المحتوى
مقدمة
الحمد لله، ونُصلي ونُسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أيها الإخوة والأخوات، حيَّاكم الله في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجكم الأسبوعي المباشر "أسس التربية" من قناتكم قناة زاد العلمية.
عنوان حلقتنا لهذه الليلة: "الدعم النفسي"، فكل نفسٍ بحاجةٍ إلى الدعم النفسي في أُسرنا وذواتنا ومُجتمعنا عمومًا.
لعلنا في هذا اللقاء نحظى باستضافة الأستاذ الكريم عبداللطيف بن يوسف المقرن، المحاضر في علم النفس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقًا، والمستشار النفسي والأُسري، والمُدرب المُعتمد في تطوير مهارات الحياة، والمساعدة النفسية الأولية، والباحث في (الدكتوراة) حول علم النفس الإيجابي.
حيَّاكم الله أستاذ عبداللطيف.
الضيف: الله يُحييكم، ويُبارك فيكم.
المحاور: مرحبًا، حيَّاكم الله، أهلًا وسهلًا بكم، شرفتُمونا، الله يحفظكم.
الضيف: أهلًا بكم وبالمشاهدين.
المحاور: عنوان حلقتنا: "الدعم النفسي"، فلماذا هذا الاختيار، حفظك الله؟
الضيف: الحقيقة -كما ذكرت- أن الناس -خاصةً في هذه الأزمان الحالية- كثرت الضغوطات والتوترات التي تُكدر عيشهم، وأيضًا زادت وتيرة تعرض الناس للاضطرابات النفسية، وهناك بعض المفاهيم النفسية البسيطة والجميلة التي إذا تلقاها أي شخصٍ يُعاني من شيءٍ من الصعوبات النفسية فإنه يحسُّ أنه أخذ شيئًا ليس بالقليل، وإن كانت وسائل أو طرق الدعم قليلةً، لكنها بالنسبة له تعني الشيء الكثير.
المحاور: جميلٌ، إذن القضية الأساسية للنفس البشرية -وأنتم أهل اختصاصٍ- هي نشدان السعادة النفسية، وأظن أن هذه النقطة من النقاط المهمة، فياليتنا نُحلق حولها مع بداية هذه الحلقة، الله يحفظك.
السعادة النفسية
الضيف: نعم، أحسنت، السعادة النفسية، وإن شئتَ نُسميها بالمصطلح الإسلامي: الطمأنينة النفسية، وهي طُمأنينة النفس، وراحة البال، وصلاح الحال، واستقرار المِزاج، والعيش السَّوي، الهنيء، المُريح للإنسان نفسه، ولمَن حوله.
هذه السعادة النفسية من فضل الله ، والأصل أن يحصل عليها أغلب الناس، ومعظم الناس من فضل الله عليهم أنهم يعيشون شيئًا من السعادة النفسية بنصيبٍ طيبٍ، لكن من الناس مَن يفقد شيئًا من هذه السعادة؛ فيتكدر عيشه، ومنهم مَن يكون فقدانه للسعادة ليس بالقليل، وإنما يفقد نصيبًا كثيرًا أو كبيرًا من السعادة النفسية.
أما ماذا نعني بالسعادة النفسية؟
فالمراد بالسعادة النفسية: الخلو من أي نوعٍ من أنواع الاضطرابات النفسية، أي: أن يعيش الإنسان سليمًا من أي نوعٍ من أنواع الاضطرابات النفسية، وهذا أول مُؤشرات السعادة النفسية.
والاضطرابات النفسية أنواعٌ كثيرةٌ، وأسبابها كذلك مُتنوعةٌ وكثيرةٌ.
المحاور: لكن لما ذكرتَ يا أستاذ عبداللطيف أن معظم الناس يشعرون بالسعادة النفسية، هل هذا مبنيٌّ على دراسةٍ؟
يعني: أريد أن أستظهر قول الله : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]، وقوله: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام:116].
صحيحٌ أن فقدان الدين في حياة الإنسان ليس وحده السبب في التَّعاسة، فهناك أسبابٌ أخرى، لكن حتى نقف على الدقة في تشخيص الحال الموجودة، حتى قيل: إن أكثر العيادات التي ربما يرتادها الناس في بلدانٍ كثيرةٍ -خاصةً في البلاد التي ربما تكون أكثر دخلًا ماليًّا- هي العيادات النفسية.
الضيف: نعم، وجود السعادة والاستقرار هو أمرٌ نسبيٌّ، لكن ما عنيتُه باستمتاع كثيرٍ من الناس بالسعادة النفسية نسبيًّا تلك التي لا تُحوجه إلى البحث عن نوعٍ من أنواع الدعم أو العلاج النفسي.
أما إذا أردنا تحقيق السعادة الكاملة، أو السعادة المطلوبة التي تشمل كل جوانب الحياة، فهذا بالفعل قليلٌ من الناس مَن يحصل عليه؛ حيث إن نسبةً من الناس يفقدون شيئًا من السعادة، والله وصف الإنسان في هذه الحياة بقوله: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد:4]، فالمُكابدة فيها عناءٌ، وتُفقد الإنسان شيئًا من الاستقرار والسعادة النفسية.
فحصول الإنسان على السعادة النفسية هو بحسب حاله، لكن ما عنيتُه هو الخلو من أي نوعٍ من أنواع الاضطرابات النفسية التي تُحوجه إلى أن يُراجع العيادة النفسية، أو إلى البحث عن الدعم النفسي.
وبالنظر إلى الجانب الإيماني والروحاني الذي يُعتبر من أقوى الوسائل التي تقود إلى السعادة النفسية -وسيتبين لنا بإذن الله في ثنايا الحديث تفصيل هذا الأمر- وبالنظر إلى ضغوط الحياة التي تزداد وتيرتها، مع تعقد مُتطلبات الحياة المعاصرة؛ حيث إنه كلما جاءت في حياة الناس أشياء جديدةٌ لم تكن موجودةً في حياتهم من قبل؛ يُشكل هذا عبئًا وثقلًا جديدًا على عواتقهم يُؤدي بهم إلى شيءٍ من التوتر والاضطراب، أو من الضغوط التي سينعكس أثرها على نفسياتهم.
على سبيل المثال: التقنية وما يتعلق بها، وقبلها وسائل المواصلات وما يتعلق بها: كالسيارة، والطائرة، والقطار، فهذه حينما دخلت في حياة الناس أثَّرت، وحين تُقارنها بحياة الناس السابقة التي كان فيها شيءٌ من البساطة والسهولة، ولا تتطلب من الإنسان الشيء الكثير؛ تجد عكس هذا، فحينما دخلت التقنية ووسائل الاتصال أو الانتقال أصبحت تُشكل عبئًا ماليًّا، وعبئًا في الحصول على نوعياتٍ معينةٍ منها، وعبئًا على استخدامها وصيانتها، وعبئًا في الأخطار والنواتج، فكل هذه تزيد من تعقيد الحياة.
