المحتوى
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأُسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ، حياكم الله أيها الإخوة والأخوات مع حلقةٍ جديدةٍ من برنامجكم الأسبوعي "أسس التربية" من قناتكم قناة "زاد" العلمية.
هذا اللقاء له طابعٌ آخر، حيث سيُشاركنا فيه اثنان من طلاب الجامعة من بلاد المسلمين المختلفة، وبعنوانٍ يتناسب مع هذا الإطار، ألا وهو "عالمية التربية".
فحيَّاكم الله أخي: محمد بن سليمان أدراغو من دولة بوركينا فاسو.
ومحمد خير الصالح من دولة أندونيسيا.
وجزاكما الله خيرًا، لو عرفتُمانا بأنفسكما، يُعطيكما العافية، تفضلا.
التعرف على الضيفين
محمد بن سليمان: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعدُ، فأنا محمد بن سليمان أدراغو من دولة بوركينا فاسو، طالبٌ في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.
المحاور: في كلية؟
محمد بن سليمان: في كلية الشريعة والقانون.
المحاور: حيَّاك الله.
وأنت يا أخي محمد خير تفضل.
محمد بن خير: الحمد لله، اسمي: محمد خير الصالح من دولة أندونيسيا، ودرستُ في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في دراسات قرآنية، تربية.
المحاور: أهلًا بكما ومرحبًا، وسعداء بكما جدًّا، وأنتما -ما شاء الله- من حفظة كتاب الله، وهذه فرصةٌ ثمينةٌ أن نُحلق معكما من خلال كلام الله ، وكذلك من خلال اهتمامكما بالتربية، وأنتما كلاكما متزوجان، وكذلك اهتمامكما بالتربية الإسلامية، وفي نفس الوقت أنتما من الطلاب المُجتهدين، أسأل الله أن يُبارك فيكما، وينفع بكما.
ماذا نفهم من مصطلح "عالمية التربية"؟
أخي محمد، وأخي محمد الآخر، حين نقول: "عالمية التربية" ماذا يدور في ذهنك حول هذا المصطلح أو هذا العنوان؟
محمد بن سليمان: "عالمية التربية" هي الأسس التي يحتاجها كل العالم لضبط السلوك وتربية النَّشء والناس، ونشأتهم على نحوٍ أفضل.
المحاور: جميلٌ.
محمد بن خير: كما قال الشيخ محمد أدراغو، طبعًا كل الناس يحتاج إلى التطور والنَّشأة في الفكر كذلك.
المحاور: هل هذا الأمر تجده في بلادك؟ يعني: هناك اهتمامٌ وشعورٌ بالحاجة إلى التربية فعلًا؟
محمد بن خير: نعم، الحمد لله.
المحاور: يعني: هناك شعورٌ بهذا؟
محمد بن خير: الحمد لله، وكذلك هذه الفترة طبعًا لدينا (web site) خاصٌّ بنا، وطلاب الجامعة أكثرهم يتحمَّسون ويُسجلون في هذه البرامج التربوية.
المحاور: فيما يتعلق بتربية الأبناء.
محمد بن خير: نعم.
المحاور: يعني: هم متزوجون؟
محمد بن خير: نعم.
المحاور: هناك شعورٌ بالمخاطر والتَّحديات؟
محمد بن خير: نعم.
المحاور: يبدو مع الانفتاح الإعلامي وما يتعلق بذلك.
محمد بن خير: صحيحٌ.
المحاور: هذا عندكم موجودٌ بشكلٍ كبيرٍ؟
محمد بن خير: موجودٌ والحمد لله.
المحاور: وأنتم كذلك أخ محمد؟
محمد بن سليمان: نعم، لا شكَّ أن المجتمع بحاجةٍ إلى التربية؛ لما يُواجهه من الانفتاح وغيره من الأمور التي لا تُناسب الشريعة، وكلٌّ يحاول أن يُربي أولاده وأسرته على منهج الإسلام، وعلى سنة رسول الله .
المحاور: ذكر الأخ وجود (web site) مُتعلقٌ بهذا الجانب عندهم، والاهتمام به، وكذا أنتم هل هناك شيءٌ مثلًا يُؤكد فعلًا الشعور بالحاجة والاهتمام والعناية بالتربية؟
محمد بن سليمان: صحيحٌ، يوجد شعورٌ وعنايةٌ بالتربية؛ ولذلك الدعاة الذين تخرَّجوا -مثلًا- في الجامعة الإسلامية من مشايخنا لهم دروسٌ ومواعظ فيما يتعلق بهذا الجانب.
المحاور: يهتمون بالقضايا التربوية؟
محمد بن سليمان: نعم.
المحاور: رائعٌ جدًّا، يعني: هي ليست فقط دروسٌ علميةٌ من المتون الخاصة مع أهميتها، وإنما هناك عنايةٌ بقضايا التربية وتربية الأبناء والاهتمام بها، وكذلك عندكم في بلادكم من خلال العلماء والمشايخ وطلاب العلم والأساتذة، جميلٌ.
إذن هذا الذي نقصده أيها الأحبة الأكارم فيما يتعلق بقضية عالمية التربية، فالتربية هَمٌّ يشترك فيه الجميع، ولا شكَّ أنه يجب على المسلمين من باب أولى أن يهتموا اهتمامًا كبيرًا بهذا؛ لأنهم ينتمون إلى المعين الصافي الذي لا يَنْضَب، ألا وهو الكتاب والسنة.
التربية تزكيةٌ وتطهيرٌ وإنعامٌ
لعلك تُذكرنا بآيةٍ وأنت من حفظة كتاب الله حتى يكون مدخلًا جميلًا أخي محمد، تفضل، لو تتلو علينا ما بين يديك، حفظك الله.
محمد بن سليمان: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:1- 10].
المحاور: فتح الله عليك، وبارك الله فيك: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا، هذا جوابٌ؟
محمد بن سليمان: للقسم.
المحاور: والله ما يُقسم إلا بعظيمٍ، لماذا اخترتَ هذه الآية أخي محمد؟
محمد بن سليمان: في الحقيقة اخترتُ هذه الآية لما قرأتُ في كتب التفاسير: ككتب الشيخ عبدالرحمن السعدي وتعليقاته على قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا، يقول: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا أي: طهَّر نفسه وزكَّاها وربَّاها على ما فيه خيرٌ.
