المحتوى
مقدمة
الحمد لله، ونُصلي ونُسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ، حيَّاكم الله أيها الإخوة والأخوات مع حلقةٍ جديدةٍ من برنامجكم الأسبوعي المباشر "أسس التربية" من قناتكم قناة "زاد العلمية".
وكنا معكم في الأسبوع الماضي في موضوع: "مشكلات الطفولة"، ونستمر في هذه الحلقة في الحديث حول الطفولة ومشكلاتها، وخاصةً ما يتعلق بالتبول اللاإرادي.
ومن سعادتنا أن يكون ضيفنا في هذه الحلقة هو ضيفنا في الأسبوع الماضي: سعادة الدكتور أحمد بن صابر الشركسي.
حيَّاك الله دكتور أحمد.
الضيف: الله يُعطيك العافية دكتور، أهلًا وسهلًا.
المحاور: جزاك الله خيرًا، يا مرحبًا بك، وسُعداء جدًّا، وشاكرين لك الإيجابية.
الضيف: سعيدٌ جدًّا باللقاء بك يا دكتور خالد.
المحاور: الله يحفظكم ويُبارك فيكم، والحقيقة ما زلتَ مُصرًّا دكتور على قضية الطفولة!
الضيف: نعم، بالتأكيد.
المحاور: لماذا؟
سبب اختيار العنوان
الضيف: لأن الطفولة هي المرحلة الأولى التي ينشأ فيها الطفل عبر مراحل النمو الأساسية التي يمر بها، وبالتالي إذا تشكَّلت بعض السلوكيات تثبت عند هذا الطفل، ويتعوَّد عليها، وتصير عادةً بالنسبة إليه، حتى إننا نسمع كثيرًا من المُربين يقولون: إن التعليم في الصِّغر كالنَّقش على الحجر، وإذا أردتَ أن تُحفظ ابنك القرآن الكريم فمنذ الصِّغر؛ لأن ذاكرته خاليةٌ من المعلومات والكثير من المشكلات، وبالتالي يستطيع بسهولةٍ أن يحفظ القرآن الكريم.
المحاور: إذن موضوع الطفولة يبقى موضوعًا مُلحًّا جدًّا، وأيضًا له ما بعده في الأُسر والبيئة التعليمية، وحينما ننظر إلى الأُسر التي ربما لا تهتم إلَّا إذا أصبح الطفل مُراهقًا بعد ذلك، وكذلك المعلم حينما يكون معلمًا في الابتدائية، وكأنه يأخذ راحته وهو يعلم الابتدائية، فأظن أن هذه المفاهيم وهذه الاهتمامات خاطئةٌ بلا شكٍّ.
الضيف: جدًّا؛ لأنَّ كل مرحلةٍ لها خصوصيتها وطبيعتها ومشكلتها، وعلى المُهتمين من أولياء الأمور والمعلمين والمُربين أن يتعرفوا عن قُربٍ على طبيعة وخصائص كل مرحلةٍ؛ حتى يتسنَّى لهم التعامل الأمثل مع الأطفال في كل مرحلةٍ يمرون بها ابتداءً من الولادة والرضاعة، ثم الطفولة المُبكرة، والمتوسطة، والمتأخرة، ... إلى آخره.
المحاور: جميلٌ، ويذكر أهل الاختصاص -وأنت أستاذٌ لنا في هذا- السمات التي في هذه المرحلة من قوة الحفظ، والتقليد والمُحاكاة، وقوة الاستجابة، والتَّشكيل، وكلها عوامل مُؤثرةٌ بحيث تجعلها مرحلةً جديرةً بأن نستثمرها ولا نغفل عنها.
فهذا كله يُؤكد أننا لو اهتممنا بالجانب التربوي لقلَّت مشكلات الطفولة، وعندئذٍ أيضًا يُقبلون على مرحلة المُراهقة بصورةٍ أكثر استقرارًا.
الضيف: صحيحٌ، يعني: الجانب التربوي مع الوجداني كما اتَّفقنا في الحلقة السابقة، وبخاصةٍ في مرحلتي الطفولة والمُراهقة التي يحتاجها الطفل والمُراهق بدرجةٍ كبيرةٍ جدًّا، فالجانب الوجداني والدعم النفسي والوجداني والتشجيع والتحفيز كل هذا يحتاجه الطفل بدرجةٍ كبيرةٍ جدًّا.
المحاور: بارك الله فيك.
لعلنا ندخل في موضوعنا الليلة، وهو حول التبول اللاإرادي، وكنتم قد تحدثتم في الأسبوع الماضي عن العناد، وكانت مشكلةً أساسيةً؛ ولذلك تحدَّثنا بما فيه الكفاية حقيقةً، وأفدتنا -جزاك الله خيرًا- وميَّزتَ وشخَّصتَ بين العناد الذي يُعتبر مشكلةً، والعناد الذي ليس مشكلةً، بل ربما يكون سِمَةً وميزةً لدى الطفل.
نريد الآن الحديث عن التَّبول اللاإرادي، ولماذا نختار هذه المشكلة يا دكتور أحمد؟
الضيف:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ، فمشكلات الطفولة كثيرةٌ كما ذكرنا في اللقاء السابق، وتناولنا في اللقاء السابق مشكلةً من المشاكل التي يمكن أن تكون لها توابع أو ناتجةٌ عن الأساليب الخاطئة في التنشئة، وتركت أثرها النفسي؛ فسبَّبت مثل هذه المشكلة التي ذكرناها في الحلقة السابقة.
أما في حلقة اليوم فسنتكلم عن التبول اللاإرادي، وهي إحدى المشكلات التي أحد أسبابها: التعامل مع الطفل بالتدليل، أو الشدة والصَّرامة في التعامل.
المحاور: نعم، أنماط التربية والتعامل.
الضيف: فأنماط التنشئة والتعامل الأُسرية لها تأثيرٌ كبيرٌ جدًّا على هذه المشكلة.
ونقطةٌ أخرى دعتني لأُسلِّط الضوء على هذه المشكلة وهي: النِّسَب، فنِسَب الانتشار حقيقةً تتراوح بين 7 و16%.
طبعًا هي تبدأ قبل سن الخامسة، وتتراوح هذه النسبة في هذا العمر، فإذا زاد عمر الطفل إلى خمس سنوات تقلَّصت النسبة عند الذكور 7%، وعند الإناث 3%.
المحاور: فوق الخمس سنوات.
الضيف: نعم، عند عشر سنوات تقريبًا تقلّ النسبة عند الذكور إلى 3%، وعند الإناث إلى 2%، ولو وصلنا لعمر 18 عامًا تقلّ النسبة تمامًا لتصل إلى 1%.
المحاور: جميلٌ، هذا الكلام فيما يتعلق بالمجتمع، لكن كحالةٍ: هل كل تبولٍ لاإرادي سلبيٌّ؟
الضيف: لا بالتأكيد، وقد ذكرنا أنه يمكن أن يُصبح مشكلةً عندما يستمر في الظهور بعد عمر الخامسة، ويستمر إلى السابعة، وهذه أكثر فترةٍ تنتشر فيها مشكلة التبول، وقد تستمر إلى عمر 18 سنة.