يعني: انظر مثلًا إلى وسيلة تواصلٍ سابقةٍ لم تكن فيها المخاطر الموجودة حاليًّا، فغياب التقنية يدل على غياب كثيرٍ من الضغوط المرتبطة بها، وتعقدت حياة الناس أيضًا.
المحاور: يعني: خذ مثالًا على ذلك: العلاقات الاجتماعية.
الضيف: نعم، العلاقات الاجتماعية.
أثر وسائل التواصل على الاستقرار المجتمعي
المحاور: ما يُسمَّى بالاستقرار المجتمعي، فلا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أثَّرت سلبًا، مع أن اسمها: وسائل تواصل اجتماعي! لكن أضاعت التواصل اللفظي بين الأشخاص، وربما عقَّدت الحال كذلك كما ذكرتم، وزيادة الإنتاجية تترتب على الاستقرار الذاتي والمجتمعي.
فنقول: إن الذي ينشد السعادة النفسية هو الذي يستطيع فعلًا أن يكون في حالةٍ من الاستقرار، رغم أنه يتعرض لضغوطٍ وإشكالاتٍ في الحياة، وكذلك لا تضطرب العلاقات مع الآخرين؛ لأن هذا سيُؤثر على الإنتاجية.
وإن حصل اضطرابٌ فيما يتعلق بتعامله مع ذاته؛ حصل اضطرابٌ فيما يتعلق بتعامله مع الآخرين، وقلَّت الإنتاجية، ولا شك أن هذا الذي نعنيه نحن هنا عند الحديث عن الحاجة إلى الدعم النفسي.
الضيف: وأنا أُضيف أيضًا بُعدًا آخر في العلاقات، وهو العلاقة مع الله ؛ لأن العلاقات تبدأ بالعلاقة مع الله، ثم العلاقة مع الذات، ثم العلاقة مع الآخر القريب، والآخر البعيد، وأيضًا العلاقة مع كل الموجودات من حولك، فهذه لا شكَّ أن لها أثرًا في حياة الإنسان، وخاصةً حياته النفسية، حيث إن مهارة الإنسان في إحسان التعامل في هذه العلاقات: مع الله ، ثم العلاقات الشخصية، ثم العلاقات مع الموجودات من حوله، وكيفية الاستفادة من الخير الموجود عند هذه المخلوقات، والسلامة مما يضر.
ثم أيضًا في علاقته مع الله ، وكيف يكون في مأمنٍ من أن يأتي إليه من الله ما لا يُحب؟ وأن يتَّقي شرور أعماله إذا غضب الله عليه.
فهذه العلاقات لا شك أن ضبطها وحُسن إدارتها له أثرٌ غير قليلٍ في الاستقرار النفسي والصحة النفسية.
المحاور: أستاذ عبداللطيف، قبل أن نخرج إلى فاصلٍ، هذا الكلام لو نزَّلناه سريعًا جدًّا على الواقع؛ حتى تفهم الأُسر المتابعة لنا ما يتعلق بداخل الأسرة.
نحن نتكلم إذن عن ماذا؟
عن أسرةٍ سعيدةٍ، وأسرةٍ ليست سعيدةً، أو أفرادٍ في هذه الأسرة سُعداء، وغيرهم ليس كذلك.
فكيف تكون هذه القضية قبل أن ندخل في التَّعرض للاضطرابات النفسية بعد الفاصل، بإذن الله؟
الضيف: أحسنت، في الحقيقة من الأشياء المهمة في سعادة الأسرة: أن تكون العلاقات مُستقرةً بين أفراد الأسرة، ومن أول شروط هذه العلاقات: منح الحاجات النفسية: كالأمان، والحب، والتقدير، والثقة.
المحاور: وهذا بدوره سيُحقق الاستقرار.
الضيف: يُؤدي إلى الاستقرار.
المحاور: والخلو من المشكلات.
الضيف: يعني: بُعد المشكلات، وأيضًا من الأشياء الأساسية والجوهرية في سلامة أفراد الأسرة: أن يكون لدى أركان الأسرة -وأقصد بذلك الآباء والأمهات بالدرجة الأولى- شيءٌ من الاستقرار النفسي؛ لأن استقرار الأم النفسي يتبعه استقرار الأبناء والبنات، واستقرار الأب النفسي يتبعه كذلك استقرار الأبناء والبنات، وكذلك يتبعه استقرار الأبناء الكبار خاصةً والبنات، هذا ينعكس.
المحاور: الذين يُمارسون دورًا قريبًا من دور الوالدين.
الضيف: نعم، أحسنتَ.
المحاور: بارك الله فيكم أستاذ عبداللطيف، لعلنا نُكمل معكم -إن شاء الله- بعد الفاصل.
أيها الإخوة، فاصلٌ ونواصل، فكونوا معنا.
الفاصل:
قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، فالشيطان هو العدو الأول لبني آدم، يقعد لهم بكل طريقٍ، ويتخذ إلى إضلالهم كل سبيلٍ، ولا غايةَ له إلا إهلاكهم وإفسادهم.
فالواجب على المسلم أن يتخذ لنفسه من همزات الشيطان وقايةً يتحصن بها من وساوسه، ويدفع بها أذاه ومكره.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ولا شيء أحبّ إلى الله من مُراغمة وليه لعدوه، وإغاظته له"[1]"مدارج السالكين بين منازل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}" (1/ 241)..
ومن أهم السبل الشرعية للوقاية من همزات الشيطان:
1- الاستعاذة بالله تعالى، وطلب العون منه عليه، قال تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون:97، 98].
2- مُلازمة ذكر الله تعالى، فإن الشيطان يخنس عند ذكر الله تعالى، ويتضاءل ويضمحل، قال : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه؛ قال الشيطان: لا مبيتَ لكم ولا عشاء[2]أخرجه مسلم (2018)..
3- الإكثار من قراءة القرآن، خاصةً سورة البقرة، والإخلاص، والمعوذتين، وآية الكرسي، قال : إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة[3]أخرجه مسلم (780)..
4- معرفة خطوات الشيطان ومداخله، واجتنابها، والابتعاد عنها، وكل فحشاءٍ وكل مُنكرٍ فهو من خطواته وأعماله، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور:21].
5- المبادرة إلى الندم والتوبة، وإسراع الفيئة والرجوع إلى الله تعالى، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ [الأعراف:201، 202].