المحاور: جميلٌ، إذن هنا معنى التربية والتزكية.
محمد بن سليمان: فيُشير إلى التركيز على التربية.
المحاور: أحسنتَ، أنت الآن تُؤكد هذا المعنى الذي جاء في الآية، والذي نريده في التربية، ألا وهو: التزكية والتطهير والإنعام.
محمد بن سليمان: نعم.
المحاور: جميلٌ، غير ذلك، في مقابل ذلك.
محمد بن سليمان: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا هو الذي ألقى نفسه في الشهوات، وأرجعها إلى ما يُسيئها، ولا يُحسن إليها.
المحاور: جميلٌ، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على ما تليتَ، وما وضَّحتَ، هذه آيةٌ عظيمةٌ جدًّا، حينما يُقسم الله ، ثم نحن نقول: أين نحن من هذه التزكية؟
ولذلك ينبغي أيها الإخوة في جميع بلادنا أن نحرص على هذه التزكية والتطهير، وإذا لم يكن هذا الأمر هدفًا في الأسرة فلن تكون هذه الأسرة ناجحةً في بناء أبنائها وأجيالها.
ماذا يعني لك أيضًا أخي محمد حين تتكلمون في أندونيسيا عن موضوع التربية والتزكية، وعن الأسرة؟ ماذا يعني لكم هذا المصطلح "التربية"، وخاصةً "التربية الإسلامية"؟ ماذا يمكن أن تقول حول هذا المصطلح؟
محمد بن خير: لا بد أن نبني أسرةً في البداية، وبعد ذلك الولادة، لا بد أن نحتاج إلى التربية الأخروية.
المحاور: وما هدف ذلك؟
محمد بن خير: الهدف الأول هو الزوجة.
المحاور: لا، ما هدف هذه التربية؟
محمد بن خير: الهدف هو تنمية الأهل وتربيتهم.
المحاور: هل الأُسر مُنتجها واحدٌ فيما يتعلق بالأبناء، أو تختلف أسرةٌ عن أسرةٍ؟
محمد بن خير: لا، يختلف.
المحاور: وهذا الاختلاف أتى بسبب أن هناك أسرةً تحرص على التربية، وأسرةً لا تحرص على التربية، وهناك أسرةٌ تُنْشِئ أبناءها بتربيةٍ إسلاميةٍ، وأسرةٌ بعيدةٌ عن التربية الإسلامية.
وأظن أن هذا في كل بلادكم، وكذلك بالنسبة لنا، وهناك فروقٌ بين أسرةٍ وأسرةٍ، يعني: هناك مَن نجح في التربية.
محمد بن خير: لكن التربية الأولى هي تربية الأم، وهذا خاصٌّ للأولاد، وأما قبل الأم فالزوجة.
المحاور: أنت الآن فتحت موضوع الزوجة، ولا تُتصور أي تربيةٍ أسريةٍ إلا وتكون قائمةً على قضية الزواج، فهلَّا ذكرتنا بآية الزواج -حفظك الله- وتلوتَها أخي محمد، جزاك الله خيرًا، تفضل.
قضية الزواج
محمد بن خير: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَوَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:20، 21].
المحاور: فتح الله عليك؛ لماذا اخترتَ هذه الآية، حفظك الله؟
لو حلَّقتَ بنا حول المعنى الواضح البيّن في هذه الآية فيما يتعلق بقضية الزواج السعيد وغير السعيد، والزواج الناجح وغير الناجح، ماذا تقول بناءً على البيئة والبلد التي تعيش فيها؟
محمد بن خير: لأن الزوجة طبعًا من الأمور المهمة جدًّا، خاصةً في التربية.
المحاور: تقصد: الاختيار؟
محمد بن خير: نعم؛ لأن بالزواج نستطيع أن نبني أسرةً.
المحاور: قال: لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً.
محمد بن خير: نعم.
المحاور: ماذا تفهم أخي محمد من هذه الآية؟
يعني: الآية ماذا تُعطينا في قضية الزواج؟
محمد بن خير: لأن بعد الزواج يا شيخ نحن نستطيع أن نُفرق بين الزواج وعدم الزواج؛ بعد الزواج نستطيع أن نجعل قلوبنا مُطمئنةً.
المحاور: يعني: الزواج الذي هو على شرع الله .
محمد بن خير: من آيات الله الزواج.
المحاور: أنت الآن مُتزوجٌ منذ كم؟
محمد بن خير: الحمد لله، تزوجتُ قبل خمس سنوات.
المحاور: كان عمرك خمسًا وعشرين سنةً.
محمد بن خير: عمري حينذاك أربعٌ وعشرون، ودخلتُ إلى خمسٍ وعشرين.
المحاور: أنتم في مجتمعكم الزواج بهذا العمر مقبولٌ؟
محمد بن خير: مقبولٌ جدًّا، وهناك أقلّ من ذلك.
المحاور: هناك أقلّ من ذلك، ما شاء الله! تبارك الله! وهل شعرتَ بالفرق بين ما قبل الزواج وما بعد الزواج؟
محمد بن خير: فرقٌ كبيرٌ جدًّا.
المحاور: فرقٌ في ماذا؟
محمد بن خير: الفرق في الاطمئنان.
المحاور: ومحمدٌ يضحك.
محمد بن خير: الاطمئنان في القلب يا شيخ، ماذا قال؟ سكينة، ورحمة، ومودة.
المحاور: ألا يمكن أن تتصور أنه يمكن أن يأتيك شخصٌ مُتزوجٌ، لكنه لا يشعر بالسكينة والمودة والرحمة؟
محمد بن خير: هذا يمكن بقلة التربية له.
المحاور: يا سلام عليك!
محمد بن خير: لأن طلب العلم يُساعد على تربية الزوجة والأولاد.
المحاور: إذن نحن هنا نقول: إذا كان عندك تعليقٌ محمد على هذه النقطة أيضًا من خلال بيئتكم، وشكرًا لك أخي.
تفضل يا شيخ، أنتقل من الشرق إلى عمق أفريقيا.
أنتم من أين في أفريقيا بالضبط؟
محمد بن سليمان: في بوركينا فاسو.
المحاور: أين تقع بالضبط؟
محمد بن سليمان: تقع في غرب أفريقيا.