المحاور: يعني: إذن من مُؤشرات أنَّها مشكلةٌ: استمرارية التبول اللاإرادي، وأيضًا ظهور هذه القضية بعد سنِّ الخامسة: الاستمرارية والعمر.
الضيف: ظهورها كمشكلةٍ؛ لأنَّه قبل ذلك يستطيع الطفل في العادة أن يتحكم في عضلات المثانة، وعدم إخراج البول من المثانة بين عمر الثانية والرابعة، وتتفاوت على حسب الفروق الفردية بين الأطفال بعضهم البعض، وحسب الأُسَر.
المحاور: لكن من سنِّ الثانية إلى الرابعة إذا كان مُستمرًّا.
الضيف: إذا استمرَّ بعد هذا السن فهو مشكلةٌ، وإذا استمر خلال الأسبوع الواحد من مرتين إلى ثلاث مرات على فترةٍ مستمرةٍ ومتصلةٍ تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر كانت المشكلة مُستمرةً، وهنا يكون التشخيص على أنَّها مشكلةٌ من مشكلات الأطفال الذين يتعرضون لها، وهي مشكلة التبول اللاإرادي.
المحاور: نعم، طيب، يا دكتور، حتى تكون الصورة واضحةً جدًّا، يعني: حينما يكون في هذا العمر ويحصل أحيانًا هذا لا إشكالَ فيه.
الضيف: أبدًا.
المحاور: ولكن حينما يكون مُستمرًّا، ومقياس الاستمرار: أنه يكون من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًّا، ولمدة من ثلاثة إلى ستة أشهر، فلو لُوحِظ على الطفل خلال أسبوعٍ مرتين أو ثلاثًا، واستمر كل أسبوعٍ في هذه الفترة؛ فإنه يُعتبر مشكلةً.
الضيف: صحيحٌ.
المحاور: لكن لو كان أقلّ من ذلك: كمرةٍ واحدةٍ؟
الضيف: لا إشكال، فهذا أمرٌ عارضٌ يحدث نتيجة أسبابٍ كثيرةٍ: كالبرد، وشرب الماء الكثير، وتناول المشروبات بكثرةٍ قبل النوم.
المحاور: إذن هذا الضابط وما يتعلق به.
الضيف: فيما يتعلَّق بالمشكلة يُسمَّى: تبولٌ لا إرادي، وأحيانًا يُسمَّى: السلس البولي، وهو: خروج البول من الطفل دون قصدٍ وإرادةٍ منه، وبالتالي عندما تتكرر هذه المشكلة أكثر من مرةٍ -كما ذكرنا بالنسبة للنِّسَب- نكون قد دخلنا في الإشكالية.
وهنا نقطةٌ مهمةٌ جدًّا، وهي: أن بعض الأطفال تتوقف عندهم قضية التبول اللاإرادي بطبيعة النمو الطبيعي: أن يصل لعمر ثلاث سنوات، ويستطيع أن يتحكم في المثانة، وقد تُساعده الأم مثلًا في هذا الأمر بالتدريب، فإذا توقفت المشكلة ثم عادت مرةً أخرى في عمر الرابعة أو الخامسة، واستمرت مثلما ذكرنا منذ قليلٍ؛ هنا تُعَدّ مشكلةً، وهذا يجعلنا نتطرق إلى: هل التبول اللاإرادي أنواع أو هو نوعٌ واحدٌ فقط؟
وبالتأكيد -وقبل الإشارة لقضية الأنواع- نذكر ما يتعلق بنِسَب الانتشار، وكان واضحًا أن التبول اللاإرادي الليلي عند الذكور أكثر؛ لأنَّ هناك نوعًا آخر من التبول اللاإرادي وهو: التبول اللاإرادي النهاري، وهذا عند الإناث أكثر من الذكور.
المحاور: هل هناك من تفسيرٍ لذلك؟
الضيف: نعم، عند الحديث عن الأنواع التي نتكلم عنها -وهي أربعة أنواعٍ- سنتحدث عن هذه النقطة.
المحاور: نؤكد على الإخوة المتابعين والمتابعات فيما يتعلق بالمُداخلات حول هذا الموضوع وغيره أيضًا من الأسئلة والاستفادة من دكتورنا الضيف الكريم من خلال ما يظهر على الشاشة من رقم الاتصال ورقم (الواتس)، بارك الله فيكم.
أنواع التبول اللاإرادي
نعم دكتورنا، ما أنواع التبول اللاإرادي؟
الضيف: قسَّمها العلماء إلى نوعين رئيسين، وتحت كل نوعٍ نوعان فرعيان:
النوع الأول: التبول الليلي، ويكون ناتجًا عن مشكلةٍ أساسها نفسيٌّ، نتيجة لأسبابٍ تتعلق بالأُسَر.
النوع الثاني: التبول اللاإرادي النهاري، وهذا يكون ذا طبيعةٍ طبيةٍ ونفسيةٍ معًا، وهذا الذي تُصاب به الإناث.
والليلي نسبة إصابة الذكور فيه أكثر من الإناث، ولا توجد تفسيراتٌ علميةٌ واضحةٌ في هذا الشأن إلا إذا أخذنا الجانب الانفعالي فعند ذلك سنجد أن البنت تتأثر أكثر في الجانب الوجداني والانفعالي، وقد يكون هذا واحدًا من الأسباب التي تدفع البنت إلى التبول اللاإرادي حتى في فترة الصباح.
المحاور: بينما هي في المساء غالبًا تكون خالدةً إلى الراحة، ولا يظهر الجانب الانفعالي كما هو في النهار، جميلٌ.
الضيف: بالضبط.
والنوع الأول يُعتبر أوليًّا أو أساسيًّا، وأما النوع الثاني فهو تبولٌ لاإرادي ثانوي، والمقصود به أن الطفل مرَّ بمرحلةٍ فيها تبولٌ لاإرادي طبيعي حسب المرحلة العمرية التي هو فيها، وهذه لا تُعد مشكلةً، ثم انقطع التبول اللاإرادي، ثم عاد مرةً أخرى، واستمر من ثلاثة إلى ستة أشهرٍ حسبما قلنا من قبل: أنه يتكرر من مرتين إلى ثلاث مراتٍ أسبوعيًّا خلال فترة ستة أشهر، أو يستمر لفترة ستة أشهر.
المحاور: فانقطع.
الضيف: نعم.
المحاور: فهو مشكلةٌ قبل الانقطاع وبعد الانقطاع.
الضيف: لا، هو ليس مشكلةً قبل الانقطاع؛ لأنَّه في الفترة التي يتحكم فيها الطفل أو يتدرب على ضبط المثانة والتي هي قبل أربع سنواتٍ، ثم بعد ذلك رجع لأسبابٍ أخرى إما نفسية، أو غيرها.
المحاور: ما الفرق بين هذا النوع والذي قبله؟ هل هو مجرد أن المشكلة حصلت بعد الانقطاع؟
الضيف: في الأول المشكلة مستمرة، لم تتوقف، وفي هذا النوع المشكلة توقفت إلى فترةٍ، وكان طبيعيًّا، ثم ظهرت المشكلة نتيجة لأسبابٍ نفسيةٍ أو أسبابٍ أخرى.