التعرض للاضطرابات النفسية
المحاور: حيَّاكم الله أيها الإخوة والأخوات، وعودًا إلى موضوع الدعم النفسي مع الأستاذ الكريم عبداللطيف المقرن.
حيَّاك الله أستاذ عبداللطيف.
الضيف: الله يُحييك.
المحاور: بعد الإطلالة حول السعادة النفسية، والكلام العام، ثم التخصيص في الأسرة، نريد أن نتحدث عن عكس ذلك فيما يرتبط بالتعرض للاضطرابات النفسية، فماذا يقول أستاذنا الأستاذ عبداللطيف؟
الضيف: التعرض حقيقةً للاضطراب النفسي في هذا الزمن كثرت أسبابه، فذكرنا وجود التوترات والضغوط وتعدد مصادرها بسبب تعقد الحياة، وأيضًا يُضاف إلى هذا: إدارة الناس لشؤونهم وحياتهم بما لا يتوافق مع طبيعة الإنسان، خاصةً ما يتصل بالنوم واليقظة، ووجود السهر المُفرط على سبيل المثال، وهذا له تبعاته؛ لأن الليل سكنٌ وراحةٌ، والنهار معاشٌ، وكذلك أيضًا العادات الغذائية.
المحاور: تجد الواحد يقول: أنا يمكن أن أُعوض النوم في الصباح! ويذهب إلى عمله ودراسته، وهذا نلحظه في بعض طلابنا: يكون مستوى القدرات العقلية عندهم مرتفعًا، لكن مستوى الإدراك أو الاستقبال ضعيفٌ بسبب السَّهر.
الضيف: علماء النوم منذ سنواتٍ يدقون مُنبهات الخطر: أن الناس يُمارسون حياةً خاطئةً فيما يتصل بالنوم تضرهم من الناحية الصحية والنفسية، فمن الناحية الصحية مثلًا: السِّمنة وما يتعلق بها، ومن الناحية النفسية: قضية استقرار المزاج والنشاط والحيوية.
المحاور: وهذا له علاقة بالسعادة التي نتكلم عنها.
الضيف: نعم، له علاقة بالسعادة النفسية.
المحاور: وتعكير صفو الحياة.
الضيف: أيضًا يُضاف إلى ذلك بعض الأطعمة التي فيها المواد الكيماوية والمُبيدات، وتأتينا تحذيراتٌ من منظمات الغذاء العالمية بين فترةٍ وأخرى تُحذر من بعض الأطعمة، وأن لها آثارًا على الصحة والسعادة.
وأيضًا طبيعة علاقات الناس، وانسحاب نسبة من أفراد المجتمع -خاصةً من الشباب- من الميدان الواقعي إلى الميدان الافتراضي، وهذا يُؤثر على الجانب النفسي.
وأيضًا من الآثار في الجانب النفسي: قضية الخبرة، فقد لا تكون عنده الخبرة الكافية في التعامل مع مواقف الحياة، وقد يكون من أسباب وجود الاضطراب النفسي: إخفاقه في النجاح في مهارات الحياة العادية.
المحاور: إذن نحن نقصد بالاضطراب النفسي أستاذ عبداللطيف: عدم ممارسة الحياة بطريقةٍ سَويَّةٍ، بغض النظر: هل هو عبارةٌ عن شيءٍ مزمنٍ، أو ليس مُزمنًا؟ شيءٌ يُعكِّر صفو الحياة حتى يحصل القلق، والاكتئاب، والوسواس، واضطرابات النوم التي ذكرتُها، ... إلى آخره، مع أن هناك مستويات مثلًا في الاكتئاب والقلق، فكل هذا نُدخله في الموضوع الذي نحن فيه.
الضيف: نعم، له دورٌ.
المحاور: عفوًا، أريد أن أؤكد للإخوة والأخوات المُتابعين لمَن أحبَّ المُداخلة في موضوع هذه الليلة: تظهر لكم على الشاشة أرقام الاتصالات.
أثر الرسائل المُزعجة على الصحة النفسية
الضيف: ومن الأشياء التي تُؤثر على موضوع الصحة والاستقرار النفسي: قضية وجود الرسائل التي تحمل مضمونًا مُزعجًا: كالحوادث بأنواعها، والمشكلات التي تحدث لأفراد المجتمع، وكثرة تعرض الأفراد إلى هذه الحوادث، فهذا له أثره على الكيان النفسي، والطاقة النفسية.
ففي السابق كان الإنسان يمكن في الشهر أن يسمع عن حادثٍ، وفي السنة يرى حادثًا، أما الآن ففي الساعة ترى ثلاثة حوادث، وتسمع عن عشرة حوادث.
المحاور: جاءتني اليوم وأنا في السيارة استشارةٌ عبر شبكة التواصل: امرأةٌ تسأل: فقدت أمَّها وأباها وزوجها، وأبناؤها أخذهم أهل زوجها، وهي في أحد البلاد التي فيها حروبٌ، وما شابه ذلك، فلا شكَّ أن مثل هذه الحالات تحتاج إلى دعمٍ نفسيٍّ كبيرٍ.
وأُضيف أيضًا: هناك جانبٌ قد لا يكون فيما يتعلق بالبيئات غير الآمنة من ناحية الحروب مثلًا، وإنما أحيانًا تكون الحرب بين إنسانٍ ونفسه من خلال الإيحاء السلبي، أو ما يُسمى: بالرسائل السلبية، وهذه تجعل الإنسان يترك عمله، ويتعامل مع الحياة بطريقةٍ غير سليمةٍ.
الضيف: أحسنت؛ لذلك نحن دائمًا ننصح الشخص الذي عنده أي نوعٍ من أنواع الاضطراب أن يتجنب التعرض للرسائل المُزعجة.
أثر الاستسلام للأفكار السلبية على النفس
ومن الأشياء التي لها دورٌ في إصابة بعض الناس بالاضطرابات النفسية: الاستسلام للأفكار السلبية، وفقد الطريقة الجميلة في التعامل مع أحداث الحياة، ومنها: التفاؤل، وحُسن الظن بالله ، والرضا بما قسم الله ، فتجد النظرة السلبية، والتفكير السلبي، ومُداومة التفكير السلبي، ومع الوقت يتعكر المِزاج، وقد يُصاب صاحبه بالاضطراب النفسي.
المحاور: لذلك الرسول كان يُعجبه الفأل في الأمور كلها، وقضية الإيمان بالقضاء والقدر تُساعد في تحمل الحياة والصبر، بينما الإنسان الذي يجزع ستكون عنده معاناةٌ شديدةٌ جدًّا.