المحاور: في الغرب مباشرةً.
محمد بن سليمان: لا شكَّ أن موضوع الزواج أمرٌ مهمٌّ في الحياة، وقد أمر الله به، والنبي دعا إليه، فلا شكَّ أن الزواج خيرٌ.
المحاور: أين دعا إليه النبي ؟
محمد بن سليمان: دعا إلى الزواج.
المحاور: يعني: ماذا قال؟
محمد بن سليمان: النبي يقول: يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج[1]أخرجه البخاري (5065)، ومسلم (1400)..
المحاور: أنت تزوجتَ وعمرك كم يا محمد؟
محمد بن سليمان: تزوجتُ وعمري تقريبًا أربعٌ وعشرون سنةً.
المحاور: يعني: قريبًا من عمر صاحبك، وهل هذا عندكم شائعٌ؟
محمد بن سليمان: موجودٌ، وأقلّ من ذلك.
المحاور: لكن الأكثر؟
محمد بن سليمان: الأكثر في عمري.
المحاور: والأكثر عندكم عمرك أو أكبر؟
محمد بن خير: على حسب المنطقة.
المحاور: ما شاء الله! أنتم في أندونيسيا أعدادكم ضخمةٌ جدًّا.
محمد بن خير: نعم.
المحاور: ما شاء الله! تبارك الله! طيب، هل وجدتَ فرقًا بين حالةٍ سابقةٍ وحالةٍ لاحقةٍ؟
محمد بن سليمان: في الحقيقة وجدتُ فرقًا كبيرًا.
أولًا: الزوجة في الحقيقة -كما ذكر الأخ- تُسبب لك الطمأنينة والراحة، وهي تُساعدك في الكثير من الأمور؛ تُساعدك في حياتك الاجتماعية، وغير ذلك من الأمور.
المحاور: إذن موضوع الزواج هو نعمةٌ عظيمةٌ جدًّا، فإذا استطاع الإنسان أن يُحقق هذا الزواج والسكن والمودة والرحمة؛ لأنه -كما قلنا- هناك ربما مَن يتزوج لكنه لا يشعر بهذه النتيجة، ويكون مثلما قال الأخ الكريم، والسبب في ذلك هو: عدم إقامة هذا الزواج والأسرة على التربية التي تُساعد في تحقيق هذا الأمر.
هل عندك شيءٌ حبيبي؟
محمد بن خير: أنا لدي شيءٌ عجيبٌ يُطبق الآن في بلادنا أندونيسيا -الحمد لله- خلال هذه الفترة القريبة جدًّا، وهو برنامج قبل الزواج للتربية الخاصَّة لمَن يريد أن يتزوج.
المحاور: ممتاز.
محمد بن خير: وهذه التربية في مدة ثلاثة أشهر تقريبًا.
المحاور: ثلاثة أشهر بواقع كم؟
محمد بن خير: وبعد هذا.
المحاور: ثلاثة أشهر؟
محمد بن خير: يوميًّا، وأظن، والله أعلم.
المحاور: يأخذ تأهيلًا لمدة ثلاثة أشهر كي يأخذ ماذا؟
محمد بن خير: شهادة، ومَن حصل على هذه الشهادة يجوز له أن يتزوج.
المحاور: إلزامي.
محمد بن خير: إلزامي.
المحاور: ما شاء الله! منذ متى هذا القرار؟
محمد بن خير: هذا القرار طُبِّق خلال 2019م.
المحاور: يعني: قريبًا.
محمد بن خير: قريبٌ جدًّا.
المحاور: هناك مَن يدعو إلى مثل هذه القضية، ويرى أنها مهمةٌ، وأنت تقول الآن: أصبحت إلزاميةً.
محمد بن خير: أصبحت إلزاميةً.
المحاور: قبل ذلك كانت اختياريةً؟
محمد بن خير: نعم.
المحاور: لكن كانت هناك برامج تُقام؟
محمد بن خير: نعم، ولكن هذه البرامج -ما شاء الله- ممتازةٌ.
المحاور: لا شكَّ، وأنا أعرف إحدى الجهات المُهتمة بموضوع الأسرة والزواج زوَّجوا ودرَّسوا للذين زوَّجوهم من الذكور والإناث، وتابعوهم لمدة سنةٍ كاملةٍ، فوجدوا أن هؤلاء الذين أعطوهم توعيةً أسريةً كانت نسبة الطلاق في السنة الأولى لا تتجاوز 1%.
وكان هذا الأمر تأكيدًا على أهمية وجود التوعية والتأهيل المُسبق للزواج؛ حتى يعرف الزوج أنه مُقبلٌ على ماذا؟ والزوجة مُقبلةٌ على ماذا؟ ويعرف كيف يتفاهم الزوج مع الزوجة؟ وهكذا.
هل هذا موجودٌ في بلادكم أو في مجتمعاتكم المحلية؟
محمد بن سليمان: في الحقيقة عندنا يختلف الأمر عما ذكره الأخ في أندونيسيا، عندنا لو أن المرأة أرادت أن تتزوج فأمها هي التي تقوم بتوجيهها فيما يتعلق بمسؤولية الزواج والأمور التي يطلبها الزوج، فالأم هي التي تُعلم المرأة.
المحاور: وهذا عُرفٌ سائدٌ؟
محمد بن سليمان: عرفٌ سائدٌ.
المحاور: ومُطبَّقٌ فعلًا، هل يُتصور أن القضية أصبحت مثل الواجب على الأمهات؟
محمد بن سليمان: هذا ضروريٌّ.
المحاور: وبالنسبة للزوج.
محمد بن سليمان: والزوج كذلك، لكن في جانب الزوج ليس بكثيرٍ، أما الزوج فالأب يأمره: أنت الآن تدخل في حالةٍ تختلف عن الحالة التي كنتَ عليها من قبل، فلا بد أن تعرف أنك صاحب مسؤوليةٍ، وستكون مُتزوجًا، وسيأتيك الأولاد، ولا بد أن تهتم بزوجتك: بمعيشتها، وكسوتها، ورعايتها سلوكيًّا، وغير ذلك. فالأب يأمر الولد بذلك.