المحاور: لكن في الغالب النوع الأول أكثر إشكاليةً؟
الضيف: نعم، وكذلك النوع الأول من التصنيف الثاني أيضًا، فهذان هما الأكثر انتشارًا.
المحاور: الذي هو؟
الضيف: الذي ينقطع ثم يعود مرةً أخرى لأسبابٍ.
المحاور: نعم، طيب، جزاك الله خيرًا يا دكتور.
متى يكون التبول اللاإرادي مشكلةً؟
إذا فهمنا الآن ماذا نقصد بالتبول اللاإرادي؟ فمتى يكون التبول اللاإرادي مشكلةً؟ ومتى لا يكون مشكلةً؟ وفي نفس الوقت أيضًا: الأنواع المتعلقة بالتبول اللاإرادي هل هناك شيءٌ حولها وما يرتبط بهذه المفاهيم؟
الضيف: في التصنيف الثاني أيضًا الذي هو التبول اللاإرادي الليلي والنهاري معًا، فالاثنان مع بعضٍ.
المحاور: وهذا نسبته أقلّ؟
الضيف: نسبةٌ قليلةٌ جدًّا، وتكون نادرة الحدوث، ولما تحصل لا تكاد تكون 1% بالنسبة للأشخاص الذين يُصابون بالتبول اللاإرادي.
المحاور: وفي الغالب أن هذا تجتمع عنده الأسباب أكثر؟
الضيف: بالتأكيد.
المحاور: هل ترى أن ندخل الآن في الأسباب دكتورنا الكريم؟
الضيف: نعم، لكن دعنا نُشير إلى بعض الدراسات العلمية التي تناولت مشكلة التبول اللاإرادي، وتبين من خلالها أن الأُسر الفقيرة ينتشر فيها التبول اللاإرادي أكثر من الأُسر المتوسطة والغنية، وأنَّ الأُسر ذات الأعداد الأكثر للأطفال تزيد عندها المشكلة أكثر من غيرها.
وتبين من الدراسات أيضًا أن الأمهات اللاتي يُحاولن أن يُدربن أولادهن على التحكم في المثانة بشكلٍ مُبكرٍ تكون المشكلة عندهن أكبر من الأطفال الذين تدربوا في الوقت الطبيعي.
المحاور: قصدك أن أولئك تدربوا فيما قبل التدريب؟
الضيف: ما قبل السن المُفترض أن يحصل فيه نُضْجٌ لعضلة المثانة بشكلٍ طبيعيٍّ.
المحاور: يعني: قصدك في سنِّ الثانية؟
الضيف: من قبل سنِّ الثانية إلى أربع سنوات، وبالعكس نسمع أن أمهاتٍ تبقى حريصةً جدًّا على أن تعمل هذه الحكاية من عمر تسعة أشهرٍ إلى سنةٍ، وبالتالي عندما تضغط على الطفل بهذه المحاولات التي يحاول فيها أن يضبط المثانة، وهو لا يستطيع أن يتحكم فيها؛ فتظهر بعض المشكلات بعد ذلك.
المحاور: وهذه لفتةٌ مهمةٌ جدًّا، وأنَّ الحرص الزائد الذي قد يحصل مثلًا من الأمهات، أو عمومًا من أولياء الأمور في بعض الأمور قد تكون نتيجته عكسيةً، فالحرص شيءٌ إيجابيٌّ، لكن لم يأتِ في وقته المُناسب؛ ولذلك فإن إدراك هذه القضية وفهمها لا شكَّ أنَّه مهمٌّ.
الضيف: نعم، فالأم تُفكر أنها لو عوَّدته مُبكرًا سترتاح ويرتاح هو، وبالتالي هذا اعتقادٌ خاطئٌ منها، وأنه لا بد أن يكون في سنٍّ طبيعيٍّ لمرحلة النُّضج التي يستطيع فيها أن يتحكم في ضبط المثانة وعضلاتها، وتستطيع هي أن تتحكم في هذا الأمر بشكلٍ جيدٍ، وهذا لا يتم إلا بين الثانية والرابعة.
المحاور: جميلٌ، إذن نحن ذكرنا دكتورنا أولًا ما يتعلق بقضية الدراسة المُرتبطة بموضوع الأُمهات، لكن لو صار قبل الوقت المُناسب؟
الضيف: تدريبهم قبل الوقت المناسب.
المحاور: تكون هناك زيادةٌ، وكذلك ذكرتَ -حفظك الله- ما يرتبط بقضية الأُسر الفقيرة، وأنها الأُسر الأكثر عُرضةً للتبول اللاإرادي.
الضيف: أو عندها عدد أبناء أكبر.
المحاور: نعم، فهل هناك تفسيرٌ لهذه القضية؟
الضيف: الأُسر الفقيرة تكون عندها أعباء وضغوطٌ نفسيةٌ لا تسمح لها بمُتابعة الأبناء بالشكل الكامل.
المحاور: إذن الجانب النفسي هو المُؤثر في هذا الجانب.
الضيف: بالتأكيد.
المحاور: وهذه من القضايا المهمة جدًّا.
الضيف: حتى فيما يتعلق بعدد الأبناء في الأسرة الواحدة، فقد يكون ذلك سببًا في إهمالهم نتيجةً لكثرتهم، ونتيجةً لأنَّ العدد كبيرٌ فلا تستطيع الأم وحدها أن تُتابع وتهتم بالجميع.
المحاور: جميلٌ، إذن الجانب الوجداني والعاطفي والنفسي مهمٌّ جدًّا بالنسبة للطفولة.
الضيف: نعم، لكن إذا تحول إلى شكلٍ من أشكال الدَّلال أو العناية الزائدة بالطفل فهذا -كما أشارت إليه الدراسات- يُسبب التبول اللاإرادي، هذا إذا كان في شكل الدلال والعناية الزائدة عن الحدِّ.
وقد ذكرنا في الحلقة الماضية أن الاهتمام الزائد يُسبب القلق والخوف من الانفصال عن الأسرة لما يذهب الطفل إلى الحضانة أو الروضة، أو يذهب للصف الأول الابتدائي على سبيل المثال.
المحاور: جميلٌ دكتورنا الكريم، لعل ما ذكرناه من الدراسات مهمٌّ جدًّا حقيقةً، وأيضًا تحتاجه الأُسر جدًّا، بارك الله فيكم.
إذن لعلنا الآن ندخل في موضوع الأسباب، ونأخذ عددًا بسيطًا منها، ونخرج إلى فاصلٍ بعد قليلٍ -إن شاء الله تعالى-، فتفضلوا، بارك الله فيكم.
أسباب التبول اللاإرادي
الضيف: بالنسبة للأسباب هي كثيرةٌ، فنبدأ بالأسباب الوراثية: فثبت في بعض الدراسات العلمية أن الجانب الوراثي يتدخل في هذا الأمر، فتبين أن بعض الأُسر التي كان أحد أفرادها يُعاني من هذه المشكلة فإنها تنتقل إلى الأطفال، وبعض الدراسات قالت: إن النسبة في ذلك تتراوح بين 10% إلى 45%.