هل بقي شيءٌ فيما يتعلق بموضوع التعرض للاضطرابات أستاذ عبداللطيف؟
الضيف: بقي أمران مهمان باختصارٍ:
الأمر الأول: الذي نلاحظه في التعامل مع المشكلات النفسية: وجود ضعفٍ في البناء النفسي، أو ما يُسمى: بالتماسك النفسي، أو الصلابة النفسية، فبعض الناس يكون سبب اضطرابه أنه رُزِقَ بِنْيَةً نفسيةً ضعيفةً.
الأمر الثاني: أيضًا هناك عاملٌ آخر: وهو العامل الوراثي، فبعض الأشخاص يُصاب بالاضطراب النفسي لأنه ورث كيانًا نفسيًّا مُؤهلًا للإصابة بأي نوعٍ من أنواع الاضطراب النفسي.
المحاور: بارك الله فيكم دكتورنا على هذه الإطلالة في قضية السعادة النفسية من خلال ما يمكن أن يتعرض له الناس.
وحقيقةً نقول: أيها الإخوة والأخوات، الجميع قد يتعرض لمثل هذا الجانب، وانظروا لقول الله لنبيه : فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ [الكهف:6].
الضيف: وهو رسول الله .
المحاور: وهو رسول الله ، فقد وصل إلى هذا الشعور لحرصه، فالقضية هنا مرتبطةٌ بشيءٍ إيجابيٍّ، وهو دعوة الآخرين، لكن رسول الله تأثر من هذا الموقف، فالله يُخفف عليه هذا الأمر، ويُخبره أن هذا الأمر لا يلزم منه كل هذا؛ لأن الأمر بيد الله من قبل ومن بعد: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].
لماذا نحتاج إلى الدعم النفسي؟
إذن أستاذ عبداللطيف مَن يتعرض لمثل هذه الاضطرابات يحتاج إلى الدعم النفسي، أليس كذلك؟
الضيف: بلى، لا شكَّ في ذلك.
المحاور: إذن لو أخذنا ما يتعلق بهذا المصطلح الذي هو عنوان اللقاء: "حاجتنا إلى الدعم النفسي" لماذا؟
الضيف: الحاجة إلى الدعم النفسي تكون خاصةً في بداية التعرض لأي نوعٍ من أنواع الاضطرابات النفسية.
المحاور: من وقتٍ مُبكرٍ.
الضيف: نعم؛ لأن ثقافة عامَّة الناس -الذين لا يحملون شيئًا من الثقافة النفسية العلمية- أن الواحد منهم قد يُصاب بأي نوعٍ من أنواع الاضطرابات النفسية، ثم يقضي سنوات في هذه المعاناة، دون أن يأخذ أحدٌ منهم بيده ليصل إلى برِّ الأمان؛ ليخرج من هذه الحالة.
المحاور: فتتعقد لديه الحياة.
الضيف: أحسنت، نعم تتعقد.
المحاور: فتنتقل من مستوى خفيفٍ إلى مستوى أكبر.
الضيف: نعم، والدراسات تبين أن متوسط سنوات الفارق بين الإصابة بالاضطراب النفسي والحصول على العلاج النفسي المطلوب من أربع سنواتٍ إلى خمسٍ، يعني: أن بعض الأشخاص يمكن أن يبقى سنةً أو سنتين يعاني، لكن هناك أشخاص يبقون لمدة اثني عشر عامًا، أو عشر سنوات يعانون من الاضطرابات النفسية دون أن يأخذ أحدٌ بأيديهم إلى العلاج النفسي.
المحاور: حقيقةً كلامك صحيحٌ من خلال الشواهد، فأنا لقيت عددًا من هؤلاء في الاستشارات المباشرة الهاتفية، أو حتى الحضورية.
وأذكر واحدًا عنده وسواسٌ قهريٌّ صلى بجواري، فسألته: منذ متى؟ فقال: سنتين، أو ثلاث. فقلت له: هل عرضت نفسك على طبيبٍ؟ فقال: لا، أبدًا. فازداد الوضع عنده سوءًا، وأصبحت القضية عنده شديدةً؛ لذلك فإن اتِّخاذ القرار من بداية المشكلة لا شك أنه أهون على الإنسان من تفاقم القضية وانتقالها إلى أمراض مُزمنة، وما شابه ذلك.
الضيف: أحسنت.
الاستجابة لأمر الله من سُبل الدعم النفسي
أيضًا من الأشياء المهمة في موضوع الدعم النفسي: الاستجابة لأمر الله ، فالله قال: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14]، فالاستجابة لأمر الله وتمحور حياة المسلم حول ما أراد الله منه، وأن يتجنب ما نهى الله عنه؛ لا شك أن هذا له أثرٌ كبيرٌ.
وتأمل كيف جعل الله نبيَّه في حالةٍ من الدعم النفسي في غاية الروعة، خذ على سبيل المثال سورة الضحى، حينما انقطع الوحي عن النبي لا شك أنه تألم؛ وذلك لكلام الكفار وقولهم: هجره ربه، وقلاه، وتركه، ولم يعد يتواصل معه، ولا يهتم بأمره. فضاق صدر النبي بذلك؛ فتألم تألمًا نفسيًّا بالغًا، فماذا كان من الله ؟
أنزل هذه السورة في هذا الظرف، وهذا درسٌ لنا في الدعم النفسي: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى].
المحاور: لعلنا نُكمل مع هذا الشاهد المهم جدًّا في هذه السورة المهمة بعد اتِّصالٍ من الأخ فهد من السعودية.
حيَّاك الله أخ فهد.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا، تفضل حبيبنا.
المتصل: أدام الله فضلك، الله يُسلمك.
أنا أُحب أولًا أن أُمسِّي عليك وعلى الأستاذ عبداللطيف، وقد جمعتني به علاقةٌ، والتقيتُ به أكثر من مرةٍ.
المحاور: مسَّاك الله بالخير، وجزاك الله خيرًا.
المتصل: عندي مداخلةٌ وتعقيبٌ وتعليقٌ بسيطٌ.
المحاور: يا سلام! تفضل.
المتصل: بالنسبة للدعم النفسي، وأنا مُختصٌّ في هذا المجال.
المحاور: اختصاصك في ماذا حبيبنا؟
المتصل: أخصائي نفسي.
المحاور: ما شاء الله، حيَّاك الله.
المتصل: أي نعم.
المحاور: يا مرحبًا.
المتصل: الله يُسلمك، بالنسبة للدعم النفسي: أنا أرى أن الكلام الذي ذكره الدكتور كلامٌ ممتازٌ، وينبغي أن يكون ثقافةً في المجتمع، ولدى الآباء والأمهات، وأن نغرس ذلك في أبنائنا منذ الصِّغر.