المحاور: ألا ترى يا محمد أن وجود مثل هذا الاتجاه حتى لو لم يكن إلزاميًّا -ولو كان اختياريًّا- أنه إضافةٌ مهمةٌ جدًّا في مجتمعاتكم؟
محمد بن سليمان: في الحقيقة فكرةٌ جميلةٌ، وإن شاء الله سوف أطرحها للشيخ.
المحاور: لعلك تُدخلها -بإذن الله - ويُستفاد منها.
هل تلقيتَ ذلك فعلًا؟
محمد بن سليمان: في هذا الأمر؟
المحاور: قبل الإقبال على الزواج، أو قرأتَ، أو ماذا؟
محمد بن سليمان: لا، اليوم الذي تزوجتُ فيه تجمع عليَّ الكثير من الشيوخ وكبار السن، وقالوا: الآن أنت يا محمد أمرك يختلف عن الأيام الماضية.
المحاور: وهل قرأتَ شيئًا من قبل واستعددتَ؟
محمد بن سليمان: نعم، قرأتُ بعض الكتب.
المحاور: وأنت يا محمد؟
محمد بن خير: لا بد.
المحاور: هل دخلتَ دورةً أو لم تدخل دورةً؟
محمد بن خير: لم أدخل دورةً؛ لأنني كنت مُتخرجًا من المعهد، والمعاهد الإسلامية عندنا -الحمد لله- تهتم بشأن الزواج.
المحاور: في المناهج؟
محمد بن خير: نعم في المناهج.
المحاور: ما شاء الله! هذا مما يُساعد على أي حالٍ في هذا الجانب.
أنا أقول: أيها الإخوة الأكارم، لما يقول الله : لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21] هذا هو معيار الزواج الناجح أيها الأحبة الأكارم، بمعنى: أنه إذا لم يتحقق السكن النفسي والمودة والرحمة في أركان هذه الأسرة فهذا الزواج ليس الذي يُراد شرعًا وتحصل من خلاله الأهداف الرائعة من خلال زوجين مُتحابين ومُتعاونين فيما بينهما في قضية تربية الأبناء.
لذلك لا نستغرب أبدًا حينما نجد في بعض المجتمعات -حتى لو كانت من الناحية المالية، أو من ناحية السمعة، أو من ناحية الشهرة- أن تكثر فيها مثلًا نسبة الطلاق، وما شابه ذلك؛ لأنه إذا لم يتحصل الزوج من زواجه على السكن والمودة والرحمة، وكذلك الزوجة لم تتحصل على ذلك لن يكون هناك دوامٌ مهما كانت الظروف المادية مُواتيةً، ومهما كانت الظروف الأخرى الحياتية مُتوفرةً.
هذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا؛ ولذلك كما قال أهل التخصص أيها الأحبة: إنه لا يجتمع أمرٌ وحاجةٌ للنفس البشرية فيها الدافعان -الدافع العضوي والنفسي- كما يحصل في الزواج؛ الدافع العضوي فيما يتعلق بإشباع الغريزة الجنسية، والدافع النفسي فيما يتعلق بالسكن والراحة والطمأنينة التي عبَّرتما عنها.
هذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا، وإذا كان لديكما أي تعليقٍ قبل أن ننتقل إلى نقطةٍ أخرى أخي محمد.
محمد بن سليمان: المجتمع لا يمكن أن يكون ناجحًا بدون تربيةٍ حسنةٍ، ويبدأ من الزوجة الصالحة، فإذا وُفِّقت بالزوجة الصالحة فسترى أن الحياة تتغير نحو الأفضل، وسيأتيك أولادٌ صالحون، بإذن الله.
المحاور: ما التوجيه النبوي الذي حصل فيما يتعلق بقضية اختيار الزوجة؟ تُذكِّرنا بذلك.
محمد بن سليمان: ثبت عن النبي فيما يتعلق باختيار الزوجة أنه قال: تُنْكَح المرأة لأربعٍ، فذكر منها: لمالها، أو لجمالها، أو لحسبها، أو لدينها، وذكر في النهاية: فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك[2]أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466)..
المحاور: إذن الدين أولى من غيره.
محمد بن سليمان: الدين أولى من غيره.
المحاور: لو تعارض الدين مع قضية المال ماذا سيُقدم عندئذٍ؟
محمد بن سليمان: لا بد أن نُقدم جانب الدين.
المحاور: بلا شكٍّ، لكن لو اشترك الاثنان.
محمد بن سليمان: فهذا خيرٌ عظيمٌ.
المحاور: عظيمٌ جدًّا.
وهذه قضيةٌ من القضايا المهمة، فهل تجد هذا في مجتمعك في اهتمام الأُسر والشباب؟
بالتأكيد هناك تفاوتٌ، لكن ما تعليقك حول الواقع المُتعلق باختيار الزوجة من خلال التوجيه النبوي الذي ذكرتَه؟ بارك الله فيك.
محمد بن سليمان: في الحقيقة يختلف؛ مثلًا: الذين درسوا في المدارس الإسلامية، وتخرَّجوا فيها أغلبهم يُركزون على جانب الدين والجمال، بخلاف الآخرين الذين قد يُركزون على الجمال أكثر من الدين.
ولا شكَّ أن الذي ركَّز على الجمال غالبًا يندم، وقد رأينا هذا كثيرًا، فالذي كان يقول: أنا أحتاج إلى كذا وكذا، أخيرًا سيندم، ويقول: يا ليتني لم أتزوج هذه!
المحاور: يعني: أنت لاحظتَ الفرق بين الفئتين؟
محمد بن سليمان: نعم، جدًّا.
المحاور: فيما أعرف أنك كنت إمام مسجدٍ وخطيبًا، ولك ارتباطٌ بالمجتمع، فأدركتَ هذا الفرق؟
محمد بن سليمان: نعم، أدركتُ هذا الفرق.
المحاور: جميلٌ، هل ترى نفس الشيء في هذه القضية يا شيخ؟
محمد بن خير: أغلب الناس هكذا يا شيخ، لا يهتم بالدين، وإنما بالجمال فقط؛ ولذا قبل أن أدخل في هذه الجامعة كان عندي عملٌ في بعض الشركات، ورجلٌ صاحبي وقريبٌ جدًّا تزوج فقط لأجل الجمال، والآن صار نادمًا؛ لأنه طلَّق.
المحاور: لأجل جمالها فقط، أم أنه يختار الجمال ضمنًا؟ فالأمر الحمد لله.
