وعندما انتقلت إلى المرحلة الابتدائية أدركتُ كثيرًا كيف أن هذه المرحلة بحاجةٍ إلى تأسيسٍ قويٍّ جدًّا للطالبات؛ لأنها فترة خروج الطالبة من بيتها إلى الصف الأول الابتدائي، وهنا تتشكل فيها شخصية الطالبة؛ لأنها تترك قرارات الأم وتقليدها إلى أن تكون شخصيةً مُستقلةً، تبدأ في تشكيل قراراتها وآرائها وشخصيتها.
فالحمد لله، لقد قدمتُ إلى هذه المدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وأول ما لفت نظري الاختلاف في خصائص النمو بين طالبة المرحلة الثانوية وطالبة المرحلة الابتدائية.
المحاور: جميلٌ.
المتصلة: فطالبة المرحلة الابتدائية تمتاز بكثرة الحركة، وهنا ينبغي علينا ألا نُقيد حركتها، أو أن نُجبرها على الجلوس طويلًا على الكرسي؛ ولذلك عند التدريس لها نحتاج إلى أن نُدرس لها بطريقةٍ تجعلها تُحقق هذا الشيء.
المحاور: من خلال الحركة، واللعب، وما شابه ذلك.
المتصلة: نعم، فأول ما أوليتُه للطالبات هو: احترام شخصية الطالبة، والقِلة يعتقدون أن الطالبة في هذه المرحلة صغيرةٌ، أو أن الطالب في المرحلة الابتدائية صغيرٌ، وقد لا يُعطيه الكثير من الاحترام، لكن احترام شخصية الطالبة من المهمات في تربية الطالبة في هذه المرحلة.
المحاور: جميلٌ.
المتصلة: أيضًا اعتماد الحوار مع الطالبات.
المحاور: هذا كان عبارةً عن اتِّفاقٍ بين إدارة المدرسة والمعلمات؟
المتصلة: نعم، ويُجدي كثيرًا، وأيضًا توجد بعض الحالات يمكن أن يكون فيها نوعٌ من الشدة على الطالبة، أو ربما وصلت إلى أن المعلمة تضرب الطالبة.
المحاور: طيب، بقيت معكم نصف دقيقةٍ، وقلتم: الاحترام والحوار، هل بقي غير ذلك؟
المتصلة: نعم، وأيضًا زرع الثقة في الطالبة، وعدم مُقارنتها بزميلاتها الطالبات.
المحاور: واضحٌ.
المتصلة: فمجرد مُقارنة الطالبة بأخرى يُزعزع ثقتها بنفسها.
المحاور: كيف كان تطبيق المعلمات لهذه التوصيات؟ وكيف كان أثر هذا الكلام على المنتج التعليمي وعلى محبة الطالبات للمدرسة؟ سريعًا جدًّا في نصف دقيقةٍ، الله يُعطيكم العافية.
المتصلة: أولًا: في الإذاعة المدرسية بدأت تقوى ثقة الطالبات بأنفسهن بعمل برامج إذاعية على شاشةٍ، فترى الطالبة نفسها وهي تُؤدي الأدوار الإذاعية، فتقوى شخصية الطالبة وثقتها بنفسها، وأصبحت تُدرك أنها قادرةٌ على العطاء.
وأيضًا داخل الفصول التعليمية استخدمنا الطرق الحديثة: كالتعليم (بالبروجكتور).
المحاور: جيد، أسأل سؤالًا يا دكتورة: ما تمَّ الاتفاق عليه مع المعلمات كيف كان؟ وما النتائج التي أنتجتها هذه التوجيهات المتعلقة بالاحترام والحوار وعدم المُقارنة، وأيضًا الوسائل التي ذكرتُموها قبل قليلٍ؟ وما المُنتجات التي حصلت في المدرسة وحصل تغييرٌ بسبب هذا الاتفاق وهذه التجارب العملية التعليمية الناجحة؟
المتصلة: أصبحت عندنا طالبات واثقات من أنفسهن، ويُشاركن على المستوى المدرسي والمحلي والإقليمي بالدخول في مسابقة تحدي القراءة.
المحاور: جيد.
المتصلة: وأيضًا يُشاركن في معارض الكتاب وفي كل المُناسبات، وأيضًا يذهبن إلى المصانع فيتعلمن، فهنَّ شَغُوفات بالعلم وحفظ كتاب الله .
وهذا كله بفضل هذه السياسة، واحترام الطالبة وإعطائها حقوقها، حتى (التكييف) الطالبة تحتاج إلى أن تكون في مكانٍ مُكيَّفٍ وبيئةٍ جاذبةٍ، فتشعر بحب مُعلماتها لها، وهناك مجموعات (الواتس) بين المعلمات ووليَّات أمور الطالبات، والتواصل الدائم مع وليَّات أمور الطالبات، وقد تحققت بفضله أشياء كثيرةٌ.