المحاور: أحسنت.
المتصل: يعني: الأطفال في المدارس -على سبيل المثال- تجد الإذاعات مُقتصرةً على عددٍ من الطلاب فقط؛ لماذا لا يُبادر الأب والأم بإشراك أبنائهم؟ ولِمَ لا يتم تدوير الإذاعة المدرسية بين الأبناء؟ ولماذا لا يُفعِّل الآباء والأمهات زيادة الدافعية لدى الأبناء، والاستقلالية، وكل هذه الأمور؟
فينبغي أن نبدأ من الصغر؛ حتى نصل إلى دعمٍ نفسيٍّ لأبنائنا، وبالتالي ننقلها بعد ذلك للأزواج.
المحاور: أستاذ فهد، ما علاقة المشاركة في الإذاعة المدرسية بالدعم النفسي؟
المتصل: لا بد من دعم الطفل نفسيًّا من الأب والأم في سنواته الخمس الأولى، وبعد ذلك ينتقل إلى المدرسة، فلا بد أيضًا أن يُدعم، أما إذا لم يجد دعمًا من المدرسة والمعلمين، ولم يجد دعمًا ورقابةً من ولي أمره ...، وأمورٌ كثيرةٌ ينبغي أن تُغرس في الآباء والأمهات والمجتمع، والزيارات إلى الأخصائيين، فهذه نقطةٌ مهمةٌ جدًّا.
المحاور: سنُشير إليها، نعم.
المتصل: لا بد من زيارات الأخصائيين والأطباء النفسيين، فمَن منا يسلم من الاضطرابات النفسية؟ الكل مُعرَّضٌ لأن تحدث له هِزَّةٌ، لكن هل بمجرد أن تأتيني هِزَّةٌ تضعف ثقتي في نفسي؟! ففي بعض الأوقات أشعر بضعف ثقتي في نفسي، وأحتاج إلى أحدٍ يدعمني، وأحتاج أن أدعم نفسي أولًا، لكن إذا كنت في بيئةٍ مُحبطةٍ، ولا أستطيع دعم نفسي ...!
إذن نحن بحاجةٍ أولًا إلى أن نغرس هذه الثقافة، وأعرف إلى أين أتجه؟ هل أتجه إلى طبيبٍ نفسيٍّ يصرف لي الأدوية والعقاقير الطبية، أم أتجه إلى مُعالجٍ نفسيٍّ يبدأ بالجلوس معي، وزيادة دافعيتي ودعمي النفسي؛ حتى أتجاوز المرحلة الطارئة التي أمر بها؟ والتي هي مجرد موقفٍ هَزَّ ثقتي بنفسي، واحتجت فيه إلى دعمٍ؛ فأذهب إلى طبيبٍ نفسيٍّ يقوم بصرف الأدوية لي، وبالتالي أنا ما عالجتُ المشكلة، إنما وقعتُ في مشاكل أخرى: آلام في المفاصل، وزيادة في النوم، وزيادة مُفرطة في الوزن، وأشياء كثيرةٌ، وقِسْ على ذلك.
أنا لا أريد أن آخذ وقت الحلقة، وأنا سعيدٌ بمُشاهدتكم، وسعيدٌ بهذا العنوان، لكن كان لي مجرد تعليقٍ، وهو أن نقول للآباء والأمهات والمُهتمين في هذا المجال: اتَّجه إلى الشخص المناسب، واسأل عن الشخص المناسب.
المحاور: شكرًا أستاذ فهد القرني على هذه المداخلة الطيبة، وأرجو -إن شاء الله تعالى- ألا يغضب منك الأطباء النفسيون، فالأطباء النفسيون مجالهم مُختصٌّ بما يتعلق بالأمراض المُستعصية بالدرجة الأولى، ويسبقهم أخصائيون، والقضية تكامُليةٌ، بإذن الله.
سورة الضحى نموذجٌ للدعم النفسي
عودًا إلى سورة الضحى أستاذنا عبداللطيف.
الضيف: نعم، انظر إلى بداية السورة: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى [الضحى:1، 2] فيه إشارةٌ إلى أن من الدعم النفسي: أن تأخذ حظَّك من "السَّجى"، وهو الهدوء والنوم، والضحى هو السعي؛ أن تنام بالليل، وتسعى بالنهار، ففي هذا سلامةٌ واستقرارٌ لك.
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [الضحى:3]، قال: مَا وَدَّعَكَ أضاف الكاف، لكن في قَلَى لم يقل : ما قلاك، فعلماء التفسير يقولون: إضافة الكاف تُضيف معنًى في المحبة، وأن الذي يُخاطبك ويُهدئك يُحبك، وهذه من المبادئ الأساسية في العلاج النفسي.
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى [الضحى:4] اصبر على ما يُصيبك؛ لأن صاحب الآخرة يعلم أنه هنا في دار عبورٍ، فهو يتوجه بنظره إلى الآخرة أولًا، وثانيًا: يحتسب ما يحصل له في هذه الحياة الدنيا، فمهما قال: يا محمد، هؤلاء الكفار لا تلتفت لهم، بمعنى: أن مصاعب الدنيا وما يحصل فيها وما يحدث لك في يومك في هذه الحياة الدنيا لا أثرَ له ولا قيمةَ.
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [الضحى:5] علماء التفسير يقولون: في الرضا هنا إشارةٌ إلى المعنى الأول في وَدَّعَكَ وهو المحبة؛ لأن العطاء إذا كان فيه رضًا فمعناه: أن هناك محبةً من الطرفين: محبة من الله -وله المثل الأعلى- ومحبة من المخلوق، وهو النبي .
المحاور: إذن تسليةٌ ربانيةٌ للنبي .
الضيف: نعم، أحسنت.
المحاور: لذلك ينبغي أن تكون عند الأخصائيين والمرجعيات النفسية مثل هذه القضايا، فيستفيدون من هذا الأمر حتى يأتيهم الناس.
أنا أظن أن الثقافة التي يقصدها الأستاذ فهد، والتي تُشير إليها أنت الآن: أننا نريد أن يذهب الإنسان لمَن يُمكن أن يُعينه على ذلك، ولا حرجَ في هذا الأمر.
لعلنا نُكمل -إن شاء الله تعالى- بعد هذا الاتصال من الأخت أم ياسر من السعودية.
حيَّاكِ الله أخت أم ياسر.
البيوت الناجحة تُمثل عيادةً نفسيةً
المتصلة: السلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: جزاكم الله كل خيرٍ على هذا البرنامج.