محمد بن خير: الجمال بمرور الوقت سيذهب.
المحاور: لكن قصدك مثلما قال الأخ: هناك فئةٌ لا تجعل لقضية الدين وزنًا؛ فلذلك تحصل مُصادمةٌ.
إذن هذه من القضايا الأساسية أيها الإخوة والأخوات كما ذكر النبي : فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك، فصاحبة النَّسب والمال والجمال هذا أمرٌ طبيعيٌّ، وإذا اجتمعت هذه الأمور فهذا خيرٌ على خيرٍ، لكن لا تنسى قضية الدين، يقول بعضنا: الدين -إن شاء الله- ملحوقٌ عليه، يمكن أن تُصبح امرأةً خيِّرةً بعدما نفوز بها. ولكن هذه تكون عندئذٍ طامَّة.
وما دُمنا قد تكلمنا عن قضية اختيار الزوجة، طيب، أيضًا اختيار الزوج، فهل الأُسر عندكم يهتمون أيضًا بقضية: إذا أتاكم مَن ترضون خُلُقَه ودينه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريضٌ[3]أخرجه ابن ماجه (1967)، والترمذي (1084)، وحسنه الألباني.؟ فهل هذا موجودٌ أم بنفس التقسيم السابق؟
محمد بن سليمان: نفسه؛ لأنك كطالبٍ قد تتقدم في خطبة بنتٍ ما، لكنك لا تملك شيئًا، فالأسرة ترى أنك فقيرٌ، فيقولون: سبقك واحدٌ.
المحاور: وقد لا يكون أحدٌ سبقك.
محمد بن سليمان: وقد لا يكون.
المحاور: يريدون أن يتخلصوا منه.
محمد بن سليمان: يريدون أن يتخلصوا منك فقط، فالحقيقة هذه أيضًا فتنةٌ موجودةٌ.
المحاور: لا شكَّ.
محمد بن سليمان: إنك قد ترى التي تُعجبك، لكن لكونك فقيرًا قد لا تحظى بها.
المحاور: وماذا في أندونيسيا؟
محمد بن خير: الحمد لله، أعطاني الله وسيلةً، وكنتُ حينذاك ما عندي مالٌ، فقط دعوتُ الله في آخر سجودي في صلاة الليل.
المحاور: يا سلام!
محمد بن خير: الله أكبر! سنةً كاملةً وأنا أطلب هذا من الله، فقد طلبتُ أولًا حجًّا مجانيًّا، ثم عمرةً مجانيةً.
المحاور: وتيسر الحج والعمرة؟
محمد بن خير: الحمد لله، تيسر كل شيءٍ.
المحاور: والزواج.
محمد بن خير: أنا دعوتُ هذا مُرتبًا، وفي الأخير ذهبتُ إلى السعودية.
المحاور: طيب، محمد.
محمد بن خير: مباشرةً يا شيخ -الحمد لله-، نفس الوقت هذا كاملًا.
المحاور: ولكن المُعاناة التي ذكرها محمدٌ ليست عندكم كذلك.
محمد بن خير: مثل هذا كذلك.
المحاور: يعني: كما قلنا قبل قليلٍ: إن كثيرًا من الأزواج يهتمون بالجمال أكثر من الدين، هل أيضًا الأُسر تهتم بالجانب المادي أكثر من الدين؟
محمد بن خير: هذا موجودٌ كذلك.
المحاور: ولذلك نقول: إن هذه الصورة في الحقيقة أيها الإخوة تُرشدنا إلى ضرورة العناية بتربية الأسرة على الدين والقيم، واختيار مَن يخاف الله ويتقيه، فهو الذي سيُساعد، وأظن أن الخير سيأتي معه.
جاء في سياق آية الزواج: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ [النور:32]، ماذا قال الله؟ يُغْنِهِمُ اللَّهُ [النور:32]، مَن هم هؤلاء؟
الذين يريدون الزواج، لكن ليسوا بأغنياء أو فقراء.
محمد بن خير: ولكن المشكلة عادةً تأتي من أسرتنا يا شيخ.
المحاور: ولذلك توعية الأسرة بهذه المبادئ مهمةٌ جدًّا.
محمد بن خير: الأب والأم عادةً لا يهتمون بهذا الأمر.
المحاور: ونذكر حديث النبي يا محمد: ثلاثةٌ حقٌّ على الله عونهم وذكر منهم: والنَّاكح الذي يريد العفاف[4]أخرجه الترمذي (1655)، وحسنه الألباني.، فنضع هذه القضية في أذهاننا.
اسمحوا لنا بفاصلٍ أيها الإخوة الأكارم.
فاصلٌ ونواصل، حيَّاكم الله.
الفاصل:
كلكم راعٍ
كلماتٌ قصيرةٌ تحمل بين طيَّاتها تنبيهًا وتحذيرًا خطيرًا، وتُوجه حواسنا ومداركنا إلى دورنا الحقيقي الذي سنُحاسَب عليه: كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته[5]أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829)..
فمن أهم أدوارنا الجديرة باهتمامنا في هذه الحياة: التركيز على مسؤوليتنا تجاه رعيتنا، فالآباء والأمهات لهم الأثر الأعظم بعد الله في مستقبل الأبناء والأجيال؛ لذلك خصَّهم النبي بالذكر فقال: والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولةٌ عن رعيتها[6]أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829)..
إن الأبناء زهرة الحياة، وقُرة أعين الآباء والأمهات، وبصلاحهم ودعائهم تُرفع الدرجات في الآخرة، ولكن يجب أن نُدرك أن ذلك مرهونٌ بحُسن تربيتهم، وصلاح نشأتهم.
فهنا كان لزامًا علينا البحث عن أبرع الطرق وأفضل الأساليب في التربية والتوجيه؛ ليكون أبناؤنا في قابل الأيام مصدر بِرٍّ وسعادةٍ لنا، وسواعد خيرٍ وبناءٍ للمجتمع والإنسانية.
المحاور: حيَّاكم الله أيها الإخوة والأخوات، وعودًا حميدًا مع عالمية التربية الإسلامية، ومع الضيفين الكريمين: محمد سليمان، ومحمد صالح، من بوركينا فاسو، وأندونيسيا.
مرحبًا بكما، وسُعداء بكما.