المحاور: الله يحفظكم، وشكرًا جزيلًا دكتورة ابتسام، والحقيقة نبتات طيبات مُباركات قمتم بها، أسأل الله ألا يحرمكم الأجر.
كانت معنا الدكتورة ابتسام با صديق، مديرة الابتدائية في تحفيظ القرآن بجدة بعد انتقالها من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الابتدائية، وقد لفتت النظر لقضيةٍ مهمةٍ جدًّا، وهي: مُراعاة خصائص المرحلة الابتدائية، وذكرت مثلًا: قضية كثرة الحركة من طلاب هذه المرحلة، وهذه لا شكَّ أنها قضيةٌ مهمةٌ جدًّا؛ ولذلك هذا يُؤثر على التجارب والإجراءات التي سيُقام بها.
وقد وجَّهت المعلمات إلى التعامل بالاحترام والحوار وعدم التفريق، ومحاولة الإيجابية، وكانت النتيجة هي ثقة الطالبات في أنفسهن، والمُشاركة الإيجابية، والحماسة في هذه البيئة التعليمية.
التجربة التعليمية الثامنة
هناك مُشاركةٌ للأستاذة: جميلة بنت أحمد الغامدي، معلمة صفوف أولية في المدرسة المئة وعشرة الابتدائية بجدة، وقد تحدثت عن التجربة التي حصلت لطالبتين، وكانتا أختين في الصف الأول الابتدائي ثلاث سنوات، ولم تنتقلا من المرحلة، ثم بعد ذلك حصل لهما اهتمامٌ من قِبَل هذه المعلمة -جزاها الله خيرًا-، مع أنها لم تكن تُعلمهما، وكانت الأم مُهددةً بالطلاق إذا لم تنتقل بناتها للمرحلة الثانية، فقامت هي بالتعاون مع المُشرفة الفنية وأعدت خُطةً علاجيةً لتحسين مستوى الطالبتين، مع أنهما ليستا من طالباتها، ثم تمَّ لهما الانتقال للمرحلة التي بعدها، ثم صارت المُشرفة الفنية تضمهما إلى الفصل الثاني، وبدأت في تكثيف الجهد والمُتابعة لهاتين الطالبتين خاصةً، وبعد دراسة حالتهما الصحية والاجتماعية اتَّضح أن الأم لا تعرف كيف تُدرس لبناتها في المناهج الجديدة.
ولاحظوا هذا اللغز الذي لم يُكتشف إلا مُؤخرًا، وأنها حاصلةٌ على شهادة الصف السادس فقط!
فأحضرت هذه المعلمة -جزاها الله خيرًا- الأم، وبدأت في تعليمها خطوات تدريس بناتها بالطريقة الجديدة، وأثَّر ذلك على المنتج بالنسبة لهاتين الطالبتين اللتين جلستا ثلاث سنوات في المرحلة التي هما فيها، وللأسف الشديد حينما لا تكون المعلمة الناجحة موجودةً تتأخر مثل هذه الحالات، لكن لما تأتي المعلمة الناجحة والمُوفَّقة التي لها تجارب إيجابيةٌ وعمليةٌ وتطبيقيةٌ لا شكَّ أنه سيكون لها أثرٌ كبيرٌ.
أيها الإخوة والأخوات، كانت هذه هي الإضافات الجميلة والتجارب الإبداعية من الإخوة والأخوات، وأشكر الجميع شكرًا جزيلًا.
وحقيقةً أريد أيضًا أن أُركز في نهاية الكلام على جاذبية هذه التجارب للفئة المُستهدفة، وهم الطلاب والطالبات، وحبهم للمدرسة والبيئة التعليمية والجامعة والصف الدراسي والمعلم والمعلمة، وكذلك ما يتعلق بالارتقاء بالمستوى التعليمي.
وأيضًا ما ذكرته الأستاذة حياة والأستاذ أحمد فيما يتعلق بالعلاقة بأولياء الأمور وبالبيت والأسرة، فهذه أيضًا من القضايا المهمة جدًّا، ولا بد أن تكون ضمن تجاربنا واهتماماتنا بشكلٍ كبيرٍ جدًّا، حتى نجد بعد ذلك التأثير؛ لأن هذا المحضن من المحاضن المهمة جدًّا في الارتقاء بالعملية التعليمية، وكذلك تشويق الطلاب، وأن يعيشوا بين المدرسة والأسرة بأمانٍ.
أسأل الله أن يُبارك في هذه التجارب والجهود، ونعدكم إن كانت هناك أشياء ترد إلينا منكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقناة "زاد" فيما يتعلق بتجارب عمليةٍ أن نعقد لها حلقةً خاصةً أخرى، بإذن الله.
أسأل الله التوفيق والسداد، والشكر موصولٌ للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.