المحاور: يا مرحبًا، الله يحفظكِ، حيَّاكِ الله، تفضلي.
المتصلة: أقول: بالنسبة لنشأة الطفل: يجب أن تُربيه أولًا أمه، وفي بيئة أمه وأبيه، ولا يُربيه آخرون، وأنا عندي -الحمد لله- أولادٌ كثيرون، وكلهم -ولله الحمد- أسوياء، ومتعلمون، ومضبوطون، ومن أحسن الناس.
المحاور: الله يُبارك لكِ.
المتصلة: لا بد أولًا من تقوية الوازع الديني عندهم، وثانيًا: أن نجعلهم يقتنعون بحياتهم وبيئتهم وعيشتهم، ولا نُقارنهم بالآخرين، فلا نُقارنهم بفلانٍ أو فلانٍ: وذا عنده، وذا ما عنده؛ من أجل أن يعيش الابن قنوعًا ومرتاحًا.
المحاور: ما شاء الله!
المتصلة: وأمرٌ آخر: وهو أن الإنسان -الحمد لله- متى تعلق بربه وأدَّى الصلاة والصيام، فهذا علاجٌ للاكتئاب ولكل شيءٍ، بإذن الله.
المحاور: بارك الله فيكِ.
المتصلة: والصلاة، وقيام الليل، والدعاء في نفس الوقت.
المحاور: ما شاء الله عليكِ يا أم ياسر!
المتصلة: وأنا أعرف أناسًا من بيئتي لا يعرفون عياداتٍ نفسيةً، وأنتم تقولون: عياداتٌ نفسيةٌ، لكننا لم نكن قبل ذلك نعرف العيادات النفسية، والحمد لله حياتنا ممتازةٌ، وكذلك أولادنا وجيراننا.
المحاور: كلامكم في محلِّه؛ لأن البيوت الناجحة هي في حدِّ ذاتها عيادةٌ نفسيةٌ في الحقيقة؛ لذلك نحن نقول: لا يلزم أن يوجد أخصائي نفسي، لو كنا نُمارس نحن الآباء والأمهات الدور في الدعم النفسي الذي أشار إليه الأستاذ الكريم فنحن على خيرٍ عظيمٍ.
أشكركِ شكرًا جزيلًا أم ياسر على هذه المداخلة الطيبة والمباركة.
والكلام حول الوازع الديني والتربية على هذا الأمر، وما يتعلق كذلك بالصلاة وأثرها في تخفيف وطأة الاضطراب، وكذلك القناعة التي أشارت إليها: لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ [الحجر:88] هذه قضايا مهمةٌ.
الضيف: والرضا بالقضاء والقدر.
المحاور: والرضا بالقضاء والقدر.
طيب، الوقت يضيق علينا، هل بقي شيءٌ حول قضية سورة الضحى؟
الضيف: نعم، انظر: حين كان النبي في هذا الكرب من كلام كفار قريش، جاء هذا الحوار الرباني له من الله ، وهذا مُؤشرٌ على أن الإنسان إذا كان في كربٍ فهو بحاجةٍ إلى شيئين:
الأول: أن يُسمع له، وأن يتحدث لمَن يُسليه، فكيف كانت التسلية من الله ؟
عدَّد عليه النِّعَم، ودلل له على أنه يُحبه فقال: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [الضحى:3]، وأيضًا: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [الضحى:5]، ثم بدأ يُعدد النِّعَم: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى [الضحى:6].
المحاور: لعلنا نُقاطعك أستاذ عبداللطيف، فهذه استشارةٌ نفسيةٌ من الجزائر.
مرحبًا بك يا أخت أمة الله من الجزائر، حيَّاكِ الله، تفضلي سريعًا الله يحفظكِ.
المتصلة: السلام عليكم، بارك الله فيكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: أشعر أن حياتي في هذه الدنيا بلا فائدةٍ، وأريد منكم نصائح أتبعها حتى أخرج من هذه الحالة النفسية.
المحاور: أعانكِ الله أختي أمة الله، شكرًا على مداخلتك، ولعلك تُطبقين شيئًا مما ذكرناه في هذه الحلقة، وهو أننا نحتاج بعد الله إلى مَن نستشيرهم في مجال الدعم النفسي، وأتمنى من الإخوة أيضًا في (الكنترول) أن يُعطوها الهاتف الاستشاري؛ لعلها تتواصل من خلاله فتكون هناك فرصةٌ أكثر، بإذن الله .
ونسمع من الأستاذ عبداللطيف إذا كان عنده تعليقٌ على سؤال الأخت الكريمة.
الضيف: هناك تعليقٌ سريعٌ على قول الأخت: أنا أشعر أن حياتي لا قيمةَ لها، ولا حاجةَ لي في الحياة. هذا مُؤشر وجود اكتئابٍ، فأنتِ لستِ بحاجةٍ إلى أن تتخلصي من الحياة، وإنما أنت بحاجةٍ ماسَّةٍ يا أختي الكريمة إلى أن تتخلصي من هذا الشعور السلبي والسيئ؛ لذلك نصيحتي: أن تُراجعي أحد المُختصين النفسيين لديكم في الجزائر، عسى الله أن ينفعكِ على يده.
المحاور: بارك الله فيكِ، وأنا أُؤكد على هذه القضية، واتِّصالكم يا أختي الكريمة في حد ذاته إيجابيٌّ، وعدم ترك القضية على ما هي عليه، ولكن أيضًا لا بد من الحرص والجهد: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، فالحرص على قضية الخروج من هذا المأزق مهمةٌ جدًّا، والحياة ترد عليها مثل هذه الإشكالات، لكن أيضًا يمكن أن يتخلص الإنسان منها بعون الله ، ثم بالاستفادة من أصحاب الخبرة والتخصص، وهذا ليس عيبًا حقيقةً.
أسأل الله لكِ يا أمة الله السعادة في الدنيا والآخرة.
الإجابة عن السؤال التفاعلي
كان هناك سؤالٌ تفاعليٌّ: لماذا لا يُسارع الناس في مراجعة الأخصائي النفسي عند التعرض للاضطراب النفسي؟
بالنسبة لتعليقك -الله يحفظك- على المشاركات السريعة الآتية:
الأخت سارة صقر تقول: عدة أسبابٍ، منها: الخوف من نظرة الناس له. وتقول كذلك: ارتفاع سعر الجلسات والأدوية العلاجية.
الأخت أم حارث تقول: لكثرة الأسئلة التي تُعرض عليه من الأخصائي، وخوف المريض من زيادة المرض عليه بالأسئلة الكثيرة، وكذلك مخافة الناس ونظراتهم له. يعني: هنا تُحمل المسؤولية للأخصائي من جهةٍ.