هدف التربية
لو أسمعتنا من الآيات التي اخترتها لنا أخي محمد، تفضل.
محمد بن خير: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
المحاور: بارك الله فيك، وفتح الله عليك.
لماذا اخترتَ لنا هذه الآية أخي؟
محمد بن خير: اخترتُ هذه الآية لأن فيها لماذا لا بد أن نُربي ونُراعي أهلنا؟ هذا هو الأول؛ كي ننجوا من النار طبعًا.
المحاور: الله أكبر! إذن هدفٌ أساسيٌّ في التربية: أننا نقي أنفسنا وأهلينا من نار الله .
محمد بن خير: وهذا لا بد بالتربية.
المحاور: وعندما نستحضر أيها الإخوة هذه القضية لا شكَّ أننا عندئذٍ نسعى جاهدين إلى أنهم لا يقعون فيما يُغضب الله ، صحيحٌ يا محمد؟
محمد بن سليمان: نعم.
المحاور: الله ماذا قال في مقابل ذلك في الآية الأخرى؟
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21]، هل لك تعليقٌ على الآيتين يا محمد؟
محمد بن سليمان: لا شك أن هذه الآية التي قرأها الأخ تدل على أن التربية لا يمكن أن تكون إلا بالطرفين: نفسك وأولادك، فإذا ربَّيتَ نفسك على التربية الإسلامية لتكون ناجحًا في تربيتك لا بد أن تُربي أهلك وأولادك وأُسرتك على نفس التربية.
المحاور: والمُلفتُ -وعفوًا على المُقاطعة- في الآية التي قرأها الأخ والآية الثانية، ماذا قال الله؟ وَالَّذِينَ آمَنُوا، قال أولًا: آمنوا هم بأنفسهم، ثم قال: وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ يعني: أثَّروا على أبنائهم، وهذا يدل على أهمية أن نعدَّ نحن كأزواجٍ أنفسنا بأننا نبدأ بذواتنا وأنفسنا ابتداءً.
محمد بن سليمان: إصلاح الذات.
المحاور: إصلاح الذات، ثم إن فاقد الشيء لا يُعطيه، والذي يملك الشيء هو الذي يُعطيه، وهذه قضيةٌ مهمةٌ جدًّا، وهي إشارةٌ مهمةٌ جدًّا للتأكيد على قضية تربية النفس، ومن ثَمَّ تربية الأهل والأسرة.
لعلك تقرأ الآيات التي لديك أخ محمد، تفضل.
محمد بن سليمان: لعلي أقرأ الآية التي وردت في سياق ذكر صفات الرحمن في سورة الفرقان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان:74].
المحاور: الله أكبر!
محمد بن سليمان: في هذه الآية ذكر الله صفات عباد الرحمن، وذكر صفاتٍ كثيرةً، لكن ذكر أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يهتمون بذُرياتهم؛ فلذلك يقولون: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، فالزوجة والذُّرية إصلاحها مُتعلقٌ بسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ ولذلك الأنبياء كانوا يهتمون بهذا الجانب.
المحاور: ونقتدي بالأنبياء.
محمد بن سليمان: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الممتحنة:6].
المحاور: أجمل ما يشعر به الإنسان ويجلب لنفسه السعادة هو حينما.
محمد بن سليمان: يرى أولاده وأُسرته في خيرٍ وسعادةٍ.
المحاور: حينما يرى زوجته وأولاده على خيرٍ يرضاه الله .
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء السعداء.
محمد بن سليمان: وهذه من بشارات الإنسان في هذه الدنيا قبل الآخرة.
المحاور: رائعٌ، ثم قال: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
محمد بن خير: طبعًا: كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته[7]أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829)..
المحاور: يا سلام!
محمد بن خير: الأول الذي سيُسأل عن هذا هو الإمام والزوج.
المحاور: ولذلك الزوج مسؤولٌ؛ لأنه محل القدوة، وما يراه الأبناء من الأب والأم سيُقلدونه.
محمد بن خير: هم يُلاحظون كثيرًا يا شيخ عن كل الأمور.
المحاور: أنت الآن عندك أولادٌ يا محمد؟
محمد بن خير: الحمد لله، رزقني الله بولدٍ، وزوجتي مُتخرجةٌ في جامعةٍ حكوميةٍ، وهي قليلةٌ جدًّا في جانب الدين طبعًا، ولكن -الحمد لله- علمناها، ومع مرور الوقت حفظتْ تقريبًا خمسة أجزاء.
المحاور: ما شاء الله! هذا دور الزوج؛ ولذلك نحن نقول: لا بد أن تكون الأسرة مؤسسةً تربويةً، وليس صوابًا أيها الإخوة أن تكون المدارس والجامعات والمراكز هي المؤسسات التربوية، فأول مؤسسةٍ تربويةٍ ما هي يا محمد؟
محمد بن خير: الأسرة.
المحاور: ولذلك الأسرة لا يمكن أن تنجح إذا كانت متروكةً من غير أهدافٍ، فلا بد أن تهدف هذه الأسرة بطريقةٍ سليمةٍ، وعلى الدرجة الأولى في العلاقة بين الزوجين، وكذلك تربية الأبناء.
لعلك تُسمعنا الآية الأخيرة الثالثة أخي محمد.
محمد بن سليمان: وكذلك أقرأ الآية التي وردت في سورة آل عمران، لما ذكر الله قصة نوحٍ وآل إبراهيم وآل عمران ختم بقوله تعالى: إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [آل عمران:35].
المحاور: لماذا هذا الاختيار أخي؟
محمد بن سليمان: اخترتُ هذه الآية لأن الله ذكر إبراهيم ونوحًا وذكر الأصفياء من البشر، ثم بعد ذلك ذكر قصة امرأة عمران، وأنها نذرت أن الذي في بطنها سيكون لوجه الله، يعني: تهديها لله ، تكون خادمةً للدين، فدلَّ على أنها كانت تهتم بالتربية قبل مجيء الولد.
المحاور: الله أكبر! هذا يُؤكده أيضًا حينما يأتي الرجل أهله، ماذا جاء التوجيه؟
محمد بن سليمان: النبي أمرنا عندما يأتي الرجل أهله أن يقول: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان، وجنّب الشيطان ما رزقتنا، فقُضي بينهما ولدٌ لم يضرَّه[8]أخرجه البخاري (141)، ومسلم (1434).، فالإنسان يدعو الله أن يحفظه وما سيرزقه من الذُّرية.