المحاور: فيما يتعلق بقضية المثانة والمسالك البولية؟
الضيف: نعم، بالضبط.
المحاور: الجانب العضوي؟
الضيف: نعم، الجانب الوراثي، يعني: هل هناك حالاتٌ في الأُسر قبل ذلك؟ فبعض الدراسات تساءلت: هل كان في الإخوة السابقين مَن يُعاني من هذه المشكلة أم لا؟
المحاور: جميلٌ، قصدي: أن الجانب الوراثي هو الذي ينتقل من جيلٍ إلى جيلٍ، وهو مُرتبطٌ بالجانب العضوي.
الضيف: بالتأكيد يمكن أن يكون أحد أسبابه عضويةً؛ لأنَّ الجانب العضوي واحدٌ من الأسباب المُرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجانب الوراثي.
المحاور: قد يكون شيءٌ آخر، وليس عضويًّا، فقد يكون الجانب العضوي سليمًا.
الضيف: نعم، لكن طبعًا الجانب العضوي هو أحد الأسباب الأخرى التي تُؤدي إلى الإصابة بالتبول اللاإرادي الذي هو: صغر حجم المثانة على سبيل المثال، فتمتلئ بشكلٍ سريعٍ؛ فلا يستطيع أن يتحكم ببوله، وعضلة المثانة أيضًا ضعيفةٌ لم تصل لمرحلة النُّضج الكافي، وبالتالي تحدث المشكلة وتستمر طالما أن الجانب العضوي فيه إشكاليةٌ.
المحاور: وهذا علاجه عند أهل التخصص العضوي، وسنتطرق إلى ذلك حينما يأتي الكلام إلى العلاج، إن شاء الله تعالى.
إذن هذا ما يتعلق بالجانب الوراثي والعضوي، فهل هناك شيءٌ آخر؟
الضيف: ومن الجانب العضوي أيضًا: اضطراب النوم، وأحيانًا النوم العميق بالنسبة للأطفال يُؤدي إلى التبول اللاإرادي الليلي؛ لأن في النوم العميق يصعب على الطفل أن يستيقظ بمُفرده ويذهب إلى دورة المياه، فيتبول على فراشه وهو نائمٌ دون أن يشعر بهذا الأمر.
المحاور: ربط هذه القضية بالجانب العضوي يعني: بسبب ثِقل النوم عندهم؟
الضيف: نعم.
المحاور: يعني: أنت تربط هذه القضية بالجانب العضوي؟
الضيف: نعم.
المحاور: الذي هو؟
الضيف: اضطرابات النوم.
المحاور: اضطرابات النوم، أليس هذا جانبًا نفسيًّا يا دكتور؟
الضيف: لا، كثيرٌ من الدراسات العلمية صنَّفت اضطرابات النوم تحت الأسباب العضوية.
المحاور: بارك الله فيك دكتور أحمد.
لعلنا نتواصل معك بعد هذا الفاصل، فاعذرنا، بارك الله فيك.
أيها الإخوة، فاصلٌ ونواصل.
الفاصل:
ربما تُحب أحد الأبناء أو البنات أكثر من إخوتهما: إما لبرِّهما، أو أدبهما، أو غير ذلك، ولكن هل يجوز أن تُفضِّل مَن تُحب في العطية وتخصُّه بالهدايا دون الآخرين؟
لنستمع إلى هذه القصة التي جرت للصحابي الجليل: النعمان بن بشير، يقول : "سألتْ أمي أبي بعض المَوهِبة لي من ماله، فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تُشْهِد النبي . فأخذ بيدي وأنا غلامٌ، فأتى بي النبي ، فقال له: يا بشير، ألك ولدٌ سوى هذا؟ قال: نعم، فقال: أكلهم وهَبْتَ له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تُشهدني إذن؛ فإني لا أشهد على جَورٍ[1]أخرجه البخاري (2650)، ومسلم (1623)..
ففي هذا الحديث تحذيرٌ من تفضيل أحد الأبناء على إخوته، وأنَّه من الجَور والظلم، ولم يُفرق بين الذكر والأنثى؛ وذلك لما يُؤدي إليه من الكراهية والنُّفور بينهم، ولا حرج في الميل القلبي لأحد الأولاد دون غيره؛ لأنَّ ذلك أمرٌ ليس في مقدور العبد، وإنما الذي يحرُم أن يُفضّل المحبوب على غيره بالعطايا دون سببٍ شرعيٍّ، فإنْ حصل مثل هذا التفضيل وجب رد العَطيَّة، أو إعطاء الآخرين مثل أخيهم.
ويجوز التفضيل بين الأولاد إذا كانت هناك أسبابٌ وجيهةٌ تدعو إلى ذلك: كأن يخصَّ أحد أولاده لمرضٍ أصابه، أو فقرٍ وحاجةٍ ألمَّت به، أو لاشتغاله بطلب العلم، ونحوه من الفضائل.
وللوالد أن يمنع العطية عمَّن يستعين بها على معصية الله تعالى، ويُعطيها لمَن يستحقها، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2].
الدكتور خالد: مرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات، وعودًا حميدًا مع الدكتور أحمد الشركسي.
حيَّاك الله دكتور أحمد.
الضيف: أهلًا بك يا دكتور.
المحاور: نستكمل الأسباب، وقد تحدثنا عن الجانب الوراثي والعضوي.
الضيف: لا تزال في الجانب العضوي بعض النقاط الأساسية المُرتبطة -على سبيل المثال- بتكاثر الفطريات المُعدية في هذه المنطقة بالنسبة لبعض الأطفال، حتى أمراض مجرى البول والتهابات البول يمكن أن تُؤدي إلى ذلك، وفي هذا الوقت تكون المشكلة عارضةً، ولا تستمر من ثلاثةٍ إلى ستة أشهرٍ إلا إذا ما عُولجت المشكلة.
وأيضًا البول السُّكري واحدٌ من الأسباب التي تُؤدي إلى البول اللاإرادي.
المحاور: تقصد المُصاب بالسكر؟
الضيف: نعم، بالنسبة للأطفال، وهذه طبعًا نسبةٌ غير قليلةٍ من الأطفال، وبخاصةٍ في المملكة العربية السعودية.
المحاور: نسبةٌ قيل: إنها وصلت إلى الثلث! والثلث كثيرٌ.
ننتقل إلى أسبابٍ أخرى يا دكتور، هل بقي شيءٌ حول الجانب العضوي؟
الضيف: نعم، بالتأكيد.
المحاور: لأن الأخ جهاد البيضاني كان يقول: أسبابٌ نفسيةٌ منها: التَّفكك الأُسري، والغيرة بسبب ولادة طفلٍ جديدٍ في الأُسر، هل هذا صحيحٌ؟
الضيف: صحيحٌ مئة في المئة.
المحاور: جميلٌ، هل يمكن أن ننطلق من هذا فيما يتعلق بالأسباب الأخرى؟
الضيف: نعم، هناك أيضًا الأسباب (الفسيولوجية)، وهذه أيضًا مهمةٌ جدًّا، ولها تأثيرٌ كبيرٌ جدًّا، ومن ذلك -على سبيل المثال-: ضعف قُدرة الجهاز العصبي المُستقل على التحكم في هذه المسألة من خلال الإشارات التي تصل للدماغ على أساس أنه يحتاج إلى أن يذهب للحمام، فضعف استجابة الجهاز العصبي واحدةٌ من المشكلات الأساسية التي تحصل عند بعض الأطفال.