الأخت شيرين الحديد تقول: خوفًا من كلام الناس، ونظرة الناس له.
أظن أن قضية نظرة الناس هذه تكررت عندهم كثيرًا، هل هناك تعليقٌ حول هذا؟
الضيف: نعم، أحسنت، الحقيقة أن هذه أمورٌ واقعيةٌ، وهو ما يُعرف بالوصمة، أو نظرة الناس والمجتمع، وهي غير صحيحةٍ، وفي تقديري: أنه من فضل الله في هذا الزمن أن هذه النظرة قلَّت؛ وذلك لكثرة حاجة الناس، وتكرار الحالات من الذين تعرفهم، والذين لا تعرفهم في حياتك بمراجعة العيادة النفسية، فأصبح من السهل على الناس الذهاب إلى العيادة النفسية، والدخول على الطبيب والأخصائي النفسي، وعرض ما لديهم.
المحاور: لوجود الوعي.
الضيف: هذا الأمر واضحٌ، ولا تزال شريحةٌ من الناس عندها هذه النظرة، لكن نقول -وهو أمرٌ دائمًا نُكرره- لمَن يعاني: أنت من حقِّك أن تعيش سعيدًا، بصرف النظر عما يقوله الناس، ولستَ مسؤولًا عما سيقوله الناس، وإنما أنت مسؤولٌ أو مُطالبٌ بأن تُحقق السعادة النفسية والاستقرار.
المحاور: وإلا سنقعد في بيوتنا.
الضيف: نعم، وإلا سنقعد في بيوتنا.
وهناك أمرٌ آخر أيضًا: لماذا إذا ذهبتَ إلى الطبيب النفسي يعرف الناس ذلك، وأنت أحيانًا تُراجع عددًا من العيادات ولا يعلم أحدٌ؟! فتستطيع أن تُراجع الطب النفسي كما تُراجع أي عيادةٍ أخرى دون أن يعلم الناس أنك راجعتَ.
المحاور: ومَن يعرفك غير مَن لا يعرفك أيضًا، كذلك من باب التسهيل.
الضيف: أما موضوع كثرة الأسئلة: فحقيقةً الاضطرابات النفسية تنشأ من الحياة والممارسات الحياتية؛ لذلك يحتاج المُختص النفسي أن يسمع عددًا من المعلومات؛ لأنه يُشخص قبل أن يصف الدواء، فهو ليس مثل الأمراض الجسدية: بأعراضٍ معينةٍ يستطيع أن يعرف الداء، أو بتحليلاتٍ، أو أشعةٍ.
المحاور: وبتاريخ المرض، وما شابه ذلك.
الضيف: نعم، فهو يحتاج إلى إجابات عددٍ من هذه الأسئلة.
المحاور: طيب، بقيت عندنا نقطتان سريعتان، والوقت يمضي، فهل بقي شيءٌ حول نقطة سورة الضحى؟
الضيف: نعم، بقي تعليقٌ سريعٌ.
المحاور: في دقيقةٍ واحدةٍ، الله يحفظك.
الضيف: ذكرنا أن تعداد النِّعَم له دورٌ؛ لذلك أيضًا من الدعم النفسي: أن تُذكِّر ذلك الشخص الذي لديه اضطرابٌ نفسيٌّ بما لديه من نِعَمٍ جميلةٍ، فنِعَم الله كثيرةٌ على الناس.
المحاور: وحينما نُنزل هذه النِّعَم في مقابل المصائب سنجد أنها تُخفف.
الضيف: تخفُّ.
أخيرًا في موضوع سورة الضحى: قال الله للنبي أنه كما أنعم عليك، فعليك أن تأتي الناس بما هو حسنٌ: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ [الضحى:9، 10]، ثم أمره أن يتحدث بنِعَم الله ويُظهرها؛ لأن ذلك من وسائل استشعارها، ثم أيضًا حمد الله من القلب عليها.
اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية
المحاور: طيب، أستاذ عبداللطيف، نحن على مشارف نهاية الحلقة، ونحتاج -جزاك الله خيرًا- إلى نبذةٍ حول ما يتعلق باللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، وكذلك ما يرتبط بالدورات التي بدأتم في تقديمها حول الإسعافات النفسية الأولية، نختم بذلك حلقتنا -بارك الله فيك- تفضل.
الضيف: الحقيقة أن الدولة مشكورةٌ -وفَّقها الله في هذه البلاد- أنشأت هذه اللجنة؛ وذلك بعد استشعار أن هناك حاجةً لتطوير كل ما يتصل بالصحة النفسية، خاصةً في المجتمع من الناحية الثقافية، ومن ناحية إعداد الكوادر والتثقيف، وسهولة الوصول للخدمة والاستشارات النفسية.
فجاءت هذه اللجنة حقيقةً لتقوم بدورٍ مشكورٍ جميلٍ جدًّا، وهو رعاية ما يتصل بالخدمة النفسية من الألف إلى الياء فيما يتصل بتطوير الكوادر ونشر الثقافة.
المحاور: هل هي لجنةٌ مُستقلةٌ أو تتبع وزارةً؟
الضيف: هي لجنةٌ وطنيةٌ كانت في بدايتها ترجع للمقام السامي، وبعد مدةٍ من الزمن بعد أن ثبتت -بفضل الله - ورسخت أصبحت تعود إلى وزارة الصحة، وفيها عددٌ من الاستشاريين والأخصائيين النفسيين، وأيضًا فيها موادٌّ تثقيفيةٌ جميلةٌ، وأنا أُشجع على تحميل تطبيقها، واسمه "قريبون".
المحاور: تطبيق ماذا؟
الضيف: "قريبون" تطبيقٌ على (الآيفون) و(الأندرويد)، وفيه عددٌ كبيرٌ جدًّا من المواد ذات الإعداد العالي الجودة فيما يتصل بالدعم النفسي في مختلف الاضطرابات النفسية.
المحاور: لعل الإخوة في (الكنترول) يُخرجون اسم التطبيق "قريبون"، جميلٌ.
طيب، هذه اللجنة من مهامها ما يرتبط بتثقيف الناس ومُساعدتهم من أجل تحقيق الدعم النفسي، وأيضًا قضية الجانب الوقائي، وإذا لزم الجانب العلاجي، وما شابه ذلك، وربما أيضًا الجانب البنائي.
الضيف: نعم، أحسنت، وأيضًا بقي عندنا في اللجنة شيءٌ جميلٌ جدًّا، وقد انطلق من قرابة سنتين، وهو عقد دوراتٍ لعامَّة الناس غير المختصين الذين يحتاجون إلى أن يتعاملوا في حياتهم مع شخصٍ لديه أي نوعٍ من أنواع الاضطرابات النفسية، أو أي نوعٍ من أنواع الإدمان.