المحاور: وكان بعض السلف أخي الكريم يتمنى أن يكون له أبناء مِلْء هذا المكان يستعملهم الله في طاعته.
محمد بن سليمان: نعم، صحيحٌ.
المحاور: وذُكر شيءٌ من هذا القبيل عن عمر بن الخطاب ، وغيره كذلك.
يعني: هذه النية التي ننويها في أبنائنا حينما تكون خالصةً، ولا إشكالَ أن يكون ابنك طبيبًا أو مهندسًا، ولكن حينما تقول: أنا أريد أن يكون طبيبًا مُصلحًا وصالحًا ومُصليًا، استحضار هذه النية أظن يا محمد تُوافقني عليها، ففرقٌ بين استحضارها وعدم استحضارها، كذا؟
محمد بن سليمان: صحيحٌ.
المحاور: نعم.
بارك الله فيكم أيها الإخوان، وجزاكم الله خيرًا.
قضية الإنجاب
كيف هذا الموضوع في ثقافة بلدكم؟
هل الأمر كما يُقال فعلًا: هناك حرصٌ على تزوَّجوا الودود الولود، فإني مُكاثرٌ بكم الأمم كما قال النبي [9]أخرجه أبو داود (2050)، وقال الألباني: حسنٌ صحيحٌ.، أو عكس ذلك؟
محمد بن سليمان: نحن على هذا النَّهج.
المحاور: ما شاء الله! أظن أن عندكم التَّعدد أيضًا عادي جدًّا؟
محمد بن خير: التَّعدد.
المحاور: مشكلةٌ.
محمد بن خير: ليس مشكلةً يا شيخ، ولكن بعض الناس لا يُريدونه.
المحاور: تختلف من مناطق إلى مناطق.
محمد بن خير: تختلف.
المحاور: لكن الإنجاب كيف؟
محمد بن خير: هذا تُحدده الحكومة، لكن أنا نفسي أريد كثرة الأولاد، ولا أريد أن أُحدد.
المحاور: وهذا هو الجانب الشرعي بلا شكٍّ.
محمد بن خير: على الأقل أريد أن أُحدد لنفسي اثنين وعشرين.
المحاور: اثنان وعشرون من امرأةٍ واحدةٍ؟!
محمد بن خير: ولو قدَّر الله يُؤتيني زيادةً.
المحاور: حتى لا تسمعنا الزوجة فتُصبح بينكما مشكلةٌ، لكن هي عاقلةٌ -بإذن الله-، الله يجزيكم الخير.
ماذا عن هذا الموضوع حبيبنا؟
محمد بن سليمان: عندنا إذا تزوجت يأتي الأولاد بلا تأخيرٍ.
المحاور: وقضية الجانب المالي مُؤثرةٌ في الموضوع؟
محمد بن سليمان: لا، عندنا لا علاقةَ للجانب المالي.
المحاور: سبحان الله! حتى مع الفقر؟!
محمد بن سليمان: حتى الذي ليس موظفًا -يعني- يتزوج ويأتي بالأولاد.
المحاور: ولا شكَّ أن هذا هو الأصل.
محمد بن سليمان: هذا هو الأصل: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا [هود:6]، كل هذه الأمور الله تكفَّل بها.
المحاور: رؤيتكم أخي محمد فيما يتعلق بحاجة الأسرة إلى العناية بحدود الله والقيام على هذه الحدود بالأوامر فعلًا، وفي النواهي تركًا، أيش توجيهك حبيبنا؟
محمد بن خير: هناك قصةٌ رائعةٌ جدًّا في الأسرة من أبٍ إلى ابنه، وهي قصة لقمان، فالتوجيه الأول الذي ألقاه لقمان لابنه: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، هذا هو الأساس الأول، وهو النَّجاة من الشرك.
المحاور: إقامة التوحيد.
محمد بن خير: لو نجا من هذا -إن شاء الله- سيكون سالمًا، هذا كل شيءٍ.
المحاور: رائع.
وما رأيك في أن تتلو علينا الآيات أخي محمد ما دمتَ أشرتَ إلى قضية لقمان ووصيته لابنه، وفيها وصايا كبيرةٌ تتناسب مع هذه القضية المتعلقة برعاية حدود الله ، هل يمكن أن تتلو علينا بصوتك الجميل؟
محمد بن خير: نعم.
المحاور: تفضل.
محمد بن خير: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان:13- 19].
المحاور: فتح الله عليك، وبارك الله فيك، آياتٌ عظيمةٌ، وصايا من أبٍ لابنه، ماذا تقول يا محمد؟
محمد بن سليمان: لا شكَّ أن القرآن يشمل كل أسس التربية، ولو نظرنا إلى هذه الآيات نظرةً لطيفةً:
أولًا: الله يأمر بالتوحيد، وهكذا سُنن الأنبياء.
المحاور: ولذلك لا بد من رعاية الفطرة: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30]، ما هي؟
محمد بن سليمان: هي توحيد الله .
المحاور: ما من مولودٍ إلا يُولد على الفطرة[10]أخرجه البخاري (1358)، ومسلم (2658)..
محمد بن سليمان: فلذلك عندما نرى أن لقمان يأمر ابنه بالتوحيد فهذا يدل على أن الواجب على ربِّ الأسرة أن يهتم بتحقيق التوحيد في الأسرة في نفسه وأُسرته؛ لكي يكون ثابتًا؛ لأن العقيدة الصحيحة هي الركيزة، ثم بعد ذلك تأتي الأمور الفرعية.
ولو نظرنا في قصة وصية لقمان لابنه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ فأمره بإقامة الصلاة، فلا شكَّ أن مَن حقق التوحيد وأقام الصلاة في أوقاتها، فلا بد أن تربيته تربيةٌ حسنةٌ، صلَّى الصلوات في أوقاتها، وبدون تأخيرٍ، وبدون تقديمٍ، فلا بد أن سلوكه سيكون مُنضبطًا.
المحاور: وهذه التوجيهات ليست موجودةً إلا في التربية الإسلامية.
محمد بن سليمان: نعم، صحيحٌ.