المحاور: هذه يا دكتور كيف تُعرف بالتشخيص؟
الضيف: تُعرف بالتشخيص طبعًا.
المحاور: من خلال عياداتٍ؟
الضيف: نعم، بالتأكيد.
المحاور: يعني: لا بد مثلًا في الجانب العضوي -الذي تحدثنا عنه قبل قليلٍ- والجانب (الفسيولوجي) من مُراجعة الأطباء.
الضيف: لا بد من مُراجعة الأطباء.
المحاور: المُختصين.
الضيف: بالضبط.
المحاور: الذي هو طب الأعصاب.
الضيف: وأيضًا الفشل في تكوين رد الفعل المُنعكس، فالحبل الشَّوكي والنُّخاع الشوكي له علاقةٌ بالفعل المُعاكس، فإذا أُصيب الإنسان أو تعرض مثلًا لحرارةٍ معينةٍ يرفع يده مُباشرةً؛ حتى لا يحدث احتراقٌ مثلًا، فهي نفس الحكاية بالنسبة للتَّنبيه عند الطفل، فردّ الفعل المُنعكس يُوصل للمخ، وبالتالي تحصل هذه المشكلة.
المحاور: سبحان الله! وهذه في أي اتِّجاهٍ؟
الضيف: نحن ما زلنا في الأسباب (الفسيولوجية).
وأيضًا في نقص الهرمون المُضاد لإفراز البول عند الأطفال، وبخاصةٍ في فترة النوم، فهذا الهرمون موجودٌ عند الأطفال الأسوياء أثناء النوم أكثر من الوقت المعتاد.
المحاور: وأظن أن الجانب المتعلق بالتحاليل هو الذي يكشف كل هذا؟
الضيف: بالتأكيد.
المحاور: وماذا أيضًا؟
الضيف: انتهينا من الأسباب (الفسيولوجية)، بقيت الأسباب البيئية، فالأسباب البيئية: كاضطراب العلاقات الأُسرية والتَّفاعلات الأُسرية.
المحاور: كما ذكر الأخ قبل قليلٍ: التفكك الأُسري.
الضيف: فأنماط التنشئة الأُسرية لها عاملٌ كبيرٌ جدًّا، فبعض الأُسر تأخذ الأسلوب المُتساهل على سبيل المثال، أو أسلوب التجاهل.
المحاور: تقصد الحماية الزائدة؟
الضيف: التجاهل يعني: التساهل.
المحاور: يعني: لا ودَّ، ولا حزمَ.
الضيف: أو تقول بعض الأُمهات مثلًا: اتركوه، سيتعلم لحاله، سيتعود على هذه المسألة بشكلٍ تدريجيٍّ. فتتركه دون عنايةٍ واهتمامٍ، ويكون التساهل أكثر من الاهتمام، وأحيانًا التجاهل، وهذا يمكن أن نربطه بالدراسة التي تكلَّمنا عنها فيما يتعلق بعدد الأبناء الأكبر الذي يمكن أن يُؤدي إلى عدم الاهتمام.
المحاور: وتجاهل أبناء على حساب أبناء آخرين.
الضيف: وعلى الجانب الآخر: الأسلوب الصارم في التنشئة هو واحدٌ من الأسباب المُؤثرة، والتي يمكن أن تُؤدي إلى حدوث التبول اللاإرادي عند بعض الأطفال.
المحاور: نعم.
الضيف: فهذا بالنسبة للأسباب البيئية.
المحاور: إذن هنا أنماط التعامل والتنشئة الأُسرية.
الضيف: التنشئة الأُسرية لها دورٌ كبيرٌ جدًّا في هذا.
المحاور: طيب، هناك أنماطٌ أخرى يا دكتور أليست مُؤثرةً؟
الضيف: الأنماط الأخرى لم يثبت في الدراسات العلمية أن لها تأثيرًا سلبيًّا، نحن نتكلم عن المُتساهل أو الفوضوي، فالمُتساهل والقاسي أو الصارم هذه هي أكثر أنماط التنشئة التي يمكن أن تُسبب التبول اللاإرادي عند بعض الأطفال.
المحاور: وما تدخل الحماية الزائدة معها؟
الضيف: يمكن طبعًا، منها: الحماية والاهتمام الزائد.
المحاور: إذن ما الصورة التي ينبغي أن تكون إيجابيةً؟
الضيف: الموضوعية والوسطية والاعتدال في الاهتمام؛ لأنَّه لا إفراطَ ولا تفريطَ، حتى يكون عند الطفل قدرٌ من الاستقلالية، فيتعود بشكلٍ تدريجيٍّ على أمورٍ أساسيةٍ، ومنها قضية التبول.
وهناك قضيةٌ مهمةٌ جدًّا، وتستطيع الأم أن تعرف من خلالها هذا الأمر، فالأم تقول: كيف أستطيع أن أعرف أن ابني بدأ يتدرب ويتعود أو ما زالت المشكلة قائمةً عنده؟
فالأطفال الذين يلبسون (البامبرز) لفتراتٍ معينةٍ إذا لم تجد الأم بعد فترةٍ معينةٍ مثلًا بولًا فمعنى هذا أنه أصبحت عنده قدرةٌ على الضبط، وأنه قادرٌ على التحكم في المثانة لفترةٍ طويلةٍ، وأيضًا أصبح يطلب من الأم في بعض الأحيان أن يذهب لدورة المياه؛ فهذا سببٌ ثانٍ من الأسباب.
فعلى الأم في الوقت المناسب -وهو من سنتين لأربعٍ- أن تبدأ في تعويده على الـ(potty) فيجلس عليها، ويتعود عليها بشكلٍ تدريجيٍّ حتى تنتهي هذه المسألة بالنسبة له، ويتخلص من (البامبرز)، فيعيش حياته بشكلٍ طبيعيٍّ.
المحاور: جميلٌ، إذن القضية تستدعي اهتمامًا مُنضبطًا.
الضيف: نعم.
المحاور: وفي نفس الوقت أيضًا العناية بالجانب التدريبي واستقراء الوضع؛ لأن التساهل والصرامة ستُحْدِث جانبًا سلبيًّا.
الضيف: الاهتمام الزائد أيضًا والصرامة.
المحاور: جميلٌ، إذن لا بد من التوسط في مثل هذا الجانب.
طيب، هل هناك شيءٌ آخر دكتورنا؟
الضيف: فيما يتعلق بالأسباب النفسية، يعني مثل: القلق، بعض الأطفال يُعانون من القلق والاكتئاب، وشعورٍ بالضغوط النفسية الكبيرة في هذا السن، وأيضًا التَّفكك الأُسري الذي ذكرته، وقضايا الانفصال.
المحاور: عدم شعوره بالأمن النفسي؟
الضيف: بالضبط، وسُوء التوافق الاجتماعي مثلًا، والعلاقات الأُسرية المُضطربة، فهذه كلها أسبابٌ لا شكَّ أنها تُؤدي إلى التبول اللاإرادي.