وهذا البرنامج عالميٌّ، ونقول هذا اعترافًا بالواقع وفضل الله ، لا تسويقًا، فهو برنامجٌ عالميٌّ بدأ في 1997م، وانطلق إلى العالم حتى وصل إلى 20 دولة، والمملكة العربية السعودية -بفضل الله - هي الدولة رقم 21، والأولى في الشرق الأوسط التي جاءت بهذا البرنامج.
المحاور: هذه الدورات تُؤهل غير المختصين؟
الضيف: نعم.
المحاور: يعني: الآباء والأمهات يمكن أن يكتسبوا من خلال هذه الدورات المهارات اللازمة، وكم تأخذ الدورات من وقتٍ؟
الضيف: الدورات يومان لمدة عشر ساعاتٍ، كل يومٍ خمس ساعاتٍ.
المحاور: يكفي هذا؟
الضيف: هي مجرد مفاتيح لكيفية التعامل مع الاضطراب النفسي، وكيف نأخذ بيد المريض إلى الطبيب النفسي، أو العيادات النفسية والأخصائي النفسي؟
والهدف تقليل الفجوة بين سنوات المعاناة إلى أن يذهب إلى الطبيب النفسي، وفيها عددٌ من المهارات، وبدأت تنطلق -بفضل الله - ولاقت إقبالًا، سواء من المؤسسات العامة والحكومية التي لديها منسوبون يحتاجون إلى هذه الدورة، أو من عامة الناس في مراكز الأحياء وغيرها.
ومن الأشياء الجميلة في الدورة: أنها مبنيةٌ بناءً علميًّا قويًّا، والحقيبة التدريبية في غاية الإتقان، يكفي أن تعلم أنها أُنشئت تحت نظر ورعاية ومراجعة أكثر من 19 جهة إعلامية وصحية ونفسية.
المحاور: جميلٌ.
الضيف: نعم، فهي حقيقةً من الدورات التي أسأل الله أن ينفع بها، وهي موجودةٌ في كل مناطق المملكة، بإذن الله .
المحاور: وخارج المملكة كيف؟
الضيف: أيضًا في خارج المملكة، ذكرتُ أنها انتقلت من أستراليا إلى 21 دولة، فهي موجودةٌ في عددٍ من الدول.
المحاور: إذن المقصود هنا أن هذا الجانب يُضيف إلينا قضيةً مهمةً جدًّا، وهي العناية بالثقافة النفسية المتعلقة بالدعم النفسي، وقضية التشخيص، فحين يلجأ الناس لهذه الدورات وأمثالها، ويستفيدون منها من خلال الأُسَر أو المجتمع عمومًا؛ نستطيع أن نُساعد أنفسنا وأجيالنا، ونُقَصِّر الزمن المُتعلق بطول هذه القضايا، وتكون عندنا مهارةٌ تُسمى: بالتحويل، أو الإحالة إلى المُختص.
وأنا في ظني أن الذي يحضر هذه الدورة يستفيد كثيرًا، ولو كانت مثلًا معلوماتها بالنسبة لأهل الاختصاص قليلةً، لكنها بحد ذاتها مقدماتٌ مهمةٌ.
الضيف: هي مفاتيح.
المحاور: مفاتيح تُساعد على أن يكون لنا دورٌ إيجابيٌّ لمحاولة الاكتشاف المُبكر، والسعي في التخفيف من وطأة المشكلات، والإحالة والمساعدة فيها.
الضيف: وفيها أيضًا محاولة لفهم حقيقة المشكلة النفسية، فإذا فهم الإنسان أصبح لديه حماسٌ أكثر في قضية الفهم الذي يُساعده على تقديم المساعدة.
المحاور: مثل ماذا المحاولة في هذا الباب؟
الضيف: يعني: من الأشياء المهمة مثلًا القلق، وهو من الأمراض النفسية المُنتشرة، حتى يُسمونه: "العملاق"؛ لكثرته.
المحاور: هو رقم واحدٍ عالميًّا.
الضيف: نعم، فنعرف مثلًا: ما أسباب القلق؟ وما أعراضه؟ وكيف تتعامل مع الشخص الذي عنده قلقٌ؟ وأيضًا ماذا يحتاج منك هذا الشخص القَلِق؟ وكيف تُساعده إلى أن يقتنع بالذهاب إلى الطبيب أو الأخصائي النفسي ليتلقى العلاج؟
أيضًا ما الخلل الذي حصل في الدماغ حتى حدث هذا القلق؟ وما دور هذا الدواء في تخفيف هذا القلق؟
ويكفي أن تعلم أن هناك دواءً اسمه: مضاد للقلق، وشريحةٌ من الناس لا يعرفون هذا، فكما أنك تأخذ مضاداتٍ للالتهابات، هناك أيضًا مضادٌّ للقلق.
وفي هذه الدورات حقيقةً تبسيطٌ لبعض المعلومات العلمية الطبية النفسية؛ حتى يستطيع الإنسان أن يفهم ويُساعد مَن حوله.
طبعًا من الأشخاص المُستهدفين في الدورة: الذين يعملون في وظائف وتحتهم عددٌ كبيرٌ من الناس، مثل: مشرف الإسكان، ورئيس القسم، والوكيل، أو المساعد، أو مدير المكتب، وقائد المدرسة، ومسؤول الأمن: إما في الأمن العام، أو في شركات الأمن، فمثل هؤلاء يكون تحتهم عددٌ كبيرٌ من الناس.
المحاور: لنشر الثقافة.
الضيف: غير نشر الثقافة، فقد يكون بعض الأشخاص الذين يعملون تحت يده وفي عمله يحتاجون إلى مثل هذا الشيء.
المحاور: جميلٌ.
أسأل الله أن يُوفقك ويُبارك فيك أستاذ عبداللطيف، حقيقةً إطلالةٌ جيدةٌ، وخاتمةٌ طيبةٌ حول هذا الوعي الجميل الجديد.
لذا نحن نحتاج إلى جهود أهل الاختصاص أمثالكم في نشر هذا الأمر بين الناس، وهي دعوةٌ للجميع للاستفادة من هذه البرامج التي تُقدمها اللجنة الوطنية، أو عمومًا في البلاد الأخرى فيما يتعلق بالمُسعفات النفسية الأولية.
أشكرك أستاذ عبداللطيف، وأسأل الله أن نلقاكَ على خيرٍ.
كنا مع الأستاذ عبداللطيف المقرن حول الدعم النفسي.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم السعادة في الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.