المحاور: وخلافها عكس ذلك، ليس هناك اهتمامٌ بالتوحيد أصلًا، وليس هناك اهتمامٌ بالصلاة، وهذه ميزة التربية الإسلامية عن بقية التربية.
محمد بن سليمان: وكذلك قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199]، فإذا كنت صاحب مسؤوليةٍ فلا بد أن تأمر وتنهى، فبالأمر والنهي يتم ضبط السلوك: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، فلا بد من ضبط السلوك بالأمر والنهي، فالإنسان قد يُخطئ فتُعدله بأمرٍ، وقد يكون على الصواب فتُثبته على ما هو عليه.
المحاور: وهذا الدور أيضًا دورٌ تربويٌّ مطلوبٌ من الأب تجاه أولاده، وأيضًا هنا يذكره أهل الاختصاص أخي محمد -وكذلك أخي محمد الآخر- فيما يرتبط بقضية رعاية نمو الطفل وحماية الأسرة، فهي مؤسسةٌ تربويةٌ لا بد أن تكون هي المؤسسة الأساس في العناية بها، وأيضًا حفاظها على الفطرة، وهي قضية التوحيد.
كذلك الطفل نستطيع أن نُعلمه، ألم يقل النبي : يا غلام، إني أُعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك[11]أخرجه الترمذي (2516)، وصححه الألباني.؟ مَن هو؟
عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لما كان رديف النبي .
ويقول لعمر بن أبي سلمة الذي طاشت يده في الصَّحْن: سَمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك[12]أخرجه البخاري (5376)، ومسلم (2022)..
فإذًا هذا التعليم هو رعايةٌ للطفل في نموه الديني، والعقلي، والاجتماعي، والنفسي، يقول لذاك الطفل: يا أبا عُمير، ما فعل النُّغَير؟[13]أخرجه البخاري (6203)، ومسلم (2150).، ويُشاركه الجانب الوجداني، وما شابه ذلك.
طيب، نحن في اللمسات الأخيرة لحلقتنا، فإذا كان لكما أي نماذج إيجابيةٍ أو توصياتٍ من خلال ما قرأتُماه، أو من خلال مجتمعكما المحلي، تفضلا، المجال مفتوحٌ للأخوين الكريمين.
عندك شيءٌ يا محمد ترغب أن تقوله؟
محمد بن خير: أنا سمعتُ قصة أنس بن مالك حينما أتيتْ به أمه إلى رسول الله ليخدمه؛ لأنها لم يكن عندها شيءٌ، فهذه -ما شاء الله- تربيةٌ ربانيةٌ طبعًا.
المحاور: الله أكبر! مَن الذي عرض الخدمة؟
محمد بن خير: أمه.
المحاور: الأم نفسها وبادرت، وكانت ذكيةً، فاستطاعت أن يكون ابنها خادمًا للنبي ، وخدمه عشر سنين.
محمد بن خير: عشر سنوات، ولم يجد "أف" مرةً.
وبعض الصحابة يسأل عائشة رضي الله عنها: كيف كان خُلُق النبي ؟ فقالت: "كان خلقه القرآن"[14]أخرجه أحمد في "المسند" ط. الرسالة (25302)، وقال مُحققوه: "إسناده صحيحٌ على شرط الشيخين"..
المحاور: الله أكبر! بأبي هو وأمي .
وأنت هنا تجعلنا نُؤكد على دور الوالدين، وخاصةً الأم، فكثيرٌ من العلماء ورجالات الأمة كانت قضية توجيه الأم لها دورها، من الأئمة الأعلام: كالإمام أحمد وغيره، فكانت الأم تدفع بابنها إلى الحِلَق، وتذهب به إلى صلاة الفجر، وتَكِدُّ عليه من أجل أن يطلب العلم، هكذا تكون أمهاتنا، جزاهن الله عنا خيرًا.
تفضل محمد إن كان هناك أيضًا تعليقٌ.
محمد بن سليمان: لو رجعنا إلى الدول التي نحن عليها أو نحن فيها نرى أن الأم لها دورٌ كبيرٌ جدًّا في تربية الولد، فعندنا الأصل أن الأم هي التي تكون المرجع الأصلي للولد، فمثلًا: لو أراد الطالب أو أراد الولد أو الشاب أن يفعل شيئًا يستشير أمه دائمًا، فهي المرجع الأصلي، فإذا كانت الأم مُتربيةً على الخير فستُرشد ابنها إلى الخير، بخلاف ما لو كان الأمر عكس ذلك.
المحاور: بارك الله فيك أخي محمد، وشكرًا لك محمد بن سليمان على هذه المُشاركة والإطلالة الطيبة.
محمد بن سليمان: جزاك الله خيرًا.
المحاور: ونراك -بإذن الله- تُوجه في هذا الجانب في بلادك حين تعود على خيرٍ.
محمد بن سليمان: بإذن الله تعالى.
المحاور: وهكذا محمد بن خير بن صالح.
محمد بن خير: جزاك الله خيرًا.
المحاور: شكر الله لكما، وقد حلَّقنا في عالم بوركينا فاسو، وفي عالم أندونيسيا، حول التربية والزواج والأسرة.
أسأل الله أن يجعل في هذا اللقاء فائدةً ونفعًا للجميع.
أيها الإخوة الأكارم شكرًا لكم، ونلتقي على خيرٍ الأسبوع القادم.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
↑1 | أخرجه البخاري (5065)، ومسلم (1400). |
---|---|
↑2 | أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466). |
↑3 | أخرجه ابن ماجه (1967)، والترمذي (1084)، وحسنه الألباني. |
↑4 | أخرجه الترمذي (1655)، وحسنه الألباني. |
↑5 | أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829). |
↑6 | أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829). |
↑7 | أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829). |
↑8 | أخرجه البخاري (141)، ومسلم (1434). |
↑9 | أخرجه أبو داود (2050)، وقال الألباني: حسنٌ صحيحٌ. |
↑10 | أخرجه البخاري (1358)، ومسلم (2658). |
↑11 | أخرجه الترمذي (2516)، وصححه الألباني. |
↑12 | أخرجه البخاري (5376)، ومسلم (2022). |
↑13 | أخرجه البخاري (6203)، ومسلم (2150). |
↑14 | أخرجه أحمد في "المسند" ط. الرسالة (25302)، وقال مُحققوه: "إسناده صحيحٌ على شرط الشيخين". |