وأيضًا قضية الغيرة، فالغيرة لها دورٌ كبيرٌ جدًّا، يعني: تخيل -مثلًا- أُسرةً عندها طفلٌ واحدٌ، وعمره -مثلًا- خمس سنوات، وفجأةً جاءهم طفلٌ ثانٍ، وكان الأول مُتعودًا على الاهتمام والعناية والرعاية، فبطبيعة الحال وبالمنطق سينتقل جزءٌ من الاهتمام إلى الطفل الجديد، ودون أن تشعر الأسرة سيكون هناك اهتمامٌ زائدٌ بطبيعة المشكلات التي يُعاني منها الطفل الصغير وطبيعة حاجته إلى الاهتمام والرعاية بشكلٍ أكبر من الكبير، فيزداد اهتمام الأُسر دون أن تشعر بالطفل الصغير أكثر، فتبدأ مشاعر الغيرة تظهر على الطفل الأكبر، وهذا يمكن أن يُؤدي إلى سلوكياتٍ غير مقبولةٍ بالنسبة للطفل.
المحاور: قد يكون التبول اللاإرادي، وقد يكون العناد.
الضيف: نعم، وكل ذلك من أجل أن يلفت الانتباه والأنظار إلى الاهتمام به مرةً أخرى؛ ولذلك لا بد من تهيئة الطفل قبل أن يأتي طفلٌ آخر، فنحاول -مثلًا- أن نُكلم الطفل الكبير عن أنه سيأتينا ضيفٌ بعد فترةٍ قليلةٍ، ويتكلم عنه بشكلٍ إيجابيٍّ، أو نربطه بحوافز يُحبها الطفل، وأنه مع دخول الطفل الجديد للبيت لأول مرةٍ يكون هناك -مثلًا- كيسٌ من الهدايا أو الأشياء التي يُحبها الطفل الكبير، وأنه بقدومه جاءت هذه الهدايا، فهذا طبعًا يُقلل من الغيرة، إضافةً إلى مُراعاة الأسرة لجانب الاهتمام، فإذا كان هناك اهتمامٌ بالنسبة للصغير فلا يُترك الكبير بدون اهتمامٍ، ولا يتأثر الاهتمام به؛ لأن هذا يمكن أن يكون أحد الأسباب التي تُؤدي إلى مشكلاتٍ، منها: الغيرة، والتبول اللاإرادي.
المحاور: عفوًا يا دكتور، معنا الآن اتِّصالٌ من الأخ كاظم من العراق.
تفضل يا أخ كاظم.
المتصل: سلامٌ عليكم شيخي.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله.
المتصل: شيخي، أُعاني من أمراضٍ وقلقٍ واكتئابٍ نفسيٍّ.
المحاور: قلقٌ واكتئابٌ نفسيٌّ؟
المتصل: وخوفٌ، وراجعتُ أطباء.
المحاور: كم عمرك أستاذ كاظم؟
المتصل: تقريبًا ثلاثون سنةً.
المحاور: كم لها عندك هذه المشكلة؟
المتصل: والله يا شيخي أصابني خوفٌ شديدٌ تقريبًا منذ ثلاث سنواتٍ أو أربع.
المحاور: هل ذهبتَ إلى أحدٍ من الدكاترة أو الأطباء أو شيء من هذا القبيل؟
المتصل: نعم، راجعتُ الدكتور، وقال لي: قلقٌ نفسيٌّ، وأعطاني علاجًا.
المحاور: هل تأخذ أدويةً؟
المتصل: نعم، أخذتُ أدويةً، ولا نتيجة، يتحسن وضعي، ويرجع لنفس الشيء.
المحاور: لكن هل خَفَّت القضية أو ما خَفَّت؟
المتصل: خَفَّت ورجعت.
المحاور: خيرًا، شكرًا لك أستاذ كاظم، وأسأل الله أن يُعافيك ويشفيك.
إذا كان هناك تعليقٌ يا دكتور سريعًا.
الضيف: بما أنَّه شُخِّصَت الحالة على أنَّها قلقٌ ينبغي مواصلة العلاج؛ لأن بعض المرضى حين يتناول الدواء ويشعر بتحسنٍ يمكن أن يترك الدواء، ويقول: أنا -الحمد لله- أصبحتُ سليمًا. وهذا أمرٌ فيه إشكالٌ كبيرٌ جدًّا؛ لأنه ليس من المُفترض أن يتوقف عن الدواء إلا بتعليماتٍ من الطبيب.
المحاور: المشكلة يا دكتور عند كثيرٍ من الناس أن تعاملهم مع الدواء يكون مثل تعاملهم مع العدو، فهذه مشكلةٌ، فهو يأخذه مُضطرًّا، فإذا رأى تحسنًا ألقاه.
الضيف: وهذا ليس على مستوى الأمراض النفسية فقط، بل على مستوى الأمراض العادية، حتى فيما يتعلَّق بالمضاد الحيوي على سبيل المثال، فالبعض عندما يشعر بالتحسن يترك المضاد الحيوي، مع العلم بأنه لا بد أن يأخذ جرعةً كاملةً؛ لأنه إذا ما أخذها كاملةً سينشط (الفيروس) أو (البكتيريا) التي يتعالج منها.
المحاور: بماذا تُوصيه يا دكتورنا الكريم؟
الضيف: طبعًا أنا أُوصيه أن يُراجع الطبيب مرةً أخرى على أساس أنه يمكن أن يُعطيه دواءً مُهدئًا يُحسن الأعراض، وأنصحه بأن يذهب لمُعالجٍ نفسيٍّ ليتلقى شكلًا من أشكال العلاج النفسي والمعرفي السلوكي على سبيل المثال، وهذا سيأتي بنتائج هائلةٍ جدًّا بالنسبة لهذه الحالات، والله يشفيه ويُعافيه.
المحاور: آمين يا رب العالمين.
نُكْمِل دكتورنا، الله يحفظك.
الضيف: ومن ضمن الأسباب أيضًا: عادات الطعام والشراب، فتناول بعض المشروبات التي تُدِرُّ البول -على سبيل المثال- وبخاصةٍ عند الكبار في 18 سنة: كالشاي، والقهوة، والبيبسي، وغيرها من المشروبات، فهذه معروفٌ أنَّها تُدِرُّ البول بكثرةٍ، وبالتالي فهذا واحدٌ من الأسباب الأساسية.
المحاور: حقيقةً بقي معنا وقتٌ قصيرٌ: ربع ساعة، ونتمنى إذا لم يبقَ شيءٌ من الأسباب المهمة أن ننتقل.
الضيف: هذه أهم الأسباب.
المحاور: نحن تكلمنا عن الحزمة المتعلقة بالجانب الوراثي والعضوي و(الفسيولوجي) والبيئي والنفسي.
ننتقل إلى السؤال المهم جدًّا وهو: كيف نُعالج التبول اللاإرادي على ضوء هذه الأسباب دكتورنا الكريم؟
الضيف: يعني: أنا أريد أن أُطمئن السادة المشاهدين بأن هذه المسألة مع الوقت تتقلص تدريجيًّا إلى أن تصل إلى 1% مثلًا.
المحاور: حتى تصل 1%؟
الضيف: نعم، حتى تصل 1%، ومع تطور العمر توجد فرصٌ لتقلص المشكلة، لكن مع الأخذ بالأسباب، ومنها طبعًا أسبابٌ تتعلَّق بنمط الحياة في البيت، وعلاجاتٌ أخرى يمكن أن يتم استخدامها على حسب السبب الذي ذكرناه.
وعلى سبيل المثال من أنواع العلاجات المشهورة: العلاج السلوكي، وكانوا قديمًا قد استخدموا جرسًا مُعينًا، فحين يتبول الطفل تحصل عملية توصيلٍ للدائرة فالجرس يرنّ، فيقوم الطفل ويُكمل بوله في الحمام، وهذا كان له صدًى في بعض الأوقات، لكن تطور هذا الأمر حين حصل اتِّحادٌ بين العلاج المعرفي والسلوكي، فتطور الأمر بأن يحصل تدريبٌ للطفل على ضبط المثانة، وأن يتجنب -مثلًا- شرب السوائل أو شيء من هذا القبيل من العادات اليومية التي يتعامل معها الطفل.
المحاور: جميلٌ، النقطة التي ذكرتها دكتور هي من باب التَّنفير الذي يشعر به؟
الضيف: نعم.
المحاور: من الصوت، وذُكِرَ -مثلًا- أنه ربما يستخدم الجانب الكهربائي أو شيئًا من هذا القبيل.
الضيف: نعم، هو شكلٌ من أشكال التَّنبيه.
المحاور: التَّنبيه والتَّنفير.
الضيف: نعم، بحيث يتعود الطفل، وخاصةً الأطفال الذين عندهم نومٌ عميقٌ.
المحاور: عندما يكون نائمًا، نعم، جميلٌ.
الضيف: ومع الوقت يتعود الطفل على هذه المسألة، وطبعًا هناك أيضًا نوعٌ من العلاجات الأخرى، منها: العلاج الأُسري، وذلك حين تكون الأسباب بيئيةً أو نفسيةً، فلا بد أن نُسلِّط الضوء على السبب، فإذا عُرِفَ السبب بَطُل العَجَب، والتَّشخيص جزءٌ كبيرٌ من حلِّ المشكلة.
المحاور: إذا كانت قضية التساهل أو الصرامة فنحن نُراجع أنفسنا في طريقة التعامل مع الابن.
الضيف: بالضبط، حتى إن بعض الدراسات العلمية أشارت لهذا، حتى إن بعض الآباء والأمهات يستعجلون في فصل الابن -مثلًا- في مكانٍ لحاله، وتبدأ المشكلة في الظهور من هذا التوقيت، حتى إننا لما نسأل: متى حصلت المشكلة؟ يقولون: والله من الفترة الفلانية. طيب، ماذا حصل عند الطفل في هذا التوقيت؟ انتقاله للنوم بشكلٍ مُستقلٍّ على سريرٍ.
المحاور: كم تنصح بالنسبة لسرير الانتقال؟
الضيف: لا بد أن يأتي ذلك بشكلٍ تدريجيٍّ، فيمكن أن يكون أولًا بشكلٍ مُستقلٍّ في نفس الغرفة في سن ثلاث سنوات مثلًا، ويأخذ له -مثلًا- من ستة أشهرٍ لسنةٍ، وبعد ذلك يبدأ تدريجيًّا ينتقل لغرفةٍ أخرى، ويكون معه -مثلًا- أخوه الأكبر.
المحاور: لأجل أن يشعر بالأمن النفسي؟
الضيف: نعم، مع استمرار التعامل السَّوي والمُناسب الذي ما فيه إفراطٌ ولا تفريطٌ.
المحاور: جميلٌ، ويدخل في هذا ما يرتبط بعدم إظهار الخلاف بين الزوجين والمشاكل الأُسرية أمام الطفل، وشعور الطفل بالإشكاليات التي تحصل بين أبيه وأمه.
ويدخل في ذلك أيضًا ما ذكرناه قبل قليلٍ وهو: الغيرة التي تحصل بسبب التفضيل، أو ضعف الاهتمام، فهذه حلها كلها مزيدٌ من العناية، فإذا قلنا في الجانب العضوي: إنه لا بد من الذهاب للعيادة، وما يتعلق بالكشف الطبي أيًّا كان، سواءٌ في جانب المثانة، أو في الجانب العصبي، نقول هنا فيما يرتبط بطريقة تعامل الآباء، ومُراجعة أسلوب التربية والتنشئة، وإيجاد البيئة الآمنة.
الضيف: نعم؛ لأن هذا هو مفتاح الحل بالتأكيد، وجزءٌ من أساليب التنشئة غير السَّوية: عقاب الطفل على أنه قام بالتبول اللاإرادي؛ ظنًّا من الأم -مثلًا- أن الطفل يُدلل نفسه، ولا يضبط نفسه، ويستمر على هذه المشكلة، وأيضًا ربما يكون العقاب أمام إخوانه.
فعلى الأم أن تتجنب تمامًا عقاب الطفل وضربه، وأن تتكلم معه عن هذه المشكلة أمام إخوانه؛ لأن الإخوة غير مُدركين حجم المشكلة؛ فيبدؤون في الضحك على الطفل؛ وبالتالي يتأثر نفسيًّا بشكلٍ كبيرٍ.
المحاور: وهذه لفتةٌ جيدةٌ، جزاك الله خيرًا دكتور أحمد، يعني: قضية التعجيل بالعقوبة في أمرٍ قد لا يملكه الطفل أصلًا.
الضيف: بالتأكيد.
المحاور: حقيقةً لدينا وسائل أخرى للمُعالجة منها: التعزيز، وهناك من التربويين أو النفسيين مَن ينصح -مثلًا- باستخدام النجوم، بحيث أنه كلما ذهب -أكرمك الله- إلى دورة المياه وأنجز المهمة تُوضع له نجمةٌ، وهكذا، وكلما حصل على حزمة نجومٍ كُوفئ عليها، وقد يُستخدم هذا في التبول اللاإرادي عند بعض الأُسر.
هل هناك شيءٌ آخر في العلاج يا دكتور؟
الضيف: جانب التعزيز جانبٌ مهمٌّ جدًّا، وهو أيضًا يُستخدم في العلاج المعرفي السلوكي بفاعليةٍ كبيرةٍ جدًّا: كيف يتعود الطفل على أن يذهب إلى الحمام؟ لكن حتى لو كانت عنده رغبةٌ في أن يذهب للحمام تطلب منه الأم أن ينتظر -مثلًا- ثلاث دقائق أخرى؛ من أجل أن يتحكم في الضبط أكثر، وبعد ذلك يذهب إلى دورة المياه، وبعد ذلك لما يرجع يحصل على المكافأة.
وأحيانًا مرةً أخرى أثناء تبول الطفل يُطْلَب منه أن يقطع التبول لخمس ثوانٍ، وبعد ذلك يُكمل مرةً ثانيةً؛ من أجل التحكم أيضًا.
المحاور: أليس لهذا أضرارٌ عضويةٌ على الطفل؟
الضيف: لأنها مسألةٌ مُؤقتةٌ بالفترة التي يتلقَّى فيها العلاج.
المحاور: قد يُمسك نفسه ويضبط، لكن إلى مستوى ما قد لا يستطيع بعد ذلك أن يضبط، فيذهب إلى دورة المياه -أكرمك الله- فيقوم بالتبول اللاإرادي، مع أنه يتقدَّم في العمر نوعًا ما، أقصد بعد خمس سنواتٍ وما شابه ذلك، هو ضبط، لكنَّه صار يجعلها إلى آخر اللحظات، فقد يُنْجِز، وقد لا يُنْجِز، هل لها توصياتٌ؟
الضيف: أحيانًا يكون الطفل مشغولًا بنشاطٍ ما مثلًا، كأن يكون جالسًا على (الموبايل) أو على (التاب) أو غيره، ويبقى ذهنه مشغولًا باللعبة التي يُمارسها، وفجأةً يشعر أنَّ لديه رغبةً شديدةً جدًّا في الذهاب إلى الحمام، وقد لا يستطيع البعض أن يضبط هذه المسألة، وبعضهم يستطيع أن يتحكم في نفسه.
المحاور: جميلٌ، طيب، هل بقي شيءٌ يا دكتور من العلاجات؛ لأنَّ عندنا بعض الأسئلة سريعًا؟
الضيف: البعض يستخدم الجانب الاجتماعي ومسألة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة، وتكون علاقاتٌ يُراعى فيها التنوع والتَّشجيع والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال بشكلٍ عامٍّ، فبعض الدراسات عُمِلت في هذا ووُجدت فيها آثارٌ إيجابيةٌ في تخفيف هذه المشكلة.
المحاور: يعني: العلاقات الأُسرية؟
الضيف: العلاقات الأُسرية الإيجابية والاجتماعية، وبعض المقالات تكلَّمتْ عن أنه يمكن أن تكون هناك أغذيةٌ معينةٌ -كالتوت البَري على سبيل المثال- تضبط المثانة، وبعضهم تكلم عن عين الجمل وقال أنه يمكن أن يكون مُؤثرًا بشكلٍ إيجابيٍّ، وبعض العلماء تكلم عن فوائد عسل النحل، وطبعًا المذكور في القرآن الكريم أنَّ فيه شفاءً للناس.
المحاور: هل هناك شيءٌ عكس هذا؟ أقصد: أغذيةً تُساعد على التبول اللاإرادي؟
الضيف: نعم، كالمخللات، والحوارق، فهذه كلها بالتأكيد تزيد الرغبة في الذهاب للحمام، والمشروبات عمومًا، وهناك نصائح يمكن أن نقولها بشكلٍ سريعٍ.
المحاور: سريعًا، تفضل.
الضيف: طيب، على سبيل المثال: وجبة العشاء، فالأسرة المُفترض أنها تتناولها بشكلٍ مُبكرٍ، والطفل يكون معها، يتناول الوجبة مع الأسرة، ويتجنب الطفل شُرب السوائل قبل النوم بساعتين على الأقل، ولو طلب الطفل أن يشرب ماءً نأتي له بكوبٍ كبيرٍ فيه كمية ماءٍ قليلةٍ، بحيث إنه لو طلب ماءً مرةً ثانيةً نقوم بنفس الأمر، فنُشعره أنه قد طلب ماءً أكثر من مرةٍ، وبعد ساعتين من النوم -مثلًا- يمكن أن نُوقظ الطفل كي يدخل الحمام مرةً ثانيةً في فترات النوم، فيمكن أن نُوقظه مرةً أو مرتين على حسب فترات النوم، والمُراهق يمكن أن نُوقظه بعد ثلاث ساعاتٍ، بعكس الطفل بعد ساعتين -مثلًا- إلى ساعتين ونصف.
المحاور: وهذا من خلال استقراء وضع الابن في الأسرة وما شابه ذلك، هل بقي شيءٌ يا دكتورنا؟
الضيف: التدعيم والتعزيز الذي تكلَّمنا عنه قبل ذلك.
المحاور: جميلٌ، علاجاتٌ طيبةٌ، بيَّض الله وجهك.
إجابة بعض الأسئلة
دكتور، نحن في الدقائق الأخيرة، وهنا يقول السائل: إحدى الأخوات عندها طفلان توأم عمرهما ستّ سنوات، وطفلٌ صغيرٌ عمره سبعة أشهرٍ، ويتعاملان معه بشدةٍ وقسوةٍ شديدةٍ جدًّا تحولت إلى عنفٍ وضربٍ، وتحاول أن تُوجههما فلا يستجيبان بعد أن كانا من قبل يستمعان لها.
هذا باختصارٍ شديدٍ، والسؤال طويلٌ جدًّا، فإذا كانت هناك توجيهاتٌ، بارك الله فيك.
الضيف: نحن تكلَّمنا عن قضية نقص الاهتمام وتوجيه الاهتمام لشخصٍ آخر وضيفٍ جديدٍ على الأسرة، وبالتالي يحصل هذا الأمر بشكلٍ تدريجيٍّ مثلما حصل مع أختنا الكريمة، حيث تحول إلى عدوانٍ بالنسبة للطفل، وهذا طبيعيٌّ؛ لأنه أخذ منهما الاهتمام والعناية بشكلٍ أكبر، فتحولا إلى الاتجاه السلبي نحو هذا الطفل الذي أخذ منهما الاهتمام والعناية.
فالنصيحة: على الأم أن تعمل عملية توازنٍ في الاهتمام، فإذا احتضنت الطفل الصغير لا بد أن تحتضن الأطفال في نفس التوقيت قدر المُستطاع، كما قال : اتَّقوا الله واعدلوا بين أولادكم[2]أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (76)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (121)..
المحاور: وتسأل أيضًا فتقول: أُعاني زيارة الأقارب بسبب هذه المشكلة، فبِمَ تنصحونها يا دكتور؟
الضيف: من عدم زيارة الأقارب، أو من زيارة الأقارب؟
المحاور: تحصل المشاكل بين الأبناء والإخوة بعضهم مع بعضٍ، فتقول: هي لا ترغب في زيارة الأقارب بسبب الصراع الذي يحصل فيما بينهم.
الضيف: حسب الفترة العمرية، فقد ذكرت الأخت أن عمرهما ستّ سنواتٍ تقريبًا، وهذه الفترة تحصل فيها من المظاهر: الشِّجار بالأيدي عند الأطفال، وهذه مرحلةٌ مُؤقتةٌ وتنتهي بانتهاء المرحلة العمرية التي يمر بها الأبناء، فلا تقلق.
المحاور: الله يحفظك، وشكرًا لك دكتور، وقتنا انتهى.
الضيف: الله يُكرمك يا دكتور.
المحاور: أسأل الله لك التوفيق والسَّداد.
الضيف: الله يُعطيك العافية.
المحاور: بارك الله فيك.
الضيف: الله يحفظك.
المحاور: أشكركم أيها الإخوة والأخوات، ونسأل الله أن يُبارك فيكم، ونشكر الدكتور أحمد على هذه الإطلالة الجميلة في حلقتين، وأسأل الله أن يُسعدنا وإياكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.